رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
يتذكر مرة واحدة تم نقاش هادئ بينهما.
ترك هاتفه ورد عليه ببرود تام جعله يستشاط ڠضبا أكثر من السابق
إيه اللي عملته! أنا عملت الصح اللي أنت مش فاهمه أنا بقى فاهم كويس واللي عملته دة لمصلحتك.
صاح به پغضب وعصبية حادة متخلي عن جميع محاولاته في تهدئة ذاته بسبب طريقة والده المتعالية وكأنه هو وحده من يفكر ويتخذ قرارات صواب
نهض فاروق واقفا قبالته بحدة وعصبية متخلي عن بروده نهائي وصاح مردفا بعصبية غاضبة ولهجة مشددة حازمة ساخرا منه ومما يريده
صمت لبرهة ملتقط أنفاسه وأكمل بتهكم ساخرا
هي دي أحلامك اللي أنا يا حرام مفتري وواقف قصادها لو دي أحلامك يبقى بلاها منها خالص تغور أحلامك كفاية أني سمعت كلام امك ووافقت أنك تدخل شرطة..
بقولك إيه متجيبش سيرة رنيم مرات عصام قولتلك مفيش بيني وبينها حاجة وبطل تغلط فيها عشان زي ما قولت هي مرات اخويا وملهاش دعوة باللي حصل كله مش كل شوية هتفضل تغني في نفس الحوار دة لكن لو على كلية الشرطة اللي دخلتها فدي أحسن حاجة حصلت في حياتي كلها اللي بايظة بسببك وأروى اللي بتتكلم عليها أنا مش شايفها غير زي سما مش أكتر أنت بقى شوف اللي يعجبك مش هعمل حاجة من الهبل اللي عاوزه د..
اخرس خالص اللي بقوله مش هبل أنت ابني وهتعمل اللي أنا عاوزه ڠصب عن عينك مش بمزاجك.
القى جواد ما كان فوق المنضدة أرضا بعصيية شديدة مسيطرة على عقله تعميه وصاح بعناد وضيق
أسرعت جليلة متمسكة بذراع فاروق قبل أن يفعل شئ آخر وتمتمت بنبرة متوسلة باكية ضعيفة حزينة على كل ما يحدث ل عائلتها
سار جواد متوجه نحو الخارج تارك المنزل بأكمله وعقله يستشيط ڠضبا
باندفاع لما يحدث معه..
جلست جليلة فوق المقعد الذي خلفها بتعب شديد غير قادرة على التحدث واضعة يدها فوق صدعيها والاخرى فوق قلبها شاعرة بثقل كبير به غير قادرة على التقاط أنفاسها..
أسرعت سما مقتربة منها بقلق والخۏف تملك منها تمتمت متسائلة بړعب وتوتر
طالعها هو الآخر بوجه شاحب قلق عليها خوفا من أن يحدث لها شئ سئ وبادر بالاتصال بالطبيب طالبا منه المجئ مسرعا حاملا إياها فوق ذراعيه بقلق متوجه بها نحو غرفتهما.
في نفس الوقت..
وقفت رنيم أمام المرآه الخاصة بغرفتها في ذلك المنزل المهجور الذي لم تعلم عنوانه متذكرة رعبها من عصام ما أن دخلت المنزل وسؤالها الأحمق عندما توقفت بړعب طغى على قلبها
ع... عصام هو أنت قررت
زي ما قولت امبارح وجايبني عشان هنا.
طالعها يضيق مستنكر من حديثها الأبله الغير متفرغ له الآن فغمغم بتهكم ساخرا
عادت بذاكرتها لواقعها وحركت رأسها معترضة بحزن وضيق ودموعها سالت من عينيها بحزن
لأ لأ مينفعش اعمل كدة لأ انا مش كدة مش مينفعش يا رنيم تتحولي كدة هتبقي مش رنيم اللي عارفاها.
حتى لو هو راح خلاص بسببه اكيد دة الاحسن ليه كان هيجي يلاقي أمه بيحصل فيها كل دة ولا ابوه شخص مچنون زي عصام لأ طبعا هو دة الأحسن ليه.
جففت دموعها برفق بعدما نفضت من عقلها جميع أفكارها الشيطانية تماما التي كانت ستلوث نقاءها وبراءتها.
أسرعت تجذب هاتفها وقامت بالأتصال على محسن الذي سرعان ما آتاها صوته اللعوب ونبرته الخبيثة
الو يا ست رنيم هانم اخيرا لما افتكرتي أن في ورانا شغلانة مهمة عاوزين ننفذها وأنا أخد فلوسي وأخلع.
تغاضت عن طريقته معها وتمتمت مردفة بتوتر
ب... بص يا محسن أنا كنت مكلماك عشان اقولك على حاجة مهمة.
أسرع مغمغما بلهفة وحماس والطمع يملأه
اه طبعا قولي انفذ امتى حددي المعاد بس وانا هنفذ وهعرف مكانه فين بالظبط وكله هيتم على نضافة وانتي تورثي وانا أخد حقي زي ما اتفقنا.
قطعته معترضة بضعف وضيق شاعرة يضياع عقلها وأفكارها بين الخطأ والصواب حقيقتها الطيبة والأخرى التي اكتسبتها من قسوته عليها
لا يا محسن مش مكلماك عشان كدة أنا عاوزة اقولك أن خلاص الغى الاتفاق وانسى انك شوفتني وانسى اي حاجة قولتهالك شوف فلوسك اللي عاوزها منه بس بعيد عني.
ضحك مقهقها بصخب ورد عليها بتهكم ساخرا
والله ضحكتيني انتي اكيد لقيتي