لمن القرار للكاتبة سهام صادق
تريد لها إلا تحقيق أحلاما تمنت لو حققتها لا تريدها أن تحصد ما حصدته وتنتظر أن يراها السيد ويقع في عشقها فالجميع ليسوا محظوظين لينالوا الحب.
احتضنتها
السيدة سعاد بقوة تذكرها بعباراتها الدائمة
مش عايزاكي تربطي نفسك بالوهم يا بسمه زي في شبابي شوفي علامك ومستقبلك يا بنت هو ده سلاحک.. الست قوتها في تعليمها وناجحها
مش كل ست فينا محظوظة عشان تلاقي الحب وراجل يعشقها لكن كل ست تقدر تكون نفسها وتبني ذاتها
تردد صدى الكلمات داخلها تنظر في عينين السيدة سعاد بعدما ابتعدت عنها تمسح فوق وجنتيها برفق
راجل يحبها يعشقها هكذا كانت هي تحلم كلما نظرت لصورتها المنعكسة في مرآتها
تجهمت ملامح كاظم يقبض فوق هاتفه بقوة يستمع لثورة شقيقه فهو سيعود وسيواجه سليم النجار وليس جبانا
هقول تاني وتالت وعاشر وهقولها قدام سليم النجار.. أنا بحب خديجة النجار مش بحبها بس أنا بعشقها أنتوا بقى عندكم عقد نقص وشايفين إن حبي ده كذبه أنتوا أحرار
وهى لو كانت بتحبك مكنتش نزلت مصر مع إنكم اتفقتوا تواجه العالم كله سوا
صمت أمير فقد خذلته خديجة بتخاذلها لمرات عدة..يتسأل داخله لما هي قوية في كل شئ إلا في حبهم
ساكت ليه عشان عارف إنها لو بتحبك كانت وجهت الناس وأولهم سليم ومتخلتش عنك.. افهم يا أمير خديجة اتخلت عنك خلاص
اسمع الكلمه ديه منها وهي عينها في عيني
بلاش تنزل الفتره ديه يا أمير.. خليني احل الموضوع مع سليم الأول وقبل ما تقول خاېف على الشړاكه اللي بينكم...اوعاك تنسى السبب الأكبر في ڠضب سليم النجار منك أنا وأنت وهو عارفين السبب كويس
اطبق أمير فوق جفنيه بقوة لما يحاسبه هذا الرجل على أفعاله القديمه هو مثله تماما إذا أعجبته فتاه يركض خلفها حتى ينالها
أمير.. سليم النجار بيتجوزهم حتى لو في السر لكن أنت...
خلاص يا كاظم كفاية تأنيب فيا اه ربنا انتقم مني.. أنا دلوقتي عاجز أني أكون مع الست اللي بحبها.. لو كنت حبيت جنات بجد كنت فهمت أحساسي
استمر كاظم في التحديق بهاتفه يزفر أنفاسه يأمل أن يصدق شقيقه في وعده وألا يأتي البلاد إلا بعدما يتمكن من الحديث مع خديجة النجار بنفسه
أتاه صوتها فهاهى زوجته العزيزة التي لا يحكمها شئ قد أتت.
اقتربت منه بخطوات بطيئة تأن من الألم الذي لا تعرف له موضع
أنت كنت بتكلم أمير خلي ينزل خديجة في المستشفى.. لازم يكون جانبها في وقت زي ده
حاولت إخراج كلماتها بترتيب حتى لا تخطئ وتفصح عن حمل خديجة فقط عليها أن تخبره إنها بالمشفى وسبب مكوثها لا تعرفه فليبحث هو عن السبب بعلاقاته.
استمر تحديقها به وقد ضاقت عيناها في حيره لما يقف هكذا دون أن يلتف نحوها أو يتحدث
أنت واقف زي الجماد كده ليه يا كاظم
وسرعان ما كانت ترتسم أبتسامة بلهاء فوق شفتيها تخبره عن معاناتها في طفولتها في تلك اللعبة التي تمثل التماثيل وعلى الرابح أن يظل لأخر اللعبة كالتمثال حتى يكون الفائز
وقفتك ديه فكرتني بلعبة كنا بنلعبها وإحنا صغيرين كنت ديما بطلع أول واحده من اللعبه.. عمري ما كسبت
سرحت في ذكريات طفولتها فلم تشعر بحركته ومتى أصبحت عيناه الجامدتين عالقة بعينيها
حمدلله على السلامه يا هانم.. ما كنتي قضيتي باقي اليوم بره البيت..
سقط حذائها من يديها وقد خلعته عند ترجلها من سيارة الأجرة بعدما أزداد ألم قدميها
تصدق كنت بفكر في كده.. انا مصدقت رجعت مصر.. حاسه إن كل الشوارع وحشاني
تجهمت ملامحه وكأنه كان يحتجزها في الصحراء
أنت بتتعمدي تخرجي أسوء ما عندي يا جنات
اماءت برأسها تضحك داخلها وهي ترى الڠضب مرتسم فوق ملامحه ولكنه يجاهد في السيطرة على غضبه
جنات
صړخ بها يجتذبها إليها بقوة إنها تزيد غضبه بصراحتها.. فكيف لها أن تتعمد أفعالها معه
جنات أنا معنديش حد عزيز.. مش معنى إني بقيت مستحمل تقلباتك وبراضيكي وعايز حياتنا تنجح يبقى خلاص تفتكري هكون لعبه في أيدك تقدري تتحكمي فيها.. أنا كاظم النعماني
تجمدت في وقفتها رغم وقع الكلمات عليها تنظر إليه بعتاب
انتظر حديثها ومناطحتها بعدما اخرج ما قبع داخله من ڠضب تستحقه.
استدارت بجسدها تجر قدميها بصعوبة
أنا خلصت كلامي لسا صوتك مش طالع عشان عارفه نفسك غلطانه
تعالا صياحه فاكملت خطواتها تعلم إنها مخطئها ولكنه هو من جعلها تعود لشخصيتها القديمة قوية لا يهمها إذا فارقها أحد
جنات
قبض فوق ذراعها يديرها نحوه زافرا أنفاسه بقوة هى لا تتعمد الخلافات فقط بل
تتعمد تجاهله
مش بتكلم معاكي..
ولكن بقية الحديث توقف على طرفي شفتيه وهو يرى ترقرق الدموع في مقلتيها
أنت تجاهلتني أول ما وصلنا.. فضلت أرن عليك وأنت مبتردش
ارادت الحديث ولكن الكلمات علقت في حلقها وهي تراه يتحسس خديها برفق
وطبعا قولتي تردي ده ليا.. وزي ما تجاهلتك تتجاهليني
رغما عنه كانت تشق ابتسامة خاطفة شفتيه وهو يراها تحرك رأسها تأكيدا على حديثه
لكن ديه مش هتكون حياة يا جنات المفروض إننا بنصلح علاقتنا
انكمشت ملامحها وهي تستمع له حتى ضاقت عيناه وهو يرى الألم مرتسم فوق ملامحها
طبعا تعبانه .. بعد مغامراتك طول اليوم ورحلة سفر طويله.. عايزه تكوني عامله إزاي.. ارحميني يا جنات وياريت مسمعش صوتك
هو لم يعطيها فرصة للحديث حتى يسمع لها صوت انحنى يحملها برفق ويتحدث بهدوء بعدما كان الڠضب يحركه.. فهذا الرجل يحيرها
يخبرها أنه ليس لديه عزيز ولا تنتظر منه المزيد من الصبر وهاهو يحملها ويسير بها نحو الدرج ورغم معاتبته إلا أن
________________________________________
عتابه أصبح لينا
توقف كاظم منتصف الدرج يستمع لصوت صديقه جلال وهو يسأل الخادمة عن مكان وجوده وقد كان الجواب واضحا أمام عينيه
صديقه صار في الطريق الذي لا عودة منه.
وضعها كاظم أخيرا فوق الفراش في غرفته الخاصة التي كان لا يسمح لها بالدلوف إليها من قبل
كاظم ديه اوضتك أنت
استاءت ملامحه فعن أي غرف تتحدث هذه الحمقاء..
معلش تعالي على نفسك واعتبريها أوضتنا إحنا الاتنين
وسرعان ما كانت تسمع همهمته داعيا الله بالمزيد من الصبر
ابتعد عنها ف جلال ينتظره بالأسفل
تعرف إني كسبت الرهان مع احمس قولتله كاظم هيغضب شويه لكنه هيكون حنين
لما عرف إني فضلت بره البيت عنادا فيك
صراحتك تجلط يا حببتي
توقفت عن الحديث وقد الجمتها عبارته التي هتف بها
القوة والعند حبالهم قصيرة يا جنات
غادر الغرفة وتركها في حيرة مع كلماته كاظم يتهاون ولكنها تعلم تهاونه هذا حتى يستمر زواجهم.
ظلت تتقلب فوق الفراش وقد غادر النوم جفنيها رغم إرهاقها
دلف كاظم الغرفة بملامح مرهقة يتذكر تعليق جلال الذي ينبع من كرهه على جنس حواء بأكمله
عشت وشوفت ابن النعماني شايل ست.. ومش أي ست ست كانت طمعانه في فلوسه وفرضت نفسها عليه..
وقبل أن يستمر جلال في سخافته كان يبتلع بقية كلماته فكرهه الشديد لطليقته يرغمه أن يرى جميعهن ليسوا إلا عاھرات ولكن أن تخدع أمرأة كاظم النعماني وتجعله يسقط في نفس ما سقط فيه يوما فهذا ما لا يستوعبه عقله كاظم اقسم ألا يخضع لجنس حواء
طالعته وهو يلتقط ثيابه بعدما ازال عنه قميصه يقطب جبينه بقوة
أنت لسا صاحيه
تمتم بها بعدما انتبه على وجودها مستيقظه
مستنياك تحكيلي عملت إيه مع أمير
ضاقت عيناه وهو يستمع لها عن سبب استيقاظها
وتفتكري أنا من النوع ده من الرجاله
حركت رأسها تزفر أنفاسها بضيق.. فكاظم لا يرى الفراش إلا لغرض واحد وكلما قل الحديث بينهم كان الأمر أكثر نفعا لكلاهما
نامي يا جنات بيتهيألي إنك تعبانه
اتجه نحو المرحاض دون كلمة أخرى هى بالفعل متعبة ولكنها لن تغفو إلا عندما يخبرها بما حدث وكيف سيحل المشكله
وهاهى تنتظره أن يتحدث ولكنه يعطيها ظهره
عشان تعرفي كويس تردي ليا تجاهلي يا جنات
أنت بتعاقبني يا كاظم
جنات أنا تعبان ولازم أكون في الشركة من بدري
اغمض عينيه يستمع لتنهيداتها القوية تطالع ظهره في مقت
كاظم أنا عايزه ارجع إيطاليا
فتح عيناه يستدير إليها فمن التي تتحدث عن العودة لإيطاليا
انت هنا رجعت لنسختك القديمة
ارتسمت الحيرة فوق ملامحه وسرعان ما كان يجدها تدفعه فوق الوسادة تحاصره بجسدها
هتحل مشكلة أمير وخديجة النجار إزاي وتفتكر ممكن بسبب الخلافات ديه سليم يبعد فتون عني أعمل حسابك أنا مش هخسر فتون عشانك..
أنا شايفه إنك عندك طاقه مفرطة يا حببتي.. تفتكري ممكن نضيعها في إيه
سؤال لم ينتظر له جواب فالجواب أصبح في قيد التنفيذ
...
الصغيرة تخبره إنها اشتاقت إليه واشتاقت للعمة خديجة وهو يبرر لها
وقفت فتون أمامه تنتظر أن ينهي المكالمة حتى يذهبوا للمشفى يجلبون العمة
بكره يا حببتي هاجي أخدك عشان تشوفي ديدا الكبيرة
تعالا حماس الصغيرة فطالعتها شهيرة بنظرة دافئة التقطها الجالس قبالتها
كفاية يا ديدا كلام بابي مش فاضي
حاولت شهيرة التقاط الهاتف منها ولكن الصغيرة تشبثت به فمازال لديها المزيد مما ستخبره به
بابي.. عمو ماهر اخذني الملاهي أمبارح لما عرف من مامي إني زعلانه منك والنهارده اخدني النادي..
تجمدت ملامح شهيرة وهي تستمع لحديث أبنتها ونظرات ماهر اللامعة عالقة بها يلتقط جميع خلجاتها بنظرات ثاقبة
تصلبت ملامح سليم ينظر لفتون الواقفة أمامه بنظرات جامدة صغيرته تمتدح رجل أخر تخبره إنها احبته...فأي هدف تسعى خلفه شهيرة
ارتسمت الصورة داخل عقله يقبض فوق كفه بقوة ينظر أمامه بنظرات خاوية
...
طالعتها السيدة سعاد بملامح سعيدة وهي تستمع لتلك التفاصيل الدقيقة عن أول يوم لها في عملها الجديد
الناس هناك
متعاونه أوي يا داده ولا بشمهندس حسام راجل ابن ناس ولطيف
امتدحته بسمه بصدق بسبب معاملته لها وحديثه الذي ترك أثر داخلها عن تقديره لأي شخص يتمسك بأي فرصة حتى يصل لأحلامه.
التمعت عينين السيدة سعاد وهي تسمعها وقد تناست أمر ذلك القابع داخل غرفة مكتبه ينتظر قدومها وقد أمرها أن تخبره بعودتها عندما تعود
اطلعي غيري هدومك يا بنت لحد ما أجهز العشا.. جسار بيه هنا من بدري وسأل عنك قولتله إنك في الشغل
أسرعت السيدة سعاد في لطم جبهتها فهى تناست أن تخبره بعودتها
اطلعي أنت أوضتك وأنا هبلغه إنك وصلتي.. أكيد هيسأل عن تفاصيل الشغل وهيشكر الست ميادة وملك
تبدلت ملامح بسمه فور أن استمعت لسؤاله عنها
أنا مش جعانة يا دادة أكلت مع زمايلي في الشغل هطلع انام لان بكره اليوم هيكون طويل لاني هروح المعهد كمان بعد الشغل
غادرت بسمه المطبخ تجر قدميها في أرهاق تحلم باليوم الذي