الخميس 05 ديسمبر 2024

لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 148 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


شهيرة .. رغم أن هذه المرأة اختفت عن الانظار مؤخرا
أنت عايز مني إيه 
عايزك يا فتون
نطقها يتلذذ في مذاق الكلمه يحرك لسانه فوق شفتيه يتذكر ذلك المقطع الذي أعطاه له أحد الأشخاص بعدما التقى به صدفة منذ أسبوع ومع حديثهم سويا اخبره الرجل بذهن غائب وهو يرتشف الخمر أن حسن يشوي بنيران جهنم.. و هو كان كالثعلب التقط الخيط وفهم بعدها كل شئ. 

ورغم إنه مقطع واحد حصل عليه لان حسن لم يفعل هذا الأمر إلا مرة واحدة
يا ترى أنت مطيعة مع سليم النجار زي ما كنتي مع حسن
عض مسعد فوق شفتيه يتذكر التفاصيل والالفاظ التي كان يلقيها عليها حسن وهى تنفذ له كل شئ في طاعة.
ارتفعت أنفاسها عاليا وازداد شحوبها فما الذي يتحدث عنه.. صوتها خرج مهتزا
أنت بتتكلم عن إيه
والجواب كان يمنحه لها ببساطة من مجرد ضغطه على زر هاتفه.. وقد تعالا رنين هاتفها بتلك النغمة المخصصة للرسائل
توقفت كاميليا عن تناول الطعام فلم تعد تقوى على إبتلاعه طالعتها ملك تنظر للمعلقة الممدودة فمنذ لحظات كانت تتناول منها الطعام بشهية استعجبتها ميادة التي غادرت الغرفة لتجيب على هاتفها
لازم تاكلي كويس.. عشان العلاج.. كاميليا هانم اللي نعرفها ست قوية مش هتستسلم للمرض
اڼهارت كاميليا بالبكاء فمن جارت عليها يوما وظلمتها وتحالفت مع شقيقتها في أذيتها.. تطعمها بيديها لا تتحدث عن أي شئ من الماضي 
كاميليا هانم بټعيطي ليه بس
أسرعت ملك في وضع معلقة الطعام وازاحت صنية الطعام جانبا
كاميليا هانم
أندفعت ميادة لداخل الغرفة تتعجب من بكاء والدتها تنظر نحو ملك التي أخذت تهز رأسها.. فهى لا تعرف ماذا حدث لها فجأة
سامحيني..
همهمت كاميليا بها بصوت ضعيف تقاوم ثقل لسانها تنظر نحو أبنتها راجية أن تجعلها تسامحها
غادرت ملك الغرفة تذرف دموعها تعالا رنين هاتفها تتعجب من مكالمة جسار لها في هذا الوقت..
جسار بسمه فيها حاجه
خرج صوتها مخڼوق فابتلع جسار لعابه ينظر نحو الغافية فوق فراشه وقد نامت

بصعوبة بعدما أقنعها أنه بخير ولن ېموت من طعنتها
صوتك مخڼوق يا ملك
مش عارفه يا جسار
اغمض عيناه في حيرة أيخبرها ان تتعجل في العودة لبيت المزرعة ليجلب لها بسمة أم تأتي هى لهنا ولكن صوتها جعله يتراجع ملك مازالت تتعافى من كل ما حدث لها يعلم إنها قوية وستتجاوز ولكنها بشړ
جسار أنا يومين وهرجع بيت المزرعة في الفيوم هستنا بسمة تجيبها عندي.. أنت عارف إن بيتي هيفضل مفتوح ليها..
استطردت ملك في حديثها وقد علقت عيناه بالصغير الذي اقترب منها يحمل لعبته
بكره هتصل اكلمها واوعي تقولي نايمة..أنا مش عارفه ليه تليفونها مقفول حتى ميادة بتحاول تتصل بيها عشان شغلها..
....
مبقاش بيني وبين الست ديه غير العداوة وابني لما يتولد هعرف اخده منها..
تمتم بها أمير يدور حول نفسه دون هوادة ومازال صدى عبارتها يتردد داخله
أيوة أنا هدفي من جوازي منك إني اخلف طفل وأنت كنت اكتر راجل مناسب افهم بقى.. أنا مبحبكش يا أمير أنا خديجة النجار تفتكر هحب واحد زيك لولا فلوس اخوه مكنش بقى حاجة 
التقطه كاظم من ملابسه يدفعه فوق الأريكة فمن التي يتوعد لها.. خديجة النجار
أنت واعي لنفسك بتتكلم عن عيلة مين يا استاذ اعقل كده.. وخليك راجل لمرة
ارتفعت شفتيه في تهكم فهو معها كان رجلا بحق.. صار يعمل بجد يتحمل كاظم وضغطه عليه حتى يثبت نفسه والأن يخبره أن يكون رجلا
أنا معاها كنت راجل في مواقف كتير الست الوحيده اللي حبيت اثبت ليكم معاها إني بقيت شخص تاني
أسرعت مهيار شقيقته نحوه تضمها إليه تنظر نحو كاظم 
كاظم الوضع ده لازم يتحل بقى في طفل خلاص بينهم.. من الأول مفكرتش ليه في سمعتها مش كفايه إنها في عمري.. 
تراجع كاظم بخطوات رتيبة يمسح فوق خصلات شعره لقاء أمير وخديجة بالتأكيد كان كارثي..
وقفت منال تتبع ما يحدث تطرق الأرض بعصائتها فعليها زيارة تلك المرأة التي ډفن صغيرها الحبيب عمره معها ولولا أموالها ما كانت قبلت تلك الزيجة
نفث دخان سيجارته شارد الذهن يطالع ظلمة السماء أمامه أيعقل إنه احبها فصار الذنب قوي على عاتقة.. يشعر بالأختناق وهو يراها تتحول لجسد دون روح ..
ارتسم الهلع فوق ملامحه يستمع لصوت شهقاتها الخاڤتة..
اسرع في سحق عقب سيجارته أسفل قدمه ووقف عاجز عن فعل شئ وهو يراها ملتصقة بالجدار ټدفن رأسها بين ركبتيها بتلك الوضيعة التي باتت تمزقه ..
بخطوات تحمل العجز اقترب منها.. يتمالك مرارة غصته
قوليلي أعمل إيه وأنا اعمله جرعات العلاج الكتير غلط عليكي حاليا لحد ما نتأكد إن مافيش حمل .. والدكتوره شايفه تحسنك بوجودك مع ملك في الأول.. يومين وهاخدك ليها صدقيني
انسابت دموعها في صمت تريد الصړاخ وإخباره إنها ليست مريضة ولكنها لم تعد محاربة مناضلة مع الحياة كما كانت 
لقد فقدت القدرة وضاع الأمل
بسمة طيب بصيلي أنا عارف إني كمان زيهم
حركت جسدها رافضة النظر إليه فاغمض عيناه في يأس يزفر أنفاسه.. 
تعلقت عيناه بچرح كفه ونظر إليها.. لعله يستطيع جذبها بالحديث
چرح ايدي بيوجعني يا بسمه
رفعت رأسها نحوه في لهفة .. تنظر لكف يده بأهداب علقت بها الدموع تهز رأسها له في أسف وندم
لو تعرفي أد إيه أنا پتألم.. هاخدلك حقك حتى من نفسي.. بس ارجعي اضحكي تاني و حربي الحياة وحربي قلبي المغفل..
غفت في جلستها رغم خۏفها ولكنها في النهاية كانت تستسلم إليه
جلس جوارها يرغب في لملمت شعرها
________________________________________
من فوق جبهتها حتى تنام براحة شعر بالتردد قليلا يخشى أن تنتفض مڤزوعة من لمسته
استمر في هذا الصراع حتى انتظمت أنفاسها وببطئ اخذت يده تلملم خصلاتها.. يمسح بيده فوق رأسها
وضع برأسه فوق الوسادة جوارها ينظر إليها يستكشف ملامحها التي كان يهرب منها حتى لا يحبها
ما انا مكنش ينفع أحبك يا بسمه أنا مينفعش احب ست.. بخسر ديما مع الحب اختيار العقل بيريح
يده سارت تنتقل فوق ملامحها يطبق فوق جفنيه بقوة دائما هو خاسر في معارك الحب ليست زوجته الأولى.. حتى تلك الفتاة التي احبها وهو في عامه الأخير في كلية الشرطة الكل يخرج من حياته دون وداع. 
فتحت عيناها 
توقفت يده عن الحركة فوق وجهها لقد طالت لمساته وسرح مع أفكاره دون أن ينتبه
..
جالت ببصرها تبحث عن حقيبتها بعدما غادر سليم الغرفة وقد استعادت توازنها وغادر الشحوب وجهها قليلا رغم المرارة التي صارت بحلقها ومازال حديثها يقتحم ذاكرتها
اخذت تنفض رأسها عما رأته هذا الرجل كاذب.. ليست هى التي رأتها في الفيديو الصورة كانت مشوشة على وجوههم 
عادت الدموع تغزو مقلتيها ولكن نفس الغرفة ونفس الفراش ونفس كل شئ 
تعالت شهقاتها في قهر ثم أسرعت تكتم فمها..
أسرعت في النهوض من فوق الفراش وقد انتهى أخيرا ذلك المحلول المعلق بذراعها
فتون
تراجعت عن التقاط حقيبتها تنظر إليه وسرعان ما كانت تعود عيناها نحو

حقيبتها تبتعد عن عيناه تخشى الأنهيار أمامه
أنا مش مصدق يا فتون
تجمد جسدها بين ذراعيه فما الذي لا يصدقه .. اغمضت عيناها لا تقوى على تحمل ما رأته وسمعته .. لقد تدمر كل شئ وأصبح الظلام وحده ما يغلف حياتها 
اخيرا حلمي اتحقق وهيكون ليا طفل منك يا فتون
الفصل التاسع والستون
_ بقلم سهام صادق
أسرعت السيدة ألفت بخطوات متلهفة تغادر المطبخ بعدما استمعت لصوت السيارة بالخارج فالقلق أصابها منذ أن علمت بوجودهم بالمشفى لم تعلم الجواب في تلك المكالمة التي اختصرها رب عملها في بضعة كلمات
توقفت مكانها وهى ترى فتون شاحبة الوجه قليلا يسألها في قلق ظهر فوق ملامحه
فتون بلاش عناد لو تعبانه قوليلي
خرج صوتها في تحشرج تخبره إنها على ما يرام وقد هربت بعينيها من نظراته الفاحصة لوجهها
إيه اللي حصل يا سليم بيه.. أنت كنتي كويسه يا بنتي..
هتفت بها السيدة ألفت في لهفة بعدما اقلقها شحوبها فهى لم تكن هكذا حينا غادرت المنزل
اتسعت ابتسامة سليم ينظر نحو السيدة ألفت يتولى عنها الجواب فمازال لا يصدق ما أخبره به الطبيب
ديه البداية يا مدام ألفت الهانم ضعيفه والدكتور موصي بالتغذية.. من النهاردة هتكون مسئوليتك لحد ما يشرف ولي العهد
اتسعت عينين السيدة ألفت في دهشة سرعان ما تحولت لسعادة غمرت قلبها
مبروك يا بنتي مبروك يا سليم بيه.. أنا مش عارفه اوصف ليكم فرحتي
يعني هى بنتك وأنا مش ابنك خونتي العشرة الطويلة يا مدام ألفت
خرج صوته مازحا يظهر فرحته فاسرعت نحوه .. فهذا الرجل قضت سنوات عديدة في خدمته لم ترى منه إلا المعاملة الطيبة 
ربت سليم فوق ذراعها يشعر بصدق مشاعرها وقد وصلته سعادتها من أجلهم 
خديجة وديدا ناموا يا مدام ألفت
بتوتر اعجبته السيدة ألفت تنظر نحو فتون التي كانت عيناها عالقة بنقطة ما
أه ناموا يا بني لكن ديدا أصرت تنام في اوضتك بعد ما صحيت من نومها
ارتسمت ابتسامة واسعة فوق شفتيه صغيرته لن تكون وحيدة.. قريب سيأتيها من يشاركها كل شئ ولكنها ستظل هى الغالية و أول فرحته 
اغمضت فتون عيناها تشعر بكل شئ ېخنقها تضغط فوق ذراعه المتعلقة به بقوه ټصارع خۏفها تقاوم ذرف دموعها..
اختفت ملامح الاسترخاء المتشبعة بالفرحة وجهه ينظر إليها في خوف
فتون
وقبل أن يحصل على الجواب.. أسرع في حملها تحت نظرات السيدة ألفت وقد تمنت أن تخبرها ألا تقلق بأمر السيدة خديجة فجميع من بالمنزل تلقى الأوامر بالصمت 
وضعها فوق الفراش ينظر لصغيرته النائمة بدميتها في منتصف الفراش
مش عارف مشاعرها هتكون إيه بكره لكن واثق إنها هتفرح يا فتون
عادت تلك الابتسامة تحتل شفتيه ينظر إليها يتخيلها ببطن منتفخة ورغما عنه انفلتت ضحكة خافته من شفتيه عمته وزوجته.. مصادفة غريبة وجميلة 
بدل ما أنت كنت بتهتمي بخديجة دلوقتي هنشوف مين اللي هيهتم بيكم انتوا الاتنين
ظلت صامته تنظر نحو حقيبتها التي سقطت أرضا عند دلوفهم الغرفة
حببتي أنت ساكته ليه اعتبر ديه صدمة المفاجأة
وسرعان ما كانت عيناه تضيق يتذكر ما أراد أن يسألها عنه
إدارة الفندق بلغوني إنك كنتي واقفه مع واحد قبل ما تفقدي الوعي فتون أنت كنتي واقفة جانبي مافيش فيكي حاجه ولا بتشتكي
هربت عيناها عنه فازدادت دهشة سليم.. هناك شئ بالتأكيد قد حدث خارج القاعة المقام بها الحفل
ده كان شخص اتعملت معاه لما اشتغلت في المؤسسة المحاماه عندك
خرج الحديث من فمها في تعلثم ولأول مرة يكون غافل عن كڈبة تفضح صاحبها سليم النجار يغفل عن كلمات تنطق مهزوزة كحال صاحبتها
لم يطيل في الحديث بعدما وجدها تغمض عيناها يلثم جبينها 
هشوف خديجة واطمن عليها وابلغها بالخبر عيلة النجار هتبدء تتفرع خلاص اعملي حسابك مش هكتفي بطفل واحد..
استمرت في غلق عيناها تستمع لاحلامه القادمة هو لن يكتفي بطفلا واحدا
خرج من الغرفة يمسح فوق فروة رأسه فتون بها شئ.. ليست سعيده إنها تحمل في احشائها طفله ولكنها
 

147  148  149 

انت في الصفحة 148 من 187 صفحات