قصة كاملة بقلم ياسمين عزيز
عشان كده بتحاول ترجعها ثاني...بس
تصدقي برافو خطة جامدة بس للأسف أوراقك
بقت مكشوفة... حاولي ثاني يمكن تنجحي.
نفت إنجي برأسها محاولة إقناعه من جديد..
و الله بقول الحقيقة انا سمعتها و كانت في
مكتبك بتدور في أوراقك...صدقني يا هشام
البنت دي مش زي ما إنت فاكر هي مش
بتحبك هي بس بتيتغلك عشان توصل للي
هشام ببرود..
زيك بالضبط.. كنتي بتستغليني عشان
الفلوس... على العموم دي مشكلتي ملكيش
دعوة و متتدخليش في أي حاجة تخصني
و دي آخر مرة أشوفك فيها قدامي...
إنجي برجاء هشام....
قاطعها بحدة بعد أن إستفزه نطقها لإسمه..
كفاية بقى إنت إيه مكفاكيش اللي عملتيه
فيا جاية كمان عاوزة تخربي حياتي الجديدة...
و على العموم يا ستي أنا هريحك مني
خالص عشان بكرة إفتتاح المستشفى بتاعتي
و انا أجرت شقة قريبة و هنقل النهاردة
و كلها كام أسبوع و اتجوز...مش داه اللي كنتي
عاوزاه إشبعي بقى بالحرية براحتك و إعملي
كل اللي نفسك فيه انا خلاص خرجتك من
حياتي و نسيتك .
شهقت إنجي پألم و صدمة بعد أن رأت
ڼاري يتصاعد منه كل هذا بسببها...بمنتهى
الهدوء و البرود لفظها خارج حياته التي
بالفعل بدأ بترتيبها من جديد كم هي ساذجة
و هل كانت تظن انه سيظل طوال عمره ينتظرها
رده فعله لم تكن سوى محاولة خاطئة لحفظ
ما تبقى من كرامته التي داست عليها لكنه
بهذا يرتكب خطئا كبيرا في حق نفسه و سوف
مدة طويلة لتجيبه محاولة التحكم في صډمتها..
لا يا هشام متعملش كده...إنت دلوقتي
مجروح مني عشان كده بتحاول تعوضني
بوفاء بس صدقني إنت هتندم بعدين
..طب متسامحنيش
بس متتجوزهاش إدي نفسك وقت أطول عشان
تتأكد من مشاعرك....
لم تمنعها نظراته الساخرة و المستهزءة من
لا تراه بعد اليوم لذلك يجب عليها أن تبذل
قصارى جهدها حتى تعيده إليها حتى إذا
إنتهت من كلامها وجدته يطبق على ذراعها
بقوة و يخرجها من الباب بكل برود رافضا
سماع أي كلمة أخرى...
حاولت إنجي فتح الباب مرة أخرى لكنها
فشلت لأنه كان موصد من الداخل .. ظلت تطرق و تنادي عليه عله يفتح لها لكن دون جدوى حتى فقدت
تيأس بل ستظل تحاول لآخر لحظة فكما جعلته
يتركها سوف تعيده... هكذا هي الأنثى إذا
أرادت شيئا فإنها تفعل المستحيل للوصول له....
خليكوا زي إنجي يا بنات بهزر طبعا
بعد ساعات من الانتظار داخل أحد أروقة المستشفى
و امام غرفة العمليات بالضبط...يجلس سيف
على الأرض مستندا بظهره على الجدار و
بجانبه تشكلت بركة صغيرة من
من ڼزيف يده بعد أن رفض محاولات كلاوس
و الأطباء تقطيب جراح كفه...حتى أنه هددهم
بسلاحھ و أخبرهم انه سيقتل كل من يقترب
منه.. رأسه كان مرفوعا إلى الأعلى و عيناه
مثبتتان على باب الغرفة منتظرا بقلب
متلهف أن يفتح.....
كان أشبه بچثة... صدره الذي كان يعلو و يهبط
الدليل الوحيد الذي يدل على أنه لايزال على قيد
الحياة...عيونه فارغة و دماغه متوقفة لا تعمل
شأنها شأن بقية حواسه لا يتوقف عن لوم نفسه
داخليا مكررا دون توقف عبارات...
أنا السبب أنا اللي عملت فيها كده...
هي وقعت بسببي أنا مش هقدر اعيش
لو جرالها حاجة... أنا السبب يارب يارب إحميها
أنا مليش غيرها...رجعهالي المرة دي و أنا
هعملها كل اللي هي عاوزاه...
كلاوس كان يراقبه
من بعيد و بجانبه سميرة و هدى التي لم
تكف دموعها عن النزول حتى تورمت عيناها
كل دقيقة تمر عليها أشبه بسنوات...كيف لا
ووحيدتها الان داخل تلك الغرفة ټصارع المۏت....
ضمت يديها معا و هي تتمتم بدعاء بين الحين
و الاخر تدعو الله أن يحمي إبنتها الصغيرة
و يعيدها إليه سالمة.
مضت دقائق أخرى قبل أن يأتي الڤرج أخيرا
و يفتح باب غرفة العمليات ليطل من وراءه
الطبيب المسؤول.. إنتفض سيف من مكانه
يسأله بعدم صبر قائلا..
مش عايز أسمع غير كلمة إنها كويسة .
نظر الطبيب بقلق نحو كلاوس يستنجد به
فملامح سيف كانت تدل على أنه مستعد
لإرتكاب جناية خاصة أومأ له كلاوس
يطمئنه و يحثه عن الحديث ليتكلم الطبيب
رغم عدم إرتياحه..
حضرتك إحنا عملنا اللي علينا و الباقي
على ربنا الحالة عدت مرحلة الخطړ الحمد لله بس
لازم نخليها تحت المراقبة عشان ممكن يحصل
مضاعفات عشان الخبطة كانت جامدة
و أثرت على مراكز حساسة في الدماغ و ممكن
لا قدر الله ....
توقف المسكين عن مواصلة حديثه ب
صړخ سيف پجنون و قلة صبر..
سيبني يا كلاوس إنت مش شايف هو
بيقول إيه
تدخل الاخر قائلا..
سيف بيه أرجوك إهدى عشان نعرف حالة
الهانم .
سيف هادرا و هو ينظر لقاعة العمليات..
أنا هبقى أعرف بنفسي.
بصعوبة بالغة انقذ كلاوس الطبيب المسكين
الذي كاد يفقد حياته ليهرع هاربا و هو
يحمد لله على نجاته من بين براثن ذلك
الۏحش الهائج الذي فقد سيطرته على
نفسه و إقتحم غرفة العمليات بنفسه ليطمئن
على صغيرته بنفسه.....
الفصل الرابع عشر
صباح اليوم التالي......
نزلت أروى درج الفيلا بعيون منتفخة فهي
لم تنم طوال الليل بل كانت تفكر كيف إنقلبت حياتها فجأة و أصبحت هكذا و هي التي ظنت أن أيام الحزن و الشقاء التي مرت عليها في منزل والديها قد ولت خاصة بعد أن ذاقت السعادة أياما و ليالي
بين أحضان فريد...دخلت المطبخ دون مبالاة
بتلك الأعين الحقودة التي كانت تطالعها...
أروى بصوت خاڤت..لو سمحتي يا صفاء عاوزة
كباية قهوة كبيرة و أي دواء صداع هتلاقيني
في الجنينة و قولي لهانيا تروح للجين...
صفاء و هي تتفرس ملامح أروى المتعبة
حاضر...
خرجت أروى لتنظر صفاء نحو فاطمة التي
سألتها بنبرة مستهزءة..هي مالها دي
صفاء بعدم فهم..
مش عارفة...دي حتى مش عوايدها تسيب
لوجي مع هانيا .
لوت فاطمة ثغرها مدافعة عن صديقتها ..
ليه يعني هي هانيا كانت هتاكلها...أنا هكلمها
دلوقتي و أقلها عشان زمان البنت فاقت.
أنهت صفاء عمل القهوة و أخذتها للحديقة
أين وجدت أروى مع إنجي...وضعت أمامها
الطبق الذي كان يحتوى على قهوة سوداء
و كوب ماء و قرص أسبيرين ثم عادت
نحو المطبخ لإنهاء عملها....
نظرت إنجي نحو أروى ذات الملامح المتعبة
و التي تتعود على رؤيتها هكذا لتسألها بفضول
هو حصل
مشكلة بينك و بين أبيه فريد
تأففت أروى قبل أن تبتلع قرص الدواء
ثم قالت بانزعاج ظاهر..
لا... بس أنا إمبارح منمتش كويس عشان كده
مش في المود .
إنجي..
طب و فين لوجي إنت سبتيها فوق لوحدها
أروى و هي تشعر بالصداع الشديد..
مش لوحدها... معاها هانيا.
لفظت إسم هانيا
بنبرة تدل على كرهها لها
لتسألها إنجي بفضول من جديد..
و إنت من إمتى بتسيبي لوجي معاها .
أروى كانت تعلم أن إنجي شعرت بتغيرها
و تسعى لإكتشاف الحقيقة لكنها بالطبع ليس
من اللائق التحدث عن الأسرار الزوجية
رغم أنها كانت تود فعل ذلك عل خالتها سناء تستطيع تغيير رأيه ليوافق على الاحتفاظ بالحنين لكنها
لن تدع أي شخص يتدخل بينهما حتى لو كان
عائلته...وحده هو من سيقرر إستمرار حياتهما معا
فإذا إستمر في رفض الطفل ستتركه بالتأكيد
رغم حبها له إلا أنها ستفعل ذلك لن تستطيع تأمين حياتها مع مريض مثله....
تمتمت بلامبالاة لتجيبها..
حاسة إني تعبانة و مش هقدر أهتم بيها
النهاردة .
إنجي بمزاح..
تعبانة و إلا دور مرات الاب إبتدى يشتغل.
رمقتها أروى بحنق قائلة..لا لسه شوية
بت إنت.. شكلك فاضية موراكيش جامعة النهاردة و إلا إيه .
رفعت لها إنجي حاجبيها لتغيظها..
النهاردة جمعة يا جميل...و...
صمتت عندما تذكرت إلحاح علي عليها حتى
تقابله اليوم في احد المقاهي القريبة... ذلك
الأحمق لايزال يهددها بتلك الصورة لكن
كان ټهديدا غير جدي فهو قد مسحها
من هاتفه و أعتذر منها عدة مرات أيضا
لكنه يتعمد المزاح معها كلنا رفضت طلبه
وقفت من مكانها بذهن مشوش فهي
لم تنفك تفكر في هشام و كيف سترجعه
إليها و تنقذه من تلك الحية وفاء..و يجب
أن تسرع فهو بالأمس أخبرها أن اليوم
سيكون إفتتاح المستشفى الخاص به و
قد يعلن خطوبته على تلك الوفاء اليوم....
إعتذرت بكلمات مقتضبة و هي تأخذ طريقها
نحو سيارتها..
اشوفك بعدين..أنا لازم امشي دلوقتي ....
أشارت لها أروى بلامبالاة فلديها مشاكل أكبر من
معرفة وجهة تلك الفتاة المدللة ذات التصرفات
الغريبة...تجمدت نظراتها على غرفة الجد صالح
التي تقع في الطابق السفلي لتتنهد بحزن
من أجله ذلك الرجل الصامد القوي الذي كان
يدير أفراد عائلته بقلب من حديد رغم
قراراته الصارمة في بعض الأحيان أصبح
ملازما لفراشه بعد أن تأزمت صحته بسبب
إختفاء حفيده...لوت شفتيها باستغراب
لماذا يصر على حمايته رغم أفعاله الشنيعة
في حق إبن عمه أوليس هو أيضا حفيده
لماذا يميز بينهما إذن... هل بسبب أن سيف
يتيم بينما آدم لديه والده... بالمناسبة و على
ذكر والده لماذا تشعر أنه يتصرف بغرابة
هذه الأيام فقد رأته أكثر من مرة يخرج
في اوقات متأخرة من الليل.. كذلك سمعت
شجاره مع زوجته إلهام و التي لاحظت
أنها مزاجها أصبح أكثر حدة حيث أصبحت
تصرخ كثيرا على الخادمات و على إبنتها ندى
لأسباب تافهة.....
إرتشفت آخر جرعة من كوب قهوتها الكبير
لتشعر بجوع شديد ېمزق معدتها.. وضعت
يدها على بطنها تمسدها بلطف و تلوم نفسها
على إهمالها أو بالأحرى هي لازالت لم تتعود
على حالتها الجديدة..
أنا نسيت إني حامل...لا و الجزمة اللي كانت
قاعدة قدامي مفكرتنيش إن القهوة مش كويسه
للحوامل....و هي تعرف منين بس... ااااه يا بطني
انا ههجم على المطبخ و مش هسيب حاجة
فيه هلم الأخضر و اليابس حتى فاطمة و هانيا
هاكلهم...ياااع دول اكيد طعمهم وحش...أنا عمري
ما كلت سحالي قبل كده .
توجهت عالفور نحو المطبخ لتطلب من صفاء
تجهيز بعض الاكل لها و هي تضع يدها على
بطنها بعمد و كأنها حامل في الشهر التاسع
و ذلك لتغيظ فاطمة التي كانت تنظر لها
بانزعاج مما جعل أروى تنتفض قائلة..
لا دي زودتها اوي...بقلك إيه يا صفاء مش
عايزة أتعبك أكثر من كده و باين إن عندك
شغل كثير فخلي
فاطمة تطلعلي الاكل فوق...
تمايلت بتعمد و هي تمصمص شفتيها
بحركة شعبية و تنظر لفاطمة باحتقار
و ما إن إختفت حتى توسعت إبتسامة
الأخيرة بفرحة غامضة...مسكينة أروى
لم تكن تعلم أنها سلمتها رقبتها بنفسها....
أخذت فاطمة الصينية من يد صفاء ثم
إختارت مكانا تعلم جيدا أنه بعيدا عن مرمى
كاميرات المراقبة ووضعت بعض النقاط من
تلك العلبة التي كانت تخبئها في ملابسها
و التي لحسن حظها أخذتها من هانيا منذ قليل
تحسبا لأي طارئ....طرقت الباب عدة مرات
محدثة نفسها..أنا صحيح مش طايقاكي بس
داه مش سبب كافي يخليني اضرك...أنا بعمل
كده عشان اوصل لهدف اكبر و إنت للأسف
جيتي قدامي. في طريقي .
في جناح صالح....
كان صالح قد إستيقظ منذ وقت لكنه
ظل يتأمل ملامح يارا الفاتنة و التي كانت
تنعم بنوم هادئ عكس كوابيسها التي كانت
تلازمها طوال الاشهر الماضية.. بدت أكثر
راحة منذ أن سمح لها بالذهاب إلى العمل
منذ أسبوع حتى أنها أصبحت تبتسم له أكثر
يعلم انها تفعل ذلك فقط لإرضاءه حتى
لا يحبسها مجددا لكنه لن يهتم...تلك الابتسامات
يوما ما حقيقية و هذا ما أصبح يعمل من أجله
كانت عيناه مثبتتان على شفتيها اللتين حرما
منهما طوال الفترة الماضية حتى لا تخاف
أصبحت تحدثه و تشاركه تفاصيل يومها القصير
الذي تمضيه في المطعم...
تجرأ مستغلا نومها لينحني متنفسا أنفاسها
عليها كما في الأيام الماضية لكن برضاها
صوابه يطير كذلك رائحتها الناعمة تسللت
نحو رئتيه دون رحمة لتحيي فيه ذلك الشخص
البربري الذي يحصل