قلوب ارهقتها الحياة بقلم هناء النمر
ارتحت
وما راح يكون لك أى صلة بهاى البنت مرة تانية وإلا راح اسوى تهديدى إلك وإلها بتفهم هاد
يومان فى المستشفى وثلاثة فى المسكن الذى كانت تقطنه مع
خالد قضتهم هدى تحاول فيهم استيعاد قوتها لتعود لمصر لكن حزنها على وليدها كان حائلا دون ذلك فحقيقى لا تشعر الأنثى بأمومتها الحقيقية إلا فى وجوده وهو ينمو فى احشائها ترتبط به يوم بعد يوم حتى وإن لم تراه كما الحال مع هدى لم تشعر هدى بالوحدة والذل والمهانة كما حدث فى هذه الأيام القليلة فقد تركت وحيدة تماما حتى دون خالد فلم يسأل عنها ولو مرة واحدة بعدما حصلوا على ما أرادوا منها هى الآن هنا لاشئ لا قيمة فقط مجرد أنثى منتهكة ومجردة من كل شئ آدميتها كرامتها انوثتها مشاعرها والأهم ولدها الرضيع الذى ولد قبل أوانه بشهرين ولم يشفع ذلك لهم ليتركوه لأمه حتى يكتمل
أصبحت هدى مجرد أنثى تعيش لتتمنى المۏت
بعد ثلاثة أيام من خروجه من المستشفى التى تم تسجيلها فيها على أنها حالة استئصال مرارة وليس الحقيقة ولادة
اتاها شخص من طرف الأمير بجميع الأوراق الخاصة برجوعها مع ورقة إخلاء طرف من العقد
وبالطبع لم يغفل الرسول عن أن يبلغها ببعض من تهديدات الأمير وتنبيهاته بخصوص عدم الرجوع
عن القرار الذى اتخذته وإلا لن تجد غير ابواب الچحيم تفتح عليها وعلى عائلتها
ودعت هدى المملكة السعودية ومعها ودعت هدى القديمة ودعت نفسها ودعت طفلها الذى لم تراه
ودعتهم بدموع قلب ودعاء وتضرع لخالقها بالجمع بينها وبين طفلها فى يوم من الأيام
عادت لمصر بشخصية جديدة تماما هدى جديدة شخصية أكل الحزن والذل قلبها وكرامتها أصبحت أنثى حاقدة على الحياة وكارهة لها
بعد مرور 7 سنوات
خالد خالد تعالى هنا إحنا مبقاش ورانا غير اللعب مش فى home wark المفروض هتخلصه لو مخلصش مش هتيجى معايا عند تيته
بكرة وبعده كمان إجازة يامامى وهنروح فرح خالتو هدير بكرة هبقى أكتبه أما يخلص الفرح
لا لا لا هكتبه انتى عايزانى أفضل مع بابى عشان يحبسنى فى الاوضة ويسيبنى ويمشي
هو راجل محترم وكبير زييك كدة فى kg2 ېخاف من القاعدة لوحده
مليش دعوة مش عايز اقعد مع بابى عايزة اروح معاكى عند تيته والنبى يامامى عشان خاطرى
حاضر
وقفت هدى بعدما ظهرت علامات الڠضب على وجهها فقد أصبحت الحياة مع هذا الرجل لا تطاق فاقد للمسؤولية تجاه ابنه والحب والاحترام مع زوجته رجل لم ينسى له ابنه حپسه له لمدة أربع ساعات كاملة وحده فى غرفته لمجرد أنه أراد أن يذهب لموعد مفاجئ ولم ينساها الطفل رغم مرور أكثر من عام عليها
مامى مامى عمال بنادى عليكى ومش بتردى
معلش ياحبيبى كنت سرحانة
أنتى بتبقى سرحانة كتير اصلا
بس ياد انت وهات الشنطة اللى فى ايدك دى
اتفضلى ياستى
أصبحت هدى سيدة من سيدات المجتمع الراقى بعدما تزوجت من المهندس
عمر عبد الفتاح صاحب أكبر مكتب هندسى فى القاهرة أو على الأقل هو الآن هكذا ولم يكن كذلك عندما تزوج من هدى لكنه استطاع فى فترة وجيزة تنمية اسمه واسم مكتبه لهذه الدرجة وليس بفضل مهاراته كمهندس أو إدارى ناجح إنما بطرق أخرى لا تمت للأخلاق بصلة فهو انسان انتهازى وصولى ومنافق ليس لديه أى مانع لأى شئ ليصل لما يريد حتى وإن كان التقرب من نساء ستكون مفتاحه لما يريد زوجة فلان أخت فلان ابنة فلان حتى وإن كانت أم فلان
أما فضل النجاح الهندسى فهو لشريكه حسام رفعت وهو زوج منى صاحبة هدى وكان هذا هو سبب التعارف فقد رأاها فى حفل زواج منى من حسام ولم يبتعد عنها وقتها حتى تزوجها
حسام مهندس معمارى ناجح جدا شريك لعمر بنسبة 30 فقط مهمته هى إدارة المكتب الهندسية والفنية هو وجروب المهندسين العاملين معه أما طريقة الحصول على العمل نفسه فهى مهمة عمر
وأخلاق عمر هى نقطة الخلاف الأساسية مع هدى فهى لم ولن تقبله عل حاله هذا لكنها لم تكتشف ذلك الا بعد سنين من اتمام الزواج ولم تعد تتحمل ذلك إهمال كامل لها ولابنه ليس فى حياته إلا العمل وكيفية الحصول على عقد جديد لمكتبه وكل نقاش أو بمعنى أصح شجار بينهم ليس لديه غير اسطوانة واحدة تتكرر كل مرة
أنتى عايزة ايه دلوقتى احسن لبس وأحسن أكل واللى بتطلبيه بيجيلك ومصاريف زى ما انتى عايزة وابنك فى احسن مدارس حتى رافضة انك تخلفى مرة تانية ومش عارف ليه خلاص سيبينى بقى اشوف مستقبلى وحياتى ولا اقعد جمبك
واخلف تانى ليه بطريقتك دى أشك أن احنا هنكمل مع بعض اصلا
والله عايزة تطلقى وهتقولى بوالدتك ايه أن شاء الله
هذه نقطة ضعف هدى والدتها ودائما ما يستخدم ذلك لاسكاتها
فقد أصبحت امرأة ستينية مريضة لم تعد تتحمل الصدمات ويكفيها حال هايدى المطلقة منذ سنة لن تتحمل صدمة طلاق هدى هى الأخرى خاصة أن لها سابقة طلاق أولى وبالطبع لا يعلم أحد عن زواجها وطلاقها الثانى غير صديقتها منى
توقفت السيارة أمام منزل والدتها وارتجلت منها هى وابنها اتجه خالد لأولاد خالته الذين وجدهم يلعبون فى الحديقة
اتجهت هدى لداخل المنزل قابلتها هدير مسرعة
ايه التأخير ده كله ياهدى انا مستنياكى من بدرى
ايه يابنتى اتهدى شوية
الفستان تعالى شوفى آخر بروفة للفستان
احنا موارناش غير
الفستان ياهدير كان هذا صوت والدتها من اتجاه المطبخ
إيه ياماما مش انا العروسة
عرسة تقرض ودانك أمشى يابت على فوق ناميلك شوية عشان تبقى فايقة بليل
يووووه هو انا مفيش ورايا غير النوم
قالت هدى هدير انا مش هشوف الفستان بس لو طلع فيه أى حاجة عريانة والله ما هخليكى تلبسيه أصل انا عارفاكى فاهمة
فاهمة ياستى هو ده اللى انا باخده منكم
ثم اتجهت صاعدة السلم استدارت لها والدتها وهى تقول وهى متجهة للمطبخ
تعالى بقى شوفى الحاجات اللى هنعملها
حاجات ايه
الأكل يابنتى آمال هنأكل الناس ايه
ناس مين اللى هنأكلهم ياماما الحنة مفيهاش أكل والفرح هيبقى فى قاعة كبيرة
يعنى إيه مش هنطبخ
هنطبخ لمين اتفاق الحجز بالعشا لكل المعزومين هتطبخى وترميه بعد كدة
أنا قلتلها كدة مصدقتنيش قلت انتى هتعرفى تقنعيها
كانت هذه هايدى
والأكل اللى جهزتله والحاجات اللى انا اشتريتها دى
اركنيها أو خزنيها ياماما مش قضية
والله انتوا عيال تسد النفس جتكوا القرف
واتجهت الحاجة هدية للمطبخ أما هدى وهدير وقفوا
يتسامروا
أمال جوزك فين مش هييجى ولا ايه
وهو من امتى جه قال يااختى فى صفقة جديدة بيشتغل عليها بيقول أنها هتنقله نقلة تانية
ههههههههه كل مرة بيقول كدة
فعلا بس المرة دى فى حاجة مختلفة شوية طول الوقت برة وأن جه بيبقى متنرفز ومتعصب
ربنا معاه
ههههههههه تفتكرى باللى هو بيعمله ده
على رأيك المهم أمه بعيد عنك انتى قلتى طول ماهو مشغول انتى مرتاحة
على رأيك سيبينا من الموضوع ده تعالى نرخم على البت هدير
يلا
مرت ليلة الحنة بسلام والفرحة تغمر الجميع
تانى يوم يوم الزفاف اتصلت بعمر لتأكد عليه الحضور
صعب ياهدى مش هقدر اسيب الحفلة هنا
يعنى إيه مش هتقدر ده فرح اختى ياعمر
ماشى ياستى مش معترض احضرى براحتك وأنا هبقى اعتزر لحماتى وهبقى أزور هدير فى بيتها وهجبلها هدية حلوة المهم فى طلب مهم جدا
ملكش طلبات عندى انت مبتعملش اللى انا عايزاه يبقى مش هعملك اللى انت عايزه
لا ياماما الموضوع ده مفيهوش مناقشة ولا عشان بكلمك بأدب اسمعى كلام نهائى هفوت عليكى الساعة 12 كدة وانتى بفستانك زى ما انتى هتيجى معايا تسلمى على الناس فى الحفلة هنا وتتعرفى بيهم
حفلة ايه انت بتستهبل اسيب اختى فى فرحها
واروح معاك حفلة
أيوة هتيجى وبعدين
يعنى هى من غيرك مش هتدخل ريحى دماغك وبعدين بقولك الساعة 12 يعنى الفرح هيكون قرب يخلص الحفلة هنا هتبدأ 11 يلا سلام الساعة 12 بالظبط تكونى واقفة قدام القاعة عشان مش عايز ادخل وعايز فستان حلو ورقيق كدة
مضت ساعت الفرح ببطئ من قلقها من حفلته هذه فهى تكره طريقته فى التعامل مع الأمور وبالتأكيد كل من حوله يعلمون بشخصيته يعنى مجرد الظهور بصفتها زوجته إهانة علنية لنفسها
خرجت متأففة فى موعده كما طلب حضر هو الأخر وأبدى إعجابه بما ترتدى كان فستان كريمى بطبقتين أحدهما ضيقة والأخرى شيفون تكسوه كان يحدد جمال جسدها ولياقته بوضوح وطرحة بيج شيفون قصيرة بتلبيسة بلون الفستان
وفى السيارة قال لها
مش عايز انبهك ياهدى الحفلة دى مهمة جدا بالنسبالى
ومن امتى بتاخدنى حفلات معاك اصلا مش كنت دايما بتقول أنى مش وش الحفلات دى
من الحفلة اللى فاتت وهم بيسألوا عليكى
وهم يعرفونى
لا بس كفاية انك مراتى وكل واحد فى الحفلة مع مراته
أه سد خانة وخلاص يعنى
بالظبط بس حاولى تتصرفى برقى شوية
ده على أساس أنى فالجر يعنى
مقولتش كدة بس أوقات بتبقى صراحتك بوقاحة شوية وأنا مش عايز كدة
والله وحفلتك دى ليه أبسط الأمور اعرف سبب الحفلة
دى ياستى المسمى العام بتاعها حفلة تعارف بس الحقيقة المطبخ الخاص لكل الصفقات اللى بتتم وكمان الحفلة دى هيكون فيها أكبر مؤسسى المعمار فى البلد وهيحضرها كل المشاركين العرب فى المشاريع دى
وانت عايز يكون ليك نصيب من الصفقات دى
وحياتك ما هيهدالى بال إلا لما أخد أهم وأكبر صفقة فيهم لازم تكون ليا ولمكتبى بأى شكل
أه فهمت
وصلا للحفلة بدأ بالسلام على كل من يعرفهم وتقديم زوجته لهم كانت متحفظة تماما فى السلام والكلام مع الناس لكن لمجرد أنها وجه جديد فقد لفتت أنظار معظم رجال الحفلة لها والسيدات أيضا وأهم الأسباب أنها قليلة الكلام بل تكاد تكون لا تتحدث أكثر من السلام فقط فهذه ليست بيئتها ولا تريدها
هم مين دول
دول
الهدف دول اللى الصفقة اللى انا ھموت عليها بتتم بينهم دلوقتى
الجروب ده كله يبقوا أكبر وأهم مؤسسى المعمار فى مصر والدول العربية عارفة ياهدى لو اسم مكتبى دخل فى صفقة واحدة معاهم هبقى ركبت الريح ورجلى مش هتتحط على الأرض