حقا قلوب صماء بقلم فاطمة الألفي
كانت تختار الملابس بعنايه فائقه وهى تعلم ذوق شقيقته فقد أخبرها من طباعها انها رقيقه وهادئه وتعلم أنها محجبه اشترت لها أشياء كثيرا تخص العروس الجديد من ثياب سوريه واخري منزليه وبعض من العطور النسائيه والاكسسوار وجميع ما يلزم الفتاه
فى صباح اليوم التالي
استقظت مها مبكرا لتحضير ما يلزمها لذهاب إلى النجع وذهبت لتيقظ ماريا لتجهيز نفسها
مها ميرو اصحي بقي
ماريا فى ايه يا ماما احنا نايمبن متاخر كنا بنشتغل
مها جميله نامت جنبك ليه ماراحتش اوضتها
ماريا الله بقي يا ماما بقولك نمنا من كتر التعب وبعدين فيها ايه يعنى لم تنام مكانى
مها فيها ان اخوكى يشوفها ويحس بيها ويعرف ان مراته موجوده عشان مش يفكر فى مخفيه الاسم والصورة
مها طب يا فالحه اخلصي وجهزى نفسك وانا هصحي جميله
توجهت مها لتيقظها برفق وتضع يدها بحنيه على كتفيها برفق
مها جميله حبيبتى جميله
فتحت عيناها بوهن ورات مها تبتسم لها قومى روحي اوضتك عشان تصحي مالك وتجهزو عشان نسافر البلد
وجدته مازال يغط فى ثبات عميق
قربت إلى الفراش ونظرت إليه بحزن وضمت شفتيها بحزن وتنهدت پألم وجلست جانبه تمسد على خصلات شعره السودا برفق وهى تفكر هل مازال يحب تلك الفتاه لهذة الدرجه لا يشعر بها ولا يراها بعد فمن المؤكد انه لن يتذكر ما حدث بيننا ويتعامل معى ببرود وجمود أيضا هل كان يظنها هى نفسها ام حبيبته ولذلك اقترب منها
هتطلعى برة الاوضه وانتى لسه مالبستيش مش عارفه ان محمود موجود وماينفعش يشوفك كدة
نظرت إلى نفسها واسرعت إلى الدولاب لتخرج ثيابها فقد كانت ترتدى منامه ماريا البينك وتعطى لمظهرها جاذبيه وجمال
ودلفت إلى المرحاض لتبادل ملابسها وظل مالك يبتسم على فعلتها وبراءتها
سمع عدة طرقات على الباب
فتح لطارق وجد والدته انت صحيت طب اجهز عشان نتحرك بدري لسه الطريق طويل
مالك بابتسامه قبل يد والدته حاضر يا ست الكل هجهز حالا الشباب صحيو
مها من بدرى ومستنيك تحت
مالك حاضر
غادر مها الغرفه وهى تشعر بالتغير الملحوظ من نبرة ولدها فهى ام وتشعر به وتعلم انه سعيد على عكس ما توقعت أن يكون مهموم بسبب صډمته فى تلك العقربه
داخل قلبه
أبدل ملابسها وخرجت من المرحاضدلف هو ليحضر نفسه وخلال نصف ساعه كان انهى من ارتداء ملابسه وكان يرتدى بنطال جينز اسود وقميص ابيض ورفع شعره ونثر عطرة المفضل وحمل متلعلقاته الشخصيه وارتدى نظارته الشمسيه وهبط الدرج ليتقابل مع عائلته
مالك صباح الخير جاهزين نتحرك
محمود ماريا يتبادل النظرات بينهم فى استغراب
مها جاهزين بينا يلا بينا
خرج الجميع من الفيلا واستلق مالك سيارته أمام مقعد الوقود
ودلفت مها فى الخلف لتعطى فرصه لجميله بالجلوس جانبه
غمز محمود لشقيقته وهمس لها حاسه إللى انا حاسه
ماريا خاېفه اقولك تروح تقوله وتبق نشره فى الجو كله
محمود ههههه خفه يا بت
كانت تهم بالمكوث بجانب مها ولكن ماريا ومحمود اسرع الاثنان
تحدثت مها اقعدى قدام يا جميله جنب جوزك يا حبيبتى
عندما استمع مالك لحديث والدته شعر بالفرحه داخله فلاول مرة يتذوق حلاوة اللقب زوجك
نظر مالك اليها من اسفل عدسات النظاره وحمرة الخجل ظهرت على بشرتها البيضاء الصافية
وجلس الأشقاء بجانب والدتهم بالمقعد الخلفي وجميله بجانب زوجها وانطلق مالك بالسيارة يخطى طريقه إلى الصعيد
الفصل التاسع عشر
قلوب صماء
بقلم فاطمة الألفي
بعد مرور عده ساعات السفر من الاسكندريه إلى قنا كان يشعر بالارهاق من قيادته للسياره متواصلة نظر فى المقعد الخلفي وجد الجميع يغط فى نوم عميق ونظر جانبه وجدها متكئه براسها على مقعدها فى وضع غير مريح ابتسم واوقف السياره قليلا وقرب اليها ليجذبها ويريح من وضعها على كتفه وقبل جبينها برقه واكمل قيادته مرة اخرى لاكتمال طريقه
فى النجع فى دوار الحاج قاسم
كان الجميع يعمل بهمه ونشاط على تجهيزات العرس فاليوم سوف تزف حفيده الحاج قاسم إلى بيت زوجها
قاسم رحيم يا ولدى مافيش اخبار عن ود عمك لسه ماوصلش
رحيم زمانته على وصول يا جدى اطمني الغايب حجته معه
قاسم بحزن ربنا يفج ديجته ربنا يفق ديقته
رحيم ليه هو حوصل حاجه يا جدى نفسي اعرف بتجيب اخبار ود عمي من وين
قاسم اياك تكون خابر ان جدك كبر ومش عارف عنيكم حاجه تبج غلطان اني خابر كلهاتكم بتعملو ايه من ورا ضهري
رحيم ربنا يديك طولت العمر يا جدي انت عمود العيله وليها جيمه بحسك وسطينا يا جدي
قاسم طب خوش شوف الحريم خلصت وكل الرجالة ولا هتفضلو مجوعين الناس اكيده
رحيم ودي تيجي يا حج جاسم يا عسل دى كلهاتنا عيشين من خيرك
فى دوار الحاج واصف الشهاوي
حضر عز من القاهرة ليقضي ما تبقي من اجازته ورحب به الجميع واطمئن الجد عليه
عز بحزن جدي مافيش اخبار عن جميله
واصف وها اتحشم عاد وكفياك تخبيص فى الحديت جميله كيف خيتك دلوك
عز پانكسار وانا عايز اطمن على اختي
هنيه اتوحشتك يا ولدي اطلع بارك لخيك كرم ربنا رزجه بت كيف البدر المنور
عز حاضر يا امي امال ابويا وعمي فين
هنيه هيكون فين يا ولدي فى الارض
عز هشوف كرم عن اذنكم
صعد إلى غرفه شقيقه واطرق الباب وانتظره
كرم بفرحه عز اتوحشتك يا ولد ابوي
عانقه عز واحتضنه بشده مبروك تتربي فى عزك وسمتها ايه بقي
كرم بفرحه جميله
عز بفرحه بجد جميله
كرم بضحكه وها ومالك اتخلعت اكيده انت خابر غلاوة جميله عندنا كلهاتنا كيف وجدك جال لازمن تسمي جميله عشان لم جميله تركتنا جميله الازغيرة نورت وهي كيف عمتها جميله
عز بلهفه طب هاتها اشوفها وسلملي على بنت عمي
كرم حاضر يا خوي عبجال مااشيل عوضك يارب
عز بتنهيده مافتكرش هيحصل
دلف كرم لغرفته وتوجه إلى الفراش ليحمل طفلته وعندما شعرت به زوجته
عنود وها واخد البت ورايح فين يا كرم
كرم عمها عز عاود من مصر ورايد يشوف جميله الازغيره نامي انتي ارتاحي عشان چرحك
عنود بحزن ربنا يسعدها جميله يارب ويرزج عز بالزوجه الصالحه إللى تعمر بيته
كرم يسمع منك ربنا
كرم وها واخد بتي وين
عز وهو يغلق الباب ايه يا عم كرم هتنام معايا
كرم واجول ايه لبت عمك
عز وها انت مش بتشكم مرتك ليه
كرم بغيظ إنى خيك الكبير عيب اكيدة
عز سنه مش فرقت يعني
كرم ولو جميله بكيت
عز وهو يقبل يدها استحاله تبكي معايا
كرم عشان ترضع يا ابو مخ ضلم
عز لو جاعت هجبالك غور خليك جنب مراتك ودلف غرفته وهو يحمل الصغيرة واغلق الباب بقدمه وضعها بفراشه وهو ينظر لها بفرحه
وتوجه إلى المرحاض ابدل ملابسه وعاد إلى جميلته الصغيرة ونام جانبها وهو يمسك بكف يدها الرقيق
عز بتنهيدة حارقه تخرج من بين ضلوعه تعبر عن الم قلبه
تعرفي انك شبه عمتك ولا خالتك ههه لم تكبري هتقوليلها ايه كان نفسي تقولي مرات عمي المهم احنا هنعمل اتفاق انتي هتكوني بنتي انا وحبيبتي انا وسيبك من ابو مخ ضلم كرم دة انتي جيتي فى عز ضيقتي وخنقتي فرحتي قلبي بضحكتك الحلوة وشكلك إللى زى القمر ماغلطتش جدي لم سماكي جميله عشان انتي فعلا جميله وأنا هاهتم بيكي اقولك علي سر بس اوع حد غيرنا يعرفه انا طول ما انا جاي حاسس ان هشوف جميلتي تفتكري تكون هنا فى البلد وقلبي حاسس بيها بس اوعي تقولي لحد ولم أحب اتكلم عن جميلتي هتكلم معاكي انتي يا سكرتي انتي ربنا يحلي ايامك يا رب
واغمض عيناه ليشعر بالقليل من الراحه
وصل مالك إلى بيت العائله
واستيقظت مها وايقظت ابنائها وترجلت من السياره
مالك محمود ادخل انت مع ماما وماريا وانا هركن العربيه وهدخل مع جميله
محمود امرك يا كبير
دلفت مها للداخل ولم يحملو اى حقائب لان مالك طلب منهم العودة غدا فلا داعي للثياب من أجل قضاء ليله واحده
مازالت تتكئه برأسها على كتفه لمس وجهها برفق لكى تستيقظ فتحت عيناها وجدته مقابل لوجهها عادت إلى الخلف وتتطلعت حولها
ترجل من السيارة وفتح لها باب وترجلت أيضا وهو يمسك بيدها
ودلف إلى الداخل ورحب بهم الجميع
واقبل عليه الجد وهو يبتسم له واحتضنه ويرتب على ظهرها بحنان
وقبل جبينها نورتي يا بتى
ابتسمت جميله له
واحتضنه رحيم واحتضن محمود أيضا
قاسم رحيم وينها مرتك تتدخل مرت عمك والبنته عند الحريم
رحيم يا ام جاسم تعالي دخلي مرت عمى عنديكم
قاسم اجعدو اهنيه مع الرجاله زمناتهم جاين عشان العروسه
دلفت جميله بصحبه ماريا ومها إلى غرفه العروسه
كان الجميع ملتف حولها منهم من يصفق ويزغرد ومنهم من يرقص فرحا بهذة الزيجه
وتنظر لها عنبر نظرات حقد وكرة دفين كما لو أنها خطفت زوجها
شعرت جميله بنظرات الحقد التي تكنها اليها وتحاشت النظر عنها
وايضا منتهي التى رمقتها بنظرات ناريه وظلت تهمس فى آذن السيدة التى تجلس بجانبها وتتهامس على جميله وعندما استرقت مها السمع شعرت بالحزن واصطحبت جميله من يد والاخرى بيد ماريا وتركت الغرفه بضيق
صعدت إلى غرفتها وطلبت
من ماريا وجميله عدم النزول إلى الأسفل
وهبطت هى الدرج وأرسلت
الطفل قاسم ليبحث عن مالك فى المضيقه التى بها رجال العائله
وانتظرت خروج ابنها
اسرع مالك بقلق فى حاجه يا ماما خير
مها كلم جدك واستاذن منه جميله تروح عند اهلها النهاردة
مالك بتضيق حاجبيه ليه مش فاهم
مها خلاص خلي جدك يخرج عايزة اتكلم معاه
مالك مش افهم فى ايه الأول
مها بقولك ايه لو جدك ماخرجش دلوقتي انا هدخل اتكلم معاه بقي وسط الرجاله
مالك بضيق حاضر هبلغه
ودلف مالك لغرفه الضيوف