قصة كاملة بقلم سلمى ناصر
دا .. خلت وكيلها امام الجامع اللي عايش جمبهم وبيعتبر فلك بنته وعارفها كويس ومرفضش طلبها نهائي ..
بعد ما خلصوا وفلك رسمي بقت مراته ! وصحابه القريبين منه باركوله وهو دلوقتي مش عارف هيروح فين او معملش حساب الخطوة دي ولٲن صاحبه بيعزه وبيحبه زي اخوه جدا .. مهنش عليه وسابله مفتاح شقة امه وابوه القديمة ويعتبر محدش بيروحها يقعدو فيها لحد ما يتصرف ...
ساكتة وهو كمان بصتله وشكله قطع قلبها
قدرت تفهم من غير ما يقول كلمه هو حاسس ب ايه !
مش سهل خالص أبوه يتبرأ منه ويطرده من غير هدومه حتي ويعمل معاه كدا !.
عيونه حمرا ووشه جامد باصص في الفراغ سرحان كفه علي كف أيدها ماسكه جامد وكأنه بياخد الدعم وبيقوي بيها ..
حست بالذنب وأنها أنانية ! هي محبتش الأمور توصل ل كدا لو عليها عادي تمشي بس هو ذنبه ايه
عايزة تواسيه وتخفف عنه زي ما بيعمل طول عمره
بس متعرفش ازاي ! عمرها ما واست
_ كل حاجه هتبقي كويسة صدقني !
وكأنه كان
ورد عليها بنفس وضعه
_ أنا عارف عشان انتي بقيتي معايا
وصلوا بيت صاحبه وطلع هو وفلك كانت الدنيا ليل ودخلوا الشقه البسيطة مش كبيرة اوي
بس مريحة هي فضلت واقفه في الصاله بتبص علي الشقه .. فارس بقا جوزها الوضع تلقائي بيخليها تبتسم.
_يلا يا فلك
ادخلي ارتاحي وحقك علي عيني أنا انك مخدتش هدومك وهتنامي كدا بس من بكره الصبح أن شاءالله هجبلك كل اللي تحتاجيه
أنا هنزل دلوقتي اجيب اي اكل .
_ هتنزل تاني ملهاش لازمة وسيبك من الهدوم أنا مش همي غيرك يا فارس
_ ربنا يخليكي ليا بس يلا عشان هنتكلم شوية بعديها
وقف هو يبصله شعرها طول شوية عن زمان حجمها صغير .. جميله بكل تفاصيلها البسيطة
فلك اتحرجت اوي من نظراته ووشها احمر ف عشان تنهي خجلها ونظرات الاعجاب الواضحه
احمم .. يلا
راحوا قعدو علي السفرة وهي كانت بتاكل اوي بشهيه وهو قعد يبصلها بس ويتٲمل تصرفاتها العفوية التلقائية وبيتسم .. وجواه راحه كبيرة فلك خلاص بقت بتاعته لوحده .. مراته ومعدش حد هيعكنن عليهم ويبعدهم عن بعض تاني .. ولا حد هيحاسبه علي تصرفاته معاها ..
_ منظري مش لطيف خالص عشان تبصلي وانا باكل هو انت مكلتش ليه
_ ط ..طب هنعمل ايه
_ في ايه
في ايامنا الجاية .. هتمشي ازاي
هنزل الصبح ان شاء الله ادور علي شغل بجانب تدريبي في المشفي وقريب هتعين فيها وكمان هشوف شقه او اوضه نسكن فيها اكيد مش هنفضل في شقة رامي وانتي هتكملي حياتك عادي وجامعتك كمان
_ يعني انت هتعمل كله لوحدك لا طبعا انا لازم اساعدك متنساش ان انا سبب خلافك مع عمتي.
قولتلك يا فلك انتي ملكيش علاقه ب الي حصل هما عايزين كدا وانا عملت اللي عليا وقبل كل دا انتي مش هتساعدي بحاجة انا الراجل وانتي بقيتي مراتي خلاص ومسئولة مني يعني ركزي في دراستك وبس.
_ بس ان....
_ مش هننام محتاج انام اووي
_ طيب يا فارس .
عرفت انه بيقفل عن الموضوع ومؤقتا وافقته .. وقاموا عشان يناموا وفي اوضتين في الشقه اوضه لاهل صاحبه ودي قافلها ..
ومفيش غير اوضته هو وفيها سرير صغير مكنش هيكفي غير ل واحد بس فارس قرر انه ينام علي الكنبة الكبيرة الي في الصالة عشان بسببها براحتها وهو عارف كم الخجل أنها تطلب منه كدا هي استغربته .. بيتعامل عادي زي الٲول وكٲن مفيش خطوة جدت في حياتهم لكن احترمته جدا لأنها عرفت انه حس أنها هتتحرج ومش هيكون سهل عليها ...
عدا اسبوع علي جواز فلك وفارس وهما زي الٲول .. اخوات دور علي اشغال كتير لحد م صاحبه اتوسطله واشتغل مندوب مبيعات وبليل عامل في محطة بنزين قرر يتعب لحد ما يتعين رسمي في مستشفي عشان يقدر يصرف علي فلك وعلي مصاريفهم اللي جددت وعشان يأجر شقة ليهم وفلك استمرت في جامعتها وفي بالها أنها لازم تساعده ب طريقة وهو بيعمل كل دا عشانها .. حرفيا كان بيتعب جدا وجودها ودعمها ليه كان كفاية يقويه ... بس اكتر حاجه كانت بتضايق فلك هي شغلانته بليل بيتأخر وممكن يدخل وش الفجر وكل دا بتفضل لوحدها في قلق عليه وعلي نفسها انها قاعدة لوحدها وكتر غيابه ب يوحشها ..
_ تسلم
ايدك يا حبيبتي.
_ تسلم يا فارس هو الاكل عجبك انا عارفه انك مستحمل العك اللي بعمله لحد ما اتعلم
_العك دا احلا حاجه أنا بكلها في يومي.
ضحكتله وسئلته بترقب وهي بتبصله
_ مالك يا فارس من ساعة ما جيت حاساك مضايق من حاجه
اتنهد وهو مش عايز يعرفها ويشيلها همه بس هي مصره
_ عرفت أن بابا باع الفيلا ومشيوا معرفش راحوا فين حاولت اكلمه من رقم تاني عشان هو محظرني
لاقيته مغير رقمه ومش عارف اوصله.
زمت شفايفها بحزن وشفقة وحطيت أيدها علي ايده
_ مش عايزاك تحزن كدا انت اجمل ابن شوفته
انت حاولت تساعده بس هو رفض انت عملت اللي عليك يافارس وبكره بأذن الله يصفي والدنيا تتحل وهما اكيد ب خير متقلقش
ابتسم لها مابين نظراته الذابله من التعب وهو بيضم ايدها
_ انا عارف كفاية وجودك م هون عليا .
_ ربنا يخليك ليا يارب وفي حاجه كمان عايزة اكلمك فيها .
_ ايه
_ انت شكلك تعبان اوي يا فارس انت مش واخد علي كدا عشان خاطري خليني اشتغل واس..
قاطعها قطع نهائي
_ احنا اتكلمنا في الموضوع دا يا فلك وخلاص
وبعدين كلي يلا عشان تفتحي نفسي
بصتله ب قلة حيلة وهي
شايفاه بيجي علي نفسه جدا عشانها مبياكلش كويس يعتبر مش بينام
بقا ظاهر عليه التعب وهو عمره ما اشتغل ومش واخد علي المرمطه دي ! ...
_ طب اسمعني يا فارس أنا عايزاك تسيب الشغلانه بتاعة بليل دي
_ ليه
_ كفاية عليك بتاعة الصبح ثم انت بتتاخر وبتسيبني لوحدي كل دا وانا بخاف اقعد لوحدي
_ ڠصبا عني يا حبيبتي ولله اوعدك اول ما الاقي حاجه كويسه هسيبها ...
_ انت بقيت عنيد كدا ليه
ضحك ضحكه خفيفة _ المكرونه المسكرة
بردت يا لوكا ما تسيبيني اعرف اكل.
شهقت وهي بتدوق الاكل
_ يالهوي يا فارس دي وحشه جدا !
أنا تقريبا خلطت بين الملح والسكر ! أنا اسفه جدا
_ بتتأسفي ليه علي قلبي سكر
وادينا بنجرب اختراعات جديده ياستي طب تصدقي حلوه وهي مسكرة اكتر .
_ بس يافارس سيب العك دا انت كدا بطنك هتوجعك وانا هجبلك اي حاجه من التلاجه.
مسكها من أيدها قبل ما تروح وقام معاها
_ متقوميش أنا شبعان تسلم ايدك أنا بس هدخل عشان محتاج جدا .
_ هتنام جعان يعني اصب اجبلك ان..
_ ياستي بقولك انا لما بشوفك بشبع اصلا
ابتسمتله ب حنيه حتي في الغلط مزعقش واتعصب واحرجها زي اي حد طبيعي بالعكس مبيحسسهاش أنها عملته دا بيشكر فيها وبيحسسها قد ايه عظيمه !! وبيعلمها واحدة واحدة .. ودا نقطة وصل من ضمن نقط ترابط العلاقة القويه ..
عدي كام يوم وفارس لسه ما بين شغله وبين فلك .. رغم جدالهم في أنها تشتغل وتساعده أمر مرفوض بالنسباله بس هي حاطه في دماغها أنها لازم هتشتغل وتساعد بالذات بعد ما سابوا شقة صاحبه وأجر شقة صغيره تانية اوضه وصاله بقا ليها مصاريف وهي شايفه قد ايه بيتعب ف قررت تشتغل حتي لو من وراه .. وعلي الأساس دا ابتدت تدور فعلا وقالت ل خديجة صاحبتها في الجامعه تتوسطلها في شغل عدد ساعاته قليلة ومناسبه مع عدد ساعات فارس الصبح يعني تكون موجودة في البيت قبل وصوله علي الغداء ك عادة كل يوم قبل ما يروح شغله التاني ... عشان ميعرفش أنها بتشتغل وتساعده ...
كانت في الجامعه كالعادة ونده عليها زميل ليها رامز يعتبر فلك مش بطيقه ..
مش بترتاحله نهائي متعرفش السبب بس
ملوش قبول عندها مريب بالنسبالها ..
_ ازيك يا فلك.
ردت ب مجاملة وهي بتقوم تمشي عشان جيه
_ كويسة .
_ طب استني قايمة رايحه فين
عايز اكلمك في حاجه .
_ وانت من أمتي ليك كلام معايا
_ احمم ايوه بس دي حاجه تخصك عرفتها من خديجة
_ ايه اللي يخصني
شد كرسي قدامها وقعد وهو بيبتسملها
_ انتي بتدوري علي شغل خديجه كانت قالتلي
_ وهي تقولك ليه أنا قايللها هي انت ايه دخلك
رمي نظراته بعشوائية من الحرج وكمل
_ هي مقالتليش بشكل واضح أنا سمعتها وهي بتقول وانا عندي شغل كويس ليك فقولتلها عليه وعجبها لانه موازن طلباتك وحبيت اساعدك طالما في أيدي مش اكتر
فلك خدت نفس وحست أنها قليلة الذوق معاه
هو برضو معملش حاجه تخليها تعامله كدا
يمكن يكون شخص كويس ودي هواجس في دماغها
هي مرورا بالظروف اللي عاشتها في بيت عمتها
خليتها تعامل اي شخص غريب خارجي غير فارسب اسلوب عڼيف ومحدود خوفا علي نفسها هي من وجهه نظرها بتأمن نفسها ..
حاولت تكون الطف معاه عشان تعرف اكتر عن الشغل
_ معلش يا رامز علي طريقتي بس شغل ايه دا
اتحمس
_ بصي ياستي هو خمس ساعات بس ست قعيدة انتي هتروحليها تقعدي معاها طول ما بنتها في الشغل تديها الدوا تحطلها اكل وهكذا
واول ما بنتها ترجع هتروحي والمكان مش بعيد
نص ساعه من الجامعه ل هناك ..
واتوسطلك في المرتب عشان انتي تبعي وهما ناس معرفه ..
ابتسمت لعرض الشغل المغري زي ما طالبة بالظبط
_ جميل دا طب اقدر اقابلهم وابدأ امتي
_ من دلوقتي لو تحبي يلا اخدك ونروح.
سكتت شوية
_ لا ممكن تقول ل خديجه العنوان ونروح أنا وهي.
_ يا فلك هو انتي قلقانه مني ليه
أنا هروح معاكي عشان يطمنوا ويعرفوا انك تبعي
لان امها عزيزة اوي ومش هترضي تشغل حد اي كلام هو انتي شوفتي مني
حاجه وحشة
قالت بتردد
_ لأ الصراحه .
_ طب ايه ثقي فيا شوية! وعلي العموم بشوقك
أنا حبيت اساعدك لو مش عايزة خلاص.
اتنهدت ب حيرة هي اه مش بطيق رامز ل سبب متعرفوش بس هي محتاجه الشغل !
وممكن متلاقيش شغل بالفرصه دي تناسبها تاني !
ف قررت تكسر الخۏف دا وتروح تقابلهم ..
وفعلا قالتله وهو زي ما
يكون ما صدق واتبسط جدا واستغربت فرحته ..
كان هيوصلها بعربيته
ف رفضت وصممت علي مواصلات نقل اتوبيس