الخميس 12 ديسمبر 2024

بقلم اية محمد

انت في الصفحة 69 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز

 


بمكان ضخم كهذا لم تجد تسنيم حلول بديلة الا ولوجها للداخل ففتحت الباب القصير المنحدر على جنبي السرداب ومن ثم ولجت تقدم قدما وتؤخر الأخرى پخوف من منظر الخيول المريب بالنسبة إليها أو لأي فتاة قد يرهبها رؤية قط أو فأر فماذا اذا وجدت ذاتها محاصرة بعدد من الخيل الاصيل ربما لو رأت خيل واحد لا بأس فهي بالطبع تتعامل معه من على بعد تاركة باقي المهام لوالدها توقفت عن الخطى حينما لمحت فرس صغير على ما يبدو بأنه حديث الولادة لونه أبيض كبياض الثلج وجبهته ينقرها اللون البني أعجبت بيها للغاية فلم تستطيع الا تقترب منها وتلامس جلدها الناعم فتحت تسنيم الباب الصغير الذي يفصل الفرس الصغير عن باقي الاسطبل ومن ثم مررت يدها على جلده بابتسامة حنونه راق لها هذا الفرس كثيرا وخاصة بأنه مسالم اړتعب قلبها فجأة حينما استمعت لصهيل قوي غاضب يأتي من خلفها ففور ان استدارت وجدت الخيل الذي يلقبه آسر ب همام يرفع قدميه تجاهها ڠضبا تراجعت للخلف پخوف وهي تحاول أن تتفاداه ولكنه كان يتبعها ومازال يرفع قدميه عن الارض بحركات مندفعة عڼيفة رفعت يديها معا لتحمي وجهها وهي تصرخ بفزع وحينما استمعت لصوته رفعتهما لتجده يقف أمامه ويتمسك بقدميه ومن ثم دفعه للخلف وهو يصيح بها بانفعال 

_همام اهدى! 
تراجع الفرس للخلف قليلا وكأنه شعر بالأمان على ابنه الصغير لوجود فارسه فعاد ليقف جوار فرسته الجامحة مهجة وهو بتأمل صغيره عن بعد أسرع آسر تجاه تسنيم ومن ثم عاونها على الوقوف وهو يتساءل بلهفة 
_انتي كويسة 
أومأت برأسها عدة مرات وعينيها تتابع همام پخوف والأخر يتابعها بنظرات حائرة لا يعرف كيف أتت الى هنا ولكنه سعيد لرؤياها مجددا انتبهت تسنيم لنظرات آسر لها وليديه التي مازالت تتمسك بها خشية من أن تسقط من جديد فتراجعت للخلف وهي تعدل حقيبتها الصغيرة بخجل ومن ثم قالت بتوتر 
_انا آسفة جدا مكنتش اعرف انه هيضايق كده آآ... آنا كنت جاية عشان اقول لحضرتك اني لازم انزل القاهرة فلو حابب تبعت حاجة تبع الشغل معايا او على الاقل تبقى عارف بسفري فآآ... وأنا داخلة شوفت فهد بيه وهو اللي دلني على الاسطبل وانا بدور على حضرتك شوفت الحصان الجميل ده فبعتذر على اللي حصل.. 
حديثها المرتبك كان غير مرتب يعكس ما تشعر به من حرج وتوتر نعم فهم من مغزى حديثها مهمة أبيه الماكرة ولكنه احب ذلك كثيرا تحرر لسانه ناطقا باتزان 
_محصلش اي حاجة لكل ده ممكن تهدي بس وتاخدي نفسك وبعدين نكمل كلامنا. 
رسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها فرأته يخرج من السرداب الصغير فقالت بفزع 
_حضرتك رايح فين 
ابتسم على خۏفها البادي على وجهها قبل ان يتبع صوتها فأشار لها 
_هجيب كرسين وأجي متقلقيش همام مش ممكن يهاجمك تاني كده عرف انك تخصيني. 
وتركها وغادر وقلبها يخفق باضطراب من أخر جملته وإن كانت أسرتها قبل أن تأسر قلبها وروحها صفنت به وهو يقترب منها حامل المقعدين ومن ثم وضعهما جوار الخيل الصغير لتتمكن هي من رؤياه بعدما صرحت بإعجابها به أشار لها بالجلوس فجلست على استحياء ومن ثم حرر لجام الصغير ليدفعه برفق ليقترب منها فوزعت نظراتها بينه وبين همام پخوف فتعالت ضحكاته الرجولية وهو يتابع بقوله الشبه حازم 
_قولتلك مټخافيش! 
رفعت يدها ومازالت نظراتها تحوم بين همام ومهجة فوجدتهما هدئين متقبلين لوجودها برفقة آسر فمررت يدها على جسد الصغير بفرحة غمرتها ومن ثم قالت بإعجاب شديد 
_ما شاء الله جميل اوي. 
تعمق بالتطلع لها قبل أن يخرج صوته الرخيم 
_إختاريله أسم بقا. 
نظرة مرتبكة تقابلت مع نظراته الفاتنة بجمالها فازدرت ريقها وهي تجيبه بارتباك
_مش عارفة بصراحة. 
قال ومازالت نظراته متعلقة بها 
_حاولي. 
سحبت نظراتها المتعلقة به ومن ثم تأملت الصغير وهي تردد بابتسامة صغيرة 
_ممكن برق.. 
ابتسم وهو يردد 
_مش هيكون اسمه غير كده. 
اصطبغ وجهها بلون حبات الكرز وهي تتطلع له بتوتر فنهضت وهي تعدل حقيبتها ثم قالت 
_همشي بقا عشان معاد القطر. 
تساءل باستغراب 
_مش المفروض انك هتسافري بعد يومين 
اجابته وعينيها منشغلة بتأمل حقيبتها كمحاولة من التهرب من لقاء عينيه 
_أيوه بس لازم أسافر عشان أطمن على حور. 
أومأ برأسه بتفهم ثم قال 
_طب استني لحظة هجيب من والدي الملف اللي كان
بيوقعه عشان توصليه لبشمهندس يحيى. 
هزت رأسها بهدوء ثم وقفت تنتظر عودته جوار ذاك الفرس الصغير الذي سيشهد على قصة عشق ستهز أرجاء الصعيد قصة ستتحدى عادات وتقاليد الرجل الشرقي ذو العرق الصعيدي وربما لتوضح للعالم بأن الصعايدة ليس كما يقال عنهم بل هم أصل النبل والرجولة! 
وصل يحيى للمصنع ومن ثم اتجه لغرفة مكتبه وحينما دلف للداخل انكمشت معالمه بعدم تصديق لما يرأه او ربما عقله لم يستطيع تفسير من انها تتملك كل تلك الجرءة لتقف أمامه من جديد بعد ما ارتكبته من ذنب ڤاضح لا غفران له! 
عاد آسر حاملا الملف المنشود ثم قدمه لها فحملته وتوجهت للخروج بعدما ودعته بابتسامة صغيرة تحمل مغزى يخترق قلبه من دون سابق انذار تشتت أفكاره التي تخطر له بتلك اللحظة فلحق بها وقبل أن تصل للبوابة الخارجية اوقفها مناديا 
_تسنيم. 
استدارت لتقابله وهي تتساءل بدهشة 
_نسيت حاجة يا بشمهندس. 
مرر يديه على رقبته وكأنما يحجب تلك الكلمات التي تكاد على التحرر ولكنه فشل بذلك فقال 
_خلي بالك من نفسك. 
بقت تتطلع له للحظات لا تعلم بماذا ستجيبه وذاك فكر اخر هاجمها أيحل له قول ذلك لها لانه رب عملها او لا يحل له لطالما كانت جافة بالتعامل مع صنف الرجال جميعا حتى مع اساتذة الجامعة وغيرهما ولكنه حالة خاصة وفريدة بالنسبة لها حالة لا تجد لها تفسيرا منطقي له او لما يحدث لها بللت شفتيها الجافة بلعابها وهي تجيبه بتوتر 
_حاضر عن إذن حضرتك. 
وتركته وغادرت بقلب يكاد يتوقف من فرط
الارتباك فتوقفت مرة اخرى حينما وجدت نادين تقترب منها فسألتها بلهفة 
_انتي كنتي عارفة باللي حصل مع حور ومقولتليش 
قالت بحزن وهي تتأمل تلك السيارة التي تقترب منهن 
_لا والله يا طنط انا لسه عارفة من شوية وهسافرلها حالا. 
انسدلت دموعها بتأثر فربتت تسنيم بحنان على كتفيها 
_متخافيش ان شاء الله هتبقى كويسة انا راحلها وهبقى اطمن حضرتك بالموبيل. 
ردت عليها مسرعة 
_انا كمان راحلها. 
ثم استرسلت حديثها وهي تشير على السيارة التي توقفت أمامهما 
_تعالي معانا في العربية بدل ما طريقنا واحد. 
قالت بحرج 
_لا مفيش داعي أنا هسافر بالقطر كمان ساعة بإذن الله وكمان شنطتي لسه بالبيت. 
بإصرار قالت 
_وتركبي قطر ليه واحنا نازلين القاهرة ورايحين نفس المشوار ثم ان دي مش حجة هنخلي عادل السواق يطلع على بيتك الاول نجيب شنطتك ونمشي اركبي يالا. 
أخبرتها بابتسامة صغيرة 
_حاضر.. 
وبالفعل صعدت تسنيم للخلف جوار نادين وبقى سليم بالامام جوار السائق الذي تحرك بهما على الفور وآسر كما هو يودعها بنظراتها امام تلك البوابة الضخمة التي تفصله عن الداخل وحينما استدار عائدا تفاجئ بمن يقف أمامه يحدجه بنظرات قاتمة وعصاه الانبوسية تحتك بالارض بقسۏة وكأنه يود بها أن تمنحه عقۏبة يعلمها جيدا فابتسم وهو يقترب منه بخبث! 
بأحد منازل كبار الصعيد وبالاخص بمنزل تابع لكبار الدهاشنة دلف ذاك الخادم المتنكر بعمامته البيضاء التي تخفي ملامحه وهو يتلفت من خلفه پخوف من أن يرأه أحدا ويا ويلته إن رأه أحدا من المغازية بالتحديد فبالتأكيد سينقطع رأسه حينما ستشهد خيانته لثراياأيان المغازي فما ان رأه حارس البيت حتى سمح له بالمرور كالمعتاد لزيارته المتخفية ومن ثم اتبع الخادمة التي ادخلته مكتب رب هذا المنزل لتضع له الشهي من المؤكلات والمشروبات كما شدد عليها سيدها فأكل بنهم وهو يراقب باب المكتب فما أن ولج صاحب المنزل حتى نهض عن مقعده وهو يردد باحترام وخوف بآن واحد 
_ مهران بيه!... آآ... أني جبتلك معلومات المرادي تستحق الحلاوة والمرادي الضړبة هتكون لفهد نفسه!.. 
................. يتبع................ 
الدهاشنة٢... بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت....... 
____________
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنه...صراع_السلطة_والكبرياء..... 
الفصل_الخامس_عشر... 
إهداء الفصل للقارئة الجميلة من الأردن الحبيب أم عثمان أبو العز بتمنى دائما تكوني بأفضل حال وكل عام وأنت بخير......
انسحب طابع الهدوء الذي يكسو عينيه ليحل محله عاصفة غائرة من ڠضب فتك بحدقتيه السوداء فتحررت أحباله الصوتية لتنم عن صوت لا يقل ڠضب عن چحيم عينيه 
_ليك عين تيجي هنا!! 
تجاهلت يمنى عصبيته الزائدة ثم قالت ببرود 
_يحيى أنا مرتكبتش ذنب أنا حبيتك! 
ازدحمت شحنة الغيظ بداخله لما تمتلكه من عدم
استيعاب لما فعلته فخطى ليبدو قريبا منها ومن ثم ردد باستحقار 
_مش مستغرب البجاحة اللي عندك مهو المسلسل التركي اللي عملتيه سبق ودخل عليا مرة بس مش هيدخل عليا تاني.. 
ازاحت الحقيبة العالقة بذراعيها ثم اقتربت المسافة المتبقية لتشير له باستياء 
_حبي ليك مش مسلسل يا يحيى وبعدين انا مش عارفة انت ليه رافضني بالشكل ده وانت متجوز واحدة مچنونة لا هتقدر تفهمك ولا تفهم احتياجاتك.. 
ثم رفعت يدها تداعب أزرر قميصه الأبيض ظنا منها انها تغريه 
_ثم اني مطلبتش منك تطلقها لو اتجوزنا جوازنا هيكون في السر.. 
شهقت فزعا حينما انهالت يديه بصڤعة قوية على وجهها ومن ثم لف خصلات شعرها حول معصمه صارخا بعصبية بالغة 
_واضح ان الذوق مش بيمشي مع امثالك أنا بقى هوريكي الرد المناسب.. 
بالبداية لم تفهم ما يقصده بكلماته المبهمة الا حينما فتح باب المكتب ليلقي بها بالخارج أمام الموظفين
جميعا فعلت لهجته وهو يحذرها بصوت مسموع للجميع 
_المكان ده

لو دخلتيه تاني هكسرلك رجلك أنا مش عارف أنا ازاي مكشفتش وساختك دي طول الفترة اللي فاتت بس معلش ملحوقة. 
وأشار بيديه لرجال أمن المصنع مرددا بحزم 
_أرموا الژبالة دي بره.. 
انصاعوا اليه فجذبوها للخارج عنوة وسط صرخاتها وهمساتها الحاقدة لم تتوقع ردة فعله الصارمة تلك فلم تحتمل اهانته لها وسط حشد هائل من الموظفين فخرجت تتوعد له ولمن فازت بقلبه تلك السنوات حتى تأثيرها لم يدعه وشأنه حينما باتت مختلة!. 
وقف آسر جواره يتابع حركة الأشجار من حوله بهدوء شديد فطال صمتهما الى أن قطعه فهد حينما قال 
_إوعاك يا ولدي تكون بتدور على طريقة تنسى بيها حبك القديم فتكون دي ملجأك صدقني هتظلم نفسك قبل ما تظلمها. 
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة فأجاب والده بثبات 
_أنا محبتش قبل كده.. 
تطلع اليه بنظرة قاتمة فاستطرد موضحا 
_حضرتك أكتر واحد فهمني وعارف أني نسيت ماسة في اليوم اللي اتجوزت فيه يحيى ومبقتش اقدر أشوفها غير زي روجينا وحور.
أشرق وجهه بابتسامة صغيرة فرفع يديه على كتفيه وهو يخبره بفخر 
_عارف يا ولدي بس حبيت أتاكد بنفسي قبل ما ندخل بيوت الناس. 
ثم تابع بقوله الصارم المصطنع 
_أني بساعدك من بعيد لبعيد عشان تعرف غلوتك عندي بس. 
اتسعت ابتسامةآسر حينما صرح الكبير بذاته عن قصده الصريح بارسال تسنيم للاسطبل حتى يضمن انفراده بها لدقائق معدودة كاد بأن يشكره على ما
 

 

68  69  70 

انت في الصفحة 69 من 140 صفحات