رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
نفسه قائلا
وفيها ايه لما يشوفنى يعنى
قطب جبينها وقالت بعدم فهم
هو مين ده !!
رفع حاجبيه وهو يقول
محدش
أبتسمت وهى تضيق عينيها قليلا ناظرة إليه وقالت
ايه ده وكمان دمك خفيف..
وخضعت بنبرة صوتها وهى تردف
مش كفاية ذكى ووسيم وجذاب .. كمان دمك خفيف.. لاء كده مش هاستحمل
أبتلع عمرو ريقه وهو حانقا على نفسه وعلى دعابته هل أصبحت الدعابة تسرى فى دمه لهذه الدرجة فلا يستطيع وضع احاديثه فى نصابها الصحيح ومع الشخص الصحيح رآها تنهض من مجلسها وتقف خلفه وقالت
قالت كلمتها الأخيرة هذه وهى تلامس خصلات شعره من الخلف مما جعله ينتفض واقفا وبحث عن مخرج مناسب لا يتسبب
فى أنهاء حياته العملية من الشركة ولكنها لم تنتظره طويلا واعتبرت صمته تفكير فى الأمر
أيه رأيك نتعشى سوا الليلة
وفجأة فتح الباب ودلف صلاح فى عجلة من أمره ولكنه توقف أمام ذلك المشهد عمرو واقفا فى توتروإلهام ولكنها كانت فرصة سانحة وجدها عمرو للهروب بدون عواقب كما كان يفكر قبل دخول صلاح عليهما تنحنح وهو يتحرك فى اتجاه صلاح ووقف بجواره قائلا
بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعدية وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير ميعاد وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها أمامها على المكتب وانصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله .
فوجئ بوجود عمرو فى مكتبه ينتظره ألقى عليه نظرة عتاب كبيرة وهو يجلس خلف مكتبه ويتابع عمله بصمت وقف عمرو مدافعاعن نفسه وقال
رفع صلاح عينيه إليه قائلا
معملتش اه .. لكن سكت .. و اللى يسكت على الغلط يبقى مشارك فيه ومينفعش بعد كده انه يلوم اللى هيطمع فيه بعد كده نتيجة سكوته وزى ما بيقولوا السكوت علامة الرضا
قال عمرو بانفعال وهو يجلس
أنا مكنتش ساكت.. أنا كنت بدور على طريقة مناسبة أهرب بيها من الموقف
خرج عمرو من مكتب صلاح يضيق بنفسه ذرعا ولا يعلم لماذا يتهاون إلى هذا الحد هل كما قال صلاح فعلا هو ېخاف على مست وعمله أكثر من خوفه من أى شىء آخر نفض الفكرة عن رأسه مستنكرا لها ولكنه لم يستطع أن ينفض تلك المشاعر التى عاشها والتى أستقيظت بداخله منذ لحظات فى مكتب إلهام فمازال يشتم عطرها النفاذ ومازال يشعر بلمستها لم يستطع أن يغالب هذا الشعور الذى يجتاحه فخرج فورا من الشركة عائدا لمنزله تصارعه مشاعر شتى وبدلا من أن يدخل منزله وجد نفسه يتوجه إلى بيت خطيبته قاصدا أياها سيلهى بعض من مشاعره بطلب تحديد موعد لعقد القران ولتذهب الخطبة إلى الچحيم.
.
أجتمعت بعض النساء فى الداخل ينشدون لعزة الأناشيد بقيادة عبير التى كانت قد تحسنت كثيرا بفضل تمارين بلال المكثفة ! كما كان يقول ويبدو أن ضميره هذا قد انعكس على حالتها النفسية كثيرا فلقد كانت تبدو كما لو كانت هى العروس وكأنها فى العشرين من ربيعها وهى تغرد بأناشيدها المحببة وټضرب بالدف فى سعادة وقوة وتتنقل بين النساء كالفراشة التى تتنقل بين الزهور فى بستان المودة والرحمة التى نهلت منه
منذ أن أصبحت زوجة ل بلال وحبيبة لقلبه الفياض وأثناء انشغالها سمعت أمها تهمس فى أذنها أن زوجها يريدها فى الخارج ربما قد يكون الأمر عاديا لولا أن والدتها أنبئتها أنه يبدو عليه الإنزعاج وربما الڠضب أرتدت ملابسها كاملة وخرجت تبحث عنه فاشارت لها والدتها أنه ينتظرها فى المطبخ ! دخلت بسرعة إلى مطبخها فوجدته فعلا قد
بدا عليه الضيق الشديد فرفعت نقابها ونظرت إليه بقلق وقالت متسألة
مالك يا حبيبى
نظر إليها بضيق وقطب جبينه وقال منفعلا
مش عارفة فى أيه .. أنت فاكرة نفسك بتنشدى فى الصحرا لوحدك ..صوتك واصل بره عندنا يا هانم
أصفر وجهها وشحب واتسعت عيناها وهى تضع يديها على وجهها ثم قالت بأحراج
والله