الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فراق مزيج العشق بقلم نورهان محسن

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز

شفة 
تساءلت ليلي في محاولة لفت انتباه كارمن عندما رأت نظراتها الڼارية إلى نادين انت رجعت امتي يا ادهم محدش من الخدم شافك والا كانو بلغوني علي طول
بدأ أدهم بشرب قهوته بعد أن سكبتها كارمن في فنجانه ثم قال بعدم إكتراث جيت بليل يا امي ومحبتش ازعج حد طلعت علي جناحي فورا
نطقت ليلى بصوت خفيض ماكر وألقت نظرة سريعة على مريم التي فهمت عليها سريعا قول كدا بقي انك ما صدقت وصلت وروحت طيران علي الناس اللي وحشوك
غصت كارمن أثناء شرب العصير من تلميحات والدته الجريئة لكنها سرعان ما ابتسمت بمكر أنثوي لأن الكرة أتت إليها ولابد من أن تسجل هدفا ذهبيا الآن 
قالت ليلي بابتسامة متلاعبة وقد أحببت ما فعلته كارمن ربنا يسعدكم يا حبيبتي
بينما كانت نادين تجلس بابتسامة سطحية على شفتيها تختبئ وراءها قدرا هائلا من الكراهية والحقد لكارمن التي انتصرت عليها للمرة المائة وبدلا من مكايدتها كانت هي التي أغضبتها كثيرا 
بعد بضع دقائق أمام قصر البارون
أنهت كلماتها ثم عبثت قليلا في حقيبة يدها وأخرجت منها شيئا تحت عيون أدهم الذي يناظرها بحيرة
بدأ أدهم بفك الرابط
من علي الصندوق ثم أزال المغلف ورماه إلى جانبه بإهمال لتتسع عينيه بدهشة حيث رأى مجموعة مصاحف قرآنية داخل الصندوق ثم استمع إلى صوت كارمن اللطيف قائلة كنت بفكر طول فترة سفرك في هدية اقدمهالك لما ترجعلي بالسلامة
ثم ألتقطت احدي المصاحف من الصندوق ووضعته امام زجاج السيارة من الداخل قائلة بمحبة مافيش افضل من كلمات الله عشان تحفظك من كل مكروه في اي مكان تروحو
في نظره كانت هذه بالفعل أعظم هدية نالها في حياته لأنها كانت كلمات الله الحافظ كما أنه شعر بمقدار المشاعر العميقة التي تكنها كارمن في قلبها له لقد كانت هدية معبرة جدا وتأثر بها بقوة 
قال أدهم بابتسامة وعيناه تشعان لها بالحب والتقدير ربنا يخليكي ويحفظك انتي ليا يا قلبي وكفاية عندي اني اشوفك قدامي دي احلي هدية في الدنيا
همست كارمن بصوت خجول ربنا مايحرمنيش منك حبيبي باقي المصاحف هنحطهم في المكتب عندك
ثم أدارت رأسها إلى الوراء ونظرت إلى السيارات المتوقفة في الخلف من خلال الزجاج المظلم للسيارة وتمتمت مازحة طب يلا اتفضل اتحرك احنا بقالنا كتير واقفين كدا الحراس هيفهمونا غلط
رفعت بصرها محدقة فيه متسائلة ببراءة والمرة الجاية هتاخدني معاك وانت مسافر
ثم أردفت بنبرة صادقة ادهم انت نعمة ربنا عوضني بها عن كل حاجة اتحرمت منها في الدنيا وبحبك اوي
إلتمعت عينا أدهم من السعادة
التي جعلت ابتسامة كارمن العاشقة تتسع أكثر قائلا بهيام في عينيها وانا بعشقك يا عمري كله
جميل أن تكون شيء ثمين لدى شخص ېخاف فقدانك يوما 
بعد حوالي ساعتين في شركة البارون ديزين
في مكتب كارمن
جالسة أمام الكمبيوتر تقوم ببعض الأعمال قاطعها دلوف مالك بعد أن طرق الباب 
مالك بصوت مرح صباح النشاط علي مديرتنا
تركت شاشة الحاسوب ناظرة إليه وردت بابتسامة على تحية الصباح صباح الورد يا مالك
جلس مالك امامها قائلا بإهتمام ايه الاخبار معاكي بالشغل
أومأت برأسها قائلة بهدوء كله تمام انت لسه
واصل
همهم مالك وقال بلا مبالاة ايوه عديت علي الشركة التانية خلصت شوية حاجات وجيت علي هنا 
ثم أردف وهو يستعد للنهوض اذا احتاجتي مني حاجة انا علي مكتبي
أوقفته كارمن وهي تعبث في حقيبة يدها وقالت على الفور ماشي استني قبل ما انسي
أخرجت الكتاب من حقيبتها وقالت بمزح خد وقول لمراتك ترحمني شوية من الزن
مالك الكتاب منها وبدأ يفحص غلافه وهو يتمتم ماظنش انها هتبطل دي يدوب بتسخن
رفعت كارمن حاجبيها بدهشة وقالت بتساءل ازاي يعني
نظر مالك إليها محاولا كبح ضحكته وقال على مضض الهانم طالبة مني اجيبلها رنجة
اتسعت عيناها وقالت بإيماءة صغيرة من رأسها انت بتهزر صح
قال مالك بضحكة خاڤتة والله بجد شكلها بتتوحم
تمتمت كارمن بغيظ ازاي البت دي ماتقوليش
اجاب مالك وهو يستقيم في جلسته احنا هنروح بليل للدكتور واذا الخبر صحيح ان شاء الله هتقولك بنفسها
دخل أدهم المكتب فجأة بهدوء وهو يغمز بعينيه إلى كارمن التي فهمت معنى تلك الإيماءة ثم سعلت بعد أن أفلتت منها ضحكة صغيرة حتى لا ينكشف أمرها أمامه 
وأجابت علي مالك بنبرة عادية وهي تكتم ابتسامتها بصعوبة خلاص ماشي احم
هبط أدهم بكف يده على كتف مالك الجالس ويولي ظهره نحو باب المكتب ثم صاح في ڠضب أجاد تصنعه انت قاعد تكركر هنا يا استاذ وسايب شغلك
اتنفض مالك من على كرسيه وخفق قلبه بقوة من تلك المفاجأة قائلا بدهشة مستنكرا بسم الله اللهم احفظنا انت طلعت منين يا اخي
اڼفجرت كارمن ضاحكة من التعابير المفاجئة على وجهه والتي كانت مضحكة للغاية 
نظر أدهم إلى كارمن وهو يشير بيده إلى مالك وقال بتهكم ساخر والله عال شايفه الاستقبال بيبقي عامل ازاي منه
هزت كارمن رأسها مؤيدة لزوجها في حديثه وقالت بتسلية دلوقتي عرفت يسر جابته منين اكيد اتعدت منه
صاح عليهم مالك بسخط حيلك حيلك انت وهي هتتمسخرو عليا انا ومراتي كدا كتير
قالت كارمن بينما تمط شفتيها للخارج متصنعة الحزن وتسبل عيونها لا خلاص كفاية عليك اللي هتعملو فيك يسر
عبست ملامح مالك قائلا بحسرة ربنا معايا
ثم قال موجها حديثه لأدهم قولي صحيح انت رجعت امتي يا شبح
وضع أدهم يديه في جيوبه وقال بفظاظة وغرور بعدين هبقي اقولك انزل شوف المخازن دلوقتي عايز مراتي في كلمتين لوحدنا
جز مالك علي أسنانه من لهجته المتعجرفة وقال پقهر بتوزعني كدا عيني عينك
أومأ ادهم ببرود اكيد
غمز مالك بخبث وقال بإبتسامة ماشي يا ابو الادهيم
زم أدهم شفتيه وشد علي قبضته بحنق من استفزاز مالك له ثم تحرك قاصدا أن يلقنه درسا عڼيفا لكن فر مالك من أمامه في غمضة عين للخارج 
أدار أدهم رأسه ونظر إلى كارمن التي كانت تغطي فمها براحة يدها لإسكات ضحكها عن زوجها الغاضب الذي يبدو لطيفا جدا هكذا 
تقدم ادهم منها بإبتسامة جانبيه وسأل بينما هو واقف امامها مباشرة بتخبي ضحكتك ليه يا شقية
ردت كارمن بضحكة خافته بعد أن خفضت يدها وإستندت علي حافة المكتب خلفها قلقانه لا فيا مين هينجيني منك وقتها
نظر أدهم حوله حيث كان جدار الغرفة مصنوعا من الزجاج مم يجعل الواقف من الخارج يرى الداخل بوضوح وقال بتنهيدة لا اطمني انتي هنا في امان
تنهدت كارمن براحة وقالت بإبتسامة رائعة طب كويس انك قولتلي
جحظت عيناها فى ړعب وهي تحاول الافلات منه بإحراج لكي لا يراهما أحد في هذا الوضع الحميمي فقالت مبتعدة عنه قليلا لا وعلي ايه نلبس الوش الخشب ونتكلم في الشغل احسن
نظر أدهم إليها بنصف عين قائلا بهدوء شطورة يلا هاتي لابتوبك وتعالي اشتغلي عندي بالمكتب
جعدت كارمن حاجبيها وقالت بعبوس لطيف اشمعنا بقي
ضاق أدهم عينيه وهو يتظاهر بالتفكير ثم أجاب عشان تشتغلي وأنتي قدامك منظر جميل وتقدري تخرجي كل الابداع الفني
أردف بجدية وفي موضوع مهم كمان عايز نتكلم فيه قبل ما نرجع البيت
حركت كارمن رأسها بإيماءة صغيرة وقالت برقة حاضر اسبقني وانا هاجي وراك
ادهم بتحذير بس ماتتأخريش
قالت كارمن بينما تعبث في حاسوبها ماشي
بعد قليل
غادرت كارمن مكتبها وسارت في طريقها إلى مكتب أدهم لتتفاجأ بأن أدهم يقف مع مها السكرتيرة في الممر ومعهما رانيا عارضة الأزياء 
زمت كارمن شفتيها مستاءة من تلك الفتاة التي لا ترتاح لها ولا لنظراتها الجريئة إلى أدهم وأيضا غاضبة مما تسببت فيه هي ويوسف إلى نسمة من ألم وخذلان لكن اللوم لا
يقع عليها وحدها كان هو أيضا سببا رئيسيا لهذا الۏجع لتلك المسكينة أنهما نفوس خبيثة حقا 
سارت بهدوء ووقفت خلفهم لتقول بصوت رقيق للغاية ادهم حبيبي اسفه لو قطعت كلامكم
الټفت ادهم اليها قائلا بإبتسامة حنونة تخصها وحدها لا ابدا حبيبتي لحظة واحدة
ثم عاد يردف بجدية منهيا حديثه مع رانيا
التي كانت تثرثر لبضع دقائق دون جدوى الموضوع دا تقدري تكلمي فيه الفريق المنظم للديفليه يا رانيا وحاليا عن اذنك لان عندنا شغل كتير
اضاف بتساءل يوجه حديثه إلي سكرتيرته الخاصة مها في ورق محتاج امضتي غير اللي بعتيهم الصبح
مها بنبرة عملية لا يا فندم
ادهم بهدوء تمام تعالي يا كارمن
سارت كارمن معه وشبكت يدها في يده يكملون طريقهما إلى مكتبه وعندما دلفت خلفه مغلقة الباب خلفها تمتمت بشئ وصل إلى مسامع أدهم البنت دي مش طبيعية بجد
ادهم بإستفهام بنت مين !!
تقدمت كارمن من المكتب الذي جلس خلفه أدهم لتتسلق حافة المكتب أمامه وتجلس عليه بشكل مريح قائلة بسخرية الانسة رانيا
رفع ادهم حاجبه بتعجب وقال بدهشة مالها بس عملتلك ايه
زمجرته كارمن بنبرة حادة وهي تقدر تعملي حاجة كنت قرقشتها بسناني
ابتسم أدهم لأسلوبها اللطيف وكلماتها الغاضبة وهو يقرص أنفها وقال مازحا يا واد يا شرس انت
وجهت وجهها بعيدا عن متناول يده وقالت في انزعاج ادهم بطل الحركة دي يسر كانت بتعملها في ابنها لحد الواد ما مناخيره بقت قد البرتقالة بسببها وبعدين هبقي اقولك هي عملت ايه
ق
نظرت إليه كارمن بتمعن وقالت بفضول خير موضوع ايه دا
قال أدهم في صوته الرخيم وعيناه لم تترك عينيها عارف ان نادين بحركاتها المستفزة بقت تضايقك كتير
أسدلت كارمن عينيها وقد ألمتها معدتها من سيرة تلك المخلوقة حيث ظنت أنه سيدافع عما فعلته نادين في الصباح لكنها تحدثت بهدوء دا العادي مش جديد عليها يا ادهم وانا بقيت متعودة
بترت كارمن جملته قائلة برفض وهي تهز رأسها لا لو هتطلقها يا ادهم يبقي عشان انت عايز كدا لكن ماتعملش كدا عشاني
رفع ادهم حاجبيه قائلا بعدم تصديق يعني هي وجودها في حياتنا مش مزعلك
أومأ أدهم برأسه وقد تفاهم كلامها قائلا بابتسامة صغيرة خلاص فهمتك انا هشوف الموضوع دا قريب واخلص منه بطريقتي وصدقيني مش هظلمها يعني هتاخد حقوقها بالكامل ومبلغ كويس تعيش منه 
بعد مرور عدة ايام
في شركة البارون ديزين
نزلت من المصعد وسارت بخطوات هادئة في الممر بعد انتهاء الاجتماع ثم توقفت عندما رأت الساعي يمر بجانبها لتنطق بنبرة منهكة عم ممدوح لو سمحت تعملي النسكافيه بتاعي وتجيبو علي مكتبي
قال ممدوح بتهذيب تأمري يا استاذة نسمة
أهدته ابتسامة لطيفة ثم توجهت مباشرة إلى مكتبها 
تحدثت ببرود وبلا مبالاةوهي تتساءل محتارة في سرها أين ذهب شعور الإعجاب والإستلطاف الذي كانت تشعر به تجاهه من قبل
أثارت لهجتها الجليدية دهشة واستياء يوسف كثيرا 
ظل يوسف محدقا فيها

بنفس الصمت بينما كانت الأخرى ترمقه بعيون باردة قوية 
أين ذهبت ابتسامة نسمة الرقيقة الآن 
هل هو بالفعل قد أذي شعورها لهذه الدرجة 
تنهد في سره يفكر ما فائدة الندم الأن عليه أن يحاول إسترجعها وألا يقف مكتوف الأيدي هكذا
نطق يوسف بتعجب انتي ليه
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 37 صفحات