لمن القرار للكاتبة سهام صادق
تجاوزها في مدة قصيرة لا تذكر
.
ارتسم الذهول فوق ملامح السيدة سعاد وهي تستمع لما تخبرها به بسمه وكيف أصبحت سمعتها ملطخه والجواب إنها تعيش تحت
سقف بيته فالمعروف الذي صنعه معها أنقلب عليه
ليه كل شويه بيعايرني بمعروفه يا داده أنا مهربتش من فتحي غير بعد ما حطني بين نارين.. ياريت
________________________________________
اخذت السيدة سعاد تقلب حديثها بعقلها ولم تنطق بشئ بل ظلت مستمعه فهناك سبب يخفيه رب عملها سبب مجهول دفعه ليتخذ أمر الزواج بتلك الطريقة
جسار بيه عارف كويس إني مش مناسبه ليه وزي ما بيذلني بمعروفه.. هيبصلي بندم إنه اتجوزني ويمكن بعدين يعايرني بفضله
وليه متوافقيش يا بسمه ما دام الجواز صوري ومؤقت
اسمعيني يا بسمه
واقتربت منها السيدة سعاد تجاورها فوق فراشها الصغير تلتقط كفيها
جوازتك من عنتر.. الله اعلم نهايتها إيه ويخوفي يعمل فيك زي رجاله كتير.. اول ما تخلص حاجتهم من الست يرموها وأنت يا بنت مالكيش حد وممكن تطلعي من الجوازه بعيل
متزعليش من كلامي يا بنت لكن كل حاجه وارده في الحياه.. وعشان كده بقولك أسعى ورا أحلامك
وبنظرة لامعه واحلام تمنت السيدة سعاد يوما تحقيقها
أدخلي الجامعه واتخرجي بشهادتك اعملي مشروعك الصغير.. أنجحي أسعي إنك تكوني ست قوية ست مبتحتاجش لحد اعتبري جوازك من السيد جسار مجرد محطه
لكن يا داده..
أنت بتحبي السيد جسار يا بسمه
قطعت السيده سعاد حديثها بعدما عادت بعض الأفكار تقتحمها
أوعي يا بنت قلبك يضعف أنت الوحيده اللي هتتعذبي..
لا لا..أحبه إزاي يا داده وأنا عايزه امشي من هنا بأي طريقة
ابتسمت السيدة براحه فهي لا تريدها أن تبني أمال زائفة.. وضعتها هي يوما مع والد جسار الرجل الأرمل الذي ظنت لطفه معها حب وفي النهاية تزوج السيده فاطمه رحمها الله وكانت فتاة جامعيه ذو شخصية قوية ومتحدثة لبقة وجميلة المظهر
وبمرارة كانت تحرك رأسها لأسفل توافق على حديث السيدة سعاد ټقتل داخلها أي أمل كان يقودها يوما لتحلم بهذا الرجل
وحينا صار الحلم حقيقة اخبرها القلب ألا تحلم
.
توسدت صدره بأنفاس لاهثة ترخي جفونها بأرهاق لذيذ
شعرت بيده تتحرك فوق خصلات شعرها فزادتها حركته راحة واطمئنانا أسقطتها في غفوة قصيرة.
فتاة بتول تفتحت أزهارها على يديه
إنها بالفعل تجعله متخم معها بكل شئ لقد أصبح يرى النساء فيها لا يتخيل حياته دونها
وابتسامة متلذذة داعبت شفتيه وقد أخذ شريط الساعات الماضية يسير أمامه فيزيده توق فتلك الليلة هي أجمل لياليهم معا فلم يكن هو المبادر بمارسة الحب إنما كانت هي من تدفعه وتجذبه إليها
وأبتسامة عابثة هذه المرة ارتسمت فوق ملامحه بعدما عادت بعض اللقطات تقتحمه ومع تحركها فوق صدره ثم تحسسها موضع نومها وكأنها تظن حالها تحتضن وسادتها زادته توق وعادت رغبته توقد من جديد
أمير
وبنعاس اخذت تفتح عينيها تنظر إليه بنظراتها الناعسة.. نظرات بعيدة عن نظرات الجمود والجدية التي عاهدها في أجتماعات الشراكة
تعرفي إنك أجمل ست شافتها عينيا
إنه يأخذها لشعور يسرق أنفاسها شعورا يخبرها إنها أمرأة بل صبية صغيرة ټخطفها الكلمات والهمسات.
أنفاسه القوية داعبتها بقوة فجعلت توقها إليه يعود ثانية.
إزاي قدرتي تخليني أحبك كده يا خديجة
أوعى تبعد عني يا أمير أوعدني تفضل تحبني كده حتى لو أنفصالنا
ابتعد عنها بعدما عادت لنفس الحديث الذي تنتهي به كل علاقة بينهم حاول النهوض عنها يزفر أنفاسه وقد احتل الڠضب قسماته
رجعنا لنفس النقطه يا خديجة
ولكن يدها كانت الأسرع تجتذبه إليها نادمه هامسه
مهما أقولك متبعدش عني كل اللي بيحصلي ڠصب عني.. حاول تستحملني يا حبيبي أنا عيشت سنين طويله وأنا لوحدي عمري ما كنت افتكر إني هعيش اللي بعيشه معاك دلوقتي
حبيبها خديجة تخبره بحبها تخبره إنها لم تعد تستطيع العيش دونه ولم تكن تعيش من قبل
عانقت عيناه عينيها فابتسمت وهي تراه يعود إليها.. وفي صمت كان يفتح لها ذراعيه لتنظر إليه بتيه وضياع لا تفهم إشارته فحرك رأسه يخبرها أن ما فهمته صحيح حضنه هو مكانها الوحيد
لبت
مهما هتعملي هكون متفهم يا خديجة و مهما باخد قرارت بتراجع فيها لأني للأسف مقدرش أعيش من غيرك
سقطت دموعها وقد رفرف قلبها من أثر كلماته ولكن سرعان ما كانت تتمالك حالها تبتعد عنه تمازحه
للأسف قصدك إيه يا أستاذ
تراقص حاجبيه لا يصدق مزاحها البعيد عن شخصيتها
اوه خديجه النجار بتمسك في الكلام زي أي ست
اتسعت حدقتيها في ذهول مصطنع تسأله عابسه
قصدك إني مش
ست
وكمان بنتقمص لا ده الموضوع بقى خطېر
زمت شفتيها تشيح عيناها عنه حتى لا تفلت ضحكتها
أنا شكلي فعلا هتقمص منك
احكمت الغطاء عليها حتى تتمكن من النهوض.
وشهقة قصيرة خرجت منها تنظر إليه بعدما ألقاها ثانية فوق الفراش.
طيب خليني أصالحك لتقولي عليا زوج مقصر
...
مدام ألفت قولي اللي عايزه تقوليه أنت عارفه مكانتك عندي
ابتسمت السيدة ألفت تربت فوق كفها
معدنك يا فتون من المعادن الاصيله اللي مبتتغيرش
اطرقت فتون رأسها تخبرها بحزن
عمري ما هنسي أصلي يا مدام ألفت ولا حتى الناس
الناس يا بنت مبيحبوش يشوفوا غير اللي هما عايزينه
علقت عيناها بعينين السيدة ألفت التي أسرعت في التبسم إليها بعد إلقاء عبارتها
أنا واخده دور المتفرج يا بنت بقالي مدة وشيفاكي رغم محاولاتك إلا إنك ضايعه.. وعذراكي يا بنت عيشتي حاجات كتير من عمرك في سن صغير.. سن غيرك من البنات كانوا لسا فيه بضفايرهم
دمعت عيناها رغما عنها تتذكر ضفائرها وفستانها الطفولي وقد خلعت عنها كل هذا لترتدي ثوب المرأة
أنا مبقتش عارفه نفسي يا مدام ألفت
طالعتها السيدة ألفت بتفهم تمد كفها تمسح فوق وجنتها بأمومه
عارفه يا بنت إنك تايهه والحياة الجديده كبيره عليك.. يمكن سليم بيه غلط لما سابك تندمجي في حاجات كتير فاكر إنك هتنضجي مرة واحده لكن برضوه يا بنت الغلط من عندك أنت
علقت عينين فتون بها فاستطردت السيدة ألفت
لازم تعرفي تخدي قراراتك كويس يا فتون اعملي فتون اللي أنت عايزاها مش الناس عايزاها.. سليم بيه راجل متفهم لو اتكلمتي معاه هتلاقيه في ضهرك واوعي تخليهم يأثروا عليك ويهزوا صورتك في نفسك حتى لو كانت الست عبلة والدتك
ارتسم الألم فوق ملامحها فكم تمنت أن تتلقى النصح من والدتها
ربنا جعل رزقك يا بنت في زوج حنين زي سليم بيه أمسك فيه جامد يا بنت ومتسمحيش لحد يقلل منك.. هو مختاركيش وحياتك القديمة مجهوله بالنسباله بالعكس هو كان عارف وعايش تفاصيل حياتك مع حسن
وعند ذكر اسم من كان سبب في حياتها البائسة وما نتج عنها من ضعف شخصية شحبت ملامحها
أنسي أي حاجة كانت في الماضي ملهاش لازمه يا بنت اتعلمي تكوني قوية ومتتنزليش عن حقك ما دام مبتجيش على حق حد
نهضت السيدة ألفت وفضلت أن تحتفظ بذلك الحديث الذي استمعته بالصدفة بين شهيرة وتلك المدعوه ب دينا
اغمضت فتون عيناها بأرهاق ثم التقطت هاتفها تنظر للوقت وعلى ما يبدو أن سليم مازال غاضب منها
هاتفته ولكن
________________________________________
هاتفه كان خارج نطاق الخدمة
ظلت جالسة فوق الفراش تمسح فوق وجهها تفكر في حديث جنات والسيدة ألفت
أنا فعلا محتاجه اتكلم مع سليم واول حاجه محتاجه اتكلم فيها معاه إني مش حبه أروح المؤسسة تاني
ورغم عراقة المكان والخبرة التي تحصدها منه إلا إنها تمتص منه طاقة سلبية مريرة كلما تسألت إحداهن كيف تمكنت من نيله وكانت مجرد مستخدمه لديه أو كلما قصوا حكاية عن أمرأة نالت رجلا من زوجته فينظرون إليها..
ولولا خوفهم من فقد وظيفتهم لكانوا قالوها صراحة دون تلميح فالكل يبلع حديثه الصريح خوفا ولكنها تري وتسمع الهمسات و اللمذات حتى السيد حازم صديق سليم مازال ينظر لها بنظرة غير راضية عن وجودها بينهم
إنها تهوى الطبخ وصنع الحلويات تهوى مهنتها القديمة التي استطاع سليم اجتذابها منها بعد حړق المطعم ثم اعاد المكان بعد ترميمه لسلطة السيدة سحر مديرة الجمعية
هاخد شهادة الحقوق بس همارس الحاجة اللي بحبها وبلاقي نفسي فيها وسليم اتجوزني وهو عارف أنا مين وحياتي كانت إزاي
وهاهي تستعد لمعركة الإعداد لحفل غد حتى تبهر الضيوف وتسعد الصغيرة التي أصبحت تتجنبها
وجدت السيدة ألفت وإحدى الخادمات بالمطبخ.. ينظرون للأغراض التي احضرها السائق وقد اخبرهم إنه احضر كل شئ طلبته منه السيدة شهيرة
الټفت السيدة ألفت نحوها مبتسمه فهي تعلم بالمهمه التي ورطتها فيها شهيرة ولكنها فضلت الصمت
لو محتاجة حاجه يا بنت خلي ورده تعملهالك وتطلعها اوضتك
تقدمت منها فتون بحماس تنفي برأسها تشمر أكمام بلوزتها
أنا محتاجه المطبخ اعيش فيه لوحدي
ضحكت السيدة ألفت كما ضحكت الخادمة الأخرى
يعني نتطرد بالذوق من مكانا
لا طبعا يا مدام ألفت المكان مكانك
وبفضول تسألت وردة الخادمة
هي الأغراض اللي جابها عمي حسين السواق لحفلة بكرة يا مدام ألفت..
وسرعان ما كانت تشهق مصدومه
معقول إحنا اللي هنحضر الحلويات يعني هنضايف وكمان نحضر.. أه يا هدت الحيل ياريتني كنت روحت مع هدى
تعالت ضحكات فتون فشاركتها السيدة ألفت لا تصدق أن العاملات أصبحوا بهذا الكسل
روحي يا وردة خدي حاجتك وروحي مع عم حسين
بجد يا ست ألفت يعني مش هنجهز حاجة خلاص
ما انا قولت روحي يا وردة مع عمك حسين يا بنت
ابتسمت فتون وهي ترى الخادمة تغادر وقد ذكرتها بحالها
المطبخ يا بنت ليك لو احتاجتي حاجة مني تعالي صاحيني
اماءت لها فتون
برأسها لتغادر السيدة ألفت متمته داخلها
بكرة هتشوفي مين اللي دمه هيتحرق يا مدام شهيرة
التف بجسده نحوها مستعجبا بطئ سيرها أصابه الذهول وهو يراها تمشي ناعسة خلفه ومازال النعاس يسيطر على جفنيها
اقترب منها وقد ارتسمت فوق شفتيه ابتسامه اسرع في اخفاءها
مش معقول نايمة على نفسك يا جنات
انتبهت جنات على صوته الذي ازعجها في رحلة سيرها
أنت اللي خطواتك سريعه
القت عبارتها ثم تجاوزته حانقة فاتسعت حدقتيه من فعلتها.. بل من أفعالها وقد بدأت تستغل هدوئه وهدنته
التقط ذراعها فزمت شفتيها متذمرة تحاول إفاقة حالها
اوعي تقولي إن الفندق بعيد
جنات فوقي كده اول مره اكتشف إنك بتتحولي لما حد بيصحيكي من النوم
انكمشت ملامحها في ضيق وقد بدأت بالفعل تفيق
شكلنا هنفضل مطولين في صالة المطار امشي يا هانم
وپعنف طفيف ليس غريب عليه اجتذبها من خصرها يضمها لصدره
وأخيرا خرجوا من بوابة المطار ليسرع السائق المكلف بأنتظاره في تناول الحقائب مرحبا