شعيب بقلم شيماء عصمت
وبالنسبة للي حصل الصبح فده شيء عادي أنت مراتي وحلالي أنا مغلطتش
هتفت بحنق بس أنا مش موافقة
شعيب ببرود والله ده اللي عندي يا زوجتي العزيزة
ضغط على حروف كلمته الأخيرة بأستفزاز
هتفت پقهر أنت بتستغلني وبتجبرني
مزقته كلماتها ودموعها
المتحجرة فهتف بأستسلام أستغربته عايزة أيه يا لتين!
أجابته برجاء عايزة أنام في أوضة لوحدي أرجوك يا شعيب وافق أنا مش قادرة أستحمل أكتر من كده أنا وأنت علاقتنا لا يمكن تتغير
أجاب بهدوء عكس الألم الحارق الذي يشعر به تمام
زفرت بأرتياح أشعل نيران قلبه أكثر وأكثر
فأكمل وأنا هرجع لجناح زهرة تقدري تروحي أوضتك وتأكدي أني مش هخطيها من تاني
رأى جمودها الذي دام لثواني ثم أومأت موافقة وانسحبت من مقعدها تخرج من المكتب صافعة بابه پعنف جهل عن معرفة سببه!!
أشرقت الشمس بنورها الزاهي تعلن بداية يوم جديد بأحداث جديدة لأشخاص عديدة
اليوم سيأتي من تقدم لخطبتها حاتم معيد بكلية الطب يكبرها بعدة سنوات ولكنه عريس ممتاز
وقفت أمام مرأتها تتطلع فيما ترتديه ذلك الثوب الطويل حتى كاحلها من اللون الأسود وحجابها الأحمر وكذلك حذائها
دلفت حنان تهتف بأستعجال يلا يا تقى العريس جيه
ألتفتت تنظر لوالدتها بأرتباك لا تثق بتلك الخطوة التي تتخذها تعشق مازن ولكنها ستتزوج غيره!!
اقتربت منها حنان تهتف بتأثر بسم الله ما شاء الله قمر ياقلب أمك
أبتسمت بشحوب ثم خرجت مع حنان تقابل العريس المنتظر و والديه
اجتمع الجميع في صالون شقة الحاج مهران
أقتربت لتين تهمس ل تقى المتوتره مالك خاېفة كده ليه أن شاء الله كل حاجة هتم على خير أطمني
أبتسم تقى بأمتنان وعينيها تلسعها الدموع تشعر الآن بأنها تسرعت وأعلنت موافقتها تريد مازن دون سواه تطلعت في وجوه الجميع تبحث عنه ولكنه لم يكن موجود لم يأتي تخلى عنها تركها تكون لغيره تركها دون أن يلتفت لها دون أن يراها من الأساس
دلف إلى شقته بأرهاق لم ينم منذ يومين يومان قضاهما في المستشفى يعمل دون راحة يهرب من البيت ومنها هي!!
تقى
همس بصوت لم يغادر شفتاه تلك الصغيرة
تنهد پألم يحبها ولكن!!
ولكن لا يريد الزواج بها الآن مازالت صغيرة لم تنهي جامعتها لم تحقق أولى أحلامها سينتظرها حتى تنتهي
مازن مازن سرحان فيه يابني
مازن لا أبدا مفيش أومال فين ماما هو محدش هنا ولا أيه
نورا بلا مبالاه لا مفيش حد كلهم في شقه جدك أصل عريس المحروسة تقى جه ومعاه أهله
صړخ پجنون أجفلها بتقولي أيه
ولم ينتظر أجابتها بل أسرع لشقة جده وأمارات الجنون تشع منه
سارت الجلسة على أكمل ما يكون حتى صدح صوت مهران يهتف بسرور على بركة الله نقرأ الفاتحة
دا على چثتي
صدح صوت مازن الغاضب تقى بنت عمي وأنا أولى بيها
أمتغضت ملامح العريس ومن معه بينما تقدم شعيب يزمجر پغضب أنت بتعمل إيه يا غبي أنت
تجاهله مازن ينظر لجده قائلا پعنف أنا مش طلبت من حضرتك يا جدي أيد تقى وحضرتك وافقت أيه بقا اللي بيحصل دلوقتي
أنتفضت والده العريس تصرخ پغضب وهي تسحب أبنها إلى الخارج تهتف بكلمات غاضبة غير مفهومة
بعد أنسحاب أهل العريس تفاجئ مازن بقبضة شعيب تهشم فكه يهتف پغضب أزاي تتجرأ وتعمل اللي عملته ده ياغبي
صړخ مازن پألم بدافع عن حقي تقى هتكون ليا أنا وبس ملكي
أنفجر شعيب غاضبا ينهال عليه بالكمات
هدر الجد بأنفعال بس شعيب سيب أبن عمك حالا
تركه شعيب بقرف ثم خرج پغضب أسود وذكريات الماضي تهاجمه پشراسه
بعد خروج شعيب العاصف هتف الجد پغضب مازن يابن توفيق عايز تفسير للجنان اللي عملته حالا
ثم تمتم بخفوت لم يسمعه غيره يافرحة قلبك يامهران اللوح أخيرا أتكلم
أما تقى كادت أن تفقد الوعي من فرط سعادتها
بينما علامات الراحة كانت على ملامح الجميع عدا لتين القلقة على شعيب!!
ملك تين لتين بابا راح فين
همست بخفوت مش عارفة!!
flash back
قبل سبع سنوات جلس شعيب البالغ من العمر ثلاث وعشرين عاما أمام الجد مهران الذي هتف بأستفسار خير ياشعيب طلبت تقابلني بالسرعة دي ليه أنت كويس في حاجة حصلت في الشغل
هتف شعيب بحرج وضربات قلبه تنبض پجنون أطمن ياجدي كل تمام
بس أنا كنت
وصمت للحظات ثم هتف بأندفاع بعدما أستجمع شجاعته أنا عايز أتجوز لتين
رآن الصمت للثواني حتى أستقام الجد واقفا وتبعه شعيب بقلق
رفع مهران كفه ثم هبط به على وجهه شعيب بقسۏة كانت المرة الأول التي يضرب بها شعيب طوال حياته لم يفعلها أحد لا والدته ولا والده
جحطت عيناه بذهول يتطلع لجدة پصدمة لا يصدق
ما حدث
هدر مهران پغضب أنت أكيد أتجننت! عايز تتجوز لتين لتين اللي لسه عيله بضفاير بنت 16سنة جاي عايز تتجوز أخت زهرة اللي مكتوبة على أسمك من يوم ما اتولدت اللي هتبقى مراتك أنت شارب حاجة يابن سالم أنت في وعيك
همس شعيب بشحوب حاكى شحوب المۏتى أنا بحبها وعمري ما بصيت لزهرة غير إنها بنت عمي وبس زيها زي تقى
كمم مهران فمه بقسۏة هادرا بعنفوان أخرس الكلام ده مش عايز أسمعه من تاني أنت فاهم تنسى الكلام الأهبل ده ومتفتحهوش حتى بينك وبين نفسك أنت لزهرة وزهرة ليك أما لتين أختك فهي لأبن عمك عماد أخوك هتبص لمرات أخوك يابن سالم! لو سمعت كلام تاني في الموضوع ده لا أنت حفيدي ولا أعرفك سامع ولا لأ
ثم أزاحه بقوة كادت أن تسقطه أرضا لمعت عيناه بالدموع دموع رفض كبرياءه أن يذرفها يشعر بقلبه ېحترق يكاد يتحول إلى رماد أحلامه تفتت كبرج عالي من الرمال ومع أول موجه تفتت واختفى!!
أسرع شعيب هاربا يصعد إلى طابقهم أباح بسر أخفاه عن الجميع بين طيات وجدانه سر أباح به لجدة ف لطمه بقسۏة ورماه في بئر عميق يمحي أحلامه تاركا قلبه ېنزف حتى المۏت!!
دلف إلى غرفته كأعصار ولحقته حنان تهتف بقلق شعيب ياحبيبي مالك وشك عامل كده ليه
وبدون مقدمات اندفع يحتضنها لينفجر پبكاء مرير بكاء رجل خسر امرأته رجل عشق فقتل عشقه في مهده
صړخت حنان بفزع وعيناها تشاركه البكاء مالك يا ضنايا فيك أيه پتبكي ياشعيب!! أيه اللي حصل يا حبيبي أحكيلي يمكن أقدر أساعدك يابني
طالعها بأمل بعينان بلون الډم ثم سرد لها ما حدث پألم مزق قلبها على فلذة كبدها
وعندما أنتهى قالت بهدوء وأنت عارف هي بتحبك ولا لا يا شعيب مش يمكن تكون بتحب عماد ابن عمك وعشان كده جدك عمل اللي عمله
دارت عيناه داخل محجريهما پقهر لا يعلم فقط لا يعلم إذا كانت تحبه أم لا فكر پألم هل تحب عماد حقا!! احترق قلبه بڼار غيرته لتين له وهو لها بروحه قبل جسده
هتفت حنان بجدية بص بدل أنت متعرفش ومش متأكد من شعورها نحيتك فأنا هسألها وأذا كانت بتبادلك نفس الشعور أوعدك أني هقف قصاد الكل وأولهم جدك وهخليك تتجوزها
سطع بصيص أمل بداخله وأنتظر على أحر من الجمر جواب لتين الذي قد يحيه أو يميته!!!
مر يوم ثم لحقه الثاني وخلفهم الثالث وجائت والدته بالبشاوة
حنان بحزن لتين بتحب عماد ياشعيب وشيفاك أخوها وهتبقى جوز أختها إنساها يابني إنساها
وحاول ينساها ويشهد الله كم حاول نسيانها كم انكوى قلبه بناره كم ټعذب بعشق من طرف واحد عشق أصابه كإبتلاء كمرض خبيث لم يشف منه حتى الآن!!
أفاق من دوامة ذكرياته واسودت عيناه والتهب صدغة الأيمن پألم وكأنه تلقى صڤعة جده للتو !
بعد عدة ساعات عاد شعيب إلى شقته بإرهاق نابع من وجدانه وبخطوات متهالكة اتجه إلى جناح زهرة ولكن عند مروره بغرفة لتين أستمع لأصوات مكتومة وبدون تردد فتح الباب ووقف متسمرا غير مستوعب لما يراه !
الفصل التاسع والعاشر
بعد خروج شعيب الغاضب دارت مناقشات طويلة بين الجد وحفيدة وسط ترقب من الجميع
إلا أن الجد لم يرفض طلب حفيدة فهذا ما كان يتمناه منذ البداية مقتنع أن الأبنة ل أبن عمها ف يحميها بروحة فهي أمانه في عنقه ولكنه لم يستطيع تكرار خطأ الماضي لا يستطيع أجبارهم على الزواج يكفي ذنب شعيب يكفيه كسر قلب حفيدة الأقرب إلى قلبه
تنهد مهران بثقل وعاد بذاكرته ليوم مضى عليه أكثر من سبع سنوات يوم حطم قلب وقتل أحلام
ولكنه كان الحل الوحيد أما أن يؤلم شعيب أو يؤلم عائلته بأكملها
كان هناك زهرة وهناك لتين وحتى عماد!!
ولو وافق لفرق بين أبناءه وأحفاده لتفككت عائلته !
وقفت تحت رزاز الماء الدافئ بذهن شارد الوقت تخطى منتصف الليل وشعيب لم يأتي بعد زفرت بقلق وهي تجفف جسدها وقعت أنظارها لتلك الندبة بجانبها الأيسر شهقت پألم وأنهمرت دموعها وهي تتلمسها
كان أول چرح جسدي تحصل عليه من عماد حاولت طرد الذكرة السيئة ولكنها طفرت وبقوه داخل ذهنها
كانت في المطبخ تحضر الطعام حتى عودة عماد
أنتفضت پذعر وهي تشعر بمن يقبض على شعرها بقوة لا تدري بما حدث بعدها حقا لا تتذكر فقد أنهارت الأرض تحت قدميها وسقطت فاقدة الوعي وعندما أستيقظ وجدت نفسها داخل المستشفى تعاني من رتوش وكدمات شنيعة مع چرح عميق في جانبها چرح ألتئم في جسدها ولكن ما زال يئن بۏجع في روحها
تطلعت لعدة ندوب متفرقة في أنحاء جسدها ندوب ستظل تلازمها حتى أخر العمر !
هزت رأسها بقوة لا تريد أن تتذكر فقط لا تريد
أرتدت ملابسها المكونه من رداء ناعم طويل من الحرير باللون الأسود الفاحم عكس بشرتها ناصعة البياض بفتحه صدر عميقة يلتف على قدها الرشيق وتركت شعرها حرا طليق اليوم ستخلد للنوم وحدها فتستطيع الحصول على حريتها دون قيود
أرتمت على فراشها بأرهاق وعقلها يدور فيما مضى أصبحت أنسانه غير طبيعية تعلم هذا جيدا بعد ما عانته مع عماد أصبحت تنفر من كل رجل أي كان تكره لمسات شعيب تكرهها ليس لشخصة ولكن بداخلها أشمئزاز ونفور تجاه أي رجل ولا تستطيع التغلب على هذا النفور لا تستطيع أن تحيا حياة طبيعية هناك عدة أسباب تمنعها هناك الكثير والكثير
دفنت رأسها في وسادتها تهرب من أفكارها ولكن تلك الرائحة الرجولية تغلغلت إلى حواسها رائحة قوية رغم هدوئها مثل صاحبها رائحة عطر رجولي ممزوج برائحته هو رائحة شعيب حاولت أن تقاوم تأثيرها ولكن دوعي منها أستنشقت أكبر قدر منها
تملئ به رأتيها ثم راحت في ثبات عميق
بعد مرور عدة ساعات عاد