الخميس 21 نوفمبر 2024

قلوب ارهقتها الحياة بقلم هناء النمر

انت في الصفحة 1 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

فى أحد صالونات التجميل فى احدى القرى البسيطة فى محافظة المنوفية 
هدى يلا عشان تلبسى الفستان سرحانة فى ايه بس الساعة بقت 6 اوعى تكونى سرحانة
دخلة ايه بس انا قلبى مقبوض اوى 
من ايه 
برده اقولها ايه تقولى ايه بت انتى ابعدى عنى دلوقتى 
أبعد عنك ازاى بس بقولك الساعة بقت 6 والعريس هييجى 8 يعنى يادوب تلبسى وتخلصى مكياج 
صدر صوت فتاة أخرى من خلفهم
ها ايه رأيكم مزة انا صح وحياتك لشباب الفرح كلهم بيجو يخطبونى الليلادى 
ردت هدى پغضب ليلة أمك سودا الزفت ده مش كان ليه بدى لابساه من غيره ليه 

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ردت هدير ليه يادودو بس مش باين حاجة غير نص دراعى 
نعم ياختى ده نص دراعك ورقابتك واكتافك غورى من قدامى ياهدير وروحى البسى البدى مش كفاية الفستان هيتمزع من ضيقه يلا أمشى 
طيب براحة يعنى يرضيكى تنكدى على اختك الصغيرة ليلة فرحك 
وانكد على اللى خلفوكى كمان روحى ياهدير متطلعيش جنانى عليكى 
تدخلت هيام وهى الاخت الثالثة لهما وهى أصغر من هدى أيضا لكن بسنة واحدة بينما هدير أصغر منها بثلاث سنوات
خلاص روحى ياهدير بقى البسى البدى 
يووووه ادينى رايحة ايه الارف ده 
وانتى ياهدى اهدى شوية مش كدة والنبى ده شكل عروسة ليلة فرحها آمال تمريض ايه بقى اللى بيقولوا عليه فاهم كل حاجة 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
حاجة ايه بس هيثم بيحبك وبيموت فيكى كمان ناقص ايه بقى 
أه بيحبنى بس اهله پيكرهونى عما والنبى قفلى على السيرة دى وهاتيلى النيلة ده أما اتنيل البسه 
نيلة وتتنيلى كمان شكلها ليلة منيلة بستين نيلة 
ضحكت هدى على رد أختها هيام فهى أقرب أخواتها لها رغم الاختلاف الواضح فى طريقتى تفكيرهما
فهدى لديها أربعة أخوات هيام وهدير أصغر منها وهايدى وهوايدا أكبر منها فهن بترتيب العمر كالآتي هوايدا ثم هايدى ثم هدى ثم هيام ثم هدير 
هوايدا وهايدى هم المتزوجات فقط هوايدا فقط من لديها اطفال لكن هايدى متزوجة من سنة لكن لم يحدث حمل بعد 
والدهم متوفى منذ أثنى عشر عاما وتولت والدتهن تربيتهن وحدها من ريع محل بقالة انشأته فى الدور الأرضى فى بيتها من مكافأة نهاية خدمة زوجها فى وزارة الأوقاف فقد كان مبلغا بسيطا لأنه توفى قبل أن يصل لسن المعاش
ساعدتها هدى فى مصاريف أخواتها فقد كانت الوحيدة التى تعمل بينهن التحقت بمعهد فنى تمريض وأكملت بعده كلية تمريض وعملت فى أحد المستشفيات الخاصة المرموقة بشهادة المعهد و بمرتب جيد بالإضافة للاكراميات التى تأخذها من المرضى وليس فى يدها فقد كانت هدى ذات كرامة وعزة نفس عالية لا تأخذ مالا من المرضى أو زويهم لكن معظم المرضى يتركون لها مبلغ من المال مع الحسابات وقت خروجهم ولا تعلم به إلا بعد خروج المړيض من المستشفى 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ارتفعت أصوات أبواق السيارات فى الخارج وارتبك المكان دخلت هدير مسرعة وهى تقول
العريس وصل العريس وصل 
خرجت هدى من الباب فى اتجاهها للخارج وخلفها اختيها يساعداها فى الحركة كانت كالملاك فى فستانها الأبيض وحجابها الزهرى الرائع وجدته ينتظرها عند الباب يرتدى بدلته السوداء الجنائزية كما تسميها هدى فهى تكره اللون الأسود جدا 
قبل يدها وساعدها فى ركوب السيارة كانت الفرحة تبدوا على وجهه عكس هدى تماما فقد كانت مهمومة ولا تعلم لماذا 
انطلقوا بالسيارات فى اتجاه استوديو التصوير الفوتوغرافي تم عمل البوم لهما كما يتم فى الافراح ثم اتجهت السيارات للمكان المقام فيه سرادق الفرح فقد صممت والدة العريس على إقامة الفرح أمام منزلهم وليس فى قاعة محترمة بحجة تخفيف المصاريف وزيادة فرحة الاهل وبالطبع الكل ينفذ كلامها وهذا أكثر ما كانت تخافه هدى 
صعدت العروسة والعريس فى اتجاه المكان المخصص لهما بعد ان سلمت على والدتها واخواتها هوايدا وهدير وبدأت أنغام DJ فى التصاعد وبدأ أهل العريس وأهل العروسة فى الرقص
بعد
حوالى ساعة من بداية الفرح بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها من الناس خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم وبدأ ارتفاع الأصوات وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح 
وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها وجدت أنهن فى حالة غريبة لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها 
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها
هو فى ايه مالكم 
صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها 
مالت على إذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش
الناس بتقول أن انتى حامل 
بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة
لها منهم خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم وبدأ ارتفاع الأصوات وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح
نظرت لها هدى بزهول وعيون متسعة وهى تقول
إيه انتى اتجننتى 
أشارت هوايدا بيدها على الناس والدموع تملأ عينها وقالت
هم اللى بيقولوا 
التفتت هدى لزوجها الذى قد كان وصله ما قيل هو الأخر فوجدته متجمدا تماما لا يتحرك 
تقدمت هى للناس واستجمعت شجاعتها التى لا تعلم من أين اتتها فى هذا الموقف وقالت
إيه اللى انتوا بتقولوه ده 
ساد صمت تام بين الجميع وهم ينظرون لها
صړخت بصوت عالى 
ما حد يرد عليا مكتومين ليه 
ردت والدة العريس الحاجة لواحظ والتى لم ينوبها من زيارتها لبيت الله إلا المصاريف 
اللى سمعتيه ياعين أمك كلهم بيقولوا انهم شافوكى كتير راجعة مع إللى ما يتسمى ده بعد الساعة 10 بليل 
دى مرة واحدة وكنت راجعة من نبتشية واتقابلنا صدفة و مشيت معاه عادى لأن مكتوب كتابنا يعنى جوزى وبعدين ده اصلا يخليكوا تقولوا الكلام ده انتوا عارفين انتوا بتقولو ايه اصلا 
والله جوزك مش جوزك ملناش فيه إحنا عايزين ندخل بيتنا واحدة نضيفة 
عند هذا الحد من الكلام هاج الجميع على بعضهم أهل العريس وأهل العروسة أما المحايدين فيحاولون فض الاشتباكات وبدأوا بالسباب والشتائم فى بعضهم وبأقزر الألفاظ 
استدارت هدى لزوجها منتظرة منه أن يتكلم ېصرخ يخبر الجميع أنه لم يحدث شئ وأن حدث فهى زوجتى لكن للأسف لم تجد غير حالة من الجمود
الغريبة التى اعتلته 
عادت بعينها مرة أخرى واخذت تدور بعينيها بين الجميع وجدت أن الزفاف سيتحول إلى مجزرة بسبب الشرف 
وقعت عينيها على أمها و أخواتها وجدتهم ېصرخون ويبكون وكل منهم تحتمى بالأخرى 
أن لم تستطع إثبات عكس ما قيل
وستسوء سمعة اخواتها وستتحول المتزوجات منهن لمطلقات ولن تتزوج الأخريات فهم خمس فتيات تربين على يد امرأة بدون رجل فى حياتهم 
لم تعلم هدى كيف واتتها الشجاعة لتواجه ما يحدث
صړخت فى الجميع بأعلى ما فى صوتها قائلة
بس بس كفاية 
بدأت الأصوات تهدأ شيئا فشيئا وانتبه لها الجميع
استدارت لمحمود ابن عمها وقالت له
روح يامحمود هاتلى خالتك أم إبراهيم الداية 
استدارت لام زوجها وقالت
طلبتيها واديكى نولتيها يالواحظ مكنتيش عايزة الجوازة تتم وأهى مش هتم 
وعادت تواجه جميع الحاضرين وهى تقول
والتفتت لزوجها وهى تقول
ثم استدارت مرة أخرى للجميع وقالت
والباب هيبقى مفتوح أى واحدة منكم عايزة تتفرج تتفضل وعلى عينك ياتاجر 
عادت بنظرها لابن عمها مرة أخرى وهى تقول
مش سمعت انا قلت ايه يلا روح وفى دقيقة تكون هنا 
والتفتت مرة أخيرة للحضور وقالت
من هنا لوقتها مش عايزة مخلوق يفتح بقه لا رجل ولا مرة خسارة حد يتأذى عشان كلمتين فارغين من واحدة ساڤلة على بنت ناس أشرف منها مليون مرة 
قالت كلماتها وهى تقصد بها امرأة بعينها
رفعت هدى فستانها ونزلت سلم المسرح وانطلقت وحدها من بين الجميع باتجاه بيت زوجها تبعها أمها وأخواتها وهم يحاولون أن يمنعوها عن ما نوت عليه لكن بدون فائدة 
وقفت أمام شقة العرس التى جهزتها بنفسها وهى لم تملك حتى مفتاحها بعد 
صعدت عمة العريس وقامت بفتح الشقة وتبعها خال العريس وهو يقول لهدى
مفيش داعى للى انتى ناوية تعمليه دا يابنتى كلنا عارفينك ومربينك على ادينا 
لو انتو فعلا كدة كنتوا رديتوا عنى لكن خلاص انا اللى هرد عن نفسى وعن اخواتى 
وقفت بقميص النوم الأبيض الداخلى اتجهت للسرير نامت عليه تقدمت منها الداية العجوز وهى تبكى هى الأخرى ووقف أكثر من خمسة عشر امرأة من أهلها وأهل زوجها وليس من بينهم والدته
تحملت الألم والمڈلة من أجل أربع فتايات يبكون حولها ومن أجل امرأة ضاع عمرها عليهن ومن أجلهن امرأة تقف بجانبها تنوح حظ أقرب بناتها لقلبها تنوح حظ سندها وظهرها كما كانت تقول دائما عنها 
أما فى الخارج فيقف الجميع على أحر من الجمر
وفجأة صدعت الزغاريد من كل أنحاء الشقة
تبعها زغاريد فى كل أنحاء البيت والشارع وكأنها صادرة من كل أنحاء البلد وتدوى أيضا فى كل أنحاء البلد لتنفذ فى أذن كل من أراد تشويه سمعتها وشرفها 
سندوها أخواتها لتقف طلبت منهم أن يلبسوها عباءة بيضاء جائوها بالعباءة المجهزة للصباحية بيضاء ومرصعة بفصوص فضية ارتدتها وخرجت أمام الجميع وقفت أمام زوجها وعائلته وقالت
ورحمة أبويا اللى عمرى ما حلفت بيه لأبكيكو بدل الدموع 
وتركتهم وابتعدت وحولها اخواتها الاربعة ووالدتها باتجاه بيتها 
وقفت أمام مرآتها تتأمل نفسها فى ليلة زفافها
خرجت من بيتها
خرجت هدى ثانى يوم مبكرة جدا رغم اعتراض كل من حولها على خروجها لكنها لم تأبه بإعتراضهم 
وصلت لبيت صديقتها منى وهى صديقتها وأكثر من أخت لها معا من أيام بداية معهد تمريض مرورا بالجامعة سويا حتى مكان استلام العمل الحكومى كانا الاثنان فى نفس المستشفى ونفس القسم
أيضا 
كان والد منى محامى معروف ويكن لهدى احترام وتقدير عالى جدا لقدرة الفتاة على مواجهة أزمات حياتها ومساعدة أسرتها وفى نفس الوقت الحفاظ على نفسها من وظيفتها ومشاكلها 
جلست هدى أمام والد منى الأستاذ محسن عنتر
أنا عارفة ياأستاذ محسن أن مش معايا فلوس كفاية اصرف على قضية زى دى بس ممكن اتفق مع حضرتك على حاجة ممكن ادفع لحضرتك ربع كل اللى هتقدر تجيبه منه 
مفيش داعى لده كله ياهدى القضية هرفعهالك والفلوس دى نبقى نتكلم فيها بعدين 
لا معلش اللى أوله شرط آخره نور لأنى فعلا ممعيش ادفع وكل اللى انا عايزاه انهم يدفعوا تمن اللى حصلى ده 
متقلقيش وحياة اللى حصل ومرضاش انه يحصل لبنتى لألففهم حوالين نفسهم عايزك
بس تروحى تعمليلى توكيل 
حالا اروح اعمله لحضرتك 
وأنا هعملك قضية تخرب بيت اهله هطلقك وهجبلك تعويض ورد شرف كمان 
ربنا يخليك بعد اذنك بقى الحق اعمل التوكيل قبل ما الشهر العقارى يقفل 
استنى منى بتلبس وجاية معاكى 
مفيش داعى عشان متعبهاش انا هروح لوحدى 
وده من انتى ياهدى دا انتى كنتى بتيجى تتحايلى عليا عشان اسيبها تروح معاكى المشاوير 
هههههههههههههههه صډمتى غيرتنى بقى 
لا ميهمكيش يمكن ربنا شايلك اللى احسن 
الحمد لله 
دخلت منى وهى تقول أنا جاهزة 
لحقتى 
يابنتى انا جاهزة من الصبح لما اتصلتى

انت في الصفحة 1 من 17 صفحات