رواية كاملة بقلم دعاء عبدالرحمن
يا عمى أرجوك متعملش كده وبعد أذنك متقولش حاجة لإيهاب. حضرتك عارف أنه حمقى وممكن يكبر الموضوع. أنا هقوله أن المشوار من المدرسة للبيت عند حضرتك متعب شوية خصوصا أننا عندنا أمتحانات شهر وبنروح بدرى وبنمشى متأخر وهقوله أنى هقعد هنا لحد ما الامتحانات دى تخلص
أسند رأسه إلى راحة يده وهو يقول بضيق يعنى كمان عاوزه تقعدى لوحدك هنا.
حاول معها كثيرا ولكنها لم تتراجع فاضطر أن يسمح لها بالبقاء يومين لا أكثر
فى المساء ذهب إليها إيهاب ومريم كان إيهاب غير مقتنع بما تقول فنظر لها بتمعن قائلا
حاولت أن تخفى تعابير وجهها وهي تقول معلش يا إيهاب سبنى براحتى. أنا كده هبقى مرتاحة أكتر. ولما الامتحانات تخلص هرجع تانى ان شاء الله
جلس بجوارها قائلا وفجأه كده من غير ما تقوليلى
أبتسمت أبتسامة زائفة وقالت منا قلت أهرب بقى قبل ما تمنعنى
لمعت عيناها فقاطعتهما مريم قائلة لو مصممة يبقى هنقعد معاكى ماهو مش معقول نسيبك هنا لوحدك
أبتسمت لها ايمان وقالت ياسلام بقى الست البرنسيسة هترجع تقعد هنا تانى
بادلتها مريم الأبتسامة
وقالت يالا بقى معلش كلوا بثوابه
إيمان طب والشغل يا مريم
شعرت مريم بحيرة وقالت بحزن لا أنا مش هروح الشغل ده تانى
قال إيهاب متعجبا ليه أنت كمان. حد زعلك ولا ايه.
تكلمت مريم وهي تستشعر مشاعر
أكمل والده بانفعال متجاهلا حديثه عارف البنت قالت لاخوتها أيه. قالتلهم أنها قاعدة هناك علشان أمتحانات الشهر بتاعة مدرستها. مجابتش سيرتك خالص طلعت أحسن منك يا عبد الرحمن
كل ده ليه يابنى. الدنيا مبتوقفش على حد. أنت لسه في عز شبابك ولسه ياما هتشوف يابنى أنت عاقل ولازم توزن الأمور أحسن من كده. ولا زم تعرف تفرق بين الغث والثمين ووضع كفه على رأسه في حب وقال
أنا عارفك يا عبد الرحمن. أنت راجل يابنى وهتعدى أى محڼة قدامك وهتبقى أقوى من الأول مليون مرة يابنى الضړبة اللى متكسركش هتقويك. وانت عضمك ناشف. ده انت اللى هتشيل الشيلة كلها من بعدى يابنى.
وعد يا عبد الرحمن
وعد يا بابا
وقف والده وهو يقول ربنا يبارك فيك يابنى. أنا كنت عارف أنك راجل وأنك مش هتعمل غير كده
أنتبه عبد الرحمن فجأة وكأنه قد تذكر شيئا فنظر إلى والده وقال متعرفش يا بابا المدرسة اللى إيمان بتشتغل فيها أسمها ايه
فى الصباح دخل يوسف مكتبه ولكنه لم يجد مريم فظن أنها ستأتى متأخرة وبعد حوالى الساعة أتصل به والده وطلب منه الحضور إليه قطع يوسف الممر إلى مكتب والده ودخل إليه فأشار له بالجلوس وهو يقول
أقعد يا يوسف
وبدون مقدمات قال ها قولى بقى عملت أيه في بنت عمك انت كمان
قطب جبينه وقال يعنى أيه يا بابا مش فاهم قصد حضرتك
قصدى مريم يا يوسف. زعلتها تانى ليه هو انا مش هخلص من مشاكلكوا دى.
وأكمل بانفعال مريم كلمتنى وقالتلى انها مش هتشتغل معاك تانى. ولما سألتها ليه قالتلى على اللى عملته فيها وصممت مترجعش تانى وأتحججت بمذاكرتها والمحاضرات
يا بابا هي اللى ابتدت وأنت عارفنى مبحبش أسيب حقى
حاول يوسف أضافة بعض المرح مع الأعتذار فقال أنا آسف يا بابا خلاص أوعدك مش هضايقها تانى. ولو عملتلى حاجة هبعت جواب لولى أمرها اللى هو حضرتك طبعا ولو هي أشتكتلك مني أبقى ذنبنى على السبورة
أبتسم الحاج حسين لمزاحه وقال مش لما ترضى ترجع تشتغل معاك تانى يا فالح...
قال يوسف بأسلوب استعراضى أطمن يا بابا انا هعرف اخليها ترجع الشغل تانى.
أشاح حسين بوجهه وقال بمكر دى مش طايقة تشوفك. ومهما عملت مش هتصفالك. انا متأكد انك مش هتقدر
نهض يوسف بشغف وقال بتحدى ماشى يا حاج أفتكر بس الكلام ده علشان لما تلاقيها رجعت تتأكد انى أقدر ولما بحط حاجة في دماغى بعملها. ماشى
قال حسين بعدم اكتراث مدروس طب يالا روح شوف شغلك. لما نشوف.
أنصرف يوسف وبمجرد أن أغلق الباب خلفه ابتسم والده. فهو يعلم جيدا أبناءه ويعلم الطريق إلى قلب كل منهم ويسلك هذا الطريق في ذكاء شديد.
جلست إيمان في المساء على فراشها وهي تنظر إلى الزهرة المسكينة التي ألقى بها على الأرض وتناولت الكوب الذي