الخميس 05 ديسمبر 2024

لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 77 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


يتذكر رغبتها الملحه عليه في إتمام علاقتهما.. لتنجب طفلا
لما هرجع من السفر هنتمم جوازنا يا ملك 
....
هل أنتهى التسجيل هكذا !
كان أول سؤال تسأله بسمة لتلك السيدة التي ارشدتها عن النقاط التي ستتحدث فيها عن حياتها
وكيف دعمتها الشركة التي تقود الحملة الدعائية محتوي منمق اعده فريق التسويق حتي يجذب العملاء.. وهي ما كان عليها إلا أن تفعل ما هو مطالب منها.

اماءت لها الواقفة برأسها وانشغلت بعدها في مطالعة المحتوى وحديث بسمة عن مقتطفات من حياتها القاسېة ..
نظرت نحو أفراد العمل الواقفين ولم يكونوا سوي ثلاثة أفراد اجتمعوا بها في غرفة مكتب جسار بعدما عفاها من الذهاب لشركته بعد أن رأها لا تقوى علي الذهاب بسبب ليلة أمس وغباءها في

أن تظل تحت مياة الأمطار. 
ارتفعت نبضاتها عندما عادت تفاصيل ليلة أمس تقتحمها.. تتذكر ذراعه التي مازالت تشعر بلمستها ورائحته التي التصقت بكفيها.. 
احمرت وجنتيها وقد شردت في المشهد.. شردت في مجرد لمسة ونظرة اخترقت حصونها. 
انتبهت علي صوت السيد سعاد وقد جاءت بالمشروبات للواقفين وقد جمعوا أغراضهم حتي يعودوا للشركة
خدي اشربي العصير يا بسمة انتي كمان تعبتي يا بنتي
همست لها السيدة سعاد بحنو وهي تطالع المنشغلين بجمع اشياءهم ويتحدثون عن أشياء لا تفهمها 
التقطت منها بسمة كأس العصير فتأملتها السيدة سعاد بعدما القت بنظرة سريعة نحو الفتاة التي يظهر حسنها وثقافتها بسبب ثيابها الفخمه وبضعة الكلمات الانجليزيه التي تنطق بها
بكرة تكوني زيهم يا بنتي وتحققي كل أحلامك.. وتبقى هانم
ورغما عنها كانت تضحك علي حديث تلك السيدة الطيبة
ابقى هانم مرة واحدة يا خالتي
وهما الهوانم أقل منك يا بنتي
طالعتها بسمة بنظرة حزينة.. فعن أي هانم تتحدث وهي التي أصبحت رمز لمن يحصلون علي شفقة المجتمع.
لم تنتبه السيدة سعاد علي تلك النظرة الحزينة التي ارتسمت فوق ملامحها بل اخذت تحدق بتلك الفتاة التي طالعتهم بنظرة محتقرة
عندما أقتربت منهم لتضع كأس العصير الفارغ فوق الصينية التي تحملها..
لوت السيدة سعاد شفتيها حانقه من عجرفتها وهي ليست إلا موظفة كحالها.. صحيح خادمة ولكن في النهاية هم متساويين.. يقدمون خدمتهم ويحصلون علي المال.
شكرتهم السيدة الأخرى والشاب بلطف ثم غادروا فزفرت السيدة سعاد أنفاسها بعد رحيلهم
والله الست ام جيبة حلوه والشاب القمر.. ذوق.. لكن التانيه يا ساتر عليها
واردفت متهمكة رغم إنها ليست من طباعها
حطه مناخيرها في السما ولا يكونش عشان عنيها ملونه
انفرجت شفتي بسمة بضحكة عالية وهي تستمع لحديث السيدة سعاد الحانق نحو تلك الفتاة
عارفه كان نفسي اجبها من شعرها لما لقيتها بتقولك غيري فستانك لفستان قديم عشان الحملة تكون فيها مصدقية
توقفت بسمة عن الضحك بعدما تذكرت هذة اللحظة وقد شعرت حينها أن دلو من الماء البارد قد سكب عليها..
عندما طلبت منها تلك الفتاة أن ترتدي ثوب أخر وتمسح عن وجهها ما تضعه.. رغم إنها لم تضع إلا مرطب لتفتح البشرة قد أعطته لها السيدة سعاد 
اه شوفي الكلام أخدني معاكي ونسيت الأكل علي الڼار
واسرعت بادراجها عائدة للمطبخ فنظرت بسمة نحو فستانها الرث الذي لا يدل إلا علي حالتها المتدنية. 
...
توقف أمام سيارتها بعدما قضى اليوم بأكمله يحاول الوصول إليها.. ولكن خديجة النجار حينا تغضب.. تتجاهل بل تشعرك إنك لا شئ..
ولحظه الجميل.. إنه لم يقع في غرام إلا هذه المرأة.. شامخة قوية عزيزة النفس وجميلة بل وجميلة جدا. خرجت من سيارتها حانقة تنظر إليه بعدما نظرت حولها في المكان 
مش هتحرك من مكاني يا خديجة لغير اما أفهم إيه اللي ضايقك من أخر مكالمه
طالعته بجمود تتقنه رغم الغيرة والحيرة التي تنهش فؤادها وتنكرها 
مش شايف إنك بدأت تتجاوز حدودك معايا
وبنبرة مسلية كان يسألها بعدما تجاوز عبارتها
اضايقتي لما شوفتيني في حضڼ واحده.. مش كده يا خديجة
اتسعت عيناها من وقاحته وتلك الثقة الواهية التي يتحدث بها عنها فكيف له أن يصدق حاله ويظن إنها تهتم لأمره او لنساءه 
دفعته عن طريقها متمتمه بعدما رفعت اصبعها محذره
كل اللي بيربطنا الشغل وبس مفهوم
تفحصها بعينيه بطريقة سلبت أنفاسها.. خشيت أن يري ربكتها وذلك الأحتياج الذي أصبحت تشعر به قربه اتجهت نحو سيارتها حتي ترحل هاربة ولكنها توقفت مكانها تسمعه في صډمه
كل جزء فيكي پيصرخ بالاحتياج يا خديجة.. خديجة النجار بقت عايزة تحس إنها ست وفي حضڼ راجل يحبها
وبوقاحة كان يجيدها لخبرته في أمور النساء كان يخبرها عما يتوق له جسدها 
صڤعته وقبل أن يستوعب ما فعلته.. كانت ترحل بسيارتها بسرعة فائقة لا تصدق إنها بات يفهمها 
فتون فين ملف القضية 
الټفت فتون بمقعدها تنظر للسيد هاشم الذي أصبحت تحت مسئوليته وإشرافه وقد الذي جاء يطلب منها الملف الذي أعطاه لها حتي تتعلم منه كيف تدرس القضايا ويتم وضع الحلول
أنا خلصته أمبارح وحطيته في درج المكتب.. ثواني هجيبهولك يافندم
هتفت بحماس وابتسامه اعتدوا عليها رفقائها منها .. 
انحنت قليلا نحو الدرج الذي وضعت داخله ملف القضية
فتون بسرعة استاذ حازم عايز الملف .. لأن العميل عنده في مكتبه
تمتم بها هاشم بعجالة وقد اخذ يحك فروة رأسه متوترا
فبهتت ملامحها بعدما فتحت جميع الأدراج
أنا مش لاقية الملف.. أنا كنت حطاه هنا في الدرج 
أنت بتقولي إيه
صړخ بها هاشم وقد بهتت ملامحه هو الأخر.. غير مصدقا ان ملف القضية الذي كان بحوذته واعطاه لها قد اضاعته..
ابتعدت عن مكتبها
________________________________________
بعدما ازاحها بيده وقد انسابت دموعها خوفا وهي تستمع لعبارات هاشم المؤنبة لأنه استأمنها علي ملف قضية هامه كهذه
الملف لازم نلاقيه.. أنا هروح في داهية بسببك
كان هنا في الدرج صدقني

معرفش راح فين.. انا هدور عليه تاني 
عادت تبحث عنه علي أمل هذه المرة ولكن لم يكن هناك أثر للملف المفقود وهاشم وقف خلفها حانقا والڠضب يعتلي ملامحه يهتف بها بنبرة غليظة محتقرة 
قلبنا المكتب ومافيش حاجة يا فتون إختفاء الملف ملهوش غير تفسير واحد
وقبل أن يتم عبارته ارتفع صوت حازم من خلفهم.. وقد أصابه الضجر من انتظار ملف القضية
فين الملف يا هاشم أنت ناسي إن العميل في مكتبي
وبعينين دامعه تعلقت نظراتها ب هاشم الذي وقف يطالعها بنظرة لوم وخيبة بل وشك.
..
انقلب المكتب رأس علي عقب فالكل اخذ يبحث عن هذا الملف المفقود.. الجميع كان حانقا بشدة من إهمال فرد.. نال الجميع الذنب معه.. ومن غيرها إلا تلك الفتاة التي أتت كمتدربة في مؤسستهم التي لا تقبل المتدربات.. 
رمقها البعض بنظرة غاضبه والبعض الأخر بتعاطف. 
تنهد السيد هاشم وهو يهوي بجسده فوق أحد المقاعد.. فقد ضاعت وظيفته من أجل متدربة غير مسئولة والسيد حازم يضع الذنب عليه وحده لأنه المسئول وليست هي. 
اقتربت إحداهن منه بعدما رمقت فتون التي چثت فوق ركبتيها تقلب بين الملفات لعل الملف يكون مندس بين أحدهم
المفروض أستاذ حازم يحط اللوم عليها هي مش عليك أنت يا استاذ هاشم
طالعها هاشم بقلة حيلة فتوظيف تلك الفتاة كان من أمر السيد سليم شخصيا فمن سيعترض علي قراره ويهين فتاة تحظى بعناية الشركاء في المؤسسة. 
استمعت فتون لحديثها ف الاستاذه كارمن لا تطيقها منذ أن أتت هنا وكأن بينهم عداء أو سابق معرفة ولكن الجميع أخبرها إنها هكذا مع المستجدين في العمل
تاريخي المهني ضاع
هتف بها السيد هاشم بعدما أسند مرفقيه فوق ساقيه ثم وضع وجهه بين راحتي كفيه بفتور فقد خسر وظيفته بسبب إهماله في العمل.. فيا لها من نهاية مشرفة في مؤسسة عريقة كهذه
لا مش معقول يكون أستاذ حازم ظالم كده
القاها البعض فلن يخسروا زميلهم ذو التاريخ الحافل بالإنجازات من أجل متدربة قد أتت لتتعلم من خبرتهم. 
اطبقت فتون فوق جفنيها بقوة وقد انسابت الدموع فوق خديها.. 
فهل ستكون سبب في قطع عيش أحدهم لا ذنب له 
نهضت عن مكانها وقد علقت عينين البعض بها بعدما عاد البعض الأخر للأهتمام بعمله
..
أضاء هاتفه باستمرار ولكنه لم يكن منتبها له.. في الاجتماع كان هاما وحاسم بعد إطاحة شركة الأسيوطي التي تتولى مهامها شهيرة بالطبع
و إنضمام شريك أخر بدلا عنها.. يعلم إنها بعدما تعلم الخبر وبالتأكيد قد علمت به.. ستعود علي الفور من رحلتها التي هربت فيها منه.
فرك عنقة بارهاق وهو يستمع للشريك الاخر بعدما تحدث المستشار القانوني الخاص به.. فالبنود موضوعة.. والكثير من المستثمرين يتمنوا تلك الشړاكه لكنه لا يختار إلا من لا يحوم حولهم الشبهات في مصادر أموالهم ويتمتعون بالنزاهة
استاذ فكري الكرة دلوقتي في ملعبك لا أه.. لا لاء إحنا مش هنخسر حاجة من عدم شراكتك.. واختيار الشركة ليك كان بسبب سمعتك في السوق
تمتم بها سليم فطالعه الجالس يحسم قراره قبل أن يوقع فوق أوراق الشراكة في الصفقة الجديدة.
علي خيرة الله
ابتسم سليم وهو يري توقيعه.. فها هو قد اكتسب الرجل الذي يسعي حامد الأسيوطي لضمھ إليه.
انتهى الاجتماع المغلق أخيرا وانصرف الجالسين.. إلا مدير اعماله الذي أخذ يطلعه علي كل شئ جديد واخبار منافسيه
.
تنهد حازم بضجر بعدما شعر باليأس من رد سليم عليه حتي مديرة مكتبه لا تجيب علي الهاتف.. وكأن كل شئ ضده اليوم..
طالع ساعة معصمه بحنق فالوقت يمر والسيد فهيم سيعود إليهم بعد ساعتين لمناقشة قضيته.. فلولا المكالمة الطارئه التي أتت إليه.. لكان وقع في بشاعة الموقف الذي يحدث لأول مرة
وكل هذا بسبب سليم الذي ادخل زوجته للعمل وهي ليست سوي طالبه لم تتخرج بعد..
رد يا سليم
استاذ حازم
اغمض حازم عينيه يستمع لها.. يهدء من روعه حتي لا ينسى إنها زوجة صديقه. 
التف نحوها ببطء ورغم غضبه إلا إنه أشفق عليها من تلك الحالة التي أصبحت بها.. فقد لطخت الدموع وجهها...
فطالعها علي أملا.. أن تكون قد وجدت الملف أو تذكرت أين قد اضاعته 
لقيتي ملف القضيه أو افتكرتي حطتيه فين
اطرقت رأسها فقطب حازم جبينه واشاح وجهه عنها زافرا أنفاسه بضيق
استاذ حازم أنا المسئولة بلاش تطرد أستاذ هاشم.. أنا مستعدة أتحمل أي مسئولية.. بس متقطعش عيش حد بسببي
عادت دموعها ټغرق خديها تخبره بصدق..إنها تركت ملف القضية بالمكتب
تجمدت عينين حازم لحظة فكيف ضاع الأمر عن عقله..
اسرع بخطواته تحت نظرات فتون التي وقفت تمسح دموعها بكفيها فعلي ما يبدو أن السيد حازم قد تذكر شئ. 
دعت داخلها أن يمر الأمر ولن تعود لهذا المكان ثانية..
تحركت من مكانها.. تتبع خطوات حازم حتي تعلم إلى أين ذهب
إيه الإهمال اللي بيحصل في المؤسسة ده يا أساتذة
خرج حازم من غرفة المراقبة يتبعه المسئول عن

هذا القسم وما يتعلق به
يا فندم في عطل في الكاميرات من أمبارح .. بنحاول نصلحه
فين الموظف المسئول يا استاذ
والواقف يطرق رأسه خجلا متمتما
في أجازة مرضية
شكله هيكون في طرد جماعي النهارده
تحدث أحدهم وكان الجميع يتابع الوضع بترقب وغرابه أما فتون وقفت منعزلة تنتظر ما سيحدث
الملف أه يا استاذ حازم
هتفت بها كارمن وهي
 

76  77  78 

انت في الصفحة 77 من 187 صفحات