شظايا قلوب محترقة بقلم سيلا وليد
مصرة بدليل رفعت قضية طلاق وحضرتك لو مش مصدقني اتصل بالمحامي معرفش ليه دايما واخدين الفكرة الۏحشة عني ماتسألوا رشيدة هانم ..برقت عينيها
أنا رشيدة..نهض من مكانه يضع كفه على جرحه حتى وصل إليها
أحلى رشيدة في الدنيا ياحبي كح..
وحشتيني...قالها غامزا ثم صعد للأعلى..شحب وجهها تهز رأسها
حبي وبيحبني ووحشتيني الراجل دا عنده انفصام والله العظيم ابنك ناويلي على مصېبة...قهقه مصطفى يشير إليها بالاقتراب..ولم تشعر سوى ببكائها
ميرو حبيبتي عارف إنك بتحبيه
لازم تستحمليه شوية ومش عايز نغمة الطلاق دي تاني..
ابتلعت جمراتها التي تكوي قلبها قبل جوفها متمتمة
ليه إلياس بيكره ماما كدا وهيفضل لحد إمتى يكرهها ياعمو أنا أمي متستهلش المعاملة دي..
مټخافيش بكرة يحبها قومي اطلعي ورا جوزك متسبهوش لوحده..
فركت كفيها وشردت بنظراتها بكافة الأرجاء
تفتكر هيسامح ويتقبلني تاني..
ربت على كتفها وباغتها بابتسامة
إنت وشطارتك ياميرو هتستني من الراجل العجوز يقولك إيه..
أومأت له ثم نهضت مردفة
عندك حق ابنك دا عايز مراوغة وأنا بحب المرواغة..
هتنام هنا ولا إيه!.
تمدد دون أن يعيرها أي اهتمام..جلست بجواره
قومي من جنبي عايز أرتاح..
نزلت بساقيها واستندت بركبتيها مقتربة منه
بس أنا عايزة أتكلم معاك..
أغمض عينيه وأردف
سامعك... رفعت كفها تمسد على خصلاته
ليه قولت لماما عليا كدا وإنت بتحبني هو فيه حد بيحب حد يتكلم عليه بالطريقة البشعة دي..
صمت لثواني وعجز عن الرد.. اقتربت من وجهه تهمس بجوار أذنه
أنا عرفت كل حاجة.. قرأت مذكراتك..
ابتعد برأسه عنها مع ارتفاع أنفاسه قائلا بنبرة جافة
متقربيش مني تاني وياله اطلعي برة روحي أوضتك إزاي أصلا جيتي..إيه نسيتي إننا انفصلنا..
حاولت إخفاء حزنها من كلماته وأخذت نفسا عميقا ثم أدارت وجهه إليها
تعرف لو كان حصلك حاجة أنا كنت ممكن أموت.
ابتسم ساخرا وزم شفتيه قائلا
تفتكر أنا ممكن أشوف راجل تاني غيرك.. قالتها بخفوت..
رغم القبضة التي اعتصرت فؤاده إلا أنه رمقها بنظرة قاسېة ودفعها بعيدا عنه..
كفاية بقى عايزة مني إيه قومي اطلعي برة.. قالها بنبرة مخيفة حتى تحجرت ملامحها الجميلة حزنا وألما وانسابت عبراتها لتنهض من مكانها وتهرول للخارج..
زفرة حاړقة أخرجها يريد أن ېحرق بها نفسه بعد ماتذكر دفتره.. نهض بهدوء واعتدل يبحث عنه دلف إلى مكتبه... لمس أشياءها الموضوعة يبدو أنها تناستها..جذب ربطة خصلاتها وقربها إلى أنفه يستنشق رائحتها بوله مغمض العينين ولكنه فتح عينيه متذكرا كلماتها التي ذبحته دون رحمة..
هتجوز إنت مش راجل..كلمات خلف كلمات ليلقي مابيده بالارض ثم أزاح بيديه كل مايوضع على مكتبه..ارتفعت وتيرة أنفاسه كمتسابق حتى فقد اتزانه وهوى على مقعد مكتبه محاولا أخذ عدة أنفاس بعدما شعر بانسحابها ..تراجع بجسده وذكرياته المؤلمة معها شقت صدره حتى نزلت دمعة رغما عنه ليجز على يديه معنفا إياه
مشيت ورا قلبك حسرتك على نفسك تستاهل كنت منتظر إيه رد على نفسك وقول كنت منتظر منها إيه واحدة طعنتك برجولتك افرح بالحب..
أطبق على جفنيه ينهر قلبه الذي ضاع بغيبات الجب بعدما شعر بالاشتياق إليها كور قبضته يضرب بها فوق مكتبه..
فوق يابن السيوفي حتة بنت كسرتك رد كرامتك اللي داست عليها ذهب ببصره لذاك الدفتر الذي يدون به قصة حبه..جذبه ثم نهض متجها إلى سلة القمامة وقام بإشعال قداحته لتلتهم النيران كل ماخطه قلبه قبل أنامله.. ألقاه بالسلة وظل ينظر لتلك النيران التي التهمت كل ذكرياته..
ظل لدقائق ينظر إليها ثم خرج إلى غرفته..
عند يزن وخاصة بغرفته
جالسا على مكتبه وأمامه بعض أوراق للتصميم يرسم عليها بعض الرسومات ورغم أنه مهندسا إلا أن رسوماته اليوم لا توحي لعمله نظر إلى الأوراق بعمق ثم حرك قلمه على كل رسمة على حدا..
هناك ورقة يرسم بمنتصفها راجح وحوله طارق ابنه ورحيل وزين وآدم..
وهناك رسم آخر يدون عليه
فريدة وعلامة استفهام كبيرة..ظل ينظر لرسماته مرة لصورهم مرة ..واحتضن وجنتيه بكفيه يتساءل بهمس
ياترى إنت فين يامرات عمي وليه مظهرتيش في الصورة معقولة تكون اتجوزت تاني ..ظل ينقر على مكتبه ..ثم زفر پغضب وقام بجمع الورق وتراجع بجسده رافعا ساقيه على المكتب ينظر لصورهم جميعا يشير بيده
راجح الشافعي ظابط متقاعد..
رانيا ...اتجوزت راجل متجوز ومخلف علشان تعاند في أخوه اللي حب بنت عمها اللي انتقمت منها وخطفت ولادها وعذبتها..شكلك راس الأفعى الكبيرة يامرات أبويا...قالها بتهكم..
اتجه إلى دفتر والدته وظل يقلب به إلى أن وصل إلى كلماتها عن فريدة
دي بقى مرات عمك المرحوم جمال دي هي الوحيدة اللي وقفت معايا بعد ماجدك ماټ عايزة أقولك ياحبيبي دي اللي نجدتني من أبوك وصل بيها الحال إنها تبيع حلقها علشان تديني فلوسه وتهربني من چحيم راجح الشافعي بعد ماجوزها ماټ خاڤت عليا وعليك بعد ماعرفت نية مرات أبوك آخر مرة شوفتها لما رحت معاها نبلغ عن الولد اللي اتخطف حبيبتي اتخطف ولادها الاتنين ومعرفتش توصلهم ...هربتني بعد ماعرفت إن راجح هياخدك مني ماهي رانيا بعد تسقيطها كام مرة الدكاترة قالوا عندها مشكلة ربنا بيخلص حقوق بحقوق..
عرفت كمان من فريدة بعد ماهربت إنها أخدت ابن راجح من زهرة اللي عذبها..
سامحني يايزن علشان خبيت عليك كنت خاېفة عليك أوعى تاخد أخواتك بذنبي حبيبي أبوك ابراهيم راجل ولا كل الرجالة كور قبضته حتى انكمشت الأوراق بيده ونفرت عروقه ناهيك عن عينيه التي لمعت بخط من الطبقة الكرستالية..
راجح ...راجح ياويلك مني وحياة دموع أمي وعذاب مرات عمي لأدفعك غالي اصبر عليا لو مخلتكش ټندم مابقاش يزن إبراهيم السوهاجي..
بفيلا السيوفي
رفرفت بأهدابها إلى أن فتحت عينيها اعتدلت على الفراش تنظر بالساعة ثم هبت من مكانها تهمس بتقطع
يوسف زمانه رجع من المستشفى..خطت بجسد واهن قابلها مصطفى على الباب
رايحة فين يافريدة مش الدكتور قال الراحة..
ابني يامصطفى عايزة اطمن عليه..حاوط جسدها يجذبها إلى الغرفة وتمتم
إلياس نام وصل من فترة وبعتله ميرال يعني زمانهم ناموا ..تعالي ارتاحي..سحبت نفسها مبتعدة عنه
لا لازم اطمن عليه هبص عليه من بعيد مش هدخل جوا أمسك كفها
حبيبتي بقولك ميرال عنده ..استمع إلى صوت ميرال
ماما كنت جاية اطمن عليكي..خطت إليها مبتسمة وكأنها طوق النجاة لكي تصل لابنها..
حبيبتي جوزك عامل إيه نايم..
أومأت تبتعد عن مرمى بصرها تهمس
أيوة كويس...ارتاحي لو سمحتي..
تركت يديها وساقتها قدميها مع لهفة قلبها إليه
أرتاح ..أرتاح ازاي وهو مش مرتاح قالتها بصوت ممزوج بالبكاء..دلفت بهدوء تغلق الباب خلفها بينما بالخارج توقف مصطفى يطالع ميرال
ليه مش مع جوزك ينفع تسيبيه في الظروف دي..
إلياس مصر على الطلاق ياعمو...قالتها وتحركت إلى غرفتها.
تضجرت ملامحه بالڠضب يردف
وبعدهالك يابن فريدة طالع عندي لمين..استمع إلى رنين هاتفه
أيوة عملت إيه
مسكنا الولد ياباشا واتحجز بس فيه حاجة لحظناها معاه..
هتنقطني بالكلام ماتتكلم بسرعة..
صورة مدام ميرال وعليها إكس بالقلم الأحمر.
أنا جاي أوعى حد يحقق معاه لما أوصل..
بالداخل بغرفة إلياس ..وصلت إلى الأريكة التي يغفو عليها جلست على الأرض بجواره رفعت كفها على خصلاته وانسابت عبراتها تهمس بخفوت
ألف سلامة عليك يانور عيني ياريتني مكانك يابني ياريت آخد كل آلامك. لمعت عيناها بابتسامة لأول مرة تراه وهو نائما بعدما بلغ مرحلة الشباب.
ياااااه .أخرجتها من حړقة قلبها تمسد على خصلاته..
سنين ياإلياس مشفتكش كدا تعرف كأن سنين الۏجع دي ماعدتش عليا بعد ماربنا ربط على قلبي وخلاني أربيك وأنا معرفش إنك ابني أول فرحة لقلبي..
انحنت وآاااه وكم من آهات وحسرات أخرجتها متحسرة على سنين كان بها قريبا من العين بعيدا عن القلب..شهقة خرجت رغما عنها مما جعلها تضع كفها على فمها حتى لا يفيق ولكن كيف له أن يظل مستغرقا بعد شعوره بدموعها على وجهه ورغم مفعول أدويته القوي إلا أنه استيقظ ..فتح عينيه ينظر لقربها منه
حاول الاعتدال بعدما وجد بكاءها ..أطبقت على ذراعيه
خليك مرتاح ياحبيبي..نهض متحاملا على نفسه وتساءل
بټعيطي ليه ميرال فيها حاجة..ابتسمت بعيون دامعة تهز رأسها عاجزة عن الرد..كيف تشكو له ظلام قلبها بمنعها بالتفوه عما يؤلم روحها..شهقة ماهي إلا شهقة خرجت من جوفها حتى انتفض ړعبا من حالتها التي تمادت كما ظن أنزل ساقيه وبسط كفه وهو يحاوط بطنه بكفه الآخر..
قومي من على الأرض قاعدة كدا ليه..
نهضت بسعادة طفلة بعدما رأت حنان عينيه ولهفته بالخۏف عليها.
جلست بجواره وعينيها ترسمه بحنان أمومي لم تشعر بنفسها وهي تضع كفها على وجهه تتأمل ملامحه بكل
تفاصيلها وكأنها ترسمه..
باغتها بنظرة مطولة ثم أبعد رأسه
مش عايز أزعلك صدقيني بس شايف أفورة مش مريحاني يعني تتعبي بسببي مش شايفة إنها أوفر شوية ولا بترسمي على حاجة تانية لو تقصدي الطلاق فالموضوع منتهي أنا وبنتك زي الشمس والقمر مايتجمعوش..بيستافدوا بس من بعض..
تنهدت بمرارة ويبدو أن الماضي ماتزال آثاره محفورة بقلبه..
إيه رأيك نفتح صفحة جديدة اعتبرني والدتك..
ابتسامة ساخرة مع نظرة متهكمة ثم نهض متجها إلى سجائره
الطموح حلو برضو يامدام فريدة..توقفت وخطت بخطوات مترنحة إليه محاولة جذب سيجارته
بلاش سجاير وإنت تعبان ياحبيبي..
توسعت عيناه بوميض غاضب وتجمعت سحب الألم والحزن بعينيه يرمقها بنظرة تعني الكثير من الكره
متنسيش نفسك إيه اللي مدخلك أوضتي بنتك في أوضتها روحي لعندها وياريت تقنعيها تفضل متمسكة بالطلاق دا لو بنتك حبيبتك بتسمع كلامك أنا مش عايز أخسر أبويا كفاية خسارتي لأمي يامدام..
هتفضل تعاملني كدا ياإلياس على إني عدوتك الأولى ..استفهاما مؤلما لقلبها قبل قلبه انبثق من شفتيها اقترب منها بعدما نفث تبغه
أسامحك!..تعالي نرجع بالزمن للورا كدا
أنا كنت بقولك ياماما شوفتي.. كنت بقولك ياماما يعني كنتي غالية عليا أوي عملتي إيه ضحكتي علينا كلنا بوشك البريئ دا عرفتي تتلاعبي علينا كلنا.
فلاش باك
جالسا بجوار والدته يلعب بهاتفه استمع إلى همسها نهض من مكانه وتحرك إليها
ماما حبيبتي إنت صحيتي..ضغطت على كفه الصغير تهمس بأنين
إلياس ناديلي بابا ياحبيبي..هرول الصغير إلى غرفة والده بعدما تم عقد قرانه على فريدة..
قبل قليل جلس بجوارها
فريدة عايز أفهمك حاجة مهمة لولا إصرار غادة على الجواز أنا كنت مستحيل أتجوز عليها مهما كان..كانت مطأطأة الرأس تفرك بكفيها
عارفة يابيه..
أطلق ضحكة يهز رأسه وتحدث بمشاكسة
بيه فيه واحدة تقول لجوزها بيه!..
رفعت عينيها الممتلئة بالدموع
عايزة أعرفك إني فهمت جوازنا هيكون صوري علشان الولاد وعارفة إن كل واحد له حياته الخاصة صدقني عمري ماهتخطى حدودي معاك..
نهض من مكانه واتجه إلى النافذة ينظر بالخارج وأردف
مش أنا