الجمعة 29 نوفمبر 2024

براثن اليزيد بقلم ندى حسن

انت في الصفحة 32 من 55 صفحات

موقع أيام نيوز


الدرج متوجها إلى غرفته في ذلك المنزل دلف إلى الغرفة وأغلق الباب من خلفه أزال عنه جلبابه ووضعه على المقعد بجوار الباب ثم تقدم للداخل بخطوات ثابتة وهادئة نظرته لا تعبر عن أي شيء فقط نظرة عادية جلس على الفراش وهو ينظر إلى صور زوجته وابنه المعلقة على الحائط لطالما كان هادئ وغامض مثل بعض الحروف في الكلمات لا تظهر ولكن متواجدة وتغير المعنى الحرفي لها هو كان كذلك منذ أن بدأنا بسرد ما حدث من البداية إلى الآن وظهوره قليل حديثه قليل كل ما يفعله قليل ولكن أثره كبير للغاية..

وقف على قدميه ثم تقدم من الحائط وأزال الصور المعلقة من عليه أمسك بصورة ابنه الراحل زاهر ثم جلس على الفراش مرة أخرى وهو ينظر إلى الصورة متحدثا بحزن وكأنه يتحدث مع شخص ما حقيقي
ايه رأيك في أبوك فاضل قليل وهاخد حقك وحق أمك.. هاخد حقكم من أي حد شارك في موتكم ولو بالقليل جدك وأهو ماټ وعمك مكنش ليه ذنب بس ماټ هو كمان النصيب الكبير بقى لعيلة طوبار هموتهم واحد ورا التاني.. ويزيد وفاروق اللي بيتمتعوا بتعبي وشقايا اللي أنت كنت أولى بيه يا ابن عمري.. بس متقلقش كله بأوانه... كله بأوانه
نظر أمامه بعد أن ألقى والسيارات أسفل البناية  بهدوء شديد ذهنه ليس صافي بل كان شاردا فيما حدث اليوم.. كلمات شقيقه إليه وتلك القرارات الذي أخذوها إن لم يعد ستكون صعبة عليه وحده..
ستكون بالمۏت إليه إن فعلوا ما قاله حقا حدة ذكائه ومكره لا يسعفه في حل تلك المعضلة أو أنه ېخاف أن يفشل كلماتهم أخيرة وحادة على عقله عمه وشقيقه لن يتنازلوا ويعلم أيضا أنهم يفعلون أي شيء للحصول على ما يريدون ېخاف خسارة من دق قلبه لها بسبب أشياء ك الهواء بالنسبة إليه ېخاف خسارة من أصبحت كل شيء له في هذه الحياة ېخاف خسارة حبها ومن هنا لن يفعل هو أي شيء ېخاف أن يخطئ فتضيع منه إلى الأبد..
دلفت إلى الشرفة منذ لحظات ولم يحرك ساكنا فلم يراها من الأساس هو عقله في مكان آخر منشغل بما وقع على رأسه من اڼتقام مقيد به..
وضعت يدها على ظهره بعد أن وقفت جواره وتحدثت متسائلة باستغراب
ايه ده سرحان في ايه
نظر إليها بعدما أخرجته من شروده نظر إلى صفاء عينيها متنهدا ب إرهاق شديد وقد كان عقله قارب على الشكوى منه.. تحدث بهدوء قائلا
مفيش يا حبيبتي
 تخاف وبشدة على صحته تعلم أن تأثيرها لن يظهر الآن بل سيظهر في المستقبل قدمت يدها لتأخذها من بين يده ولكنها سريعا وضعها في اليد الأخرى متحدثا بجدية
أرجوكي بلاش تاخدي مني السجاير بعد كده وهي في أيدي وياريت لو متخديهاش خالص
أردفت بانزعاج وضيق منه ومن أفعاله الغير محسوبة
قولتلك قبل كده أنها غلط ومش بحب أشوفك 
زفر بضيق هو الآخر وقد كان يتمسك بآخر ذرة هدوء يتحلى بها فهو لا يستطيع أن يتحدث أو أن يفعل أي
شيء بصورة طبيعية تحدث پغضب قائلا وهو يشير إلى الداخل بيده
مش بتحبي تشوفيني وأنا يبقى ادخلي جوا وسيبيني بقى
اقتربت منه بهدوء وقد علمت أنه منزعج من شيء ما فلم يكن هكذا أبدا دون أسباب وضعت يدها الإثنين على وجنتيه وتحدثت بهدوء متسائلة
مالك يا حبيبي في ايه
ألقى على الأرضية ودعسها بقدمه ثم وضع يديه الإثنين فوق يدي مروة وتحدث بجدية قائلا
مروة إحنا لازم نرجع
سحبت يديها من أسفل يده وعادت إلى الخلف خطوة وقد هوى قلبها بين أقدامها فلا تريد العودة أبدا هل ستعود بعد أن اعتادت على هذه الحياة ستذهب إلى الضوضاء بقدميها و هي في يدها أن تستقر في الهدوء.. تحدثت متسائلة بجدية
ليه ما إحنا كده كويسين
أقترب هو منها بعد أن علم ما جال بخاطرها وضع يديه على أكتافها متحدثا برجاء
أرجوكي يا مروة بلاش كلام في الموضوع ده أنا مش ناقص إحنا لازم نرجع البلد ومن غير نقاش أظن عملت اللي أنت عايزاه وأزيد كمان
استغربت حديثه ومن قبل استغربت أفعاله فسألته مرة أخرى غير السابقة
مالك في ايه حاسه أن فيه حاجه
أبتعد عن مرمى عينيها متحدثا وهو يراوغ
عندي مشكلة في الشغل شغلاني شويه.. متشغليش بالك أنت هتتحل المهم حضري نفسك علشان نرجع
جعلته ينظر إليها مرة أخرى وتحدثت بهدوء ولين مترجية إياه حتى يرضخ لها
طب أسبوع واحد بس
أبتعد تاركا إياها وتحدث هو الآخر بجدية رافضا طلبها
مروة لأ كده كتير أوي
لحقته تنظر إليه بحب ولين قائلة
علشان خاطري.. أسبوع واحد بس هو ده كتير عليا
تركها ودلف إلى يعطي لهم شيئا من أمواله سيصمت ولن يتحدث إلى أن يبدأ أحد منهم معه الحديث حينها سيرفض واضعهم أمام الأمر الواقع وسيخرج كل ما كنه قلبه وسيفعل كما يفعلون معه من ټهديد وغيره كل ما يستطيع فعله سيفعله.. وبعدها يصارح زوجته بكل 
ابتسم بسعادة وهو يجيبها قائلا بمرح
أبطل ايه مش لما تتعاقبي الأول
وضعت يدها على وجنته وتحدثت بهدوء ولين ماكر يخرج من إمرأة
طب أنا عندي فكرة أحسن بما أننا هنرجع بكرة تعالى نشغل فيلم حلو كده ونسمعه سوا مع
شوية فشار ونودع البيت
أقترب منها ليتحدث بجانب أذنها بنبرة خبيثة وماكرة
فشار ايه وفيلم ايه مش بتقولي هنودع يبقى نودع بذمة وحاجه تليق بيا
دفعته بقبضة يدها في صدره ثم تحدثت بجدية وهي تبتعد عنه إلى الخارج
بقولك ايه هنسمع فيلم يعني هنسمع فيلم بس كده يلا حضر الدنيا وأنا هعمل فشار
خرجت من الغرفة وتركته يضحك خلفها يضحك على هذه السعادة التي كتبت لا عليه منذ وجودها تقدم من الكومود بجوار الفراش ثم فتح أحد إدراجه ليأخذ منه فلاشه كان بها بعض الأفلام الجيدة بحث عنها بين محتويات الدرج ولم يجدها أغلقه ثم فتح أخر وبالفعل وجدها التقتها منه ثم أغلقه ووقف على قدميه ليذهب يفعل كما قالت له..
ولكن جذبه شيء داخل محتويات هذا الدرج!.. استدار مرة أخرى ومن ثم فتحه ليخرج ما وقعت عليه عينيه بالخطأ نظر إليه بين يده بذهول تام بعد أن علم ما هو وتأكد من الذي مدون عليه احتلت الصدمة كيانه وجمدت أطرافه هل حقا هذا لها ماذا تفعل به لما لم تتحدث عنه قبلا أو تأخذ رأيه فيما تريد فعله
ألا يحق له أن يعلم يعلم ماذا فهو
لو يعلم لم يكن يتركها تفعل ذلك رغما عنها وعن الجميع نظر إليه مرة أخرى ولكن قد تحولت الصدمة إلى ڠضب عارم وحزن شديد ڠضب لو تركه سيحرق الأخضر واليابس وحزن تلبسه منذ أن جال بخاطره أنها لا تريد الآن.. أو ربما لا تريد أبدا ولكن في كل الحالات أخطأت وعليها أن تعلم ذلك على طريقته..
دلفت إلى الغرفة ووجدته يعطيها ظهره ينظر إلى شيء ما في يده ربما تحدثت متسائلة بجدية ومرح
ما يلا ياعم زيزو الله دا أنا خلصت
استدار إليها وقد علمت من تلك النظرة القاتمة بعينيه أن هناك شيء قد حدث تحدثت مرة أخرى متسائلة وهي تقترب منه
مالك في ايه
رفع ما بيده ثم سألها بنبرة خالية من أي شيء سوى البرود
بتاع مين ده
نظرت إلى ما بيده ثم أجابته بجدية شديدة ولم يأتي بخلدها ما دار داخل عقله من كلمات وخطط وأفعال
بتاعي
أخذ نفس
بعد أن استمع لاجابتها الصريحة وزفره بصوت مسموع ثم تحدث مرة أخرى متسائلا وعينيه تزداد قتامه
أنت عارفه ايه اللي في أيدي ده
حبوب
وضعت البنزين جوار 
فقط كل ما يفكر به ويتوقعه هو الأسوأ
والأسوأ بينما قهرها منه هذه المرة غير 
كل المرات السابقة لا تعلم كيف عليها
أن تظهر ذلك وما الذي ستفعله معه
لكنها حقا حزينة للغاية منه ومن أفعاله
وضعت البنزين جوار النيران ولا تريد أن تشتعل إلى السماء! أكمل هو ما لم تقوله پغضب وعصبية وهو يلقي الشريط الذي بيده بوجهها بحدة شديدة
منع الحمل...
نظرت إلى الشريط الذي أتى بوجهها بحدة ثم
استقر على الأرضية عقلها لا يستوعب ما الذي حدث له في ثوان هكذا أنه دواء لم تستعمله قط منذ أن تزوجت بالفعل منه.. منذ ما يقارب ثلاث شهور وأكثر رفعت نظرها إليه مره أخرى وجدته يقترب منها بعصبية وحركات هوجاء فعادت للخلف خطوة پخوف ظاهري مرتسم على ملامحها قبض هو على معصم يدها متسائلا بصوت عال وعصبية شديدة
ما تردي وتقولي أنها حبوب منع الحمل ولا فكراني أهبل هتكدبي عليا
ها قد عدنا إلى العصبية ومن ثم إلى الكلمات المسمۏمة التي لا يعلم معناها سوى بعد فوات الأوان وأحيانا لا يعلم أبدا تحدثت بهدوء حتى تمتص غضبه ويدها مازالت بين يده الذي تشتد عليها
لأ مش هكدب عليك يا يزيد لأني متعودتش أعمل كده.. دي فعلا حبوب منع حمل لكن أنا مستعملتهاش خالص
ترك يدها وأخذ نفس عميق محاولا أن يتحلى بالهدوء حتى لا يفقد السيطرة على نفسه في وسط غضبه ويفعل ما لا يريده سألها بجدية شديدة
جيباهم منين الحبوب دي
أجابته هي الأخرى بجدية وصدق تحلت به ليصله بالعكس
كانوا في بيتي يا يزيد.. جبتهم في وسط حاجتي بالغلط
من هنا داهمت عقله فكرة أنها تكذب وتكذب من في بيتهم سيأخذ مثل هذا الدواء تحدث بتهكم صريح وكلمات غير محسوبة
وكانوا في بيتكم بيعملوا ايه مين عندكم بياخد مانع للحمل يا هانم يا ترى أختك بقى
صړخت به بعصبية هي الأخرى عندما لامس حديثه بالسوء شقيقتها الكبرى أنه أغبى شخص رأته بحياتها وقت عصبيته وغضبه
احترم نفسك يا يزيد وكفاية لحد كده
قبض على يدها الاثنين دافعا إياها لتصطدم بالحائط خلفها بشدة جعلتها تتأوه پألم شديد حدث بفعل دفعته تحدث بصوت يشابه الفحيح أمام وجهها
اومال عايزاني أقول ايه أفهم ايه أنا من كلامك ده.. يا إما بتوعك وبتكدبي عليا يا إما بتوع أختك مهو مش معقول اللي بتقوليه ده
أردفت بجدية وهي تنظر داخل
عينيه الذي تكذبها في كل مرة يصدق بها غضبه الذي يسيطر عليه
بتوعي يا يزيد كنت بستعملهم قبل ما اتجوزك وبعد ما اتجوزنا كمان بفترة ده كان في بيتنا ولما جيت عندك خليت يسرى تجبلي غيره من عندكم في البلد وتقدر تسألها لأنها عارفه كويس أنا كنت باخده ليه... لما روحنا البيت عندنا وأنا بجيب حاجتي جبته بالغلط علشان كنت مستعجلة ولما جيت هنا شوفته وسيبته مكانه أنا من وقت ما اتجوزنا بجد وأنا عمري ما أخدت حاجه
صمتت لبرهة وهي تنظر إليه ثم تكونت الدموع في عينيها وتسألت بجدية
هو أنت مفكر إني باخد وسيلة علشان مخلفش
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 55 صفحات