الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية ونس بقلم سارة مجدي

انت في الصفحة 64 من 80 صفحات

موقع أيام نيوز


تدبحيني بسکينه تلمه كده ليه
وظل سؤاله معلق في الهواء دون إجابه لكن دموعها كانت ټغرق وجهها وتجعلها تريد أن ترتمي بين ذراعيه تعتذر منه تتوسله أن يغفر لها ذنبها وخطيئتها لكنها تعلم جيدا أن ذلك الإعتذار لا يفيد بشيء ولن يغير من الآمر شيء بل بالعكس قد يفتح الچرح من جديد عندما أعطاها قلبه دون تردد وهي أخذته ووضعته أسفل قدميها ودعست عليه بحذائها دون مبالاه حتى أدمته ظل ينظر إليها والألم يتجلى على ملامحه بوضوح لكنه تركها ودلف إلى غرفته وأغلق الباب خلفه بالمفتاح وكأنه يريد أن يخبرها ألا تقترب 

ألقى بأغراضه فوق الطاولة الصغيرة وخلع الجاكيت وحذائه وألقى بنفسه في وسط السرير يبغى بعض الراحه لكن عطرها كان ينتظره هناك بين وسادته والشرشف ليغمض عينيه بقوة وهو يروي شوقه إليها بأستنشاقه عبيرها الذي يسكن ألام روحه وقلبه. ورغم عن كبريائه وكرامته أنحدرت دموعه. وكأنها شلال لا يتوقف. وصوت بداخله يقول پألم _ الكل لفظك الكل لا يريدك. الكل لا يراك. أنت نكره يا أبن الصواف نكره
ويبكي كطفل صغير تائه من أمه في مولد كبير مزدحم. ولا أمل له في أن يجدها أو يعود إلى بيته يوما ما حتى غلب النوم همه. وأغمضت عينيه رغم أنها لم تتوقف عن البكاء
وبالخارج كانت تجلس ونس على الأريكة هي الأخرى تبكي وكلماته تترد بداخل أذنها _ ليه غدرتي بيا يا ونس 
وظلت هي بينها وبين نفسها تكرر نفس السؤال. ليه ماذا أستفادت الأن. لا شهرة ولا مجد ولا ترند. والشرطة تبحث عنها. وخسړت القلب الكبير الملقب ب أديم الصواف لكن بماذا يفيد كثرة الأسئلة. وما حدث قد حدث. ولن يتغير شيء. وليس بيدها إعادة الزمن والتوقف قبل كل هذا. وظلت هي الأخرى تبكي حتى غلبها النوم على الأريكة. .
يشعر پغضب شديد أن ما قالته شاهيناز لأديم مؤلم ولا يتحمله أي رجل. وخاصه أنه قيل أمام الجميع أنها لم تهتم للفضيحه أو لچرح الكرامه والرجوله التي سوف تسببه له. كم هي سيدة أنانية لا تفكر إلا بنفسها فقط. هل حفاظها على لقب عائلة الصواف يستحق كل هذا الألم التي سببته لنفسها ولبناتها ولأديم. لماذا أذا هو من أجل سالي مستعد أن يضحي بأسمه. وماله وعمره لماذا دائما المظاهر الخداعة

وحديث المجتمع عنا هو ما يفرق معنا أكثر ممن نحب حتى وأكثر من أنفسنا
دلفت سالي إلى الغرفة بعد أن أفتقدت وجودة بالأسفل. هي تعلم أنه لم يتركها إلا بعد أن أطمئن لصعود والدتها إلى الغرفة لكنها أصبحت تشتاق لوجوده. لا تشعر بالأمان إلا وهي ترى عينيه. وألا تريد أن تعرف هل نجحت في أختبار اليوم هل أحسنت التصرف خاصه بعد حديثها مع والدتها
ظلت واقفه في مكانها تتذكر ما حدث بعد أن أنهت حديثها مع دادة مجيدة. وأتفقا على كل شيء. أقتربت سالي من والدتها وقالت بهدوء_ مامي من فضلك إحنا محتاجين إننا نعمل كل حاجة على الأصول. نرمين تستحق ده. حضرتك فكري في الموضوع زي ما ديما بتفكري فيه أسم الصواف مش عايزين حد يتكلم علينا خصوصا بعد الأخبار إللى أتنشرت في الجرايد ومواقع التواصل.
نظرت إليها شاهيناز بعيون حزينه لكنها تحمل الكثير من الڠضب. ثم وقفت تنظر إليها وهي تقول_ أنا مبقاش عندي بنات. وعمري إللي ضاع. ضاع هدر. سراج خسرني كرامتي. وأنتو ضيعتوا كل تعبي ومكنتوش دوى لچروحي. أعملوا إللي أنتوا عايزينه ومتقلقوش أنا هكمل لكم الصورة ولأخر مرة. ومن بعد جواز نرمين مش عايزة أي حد منكم
وغادرت بعد أن ألقت على نرمين نظرة جعلت دموع الأخيرة تنحدر بحسرة لتضمها سالي إلى صدرها وهي تقول_ متعيطيش أنت عروسة ولازم تبقي أسعد بنت في الدنيا
_ بنت
قالتها نرمين ببعض السخرية لتقول سالي بتأكيد_ أيوة طبعا وأحلى بنوته في الدنيا
ثم دفعتها حتى تصعد إلى الأعلى وهي تقول_ يلا أطلعي بقى مسكاتك وأملي البانيو كده وأسترخي
أومأت بنعم وصعدت إلى غرفتها وحين ألتفتت إلى الخلف لم تجد حاتم فصعدت إلى غرفتها
عادت من ذكرياتها على لمسة يده لوجنتها وهو يقول_ مالك يا حبيبتي
أبتسمت إبتسامة صغيرة وقالت بأستفهام_ أخد كام من عشرة النهاردة
_ 100 من عشرة. أنت النهاردة كنت الأخت الكبيرة إللي نرمين محتاجها. ودعمتي أديم إللي والدتك ظلمته بدون سبب.
أومأت بنعم وهي تقول_ أنا خاېفة عليه جدا ومن ساعة ما دخل الأوضة مخرجش وبجد نفسي أروح أطمن عليه. بس مش عارفة هيبقى تصرف صح ولا لأ.
ربت على كتفها وهو يسير بجانبها حتى يجلسها على السرير وقال بعد عدة ثوان من التفكير_ سبيه لوحده وبكرة كلنا نطمن عليه
ثم دفعها برفق حتى تذهب إلى الحمام وقال برفق_ خدي دش سريع وتعالي نامي شوية علشان وراكي يوم طويل بكرة
أومأت بنعم ونفذت ما قاله بصمت وحين غادرت الحمام بهيئتها المهلكة دون أي مجهود منهتمددت جواره في السرير
 

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 80 صفحات