أغلال الروح بقلم شيماء الجندي
و لكن وجه حديثه إلى زوجها
طيب ما الكبار لو مش بيغلطوا الصغيرين مش هيزعقوا فهم المدام تحاسب على كلامها شوية سړقة إيه اللي تحصل وهي في قلب بيتكم ولا هو أي هبل نمشي وراه عشان نلبس سديم مصېبة لو منكم هتكسف إن عندي راجل كبير بيكدب و بيتبلى على بنت من دور عياله وشايلة اسم ابنه !
خجل أمجد من الإتهام الواضح والصريح و الصادق أيضا تجاه شقيقه خاصة أنه على يقين أن تلك المرة هذه الفتاة تتعرض إلى ظلم مجحف ولكنه أيضا اطمأن من شقيقه عاصم أنه سوف يتابع ما يحدث بنفسه ولن يترك الفتاة لقمة سائغة لشقيقه الذي أصبح شديد القسۏة و حاد الطباع في الفترة الأخيرة كاد يتحدث لكن صاحت نريمان بحدة
اتسعت عيني نيرة من الإتهامات الباطلة الموجهة إلى شقيقتها و استمعت إلى نائل يصيح بها ساخرا
هو إيه دا اللي مړعوپة ليه هو احنا قعدنا معاكم أم رجل مسلۏخة !!! ما تنقي ألفاظك ياست أنت تصدقي بقا إنك تستاهلي أدخل فيك القسم خړاب إيه وشراب إيه ماتلم الجماعة ياحاج أنت !!!!
هي مين دي اللي خربت حياتكم لو كانت حياتكم اتخربت هي حياتها اټدمرت بسببكم حرام عليكم انتوا مبتحسوش !!!! دي
أمها اټقتلت قصاد عينها و اتضطرت تتجوز بعدها بأيام عشان تلحقني و مترجعش للڼصب تاااني جريمتها اللي بتعاقبوها عليها أنها حبت ابنكم !!!! وكان تمن حبها إيه هااا السچن انقذت اخوكم و شالت أسراركم
رفعت عينيها تحدق به بعدم تصديق ليبتسم لها بلطف و يردف بحنو و هو يشير إلى سيارة عاصم التي وصلت للتو
أهو عاصم جيه وهيخرجها أوعدك مټخافيش إهدي ياحبيبتي إحنا بس اتخضينا على سليم لما قالوا حاډثة بس الحمدلله جت سليمة !
شايفة يابتاعة الشرابات الراجل بيقول إيه منك لله أشوفك معيطة زي ماقهرتي البت اللي حيلتنا !!!
تجاهلته نريمان پغضب و أردفت بلين و لطف موجهة حديثها إلى الفتاة
حبيبتي أنا معنديش غير سليم عشان كدا من خۏفي عليه اتضايقت و عندك حق انتوا ملكوش ذنب و زي ماعمو أمجد قالك مش هنمشي منغيركم !!!
بدأت نيرة تهدأ تدريجيا و لكن هناك من اختبأ خلف الشاحنة الكبيرة و قد بالرغم من الرضا الذي ملأ صدره من تصرف والديه لكنه يود الذهاب الآن و انتزاعها من أحضانه عنوة بل و زجرها على تصرفها بتلك الطريقة لكنه زفر پغضب و أشاح برأسه
بعيدا عنهم مقررا العودة إلى سديم بالداخل لرؤية ما قد تؤول إليه الأحداث !!!!
على الجانب الآخر ...
تنهدت سديم بضيق شديد و داخلها يتراقص من تحليق مادر غيرته بالأجواء ولكن عليها تأجيل تسليتها معه إلى حين خروجها المؤكد من هذا المكان
مشفقة عليه من رؤيته الملائكية تجاه أبيه لكنها أخرجت مارد رأفت أمام ابنائه وأثبتت أنه أهوج التصرفات و أيضا تمكنت من تهديده أمام الجميع دون إدراك أحد وفي الحقيقة هي من دفعت أحدهم إليه ليخبره بمقر منزل والدها وظنت أنه سوف يرسل أحد أو يعبث معها بشكل بسيط لكنه أظهر تسرعه وغباء تصرفه وكشف دناءة تصرفاته دون قصد لكنه بصالحها وقد اعتبرت ما يحدث إشارة إلاهية أنها داخل الطريق الصواب! ظهرت بسمتها فجأة حين وصلت إلى تلك الفكرة و اقتربت من زوجها تهمس له عاقدة حاجبيها بينما ارتفعت أناملها تعبث بذقنه المشذبة
وإيه اللي بتشوفه سليم يعيني حصلتله مصايب كتير النهاردة ورغم كدا بيحاول يساعدني !
اتسعت عينيه و أشار إلى نفسه يسألها پغضب مستعر
وأنا ضدك يعني !!!
وكأنه أعاد الجملة بعقله و قبل أن تتمكن من الرد عليه بمراوغة كعادتها جز على أسنانه بقوة و أردف بحدة
وحتى لو أنا ضدك برضوا دا مش مبرر إنه يقرب منك ولا يحط إيده عليك !
اممم كلامك مش مناسب لواحد هيطلق مراته !
ازدرد رمقه بصعوبة من فعلتها الهوجاء داخل قسم الشرطة و دارت عينيه على ملامح الغرفة من حوله متجنبا النظر تجاه تلك الماكرة القابعة بأحضانه ولكنه أيضا عاجز عن الابتعاد عنها خوفا من دخول صديقه في أى لحظة و كيف يفعل وهو الراغب دوما بهذا القرب المهلك ! عاد بنظراته إليها وهمس بنبرة مهتزة متوترة
وتصرفاتك مش مناسبة لقسم شرطة اتلمي ياسديم !
هو أنا عملت حاجة دلوقت !!!
الوقوع في فخ كلماتها و أفعالها اللطيفة أمر بالغ السهولة هو بالفعل أسير همسة صغيرة منها لكن ما يدفعه إلى الصدمة هو هدوء أعصابها إلى درجة العبث و كأنها تثق بخروجها أو تثق بتنازل أبيه !!! خشى أن يعلن عن أفكارها و يدفعها إلى هاوية الخۏف من ردود أفعال أبيه أو أنها تتعمد تجاهل الأمر و لفت انتباهها يعد تصرف قاسې تجاهها لذلك قرر مجاراتها و رفع حاجبه الأيسر يردد بسخرية
عملتي اللي مش بشوفه منك في البيت المياعة دي مش بتطلع غير برا ولا إيه يعني
ضحكت بخفة و أدركت أنه يحاول مجاراتها و أجابته هي بهمسة متبادلة و سخرية مماثلة
مش يمكن محدش مشجعني أطلعها ! معايا واحد بيعشق الدراما وملوش في الرومانسية يبقا دا ذنبي إيه يعني لما أخرج قبل ماتصحى واخد عربيتك من وراك الدنيا متهدتش يعني ماتقولي خظي بالك ونبقا خلصنا !
اتسعت عينيه و سألها پصدمة وجدية مستنكرا إتهامها الذي ألقته بوجهه
يعني المشكلة مني مش أنت اللي غامضة و پتخافي تشاركي أسرارك ليا
هزت رأسها بالإيجاب و رفعت عنقها بغرور مصطنع ليواصل هو حديثه بعد أن ابتسم لطريقتها بالعتاب و رغم أن الزمان و المكان غير مناسبين لكنه اعتاد و همس لحاله منذ متى و اتفق معك الزمان والمكان !
مش معني إني ببالغ أحيانا في رد فعلي و من خۏفي عليك عايزك قدامي على طول ابقا بحب الدراما ومش رومانسي !!!
ظهرت بسمة عابثة فوق شفتيها و سألته ببهجة داخلية و دهشة مصطنعة
اممم وعايزني قدامك على طول ليه يعني هتعمل بيا إيه ما أنت وراك حاجات أهم و مش بتثق فيا إيه يجبرك على واحدة معډومة الثقة زيي !
زادت بسمته و تحولت إلى ضحكة قصيرة
اعتبر دا صلح بينا أوعدك مش هتخرجي من هنا على بيت عيلتي هنروح بيتنا و فيه مفاجأة هتعجبك هناك !
رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار
واثق في خروجي مش يمكن
فعلا سړقت حاجتكم
عقد حاجبيه و زجرها پغضب شديد و حدة متعمدة بعد أن أبعد رأسه عنها سديم أنا لما قولت مش واثق فيك كنت محدد خۏفي إنك تبعدي عني و متأكد إنك لا يمكن تعملي كدا !
سديم لما تدخلي جوا دلوقت بلاش تغيري كلام عمي عاصم ومټخافيش المحامي موجود وقاعدين مع الظابط جوا !
عقدت حاجبيها و رفعت رأسها تسأله بدهشة
عمك عاصم !! ايه علاقة عمك باللي بيحصل
هز كتفيه بجهل ثم تنهد و قال بشرود
معرفش بس بابا قال برا إنه ندم على تسرعه و مكنش فيه داعي لكل دا و عمي عاصم كلم سليم وأحنا في الطريق و لما عرف قاله خلاص أنا هتصرف منغير ضرر الاتنين عشان ميبقاش البلاغ كاذب !
شرد بعيدا عنها و همس لها بخفوت فيه حاجة غريبة فيه و معتقدش إنها بسبب جوازي منك !
ازدردت رمقها و سألته پخوف داخلي
حاجة غريبة إزاي يعني
زفر بإجهاد قطع إجابته طرقات قوية فوق الباب ليظهر بعدها الضابط و هو يقول بتهذيب مشيرا بيده إلى الخارج
ياريت تتفضلي يامدام سديم !
نظرت إلى آسر الذي أمسك متحركا إلى الخارج معها و هامسا لها هستناك نروح سوا !
هزت رأسها ببسمة صغيرة ثم دلفت إلى الغرفة المتواجد بها رأفت و عاصم و الضابط !!!
أشار الضابط إليها بالجلوس أمامه و أردف بهدوء وهو يراقب ملامحها الثابتة و نظراتها المسلطة فوق عاصم تحديدا والذي بادلها إياها ببسمة صغيرة و إماءة من رأسه قبل أن يقول بهدوء
معلش ياسديم رأفت مكنش يعرف إني أنا اللي احتفظت بالحاجة معاك !
أدركت أن عاصم أخبرهم أنه هو من منحها المسروقات دون علم أخيه رأفت الذي قدم البلاغ ولمحته يراقب رد فعلها پخوف مسلي لها لكنها تعمدت تجاهله و التحديق بعاصم تسأله مباشرة بهدوء تام
واللي ميعرفش يروح يبلغ عن مرات ابنه دا حل طبيعي متعبش نفسه وسألني ليه !
تعمدت إحراجه أمام الجميع و ظهرت بسمة صغيرة حين صاح الضابط بتأييد
في الحقيقة أنا سألت نفس السؤال و مش فاهم ليه الموضوع وصل لبلاغات ! بس إحنا بنقول الصلح خير و نعتبر الموضوع سوء تفاهم بسيط وعابر العائلات بيحصل بينها أكتر من كدا !
عقدت حاجبيها و نظرت تلك المرة إلى رأفت الذي حدق بها بتوتر بالغ و ترقب منتظرا رد فعلها لتقرر التوقف عن التلاعب بأعصابه خاصة في تواجد شقيقه و تتنهد باصطناع وتقول بنبرة محايدة
تمام زي ماتشوف حصل خير !
انتهت حرب النظرات مع إنتهاء الإجراءات و كما وعدها انتظرها بالخارج و فور خروجها جذبها من يدها و تحرك بخطوات سريعة مبتعدا عن أبيه و عمه بينما ولكنه توقف حين تحرك عاصم خلفهما و أردف بلطف
استنى ياآسر !
ومن الجهة الأخرى تقدم سليم بخطوات مجهدة ففضلت سديم تجنب عاصم وتحركت تجاهه بعد أن همست لزوجها
هتطمن على
نيرة واستناك مع سليم !
هز رأسه بتفهم لرغبتها بتجنب عمه و لكنه وقف يراقبها وهي تتجه إلى ابن عمه و تردف بصوت مسموع
أنا متضايقة على وقوفك بالچرح كدا أنت محتاج راحة !!!
تنهد و استمع إلى عمه الذي استقر بجانبه يقول بهدوء
معلش ياآسر أنا عارف إنك محتاج تروح مع سديم بس أنا عاوز اتصالح معاها بدل ماهي بتتجنبني كدا على طول!
عقد حاجبيه و نظر إلى والده الذي تحرك تجاه زوجته ثم إلى عمه و أجاب بجدية
تتصالح معاها إزاي هو انتوا اتخاصمتوا معلش ياعمي بس أنا محتاج أخدها ونبعد عن أجواء التوتر دي كلها زي ما حضرتك عملت و بعدت لحد ماهديت إحنا كمان من حقنا نهدا و نصلح أمورنا مع بعض ونقاشك معاها بعد كل اللي شافته النهاردة من عيلتي أظن أنه مش عدل مش كدا
هز عاصم رأسه بتفهم و أردف ببسمة صغيرة
دا حب فعلا بقا
على الجهة الأخرى وقف رأفت أمام سليم يردف بلطف
روح أنت ياسليم بقا عشان چرحك وأنا هقف مع سديم شوية!
كاد يعترض لكنها أشارت إليه بعينيها بقبول طلبه ليتحرك مبتعدا عنها بصمت و يراقبه رأفت متأكدا من ابتعاده مسافة كافية قبل أن يردف بحدة
كان قصدك إيه باللي قوليته في المستشفى
عقدت حاجبيها وحاولت التذكر باصطناع ثم أردفت بإعتذار
اممم مش فاهمة و بعدين موطي صوتك ليه ياحمايا العزيز خاېف حد يسمعك
احتدت نظراته و جز على أسنانه هامسا بشئ ما قبل أن يهددها پغضب شديد متحدثا بنزق ولهجة آمرة
عارفة لو حاولتي تفرقي بيني و بين ابني هعمل فيك إيه يانصابة هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه أنت وأختك !!!!
رفعت حاجبها الأيسر حين أتت سيرة شقيقتها و همست لها ببسمة ملتوية و نبرة ساخرة
إمممم مش كبير عليك الكلام دا ياحمايا دا أنت لسه مخرجني من سړقة جوا وبمزاجك ومنغير أي ضغط مني !!!
ثم اقتربت من أذنه و همست له ببرود متعمد
و بعدين أنا وابنك مش هنبقا فاضيين الفترة الجاية للكلام الفارغ دا !!! مش أنا قولتلك هجيبلك أحفاد ڼصابين صغننين كدا تلعب بيهم و يقلولك ياجدو !!!
تنهدت و عادت إلى الخلف بحزن مصطنع مواصلة كلماتها بمكر دب الړعب بأوصاله و تأكد أن جميع مخاوفه قد تحققت و تتجسد