رواية ونس بقلم سارة مجدي
دموعها بسبب ذلك حتى أنها تشعر بدوار حاد فمنذ ما حدث في الجريدة هي لم تأكل شيء ضمت ملابسه إليها وأستنشقت عبيرة المميز وعيونها تناظر صورته من خلف غيمة دموعها ثم تركت كل شيء في مكانه وقررت أن تذهب إلى المطبخ تأكل أي شيء حتى تستطيع الصمود والتفكير بشكل عقلاني وبخطوات مترنحه سارت في الممر. حتى نهايته ومرت في الصالة دون أن تنتبه لوجوده كان يتابعها بقلق ليقف بلهفه حين أصطدمت بباب المطبخ وسقطت أرضا تتأوه پألم ليقترب منها وهو يقول_ مش تركزي
لم يعلق على كلماتها وساعدها في النهوض لتسير معه بهدوء والرؤية مشوشة بالكامل ليقول هو_ أنت تعبانه
أومأت بنعم وصوتها يكاد يصل لأذنه_ مأكلتش حاجة من ساعه إللي حصل
ليرفع حاجبه پصدمة وأجلسها على الأريكة وقال بهدوء يصل حد البرود عكس تماما من يشعر به من ألم في قلبه _ أقعدي وأنا هجبلك حاجة تكليها ولا أنت عاملة حسابك ټموتي هنا علشان تجبيلي مصېبه
يقف في منتصف المطبخ وضع يديه على خصره ويحاول التنفس بانتظام حتى يهدء من ضربات قلبه السريعة ألما عليها وعلى تلك النظرة التي ذبحته لكن ليس بيده شيء هي من حطمت تمثال الحب وهي من أختارت ذلك الطريق نفخ الهواء من صدره وبدء في تحضير شيء خفيف لها وخرج بين يدية صحن من الشطائر وكوب عصير ووضعهم أمامها بصمت وجلس على الكرسي الجانبي
إلى الصحن والعصير والدموع تتجمع في عيونها لكنها بصمت أيضا أخذت الصحن وبدأت في الأكل. كان من يراه يظنه ينظر إلى هاتفه لكنه كان يتابعها هي. يدها التي تمسك الشطيرة فمها الصغير الذي يلوك الطعام وكم يبدوا شهيا أمام عينيه لكنه ورغم صدره الذي كان يرتفع وينخفض بقوة إلا أن وجهه خالي من أي تعبير
نظر إليها بعيون غاضبة لكنه لم يظهر ذلك الڠضب على ملامح وجهه وقال بهدوء_ أيه إللي غير رأيك مش كنتي خاېفة يتقبض عليكي
أومأت بنعم وهي تكمل كلماتها موضحه_ عايزة أكفر عن غلطي في حقك لو سجني هيردلك حقك أنا موافقه
من داخله يشعر بالسعادة أنها تفكر فيه لكنه قال ببرود_ الحكايه مش بس سجن ده فيه كمان غرامة مادية وأنا المحامين بتوعي مش هيطلبوا أقل من مليون
أومأ بنعم رغم أن بداخله ڼار تحترق بمجرد تخيلها داخل الأسوار الحديدة بين القتلة واللصوص وفتيات الليل ليأخذ نفس عميق وهو يغادر المقعد ويقف أمامها لا يفصل بينهم سوا تلك الطاوله الصغيرة وقال_ أعملي إللي أنت عايزاه يا ونس لكن لازم تعرفي حاجة مهمه جدا أنا مش هوايتي أذية الناس ولا إني أشوف ألامهم ووجعهم ده إللي بيفرح قلبي قرارك ده بتاعك والبيت هنا مفتوح أهو مقفلش بابه في وشك
وفتح الباب وخرج ظلت تنظر إلى الباب بالدموع. هو لم يشجعها ولا ينهاها عن تنفيذ فكرتها هو لم يتمسك بها ولم يظهر أنه قد باعها لكن من الواضح أنه قد زهدها وذلك ألمها أكثر لتعود إلى البكاء من جديد وهي تقول لنفسها بتوبيخ _ من أمتى وأنت ضعيفة كدة من أمتى وأنت سلاحک بس الدموع والأستسلام من أمتى يا ونس من أمتى
وكان هو يقف خلف الباب يشعر بالأختناق كل ما يحدث حوله حقا يجعله يشعر أن روحه تختنق لكنه غادر سريعا حين وصله صوت بكائها وهمهمات لم يفهم منها شيء لكن قلبه يؤلمه خرج من المصعد وكأن عفاريت العالم تطارده. ليتأكد عبد الصمد أن الشقه الأن مسكونه ليغلق الأغنيه التي لا يتوقف عن أستماعها للست وأدار محول الراديو على إذاعة القرآن الكريم وهو يقول_ السماح يا أهل السماح لا تأذوني ولا أذيكم
إنتهى من عمله وغادر مكتبه متوجها إلى مكتبها طرق على الباب برفق ثم فتح الباب حين سمع صوتها يسمح له بالدخول وحين تقابلت عيونهم قال_ أنا خلصت خلصتي علشان أوصلك ولا لسه عندك شغل
لتقول بابتسامة شاكرة_ هو أديم كلمك
أومأ بنعم وقال بصدق_ متقلقيش أنا جمبك وأصلا بيتي قريب من بيتك جدا لو حصل أي حاجة مجرد رنه منك خلال دقيقة هكون عندك
لتحمل حقيبتها وهي تغادر مقعدها خلف المكتب وقالت بمحبه_ نرمين محظوظة بيك بجد ربنا يوفقكم
ليقول بابتسامة عاشقة _ أدعيلي توافق عليا.
سارت بجواره وهي تقول بمرح_ وهي