تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان
يفكر سوى بحبيبته و كيف سيكون حالها اليوم و هى تعلم أنه سيكون لغيرها
حل المساء و توافدت الضيوف على فيلا راشد سليمان و تجهز العروسان فكانا فى أبهى صورهما خارجيا انما يوسف من داخله كان دميم القلب
راح المصور الفوتوغرافى يأخذ لهما بعض الصور التذكارية فوقفا العروسان قبالة بعضهما و نظر كل منهما فى عينى الآخر فتذكر يوسف على الفور عيون زينة فابتسم بعشق طارت على إثرها سهيلة من السعادة و قالت له مبسوط يا يوسف!
أماءت له بسعادة و ابتسامة مشرقة و قالت له أنا مش مصدقة نفسى أخيرا أنا كنت خلاص فقدت الامل بالذات و انت علطول بتقول ان احنا اخوات
رد عليها بكذب انا كنت لازم أقولك كدا عشان احنا عايشين فى بيت واحد و لازم يكون فى حدود ف المعاملة بس يوم ما كنت هفكر ارتبط مكنتش هلاقى
سهيلة بسعادة بالغة مش مهم أى حاجة فاتت المهم ان احنا دلوقتى مع بعض و لبعض
حاول جاهدا أن يقول لها كلمة حب و لو على سبيل الكذب فقال لها بابتسامة جاهد أن تبدو ودودة ان شاء الله يا احم يا حبيبتى هنفضل مع بعض لآخر العمر
كانت تنظر له ببلاهة شديدة غير مصدقة ان هذه الكلمات تخرج من فم يوسف فباغتته قائلة يوسف انت بتحبنى!
لم تكترث لاجابته فيكفيها أنها أصبحت له و معه لا يهم أى شيئ عدا ذلك
أمسكته من ذراعه بكلتا يديها و قالت له تعالى نسلم على خالو رفعت و تيتة صفية عشان ميزعلوش
يوسف اوكى يلا
بينما على الجهة الأخرى كان ممسكا بهاتفه يتحدث به و الابتسامة تشق وجهه المسرور يقول خلاص هانت يا ديما انا كنت مستنى يوسف يخف و جه موضوع خطوبته دا فجأة عقبال خطوبتنا يا جميل
يحيى الله يبارك فيكى مفيش اى كلمتين مصرى منك كدا ع الماشى!
ضحكت و قالت هههه كلمتين ايه!
يحيى ايوة بدأتى تفهمينى اهو بصراحة الكلام المصرى بيطلع من بوقك زى العسل
ديما بضحك خلاص يا يحيى كفاية كدا و روح شوف أخوك اكيد بيدور عليك دلوقتى
رد بتمثيل قلبى أه اه كدا كتير عليا ماشى يا ديمة قلبى
يحيى بهيام باى أنهى المكالمة و ذهب يبحث عن أخيه و عروسه فوجدهما يقفان مع عمه و خال سهيلة و جدتها فذهب لهما
يحيى السلام عليكم ازيك يا اونكل رفعت ازيك يا تيتة صفية عاملين ايه
ردت الجدة بخير يا حبيبى الحمد لله عقبالك يا يحيى
يحيى قريب جدا ان شاء الله
يحيى و دى تيجى بردو اكيد طبعا انتو اول المعزومين
استمر الحفل حتى وقت متأخر و بالطبع لم تخلو من مزاح يحيى و سعادة سهيلة و والدها و محاولات يوسف فى ان يبدو طبيعيا و هو يحمل أطنان من الهموم بقلبه و يتلوى شوقا لحبيبته
أما عند زينة
فمنذ صباح ذلك اليوم و هى تجلس حزينة الدموع تعرف مجراها جيدا لا تحيد عنه لا تصدق أنها لن تراه مرة أخرى و أنه اصبح ملكا لغيرها لقد انتهى الحلم الجميل الذى كم تمنت أن تعيشه فى الواقع لكن يبدو أنه ليس من حقها أن تحلم
لم تذق طعاما بذلك اليوم فليس لديها شهية لفعل أى شيئ فقط تنام و تستيقظ و تنام تحاول الهرب من واقعها بالنوم قدر المستطاع
مرت عشرة أيام أخرى كانت من أصعب الأيام التى مرت على يوسف و زينة
لم تذهب نهائيا الى الشركة و اعتكفت بغرفتها و ساءت حالتها و ذبلت ملامحها حزنا على فراقه
أما يوسف فلم يذق طعم الراحة يشعر بتأنيب ضمير يكاد يفتك بعقله كما أنه يتألم لفراقها لم يعد يتحمل أكثر من ذلك فقد نفذ صبره على نفسه
جاب غرفة مكتبه ذهابا و إيابا يفكر بأن يذهب لها و ليكن ما يكن فالشعور بالذنب يؤرقه خاصة أنه لم يحاول أن يعرف أخبارها او حتى يحدثها فى الهاتف منذ آخر لقاء بينهما منذ أسبوعين ظنا منه أنه سيستطيع تخطيها و سيكمل حياته بدونها و لكنه فشل فى ذلك فشلا ذريعا فلم يعد يحتمل فراقها أكثر من ذلك و حسم أمره أن يذهب لها الآن حيث تسكن فى الملهى الليلى و فى خضم تفكيره دخل عليه شقيقه فتعجب كثيرا من حالته تلك و أجزم ان هناك خطب ما و هذا الخطب يتعلق بزينة فقال له بترقب إيه مالك يا يوسف رايح جاى و مش على بعضك كدا !
وقف يوسف قبالته و قال له بجدية تامة أنا
هروحلها يا يحيى و دلوقتى
نظر له باستنكار و قال له بهدوء الذى يسبق العاصفة تروحلها فين
رد عليه بلجلجة هيكون فين يعنى يا يحيى
رد
عليه بعصبية شديدة إنت اټجننت يا يوسف إنت عايز تدخل المكان القذر دا احنا مش كنا خلصنا من الموضوع دا و قولنا خلاص هى هتروح لحالها و انت هتشوف حالك بقى
صاح به يوسف بنبرة فيها من الألم ما فيها مش قادر يا يحيى مش قادر أنساها مش راضية تروح من بالى أنا كسرتها عارف يعنى ايه الإنسان اللى كنت فاكره بيحبك يكسرك
هدأ يحيى من نبرته قليلا و قال متعاطفا معه يوسف أنا مقدر اللى انت حاسس بيه بس خلاص فات الأوان انت كتب كتابك بكرة يا يوسف
أجابه بجدية تامة أنا هتجوز زينة
رد عليه يحيى پصدمة إنت بتقول إيه يا يوسف ! انت واعى للى بتقوله
يوسف أيوة طبعا واعى جدا و دا اللى المفروض كنت عملته من زمان
يحيى طب و سهيلة
يوسف هتجوز الاتنين
فى الملهى الليلى
انتهى جلال من تدريباته و عاد لوالدته و زينة فرحت سهام كثيرا لعودته و حمدت الله ان زينة انتهت من ذهابها للشركة قبل مجيئه حتى و ان باءت مهمتها بالفشل فيكفى أنه عاد و وجدها كما تركها
اجتمع ثلاثتهم على مائدة الطعام فقال جلال ياااه وحشتنى اوى اللمة دى ياما
الام حمدالله على سلامتك يا حبيبى و هتستلم الشغل امتى بقى!
جلال بحماس مدير امن الشركة مبسوط اوى منى و ادانى اسبوع اجازة قبل ما استلم الشغل هنا
الام ربنا يحبب فيك خلقه يا حبة عينى
قبل ظهر يدها قائلا تعيشى ياما
ثم نظر لزينة فوجدها تأكل بشرود تام فقال لها مالك يا زينة سرحانة ليه كدا
زينة بتلعثم ها لا ابدا مش سرحانة و لا حاجة ثم أكملت بابتسامة مصطنعة دا انا حتى مبسوطة اوى انك رجعتلنا بالسلامة
رد عليها بهيام الله يسلمك يا زينة البنات بس انتى اتغيرتى