الخميس 28 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

 


علمت انه المدعو ماهر حبيب صديقتها السابق 
تمتمت إليها سماح بخفوت 
هنطلب افخم واغلى وجبه واوعى تسبيني معاه 
حركت ياقوت لها رأسها للمره التي لا تعرف عددها واتجهت معها نحو الطاوله 
لم تنتبه لنظرات ذلك القابع منهم مع ضيوفه 
ديه ياقوت صديقتي 
اماء ماهر رأسه إليها مرحبا رغم ان داخله كان ممتعضا فقد كان يريد الحديث معها وحدهما 

جلسوا على مقاعدهم فتعلقت عين ماهر بسماح اما ياقوت جلست ترمقهم بتوتر 
عامله ايه ياسماح تعرفي انك وحشتيني 
طالعت
سماح المطعم دون أن تنظر اليه ثم اجابه ببرود
انت شايفني ايه قدامك 
ارتبك ماهر من ردها وطالع ياقوت التي ابعدت انظارها عنهم كي لا تشعره بالحرج من وجودها بينهم 
بقيتي جميله 
رمقته سماح بملل تخفي خلفه قناع جرحها 
طول عمري جميله ياماهر مش محتاجه تعرفنى بنفسي ولا بشكلي 
صدح رنين هاتف ياقوت لتطالعها سماح محركة لها عيناها ان لا تنهض فتعلقت عين ياقوت برقم شقيقتها ياسمين قلقا ومالت نحوها هامسه
ديه ياسمين لازم أقوم ارد عليها ياسماح ليكون بابا في حاجه 
نهضت ياقوت بعدما اطلقت سماح سراحها لتتعلق عين ماهر بها 
انا انفصلت عن مراتي يا سماح 
دفع حمزة مقعده ناهضا من أمام ضيوفه
ثواني وراجع 
واتبع تلك التي خرجت من المطعم تضع هاتفها على اذنها 
وقفت ياقوت خارج المطعم تحادث شقيقتها 
بابا كويس وانتوا كويسين 
اخبرتها ياسمين بوضعهما وحالهم التام وهتفت بخجل 
ياقوت انا مكسوفه اطلب منك اللي هطلبه ده 
صمتت ياسمين لتحثها ياقوت على إكمال حديثها واخبارها بما تريده 
قولي يا ياسمين 
اكملت ياسمين حديثها بخجل 
انا محتاجه فستان لكتب كتابي يا ياقوت ومعيش حاجه مناسبه ألبسها وبابا رفض اشتري قالي ألبسي بتاع الخطوبه 
وقف خلفها ينتظر ان تنهي مكالمتها حتى يسألها عن سبب قدومها لهنا 
عندما سمعت صوت بكاء شقيقتها هتفت بحنان 
خلاص يا ياسمين انا هجبهولك من هنا انا كنت محوشه مبلغ عشان اجيب فستان لفرح هناء بس لهنا لفرح هناء اكون جمعت مبلغ تاني 
تهللت اسارير ياسمين وهي تسمع والدتها المكالمه تؤكد لها حب وحنان شقيقتها امتعضت سناء من الامر 
مش مهم ياقوت مدام معكيش فلوس 
ابتسمت ياقوت وقد لمع الدمع داخل عينيها فرحة بسعادة شقيقتها
مش مهم انا المهم انتي ياعروسه
انتهت المكالمه بعدما اخبرتها ياسمين أنها تحبها لتلتف عائده الي سماح فأتسعت عيناها
ذهولا وهي تجده واقف خلفها يطالعها
يتبع بأذن الله
الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والعشرون
تعلقت عيناها به ثم اشاحتهما بعيدا عنه نحو واجهة المطعم فمكان مثل هذا بالتأكيد وجوده به متوقع
تأملها بصمت وهو يعيد حديثها مع شقيقتها داخل مخيلته
رمق ثوبها الطويل داكن اللون وهو يتذكر انه لا يراها الا به وب ثلاث غيره ونفس الحذاء والحقيبة تتخلى عن رفهيتها من أجل شقيقتها يعلم ان والديها منفصلان منذ زمن وكل منهما لديه عائله
تخلي عن صمته عندما عادت تنظر اليه ثانيه متعجبه من وقوفه هكذا
بتعملي ايه هنا مع ماهر نعمان 
ثبتت عيناها نحو نقطه ما بعيده عن وجهه الرجولي
انا هنا مع سماح صديقتي في السكن
فأعاد سؤاله بتوضيح اكثر
وماهر نعمان 
تعجبت من سؤاله فتمتمت بهدوء وهي تطالع فتاتان يغادران المطعم وينظران نحوهم 
استاذ ماهر معرفه قديمه 
تجمدت ملامحه وقبل ان يسألها عن معرفتها به فمن اين عرفته 
اكيد مش معرفه قديمه معايا صديق قديم لسماح 
ارتفع حاجبه مستاء من الكلمه وأخرج يده من جيب سرواله ووقف بشموخ
روحي يا ياقوت السكن ومتنسيش انتي هنا لي 
بهتت ملامحها وهي تستنتج مقصد حديثه فأردف قائلا بنبرة رجوليه خشنه 
ماهر نعمان راجل معروف ولسا منفصل عن مراته وجودكم معاه في مكان عام مش هيتفسر غير تفسير واحد اتمنى تكوني فهمتي 
وابتسم وهو يجدها مسلطه عيناها نحوه ترمقه پغضب كالقطط
ومال نحوها بخفه فأمتزجت أنفاسها مع رائحة عطره 
بلاش عقلك يفسر كلامي بالمعنى اللي وصله 
تركها وعاد لضيوفه لتقف تطالع خطواته ثم زفرت أنفاسها بقوة
تحركت خلفه تتبعه نحو طاولتها ولكن طفله صغيره كانت تتجه خلف والدتها الذاهبه للمرحاض تعلقت بساقيها 
فأنحنت نحوها تداعب وجنتيها مبتسمه 
أنتي جميله اوي
وكادت ان تقبلها فألتقطت المرأة ابنتها دون كلمه 
أعتدلت في وقفتها وألتفت تنظر نحو الفتاه الصغيره 
كانت نظراته مسلطه نحوهاالقدر أصبح يضعها أمامه في مواقف عده ليثبت له ان لعبته وقعت على من لا تستحق الاذى ولكن قلبه كان غافي في ظلمته 
اندفعت سماح من فوق مقعدها في اللحظه التي اعتذرت منهم ياقوت وسحبت مقعدها كي تجلس 
يلا ياقوت 
ألتقطت ذراع ياقوت فجذبت ياقوت حقيبتها وسارت خلفها تسألها وهي لا تعي شئ
في ايه ياسماح 
كان خروجهم عاصف من المطعم فبعض الأعين ألتفت نحوهم 
سماح سيبي ايدي في ايه قوليلي 
أستنشقت سماح الهواء بأنفاس هادرة 
الاستاذ محتاجني اسانده في محنته بعد الانفصال
واردفت بأعين مشتعله من الڠضب 
بس في السر عشان كلام الناس حقېر 
اقتربت منها سماح تربت على كتفها تهدء روعها
اهدي ياسماح احنا اصلا غلطانين اننا جينا 
وتسلطت نظرات ياقوت نحو ماهر القادم نحوهم 
سماح انا مكنتش اقصد انتي فهمتيني غلط تعالي ياسماح نتفاهم جوه 
رمقته سماح بأحتقار 
فهمت غلط ولا صح انت صفحه واتقفلت من حياتي ياماهر خلاص 
وتعلقت به عيناها وهتفت ساخرة 
هتفضل طول عمرك جبان مره رفضتني عشان سيادة الوزير مقبلش بيا ومره تانيه خاېف من الناس 
سماح انا مش جبان انتي ليه مش عايزه تفهميني ده كان عشان مصلحتك لو مكنتش سيبتك كنتي انتي اللي هتدفعي التمن 
لم تجد سماح الا حقيبة يدها تدفعه بها وتحول اللقاء لعراك بالشارع وياقوت تقف مصدومه مما ترى 
شهقت پخوف وهي لا تعرف كيف تتصرف ماهر يحاول لسماح اليه معتذرا عما مضى
سكن جسدها وهو تجد حمزة يتقدم منهم يجذب ماهر بعيدا ثم نظر إليها بقوة 
خدي صاحبتك وروحي عربيتي
ألقي لها مفتاح سيارته لتجذب هي سماح التي
مجرد ان ضغطت على المفتاح الالكتروني الذي أعطاه لها علا إنذار السياره ففتحت الباب الأمامي
واجلست سماح داخلها ثم امسكت يداها تدلكهما 
سماح انتي معايا ايه اللي حصلك بس 
هطلت دموع سماح دون توقف ولسانها بدء يتحرك بصعوبه
كنت فاكره اني نسيت بس طلعت بكذب علي نفسي 
لم تفهم ياقوت شئ ولكنها تأكدت ان سماح كانت تخفي عنها اشياء أخرى من حياتها
ضمتها ياقوت إليها دامعه 
سماح اهدي بس
تقدم حمزة منهم بعدما صرف ماهر الذي اڼصدم من هيئه سماح 
اركبي يا ياقوت العربيه
طالعته وهي لا تعرف كيف تتصرف ثم طالعت سماح فلم تجد الا الانصياع ودلفت في المقعد الخلفي للسياره 
ألتقط حمزة إحدى زجاجات المياه من مكانها المخصص وقدمها لسماح 
خدي اشربي وحاولي تاخدي نفسك براحه 
تناولت سماح منه زجاجه المياه وياقوت تحرك يدها على ذراعها لعلها تشعرها بالأمان 
شكرا 
هتفت بها سماح بثقل وقد كان حلقها جافا فروته بالمياه وبدأت تعود من الحاله التي وصلتها من ذلك اللقاء 
تحرك حمزة بسيارته الي ان وقف أمام السكن الذي لم يجهل عنوانه 
نظر لهم وهم يغادرون سيارته ألتفت نحوه ياقوت ورمقته بنظرة ممتنه وهي تسند سماح إليها 
اماء
لها برأسه ثم غادر لتهمس سماح وكأنها نست مابها 
طلع لطيف تصدقي 
ابتعدت عنها ياقوت تطالعها حانقه بمقت 
يعني دلوقتي فوقتي توبه اروح معاكي مشوار تاني 
جذبت سماح يدها مبتسمه وقد اختفى شحوب وجهها 
اسنديني وخلي عندك ذوق 
اه حرام عليكي انتي مفتريه يابنتي 
قالتها سماح متآوها لكن بمزاح فطوت ياقوت ساعديها أمامها ممتعضه 
تستاهلي ياسماح عشان متبقيش تخبي عني تاني كل الحقيقه وجراني وراكي زي الهبله 
ورسمت على ملامحها الحزن وتحركت نحو باب الغرفه كي تغادر 
وعلي فكره انا زعلانه منك 
تنهيده تحمل اثقالا خرجت من بين شفتي سماح فعادت تلتف ياقوت نحوها تنتظر ان تسمع الحقيقه التي جثمت علي روح صديقتها
ماهر كان جوزي يا ياقوت 
واردفت بحسرة 
جواز شرعي بس في السر زي اللي عاملين عامله وخايفين منها 
دلف مراد لمكتب والده هائجا 
هدايا بتتبعت لبنت اخوك عشان تكمل الجوازه على خير مش صح يا فؤاد بيه 
رمقه فؤاد من أسفل نظارته الطبيه ثم عاد لمطالعه الأوراق التي أمامه 
بعمل اللي مفروض على ابني يعمله مع خطيبته
ضاقت عين مراد بكبت 
افتكر ان انت اللي بټخدعها قلبي ماټ مع مراتي يعني بنت اخوك مجرد صوره لا اكتر ولا أقل 
تجمدت يد فؤاد على القلم الذي يمسكه بين اصابعه ورفع عيناه نحوه ثم نهض من فوق مقعده صائحا
مش مراتك ديه اللي كنت ماشي معاها سنين ومفكرتش تتجوزها غير لما عرضت عليك بنت عمك
واقترب منه بخطوات هادئه وكأن عاصفته قد هدأت 
اتجوزت جاكي عشان بتعاندني يامراد وهتتجوز هناء عشان برضوه تعاندني وبتعاملها وحش مش كره فيها لا عند وكبر بس بكره تعرف اني اختارتلك الانسانه الصح لاني عارف ابني كويس
لم يرد إكمال عبارته فلو اكمل سيخبره انه يدرك انه شبيهه في شبابه يخشى عليه من نفس غلطته والزواج من امرأة مخادعة خائڼه ولكن غفى عن ان ألاقدار ليست واحده وان المصائر تقودنا لنفس النهايه
تعلقت عيناه بوالده ثم خرج من غرفة مكتبه صاڤعا الباب خلفه ليصعد غرفته تحت نظرات ناديه وتقي الصامتين لكل تلك الأوضاع بعد أن أمرهم فؤاد بالصمت 
دلف غرفته كالثور لا يري أمامه شئ ليتعالي رنين هاتفه فيخرجه من جيب سرواله ناظرا لأسم المتصل بحنق ثم ضغط على الهاتف بقوة لعله يخرج غضبه فيه 
ايوه ياهناء
مسحت هناء دموعها بعد جلسة المصارحة التي اتخذتها
مع حالها فقد قررت تسأله هل يريدها ام انها رغبه عمها في تزويجهما 
مراد انا ممكن اسألك سؤال واتمنى انك تجاوبني بصراحه 
هوي بجسده فوق الفراش مجيبا 
اسألي ياهناء 
أرادت التراجع من الخۏف الذي احتل قلبها خشت من الحقيقه التي اما ستضع النهايه او البدايه لمشوارهم سويا في حياه ستحتاج الحب ولو لم يكن الحب فلابد الرضى 
انت عايز تتجوزني ولا ديه رغبه عمي 
وقبل ان يجيب عليها اردفت بثبات وهي تبتلع ريقها بعدما جففت بقايا دموعها
متقلقش يامراد لو انت مش عايزني هتفضل ابن عمي وهتمنالك السعاده وهخرجك من الحكايه ديه 
كلمه واحده كانت الفيصل ولكن كبره وعناده قاده 
هتيجي امتى انتي ومرات عمي عشان تختاروا الفستان ميعاد الفرح بيقرب وانا لازم اروح فرع اسكندريه 
ارتخت ملامحها ولمعت عيناها تلك المره بدموع الفرح ف الاجابه قالها ان لم تكن صريحه ولكنها أخبرها بما يريح قلبها 
هقول لماما ونشوف يامراد 
تفاجئ صباحا وهو يقود سيارته نحو مدرسه مريم لايصالها صوت رنين هاتف يعلو بصوت ضعيف في المقعد الخلفي بالسيارة تسألت مريم وهي تبحث عن صوت الهاتف 
فين التليفون ده يا بابا 
فحدق بها حمزه محركا رأسه بنفي 
معرفش شكله في الكنبه اللي ورا 
توقف صوت الرنين ثم عاد يصدح من جديد 
كانت نظرات سماح مسلطه على ياقوت الحزينه من ضياع هاتفها وقد اكتشفت ذلك صباحا بعد ليله طويله قضتها مع سماح تسمع حكايتها وقد غفوا علي الفراش دون شعور لتفيق علي ضياع الهاتف الذي مازالت تسد اقساطه 
محدش بيرد ياسماح هو لحق يضيع 
قضمت سماح اظافرها تنظر اليها بأمل
مدام بيرن يبقى محدش لسا لقاه 
وانفرجت ملامح ياقوت وهي تسمع صوت تعرفه تماما 
الو 
فأبعدت الهاتف عن اذنها لتلتقطه منها سماح
من فضلك التليفون ده ضاع
 

 

24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 43 صفحات