رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
الليل ولا يعرف حاجة عن ولادوا ومكبر دماغوا ..لما كلمتها عن الصلاة لقيتها ياعينى متعرفش حاجة ومن ساعة ما اتعلمت وهى مواظبة عليها وبتحبنى أوى من ساعتها
عندما عاد بلال من المسجد وجدهما فى مكانهما كما تركهما دخل وأغلق الباب خلفه ينظر إليهم بابتسامة وهو يردد دعاء دخول المنزل أقبلت عبير عليه بابتسامة ف ا على جبينها واتجه إلى أمه وحمل عنها الصغير فقالت عبير
أوقفها نداء زوجها فالتفتت إليه متسائلة قائلا
صليتى العصر
قالت بسرعة وهى تستدير للتوجه للمطبخ مرة أخرى
لاء لسه .. هحضر الغدا واروح اصليه
وقال
تعالى يا عبير عاوزك فى كلمتين
أخذها ودخل بها غرفتهما وأغلقها خلفه أستدار لها ينظر إليها وابتسم
أنا زعلان منك أوى يا
حبيبتى
قطبت جبينها وقالت بلهفة
مش ملاحظة انك من ساعة ما ربنا رزقنا بالأولاد وانت بتأخرى الصلاة
خفضت نظرها فى خجل وقالت
معاك حق يا حبيبى بس والله بيبقى ڠصب عنى .. بعمل حاجات كتيرة والولاد وشغل البيت بيخلونى بأخرها ڠصب عنى
قائلا
روح قلبى ..أنت عارفة كويس أن مينفعش نقدم أى حاجة على الصلاة.. مهما كانت الحاجة دى أيه ..عارفة
ربنا يخاليك ليا يا حبيبى ...أنا مبسوطة بيك أوى يا بلال وانت بتنبهنى وبتقولى الكلام ده وبالطريقة دى
أبتسم وهو ينظر لعينيها وقال بحب
لا اعملى حسابك مش كل مرة هتكلم بالطريقة دى ..المرة اللى جاية فى .. ومش أى .. ده هيبقى بضمير.. وطبعا انت عارفة ضميرى ..فاهمانى
ضحكت عبير وهى تحمل الطفل قائلة
لحق بها عند باب الغرفة وقال
لا بلاش تدخلى المطبخ
ألتفتت له بدهشة وقالت متعجبة
ليه
قال بمزاح
بغير عليكى من عيون البوتاجاز
ضحكت
عبير وأحمرت وجنتيها وخرجت مسرعة توضأت وصلت العصر وأعدت الطعام كأحسن ما يكون ولم لا فلقد بثها ا فأطعمته جمالا جعلها ملكة فوضعته على عرش قلبها وتوجته حاكما وملكته صكوك غفرانها
ودخلت غرفتها وأغلقتها خلفها وهى تضع سامعته على أذنها وتسندها بكتفها وابتسامتها واسعة ثم قالت بصوت خفيض
وحشتنى
قال مداعبا
أيه الجرأة دى كلها.. وحشتنى مرة واحدة ..الله يرحم
أحمر وجهها وقالت بعتاب
كده يا عمرو .. طب انا غلطانة .. مش هقولك حاجة تانى
قال على الفور
لالالا بهزر معاكى يا شيخة .. أنت ايه ما بتصدقى علشان تمنعى عنى الدعم السنوى
أتجهت إلى فراشها وهى تحمل الهاتف وكأنها تحمل قلبها بين يديها بعناية وجلست عليه وقالت بشوق
بجد يا عمرو .. هتيجى أمتى وحشتنى جدا
أستلقى على فراشه ووضع يده تحت رأسه وقال بهمس
وانت كمان وحشتينى أوى .. بس ڠصب عنى والله .. بس عموما هانت كلها أسبوعين وتلاقينى عندك وساعتها بقى يا جميل هبقى عاوز عشرة يكتفونى زى الراجل ابو عضلات ده اللى بيقعد فى المولد يقول عاوز عشرة يكتفونى وبعدين يعيط ويقول وعشرين يفوكونى
لم تضحك لدعابته بل قالت بعبوس
أسبوعين يا عمرو.. لسه أسبوعين كمان .. وياترى بقى زى كل مرة هتيجى يومين وتمشى تانى
أراد عمرو أن يغير مجرى الحديث فهو يعلم أنها ستبكى بعد قليل كعادتها وتطالبه بترك شركته التى أتعبتها شوقا له منذ عقد قرانه عليها فقال
فاكرة يا وزة يوم كتب الكتاب عملتى فيا أيه.. بقى فى عروسة تسيب جوزها زعلان وتقعد تاكل !
ابتسمت وقد تذكرت ذلك اليوم وقالت
كنت بهرب منك .. أنت مكنتش شايف شكلك ساعتها
ضحك ضحكات رنانة اختلج لها قلبها وقال
معاكى حق .. أنا كنت عامل زى القطر اللى من غير سواق
ضحك مجددا وخفق قلبها مرة اخرى وهى تستمع لمغازلاته واشواقه التى لا تنتهى
وفى الليل دخل فارس فراشه
واستلقى فى أرهاق شديد أمسك جبينه بيديه يشعربألم شديد فى رأسه نهض مرة أخرى وجلس خلف مكتبه الصغير يبحث عن حبات مسكنة للصداع تناول واحدة منها وشرع فى إغلاق درج مكتبه مرة أخرى فوقع بصره على الصور الفوتوغرافية الصغير مبعثرة داخله أبتسم وقد علم أن مهرة كانت تشاهدها وأغلقت الدرج سريعا بحيث بعثرت ما به أعادها بعناية كما كانت
سابقا وهو يحاول أن يذكر نفسه بأن يحضر ألبوما للصور لكى يحافظ عليها من أى أهمال قد يصيبها فهى تمثل حقبة مهمة من حياته منذ أن كان صبيا فى الحادية عشر من عمره عندما ولدت مهرة فى غياب والدها وحملها طوال الليل بعد أن أهملها الجميع فقد كان الجميع منشغلا فى والدتها