رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
هتعملى فيها بقى عندك وبتحب وكده
قفز عمرو من مكانه ووضع يده على فم فارس ليسكته قائلا
اسكت يابنى انت ..انت ايه عاوز تسيحلى وخلاص
خرجت أم فارس من المطبخ تحمل أكواب الشاى فتصنع عمرو انه يهندم ملابس فارس قائلا
لالا مظبوط متقلقش
بعد نصف ساعة كانت مهرة تطرق باب الشقة بقوة وأزعاج أنتفض فارس ليفتح الباب وهو يقول
نظرت أم فارس لها بأعجاب وهى تقول
ماشاء الله.. أيه الفستان الحلو ده وايه الشعر الحلو ده
دارت مهرة حول نفسها بأعجاب ليدور معها ذيل فستانها الوردى الرقيق وهى تقول
ده فستان العيد يا طنطى
وأشارت إلى حذائها بشغف وهى تقول
ودى جزمة العيد
قاطعها عمرو مداعبا
وطبعا ده شعر العيد مش كده
أخيرا شفتك مسرحة شعرك يا مهرة ..
هتفت مهرة بصياح
يلا بينا بقى أتأخرنا على الفرح
ثنى فارس ركبتيه بمرح وهو يمد يده إليها قائلا
يلا بينا يا عروستى
ضحكت بسعادة وهى تضع يدها فى يده بيد وتمسك بطرف فستانها باليد الأخرى وتقول
يلا يا عريسى
كان حفل الخطبة صغيرة وبسيطة وكأنها مقابلة عادية باستثناء صخب الموسيقى المرتفعة فى البيت وبعض باقات الورود فى أركان المنزل ودنيا بفستانها الزهرى وزينتها الكاملة مما جعل فارس يشعر بالحرج بسبب وجود عمرو ورؤيته لها بهذا الشكل كان فارس يجلس فى المنتصف بين والد دنيا ومهرة وكان يلتفت إلى والد دنيا ويتحدث معه باهتمام بينما نهضت دنيا وجلست بجوار مهرة وقالت بابتسامة صفراء
رفعت مهرة رأسها ونظرت لدنيا وهزت رأسها نفيا ولم ترد حاولت دنيا كتم غيظها وهى تعيد أمرها مرة أخرى
بقولك قومى يا شاطرة
هذه المرة لم تنظر لها مهرة من الأصل وقالت ببرود
مسميش شاطرة
شعرت دنيا بال اء تغلى فى رأسها وصاحت بعصبية
بقولك قومى
ألتفت فارس على صوت دنيا وقال بتساؤل
قالت بعصبية
البنت دى بتعند معايا ومبتسمعش الكلام انا كنت فاكراها مؤدبة زى ما كنت بتقول عنها
صاحت مهرة بصوت يشبه البكاء
انا مؤدبة والشتيمه حرام.. واللى بيشتم الكلمة بتلف تلف وترجعله
والتفتت إلى فارس وهتفت به
مش انت قولتلى كده يا فارس
فارس وهو يقول
ايوا يا حبيبتى صح بس وطى صوتك شوية.. ممكن
أنت بتنصرها عليا يا فارس وكمان بتستأذنها
نظرت أم دنيا لمهرة بحدة وقالت پغضب
أسمعى الكلام يا بنت
فركت مهرة عينيها وهى تصيح
كده حرام.. ماما قالتلى عيب نشخط فى الضيوف
نهضت أم فارس وأخذت بيد مهرة وهى تقول لدنيا
معلش يا دنيا هى
متقصدش
ونظرت لمهرة بلطف قائلة
تعالى يا مهرة اقعدى جنبى يا حبيبتى
تشبثت مهرة ب فارس وقالت پبكاء
نهض والد دنيا ليحل المشكلة ويفض الڼزاع وأخذ بيد ابنته قائلا
تعالى اقعدى مكانى يا دنيا
جلست دنيا بجوار فارس على الجهة الأخرى وهى ترمق مهرة بنظرات ڼارية
نهض عمرو وجلس بجوار مهرة وانحنى على أذنها قائلا
تيجى نتفرج من البلكونة شوية
حركت كتفيها برفض وهى تمد شفتاها پغضب وتتشبث ب فارس أكثر فأمسك فارس بأصبعها المحطية بيده وبدأ فى تدليكها لتسترخى وتطمأن ظلت على هذا الوضع فترة من الوقت ومن الحين للآخر يربط فارس على شعرها أو يدها حتى وضعت رأسها على ه المتشبثة بها
وأغمضت عينيها ونامت.
حدث أول تنازل منه ووافق على طلب دنيا التى هاتفته وطلبت منه التنزه سويا قليلا رفض فى البداية ولكنه لم يستطع مقاومة ألحاحها المتكرر وحزنها الذى ظهر فى كلماتها وهى تتهمه بالتقصير تجاهها وعدم سعادته بارتباطهما أخيرا
ألتقى بها فى أحدى المتنزهات التى
أعتادا اللقاء فيها وجلسا على المقعد المعتاد لهما أمام النيل مباشرة ألتفتت إليه وهى مبتسمة وقالت برقة
متقدرش تتصور وحشتنى ازاى
أبتلع ريقه وهو يتذكر كلمات بلال حاول السيطرة على مشاعره وهو يقول
علشان كده يا دنيا كنت عاوز أكتب الكتاب علشان اعرف اعبرلك عن مشاعرى براحتى
نظرت إليه بجرأة وتفحصت ملامحه التى تحبها وكأنها لم تسمعه وقالت برقة وهى تتلمس ه بأطراف أصابعها
يعنى انا موحشتكش
قالت عبارتها الأخيرة بطريقة لم يتحملها أنهار معها كما ټنهار أبواب السدود لتغمر الأرض العطشة بالمياة ونسي ك
ما كان يحذره منه بلال كان محقا هو بشړي وقدرته على الأحتمال محدودة فكانت النتيجة الحتمية هى التنازل واتباع هواه.
وهو ينظر لعينيها أصابعهما بعضها ببعض وذابت ما بقى بداخله من مقاومة...
الفصل السادس
ومر عام يحمل فى طياته الكثير ...تتقلب فيه أمزجة البشر وأحوالهم وأحزانهم وافراحهم.. كما تتقلب فصوله بين رعد الشتاء وهطول الامطار وحرارة صيفه وكآبة خريفه ونسيم الربيع وشذى عبير أزهاره ...هكذا هى الحياه لا تدوم على حال ولا تستقر على شأن ولا تعطى الا وأخذت ولا تأخذ الا وتمنح ولا تحزن الا وتفرح ولا تسعد الا وتكسن ..يشوبها دائما بعض الملل بعض الالم بعض الوجوم بعض التنحى عن الحياة....ولهذا هى دنيا لا يوجد بها سعادة دائمه متقلبه متحرره متجمده.. تعلو وجهها ابتسامه.. ولكنها أبتسامة مودعه أو راحله
أو باقيه...وقد تكون ساخره
مارس ابطالنا حياتهم كما هى بين العمل نهارا وليلا ولقاءا يوم