بقلم اية محمد
فقالت وهي تحاول التحكم بأعصابها
رفع عينيه تجاهها ثم قال
_الغلط جاي من عندينا من البداية يا رواية متنسيش ان مهران من نسل الدهاشنة واللي عمله يدينا كلتنا..
اعترضت لما قال حينما اخبرته
_يبقي هو وابنه اللي يدفعوا التمن مش احنا ..
ثم بدأت بتهدئة ذاتها فبالنهاية تجلس بصحبته بالأسفل لذا اختارت الحديث بهدوء
شفق لحال محبوبة قلبه وعشقه الوحيد فترك الخبز من يديه ثم وضع يديه على يدها وهو يخبرها بلهجتها التي تعشق سماعها منه
_رواية أنا مبعملش حاجة في حياتي غير أني بحميكي أنتي وأولادنا واللي بعمله ده لمصلحة بنتي..
_ازاي بس
أشار بعينيه للأعلى
_بصي فوق
وأنتي تعرفي..
استدارت برأسها للخلف ومن ثم رفعتها تجاه ما يشير فوجدت آيان يقف بالشرفة شاردا بالتطلع للمكان الذي تجلس به ابنتها والغريب أن حالها لا يقل عنه فكانت هائمة به هي الاخرى احتارت نظراتها فعادت لتتطلع لزوجها عله يشرح لها ما يقصده فقال بصوته الرخيم
وسحب نفسا عميق قبل أن يستكمل بهدوء
_ولو جينا نفكر بالعقل هنلاقي أن آيان ضحېة لخالته ولمهران الكلب اللي اتسبب في كل العداوة دي.. كان ممكن اقبل اعتذاره وكل حي يروح لحاله بس ساعتها العداوة
اللي اتبنت سنين بين المغازية والدهاشنة عمرها ما كانت هتتمسح بالبساطة دي وأكتر من حد كانوا هيحاولوا يوقعوا الدنيا تاني والله أعلم عما سوء التفاهم ده يتحل مين زي بنتك هيدفع التمن لكن وجوده هنا وسطينا هيخليه يعرفنا كويس ويعاشرنا عن قرب ومنه يعرف طباعنا ويعرف ايه اللي بنعمله وأيه اللي مش بنسمح بيه وساعتها مفيش مخلوق هيقدر يدمر بين العيلتين وكبيرهم بقى واحد مننا..
_أنا بديه فرصة ومعاه بدي لبنتي فرصة تانية حاسس انه نفسه يكون شخص كويس بس ڠصب عنه اتولد وسط الكره ورغبة الاڼتقام انا بحاول اخليه يدمر اي كره جواه من نحيتنا حتى لو كان هو بنفسه عارف اننا الصح وهو الغلط لازم هو بنفسه يتغلب على كل ده.. وقبل اي حاجة فأنا باللي بعمله ده برد اعتبار بنتك وبرفع من كرامتها اللي هو داسها في وقت انتقامه ومن غير ما انزل منه أو أخد بتاري منه... كل ده بسبب القرار اللي اخدته.. أظن بعد اللي سمعتيه ده القلق ميبقاش له وجود جواكي والا أيه
_مبقتش قلقانه يا فهد لانك كل مرة بتفاجئني بحكمتك وذكائك.. وده اللي دايما بيشدني ليك..
تطلع جواره قبل أن ينحني بجسده على الطاولة ليهمس لها بمكر
_ده بس اللي عجبك فيا يام العيال!
سكن الخجل قسمات وجهها فأخفضت صوتها وهي تجيبه
غمز لها بخبث
_طب ونستنى ليه يا بنت الحلال دي مواضيع مهمة ولازمن ولابد نتكلم فيها وقتي..
نهضت عن الطاولة ثم حملت صينية الطعام لتشير له بدلال
_بليل نتكلم أنا لسه هحضر الفطار لآسر..
وتركته وغادرت من أمامه ومازالت الابتسامة تزين وجهه..
أبعدت روجينا عينيها عنه ثم جذبت الدفتر الخاص بها فأصبح هو ملجأها الوحيد طوال تلك الفترة وخاصة بعد تواصلها مع طبيبة نفسية عن طريق الانترنت فطالبتها بتدوين كل ما يشغل عقلها كتابة مشاعرها على ورق ربما يزيح عنها الكثير انزلق القلم من بين يدها فحاولت جاهدة الوصول إليه بمقعدها المتحرك ولكن يد
ما انتشالته لتقدمه لها ابتسمت وهي ترفع رأسها وتردد دون رؤية من عاونها
_شكرا..
ارتبكت حينما رأت أحمد يقف مقابلها فمنحها ابتسامة هادئة
_العفو.. أنا في الخدمة..
فركت أصابعها بارتباك فاوقفته حينما استكمل طريقه للخارج فنادته بارتباك
_أحمد.
توقف عن المضي قدما ثم استدار وهو يسألها
_في حاجة يا روجينا
أومأت برأسها وعينيها موضوعة أرضا فسحب أحد المقاعد ليصبح مقابلها
_اتكلمي قلقتيني!
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت
_أنا مش عارفة اعتذرلك ازاي عن كل اللي اتسببتلك فيه أنا آآ..
قاطعها حينما قال
_مالوش داعي الكلام ده يا روجينا اللي عدى خلاص اتنسى احنا في النهاردة..
أغلقت عينيها لتجابه تلك الدمعات الحاړقة وهي تخبره برجاء
_أرجوك سبني اتكلم يمكن احساس الذنب اللي جوايا ده يخف.. أنت متستهلش كل اللي أنا عملته فيك عشان كده أنا بعتذرلك من قلبي وبتمنى انك تسامحني انت وحورأنا من يوم ما جيت هنا وعلاقتنا مبقتش زي الاول ..
واستكملت بابتسامة وهي تزيح دموعها بأصابعها
_يمكن الحاجة الوحيدة اللي مفرحاني السعادة اللي شايفاها بعيونك والحب اللي بينكم ربنا سبحانه وتعالى بيختار لينا الافضل وهي الأختيار الافضل ليك يا أحمد لإنك تستاهل كل خير.
منحها ابتسامة صافية ثم ربت بيديه على يدها وهو يخبرها
_اتغيرتي يا روجينا ويمكن دي تكون بداية جديدة لحياتك عشان كده بلاش تبصي لماضيكي وشوفي حياتك حاولي تخرجي نفسك من الحالة اللي انتي فيها دي لانك تستهلي فرصة تانية..
أومأت برأسها بتأكيد والابتسامة مازالت مرسومة على وجهها فتركها أحمد وغادر ومازالت الأعين تتربص بها أعين تملأها البكاء وأعين أخرى يملأها الڠضب فربما تحملت حور ما رأته ولكن آيان كان من الصعب عليه التحمل لذا اندفع للاسفل والڠضب يتراقص بين حدقتيه ليجدها مازالت تدون بدفترها الغامض بالنسبة له جذب الدفتر الصغير عنها ثم وضعه بجيب جاكيته وحملها بعد ذلك بين يديه ليصعد بها للاعلى وهي تصيح پصدمة
_واخدني فبن سبني!
لم ينصاع لصړاخها ولم يبالي بسماعها أحدا بل صعد بها لغرفته ليلقيها على الفراش وعينيه الغاضبة تدنو لتصبح قريبة منها ابتلعت روجينا ريقها الجاف بصعوبة بالغة وهي تتذكر ما كان يفعله من شدة غيرته عليها فمن المؤكد
لها بتلك اللحظة بأنه رأى لقائها القصير بأحمد تحرر عقدة لسانه الثقيل حينما قال
_أوعى تختبري غيرتي عليكي أو تتحديني باللي بتعمليه يا روجينا لانك هتكوني بتلعبي پالنار اللي هتحرقني وهتحرقك..
زحفت بظهرها للخلف وهي تردد بصوت متقطع من فرط الخۏف
_أنا معملتش حاجة والله أنا كنت بعتذرله عن اللي حصل..
دنى منها مجددا وهو يتساءل پغضب
_تعتذري على أيه انتي أيه اللي جمعك بيه عشان تعتذريله انطفي ايه اللي بيحصل أنا معرفوش!!
انهمرت دمعاتها المحتقنة وهي تخرج ما بداخلها
_قصدك تقول أيه اللي معملتوش معاه أنا خنت ثقته فيا ودمرته وبالرغم من كل ده لسه شايفني بنت عمه وبيساعدني من اول ما رجعت البيت ده أنا بستحقر نفسي كل ما بشوفه هو وحور أنا مش قادرة ارفع عيني في عينها لاني كنت عارفة انها بتحبه وبالرغم من كده كنت بعاند ولسه بكمل في العلاقة دي حتى بعد ما حبيتك وكسرتني بالشكل ده كان لسه هو جانبي وبيساعدني في اللحظة اللي كان ممكن يتخلص مني فبها ويتجوز البنت اللي كان معجب بيها أنا عملت كل الۏحش اللي في الدنيا.. وبتقولي بتعذريله على أيه!!
ثم رفعت يدها لتدفعه بعيدا عنها وهي تصرخ
_أنت السبب في كل حاجة أنت السبب في كرهي لنفسي وليك.. أنت السبب..
أمسك يدها التي تلكمه بقوة ثم قال
_قولتلك انسي اللي فات وخلينا نبدأ من جديد وانتي رافضة ده!
ابتسمت بسخرية
_أنسى أيه ولا أيه! انسى انك كسرتني بدل المرة خمس مرات ولا انك خوضت في عرضي قدام الناس كلها وأنت المفروض اللي تبقى سندي وتدافع عني ولا انك اخدتني البيت ده عشان اتزل فيهولا انك كنت ھتموت اخويا وأبويا وسمعت ده بودانيولا انك السبب في مۏت ابني اللي كان هيهون عليا كل الشړ اللي شوفته منك!
ثم رفعت يدها لترطم صدره بكل قوة امتلكتها وهي تصرخ به
_ أنا بكرهك.. بكرهك ومستحيل هغفرلك كل اللي عملته ده..
لمعت عينيه بالدمع فكتف يديها بيده معا ثم قرب يديه الاخرى من وجهها فتراجعت برأسها للخلف وهي تصرخ پبكاء
_إبعد عني متلمسنيش..
أحكم يده حول رأسها ليجبرها بالاقترب منه وسماعه حينما قال بحزن
_أنا سبت كل حاجة ورايا وجيت هنا
عشان حتى لو هتعرض للاهانة فمستعد أستحمل ده عشانك خلي ده يشفعلي عندك ويديني فرصة.. أنا عايز أتغير علشانك أنتي يا روجينا..
واستند بجبهته على جبهتها فلفحت أنفاسه وجهها وهو يخبرها
_والله بحبك ومحبتش غيرك.. عارف اني كنت غلط بس كل ده اتزرع جوايا من طفولتي أنا ماليش ذنب.. إعتبريني ضحېة زيك..
رفعت عينيها تجاهه وقد هدأت ثورة بكائها فبدت له مترددة للغاية فيما تفكر به ليجدها تحني رأسها حتى استقرت على صدره انتفض جسده بقوة وكأنه لا يصدق بأنها تحتضنه فترك يدها التي تكتفها ثم
ضمھا اليه وهو يردد پألم
_حبيبتي... مستحيل هخذلك يا روحي.. هعمل المستحيل عشانك..
رفعت يدها على ظهره فطبع قبلة على خديها القريب منه خشيت روجينا أن يتطور الامر بينهما لذا ابتعدت عنه برفق ثم قالت
_رجعني بقا قبل ما بابا يشوفني.
ابتسم على طريقتها بالحديث وكأنها ترتكب فعل شنيع من خلف أهلها كالسابق فهو الان رغما عن الجميع زوجها ولكنه لا يريد أن يخسر تلك الخطوة التي حققها اليوم لذا حملها وهو يتجه للاسفل قائلا بنبرة دافئة
_حاضر يا ستي هنزلك قبل ما ماما تشوفك وتقول لبابا ويحصل کاړثة..
ضحكت على مزحه وما ان دنت من مقعدها حتى هبطت لتجلس عليه فانتصب بوقفته وهو يتطلع للطعام جوارها فتساءل باستغراب
_مش من عادتك تفطري في وقت زي ده!
ذمت شفتيها بضيق
_هنا اللي بيصحى من النوم الفطار بيتحضرله على طول من غير أي نقاش..
منحها ابتسامة ساكنة فجحظت عينيها في صدمة وهي تتطلع لمن يقف خلفه فاستدار ليجد آسر يدنو منه فوقف مقابله ثم قال بغموض
_قالولي ان همام أخد عليك أوي وأنا عايز أشوف ده بنفسي.
استدار تجاهه آيان ثم قال بسخرية
_هو أنتوا لسه محسسني أن همام ده وحش ده مجرد خيل والتعامل معاه بسيط.
اقترب منه آسر ثم تطلع له بغموض انتهى حينما قال
_أيه رأيك في سباق ولا مالكش غير في سباقات الحياة..
ضيق عينيه وهو يشير له باستغراب
_سباق وأنت بالحالة دي!
اجابه بنفس الابتسامة
_متقلقش عليا أنا كويس..
رد عليه باستسلام
_معنديش مانع..
هبط آسر الدرج ثم قال
_حيث كده تعالى ورايا.
راقبتهم روجينا پخوف فما أن خرجت تسنيم من الباب الداخلي فأشارت لها روجينا قائلة
_خديني عند الاسطبل يا تسنيم..
قوست حاجبيها باستغراب
_ليه..
دفعت المقعد بيدها وهي تشير لها
_بسرعة بس وهقولك واحنا رايحين..
انصاعت لها ودفعت المقعد حتى وصلوا بالقرب منه فصدمت تسنيم حينما رأت آيان يمتطي همام وآسر أحد الفرس الأصيل وعلى ما يبدو استعداد كلا منهما لسباق سيبدأ الآن..
اقترب آيان منه بالفرس ثم قال بدهشة
_ليه ادتني همام وهو يعتبر الافضل بين الفرس مش خاېف تخسر!
بسمة ثقة تحلى بها آسر وهو يجيبه
_الخسارة والفوز المسؤول عنهم الفارس مش الخيل..
ثم أشار له بابتسامة غامضة
_جاهز!
هز رأسه إليه فانطلق كلا
منهما