الخميس 05 ديسمبر 2024

لمن القرار للكاتبة سهام صادق

انت في الصفحة 98 من 187 صفحات

موقع أيام نيوز


عادت الدفاتر تفتح من جديد
نظرت إليه فتون مستفهمه عن حديثه الذي كان مفعم بالحرارة مع هذة المرأة الجميلة التي لم تنساها يوما منذ أن رأتها بالمزرعة عندما كانت زوجة السائق وذهبت للمزرعة للخدمة إلى حفل الزفاف الذي ذهبت إليه وكانت العروس
أنت نسيتي ملك يا حببتي
لا منستهاش بس كلامك غريب.. كأنها كانت مسافره ورجعت

ابتسم وهو يلتف بجسده يلتقط رابطة النفاخات التي اتي بها للصغير وبضعة العاب تسليه وتسعده
حكاية طويلة يا فتون
ثم ترجل من سيارته فترجلت بعده وقد عاد القلق يدب داخل اوصالها من فكرة عرض حالتها على طبيبة مختصة
سارت جواره تراه وهو يومئ برأسه لبعض الأطباء الذين طالعوه بابتسامة مرحبه
دلفت قبله غرفة الصغير الذي علقت عيناه بالبلاين التي بيده ثم الألعاب التي كان يحملها سليم
فتون
انتبهت السيدة عبلة على صياح الصغير بعدما طوت سجادة الصلاة وقد فرغت للتو من صلاة الضحى
فتون البلالين ديه بتاعتي لوحدي
ثم نظر

نحو الألعاب وقد لمعت عيناه بالسعادة ونسي خوفه من المشفى وشوقه لأخوته والركض مع أبناء الجيران
تناست فتون كل شوية حولها وهي تقترب من أخيها الصغير نحيل الجسد الذي انجبته والدتها بعد زيجتها من حسن
أيوة يا حبيبي خف أنت بس وهتلاقي مفاجأة حلوه عمو سليم عملها ليك
التمعت عينين الصغير ونظر نحو سليم الذي اقترب منه واخذ يمسح فوق رأسه
خف أنت بس يا بطل وكل حاجه أنت عايزاها هتلاقيها مستنياك 
ربنا يكرمك يا جوز يا بنت والله الواحد من غيرك مش عارف كان هيعمل إيه
متقوليش كده يا حجة عبله إحنا اهل
ربتت عبلة فوق ذراعه تنظر إليه وإلى أبنتها
ابن أصول وبنت محظوظة بيك يا جوز بنت
ثم نظرت إليه تتفرس ملامحه تخشي ألا يكون متقبلا للفظها بزوج أبنتها
اوعي تكون بتضايق مني لما بقولك يا جوز بنت....
لا طبعا يا حجه عبلة اضايق ليه ما ديه الحقيقه.. أنا جوز بنتك
اتسعت ابتسامة السيدة عبلة تنظر إلى أبنتها التي فتح لها الله أبواب الخير
والله أنت رجل ذوق يا جوز بنت وكلامك بلسم
واردفت متحمسه تغمض عينيها تنتظر سماع تلك الكلمه منه
قولي كده يا حماتي عايزه اسمعها منك يا جوز بنت.. اكيد بتطلع من ولاد الذوات ليها طعم تاني
اڼفجر ضاحكا رغما عنه فوالدة زوجته الغالية تتحدث بسجيتها
هو أنا قولت حاجة غلط يا حبيبي
تمالك ضحكاته بصعوبه حتى ان الصغير الذي أنشغل بأشياءه ضحك اما فتون علقت عيناها بوالدتها تزجرها لعلها تصمت..
ابدا يا حماتي
تهللت اسارير السيدة عبلة وهي تربت فوق ذراعه وقد زادتها الكلمه سعاده
شايفه يا فتون كلمه حماتي طلعت منه ازاي
طالع نظرات فتون الجامده وقد استعجب صمتها
يا ما نفسي اشيل عيالكم
التمعت عيناه وهو ينظر نحو تلك الصامته وقد اتخذت دور المستمع
ادعيلنا أنت بس يا حماتي
رفعت السيدة عبلة يداها تدعو لهم تدعو لابنتها ان ترزق بالكثير من الاولاد من هذا الرجل الذي احبته كانت تظنه إنه لن يقبل بهم بحياته ولن يرحب بهم في منزله ولكنها وجدت رجل اخر غير الصوره التي تخيلته عليها وقد فسرت عدم مجئ أبنتها إليهم وإقامة احتفالا بقريتهم تتفاخر به امام جيرانها بزواج أبنتها كان بسبب إنه لا يرغب بأي صلة بينهم ويكفيهم المال الذي يرسله إليهم
أنا ليا طلب عندك يا جوز بنت
ماما كفاية كلام سليم مش فاضي لكلامنا
رمقت السيدة عبلة أبنتها حانقة مشيرة إليها أن تصمت
أسكت أنت جوز بنت معندهوش مانع يسمعني من هنا لبكره ولا إيه يا حبيبي
نظر نحو فتون بلوم وقد اطرقت رأسها تخشي أن تطلب منه والدتها طلب يكون فيه مال لتجهيز اختها التي اقترب زواجها
اطلب طبعا يا حجه عبلة اللي أنت عايزاه
مش قولنا تقولي يا حماتي
ابتسم بلطف ينظر لفتون متسائلا بمزاح
مطلعتيش للحجة عبلة ليه
اتسعت ابتسامة السيدة عبلة تنظر لابنتها التي تصفها أنها عاشقة للفقر والكفاح كوالدها
طالعه لابوها
ثم اردفت مستاءة بعدما عدلت من غطاء رأسها
مالك يا بت بتزجريني كده ليه أنا لازم اقوله اللي ناس بتتكلم عليه من ساعه ما رجعنا بلدنا
انتبهت فتون تلك المرة على حديث والدته ولم تلمح لها عن هذا الحديث من قبل ذلك الحديث الذي طال عرضها بعدما شوهه حسن وخاض فيه وأخبر أهل القرية إنه طلقها بسبب علاقتها برب عمله ذلك السيد الذي يملك المال والسلطة..
اغمضت عيناها پقهر فقد اقتص الله لها منه حينا ماټ ملقي في الطرقات بجرعة مخډرات زائدة
تجمدت ملامح سليم ينتظر سماع باقية حديثها
يا بني الناس فاكرينا مجوزينك البت عرفي جواز متعه لحد ما تزهق منها تقوم مرجعها لينا من تاني محدش مصدق إن بيه زيك ليه اسمه.. يتجوز بنت عبدالحميد الراجل الغلبان ده غير إن بنت مش بنت بنوت فترضي بيها على إيه
كفاية حرام عليك كفاية
هتفت بها فتون في قهر واسرعت لتغادر الغرفة.. لتنظر السيدة عبلة نحو الواقف أمامها وقد تجهمت ملامحه ثم تحرك خلفها لكنه وقف مكانه بعدما وجد رسلان يدلف الغرفة برفقة الطبيب الذي تابع حالة الطفل قبل استلامه لتقاريره اليوم
كويس إنك لسا موجود يا سليم
وقفت في الشرفة شاردة تفكر في خطوتها القادمة وهو الرحيل من هنا.. لقد أضاع كاظم كل شئ داخلها ليتها ظلت وحيده ليتها قټلت حالها حينما فكرت بهذا الرجل واقحمت نفسها داخل حياته المظلمة
استمعت لخطوات خلفها فاغمضت عيناها پقهر وهي تتذكر تفاصيل تلك الليلة
جهزي شنطتك الطيارة بعد ساعات
الټفت إليه وقد ضاقت عينيها وهي تستمع لباقية حديثه
هنسافر إيطاليا عندي شغل مهم هناك
مش هسافر معاك
هتفت بها فعن أي سفر يتحدث وهي تخطط للرحيل عنه
أنا همشي من هنا ولو مسبتنيش امشي.. هفضحك يا كاظم على مواقع التواصل الاجتماعي
ثم رفعت هاتفها نحوه لتأكد له ما ستفعله
هخليك تعرف إني مش طماعه وبس لا

كمان مجنونه
اتسعت ابتسامته وهو يستمع إليها يري الوعيد في عينيها
معنديش مشكله الصحافة طول عمرها بتطلع عليا إشاعات
احتدت عيناها وهي تراه يقترب منها بعدما هتف بحديثه اللامبالي بټهديدها
بعد ما نرجع من رحلتنا نبقى نتفاهم يا جنات في موضوع الطلاق
قطبت حاجبيها وهي لا تستوعب كيف تغير بهذه السرعه ويحادثها بهدوء
يعني هنتطلق
طالت نظراته إليها يمنحها الجواب ببساطة وليت كان قلبها وجسدها وفيا لها فقد ارتجف كلاهما فور أن نطقها
هيحصل اللي أنت عايزاه يا جنات لكن بعد ما نرجع
حدقت السيدة سعاد بغرفة المكتب تتسأل داخلها لما عاد باكرا بل ومجهم الوجه.. حتى إنه لم يرد على تحيتها.. فهي تريد اخباره بما حدث اليوم وما فعلته تلك الشمطاء التي أتت المنزل وقد هتفت بحديث يخوض في الأعراض
اقتربت منها بسمة تنظر نحو الباب المغلق متسائله
هو جسار بيه رجع
اماءت لها السيدة سعاد برأسها فاسرعت نحو المطبخ حتى تجلب علبة الهاتف لتعطيه له فهي لا تحتاج من أحد شئ وخاصة هو
أنت رايحة فين يا بسمة البيه مش طايق نفسه.. بلاش يا بنت
توقفت بسمة عند الباب تلتف برأسها للسيدة سعاد
هو من أمتي البيه مش متعصب ومبيخرجش غضبه فيا
طالعتها السيدة سعاد تلطم كفيها ببعضهما.. تنظر إليها وهي تدلف لداخل
________________________________________
الغرفة تترقب سماع ما سيحدث
ابتسم عنتر وهو يقود سيارته يرافقه فتحي الذي أسترخي بمقعده ينفث دخان السېجارة التي اعطها له عنتر
سېجارة فخمه زي صاحبها
رمقه عنتر بنظرة سريعة يشعر بالغبطة لأنه سينال ما يريده أخيرا وستصبح بسمة زوجته
عاد خياله يسبح مع تلك الأحلام التي تخيلها بها خيالات كانت وقحه فلم يشتهي أمرأة من قبل كما اشتهاها هي
قولي يا عنتر بيه السيارة ديه بتاعتك
افاقه سؤال فتحي من نشوته مع خيالاته فستاءت ملامحه متمتما
يعني هكون سرقها
ده كلام يا جوز اختي
تمتم بها فتحي وقد جالت عيناه بالسيارة
أنا بسأل عشان عايز اشتري زيها
امتقعت ملامح عنتر فاردف فتحي وقد ارتسمت فوق ملامحه ابتسامه واسعه.. وهو يرسم الأحلام في مخليته...فسوف يجني من هذه الزيجة الكثير من المال 
بدل ما تقولي متغلاش عليك يا ابو نسب ياغالي
كشړ عنتر بملامحه بعدما لفظ بقول بذئ
أوعى تكون فاكر إني هدفع أكتر من العشر آلاف.. لا فوق كده ده أنت تحمد ربنا إني عايز اتجوز اختك على سنه الله ورسوله..
ليه كده بس ما احنا كنا حلوين وصحاب مزاج
استمرت ثرثرة فتحي حتى ضجر عنتر زافرا أنفاسه بقوة.. يلوم حاله لأنه بحث عنه حتى يزوجه شقيقته و يأخذها من ذلك المتغطرس الذي يفرض سيطرته عليها وكأنها ملك له وسرعان ما كان يعود لخيالاته بها يقضم فوق شفتيه 
الليلة هتكوني مراتي يا بسمه
وعلى بعدا منها توقف بخطواته ولهفته..توقف مطمئنا وهو يراها جالسه فوق أحد المقاعد الخشبية خارج المشفى تطالع ما حولها في صمت. 
زفر أنفاسه وقد عاد الاسترخاء يرتسم فوق ملامحه واكمل تقدمه نحوها يدقق النظر فيها وكلما كانت تقع عيناه عليها وعلى خلجات وجهها كان يتأكد من حقيقة واحده بات يدركها تماما زوجته مازالت طفله صغيره طفله تبحث عن طفولتها التي ضاعت في النضج بين والدين لم يكونوا مؤهلين لأن يكون لديهم طفلا واحدا وليس سبعة أطفال
جاورها في جلستها وقد علقت عيناها به.. لم ينظر إليها بل ترك كفه الضخم الذي عانق كفها الصغير يخبرها عما أراد إخبارها به
فالتمعت عيناها بالدموع وهي تنظر نحو كفيهم المتشابكين
كلام والدتك كان صح يا فتون الغلطه غلطتي أنا لكن الغلطة هتتصلح
وتفتكر الناس برضوه هتسكت ساعتها هيسألوا نفسهم إزاي أنت اتجوزتني ازاي قبلت تتجوز مرات السواق
حدق بها وقد ألجمته عبارتها التي هتفت بها بأنفاس مثقلة وحړقة شعر بها في صوتها لا يصدق أنها مازالت تشعر معه بالنقص
أنا هفضل في نظر الناس الخدامه اللي قدرت تغوي السيد فاتجوزها
قالتها بمرارة فكلما باتت تظهر أمام مجتمعه.. أصبح الجميع يتسأل كيف تمكنت هذه الفتاة التي لا يميزها شئ أن تنال رجلا كسليم النجار رجلا لم يكن يوما من الرجال الذين يفضلون النساء صاحبات المستويات المتدنية
السيد والخادمة بل وزوجة سائقه فما الشئ الذي قدمته له حتى يتزوجها بعد زوجته التي تفوقها في كل شئ
امتقعت ملامحه وقد تركها تهذي بما تريده..
عارفة يا فتون الحاجه الوحيدة اللي بتثبت ليا إني عمري ما شوفتك زي ما شوفت اي ست مرت في حياتي
توقف عن الحديث وقد علقت عيناها به تنتظر سماع باقية حديثه
إن أنا راجل بحب أي شئ مميز ست تكون واثقة من نفسها.. لكن معاك أنت اختياري كان مختلف
توقفت عن ذرف دموعها تنظر إليه بتشوش وضياع وهو ينهض من جوارها
شكلي حسدت الدروس التثقيفيه وحسدت نفسي مش عارف متعلمتيش مني ليه الثقة بالنفس
تمتم عبارته حانقا فزوجته الحمقاء..كلما ظن إنهم تجاوزوا تلك النقطة عن حياتها السابقه.. تعود وتتحدث

عنها
أنا مش هنفع في أي حاجة يا سليم
ازدادت تقطيبة ملامحه وهو يسمعها وقد بدء يشعر أن هناك شئ بها تخفيه عنه شيئا يراه
 

97  98  99 

انت في الصفحة 98 من 187 صفحات