الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قلوب ارهقتها الحياة بقلم هناء النمر

انت في الصفحة 15 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

ياهدى تيليفونك بس محتاجه فى مكالمة مش معايا رصيد 
رصيد ايه انت على باقة وكبيرة كمان 
خلصت والله ايه يابنتى مش مستغنية عن دقيقتين من رصيدك ولا ايه 
فتحت حقيبتها والڠضب على وجهها واعطته الهاتف وعادت للصعود 
أعطى الهاتف للأمير فيصل وكل منهما على وجهه ابتسامة ذات معنى معين ثم قال
انا كدة نفذت دور حضرتك بقى 
مثل ما قلت توصل مكتبك تجد العقود فى انتظارك ومدير مكتبى راح يسوى كل شئ 
وهدى 
ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى مع السلامة ياعمر 
يتبع
قلب أرهقته الحياة الفصل السابع والعشرون
وهدى كان هذا سؤال عمر
ايش بيها انا على وعدى السيارة راح توصلها لباب بيتك وقت ما انتهى 24 ساعة مثل ما قلت مع السلامة ياعمر 
تردد عمر فى الخروج
إيش بيك ندمان ولا بدك ترجع فى اتفاقنا وتتنازل عن
العقد 
لا ابدا بعد اذنك 
خرج من الباب واتجه لسيارته واستقلها وهو يقول لنفسه معلش بقى ياهدى كدة كدة كنا هنسيب بعض كان لازم الحق نفسى واستفيد برده 
كانت هدى تقف فى الشباك عندما رأته يتحرك بالسيارة لم تفهم ما يحدث إلى أين يذهب ويتركها هنا اتجهت لحقيبتها لتأتي بتيليفونها فتذكرت انه أخذه منها 
استدارت لتخرج وجدته يقف عند الباب ويده فى جيوب بنطلون 
أنت هنا ليه وعمر راح فين 
طار 
أفندم طار يعنى ايه 
يعنى أنهى المطلوب منه وطار وماراح يرجع 
مطلوب منه هو ايه انا مش فاهمة حاجة 
أخرج يده من جيبه واتجه لداخل الغرفة وأغلق الباب خلفه وهو يقول
انتى انتى ياهدى هو المطلوب منه زوجك المحترم وافق انه يسلمنى اياكى لمدة 24 ساعة تكونى فيهم ملكى انا مقابل عقد الصفقة الجديدة يكون لمكتبه 
ناس مين ياحلوة انتى بأملاك فيصل الخاصة وما فى مخلوق يقدر يدخل ومن الأساس صوتك ما راح يوصل لحدا بس صوتى أبى اسمع صوتك وانتى
بتصرخى 
أيقنت هدى فى هذه اللحظة أن هذه هى النهاية لقد وضعت فى خانة لن تستطيع الفرار منها بدأت تبكى وتتلفت يمنى ويسرى فقال لها
ما تحاولى عيونى ماراح تقدرى تسوى شئ انتى ملكى هالليلة هدى وافضلك توافقى وإلا راح يتم كل شى رغم عنك 
ابوس ايدك بلاش أى حاجة انت عايزها هعملهالك بس بلاش دى 
لا حبيبتى أبى أخد تمن العقد اللى ما يستاهله هالحيوان زوجك وراح اعرف بعدين ايش اسوى معه 
صړخ بقوة للواقف خلف الباب
إيش فى 
آسف سموك لكن عزت مدير أعمال حضرتك تحت وبيقول أن حضرتك مستنيه 
التفتت لهدى وهو يقول آسف حبيبتى شئ بسيط مهم راح انهيه وارجعلك أعطينى دقيقتين 
مد يده وسحب قميصه ثم فتح الباب وخرج واغلقه من الخارج 
يارب يارب انجدنى يارب اعمل ايه بس دلوقتى انا حتى انا مش عارفة انا فين ومن غبائى نمت فى السكة ال واثقة فيه الواطى وبعدين مفيش مخرج مفيش تيليفون طيب اعمل ايه انجدنى يارب 
واڼهارت من البكاء بجانب الحائط فجأة سمعت رنين هاتف مسحت دموعها وأخذت تتلفت على مصدر الصوت إنه تيليفونه الموجود فى جيب الجاكت الذى تركه أمسكت بالهاتف كان الرنين قد انتهى حاولت فتح الهاتف مغلق برقم سرى
دخلت فى نوبة جديدة من البكاء لكن فجأة رن الهاتف مرة أخرى رفعت الهاتف توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها واذداد انهمار الدموع من عينها مع نحيب بسيط 
أنه خالد يتصل وكأنه يعلم ما يفعله ابن عمه بها لكن الرقم خارجى سعودى ليس هنا لن يستطيع فعل شئ لكن يكفيه الۏجع عندما يعلم فتحت الخط فى اخر لحظه ليأتيها صوته الذى ما زالت تتذكره جيدا 
بالله على أساس مافى شي مهم عيل انا بلعب معك ليش ما بترد
ازداد نحيبها بعد سماع صوته وصله صوتها
مين معى 
أنا 
هدى 
فاكر صوتى أهو 
هدى إيش بيكى وليش تبكى بهالشكل وينه طلال وليش تيليفونه معك 
كان قلقه بل فجعه عليها واضح من صوته لكن بعد كل هذه الأسئلة لم تتمالك نفسها وتحول النحيب لبكاء عالى الصوت رق صوته وبدأ يتحدث باللهجة المصرية التى يتقنها جيدا
هدى ارجوكى فهمينى فى ايه 
حاولت تمالك نفسها وقالت 
مش هتقدر تعملى حاجة انت فى اخر الدنيا من يوم ما عرفتك وانت مبتقدرش تعملى حاجة بتتفرج عليا وانا فى الڼار ومبتحاولش تساعدنى 
كانت كلماتها كخناجر تشرح فى جسده ذكرته بكلامها فى اخر لقاء بينهم أنت ضعيف ياخالد ضعيف ومش هتقدر تعمل حاجة 
أكملت ما تقول وهى تبكى 
والمرة دى كمان مش هتقدر تساعدنى ابن عمك هيدبحنى ومش هتقدر تعملى حاجة 
هدى براحة وفهمينى ارجوكى 
اتفق مع جوزى يجيبنى هنا واشترانى منه بصفقة هيعملها معاه 
عملك حاجة 
ملحقش بس ناوى قفل عليا الاوضة وهيرجعلى تانى 
أنتى فين 
مش هتفرق 
وبصوت عالى صړخ فيها ردى عليا انتى فين 
معرفش كل اللى أعرفه أنى فى
مزرعة فى الفيوم 
عرفت انتى فين خليكى معايا على الخط ثوانى 
خالد خالد استنى 
رفعت الهاتف من على اذنها ونظرت فى شاشته وجدت الخط مفتوح قامت من مكانها ووقفت بجانب الشرفة تراقبه عاد خالد على الخط
اسمعينى
كويس كل اللى عايزه منك انك تحافظى على نفسك تلت ساعة مش اكتر وهيجيلك اللى هيخرجك 
مش هيعرف يدخل الأمن هنا كتير 
دى مش مشكلتك نفذى اللى بقوله وبس 
رق صوته وقال بهدوء هدى حبيبتى انا عارف انك مبتثقيش فيا وعارف أنى خذلتك كتير بس ارجوكى امسكى نفسك المرة دى بس ربع ساعة من دلوقتى 
هدأت قليلا وهى تقول بهمهمة
طيب ربع ساعة بس طيب 
رفعت عينيها للشباك مرة أخرى فلم تجده ووجدت الرجل الواقف معه فى اتجاهه للخارج
ده راجع جاى
دلوقتى 
اهدى ارجوكى مش عايز منك غير انك تكسبى وقت مش اكتر العقل هيجيب مع فيصل اكتر ولا اقولك خليكى على
الخط وأما يدخل اديله التيليفون وأنا هشغله عنك 
ماشى انا
ولم تكمل كلامها لأنها فوجأت به أمامها مد يده دون أن يتحدث وأخذ الهاتف من يدها ونظر إليه ليتأكد انه هاتفه وأيضا ليرى اسم المتصل ثم رفع عينه لها وهو يقول
فتحتيه أذاى 
ثم وضعه على أذنه ليأتيه صوت خالد وهو يقول
هدى هدى ردى عليا 
حبيبى ياخالد 
فيصل إيش راح تسوى فيها إياك وهدى فيصل إياك وهدى 
إيش هاد يهمك أمرها والله ما كان عندى علم ياابن عمى ولو كان كنت سويت هاد من وقتها واحړق قلبك عليها 
إيش تبى فيصل وتبعد عنها 
إيش أبى بالله عليك خالد انت سويت فيا كل شئ قصيتنى من العيلة والشغل وكل شي بعقلك إيش أبى 
وبصوت عالى يكاد يكون صړخة ممزوجة پغضب عارم قال
أبى تعيدلى كل شي خالد مكانك وفلوسك والعيلة والمجموعة كل شي حصلت عليه فى السنين الماضية كل هاد كان إلى انا خالد إلى انا 
راح نتفاهم فيصل لكن هدى مالها ذنب فى كل هاد اتركها لحالها 
بتحبها اوه خالد والله بتحبها هذى اول مرة أسمعك تتكلم بهذى الطريقة طيب ليش ابن عمى 
ليش ما بقيت فى مصر ليش ما عدت الها انت مطلق من 5 سنين ليش ما عدت وخلصتنى منك 
جملة مطلق من 5 سنين جعلت هدى تتسع عينيها من الدهشة ولاحظها فيصل
اوه هدى ما عندها علم بطلاقك 
ثم تحولت عينيه لهدى وهو يقول
أه حبيبتى خالد مطلق من 5 سنين طريقك إيله كان مفتوح مطلق وابنه ماټ وعاش وحيد من خمس سنين 
نزلت كلماته كصاعقة على هدى اتسعت عيناها أكثر وفتحت فاها وبدأت أنفاسها تتصارع 
للحظة تخيل فيصل أن هذا رد فعل طبيعى منها حتى أتاه صوت خالد وهو ېصرخ فيه
بيكفى فيصل بيكفى والله العظيم 
أما عن هدى فبدأت تفقد توازنها بعد جملة فيصل
وهى تتمتم لنفسها ماټ ماټ 
لن فيصل لم يهتم بكل هذا فقرر تأجيله الآن يجب فعل شئ آخر لينتقم من ابن عمه ولن يترك هذه الفرصة تذهب سدى
أحكم التيليفون على فمه وهو يقول لخالد
أبى اوجعك خالد ما تتخيل كيف أبيها راح ارسلك صورها معى
وأغلق الهاتف وألقاه خلف ظهره ونظراته تتحول لنظرات صقر باتجاه هدى وبدأ يقترب منها 
لكن هى كانت فى عالم آخر لم تهتم لم تعترض ولم تقاوم فقط تقف مستندة بظهرها على الحائط وعينيها موجهة للاشئ لقد فقدت للتو طفلها التى لم تراه 
اقترب منها فيصل لاحظ وجومها لكنه لم يهتم
وقال بهدوء إيش راح تستسلمى 
صدعت أصوات طلقات ڼارية من كل اتجاه فى الحديقة افزعته وجعلته يتركها مكانها ليتجه للنافذه ليتبين ما يحدث وهو ينادى على حرسه ثم اتجه لباب الغرفة وقبل أن يخرج وجد ثلاثة رجال يعترضون طريقه ومشهرين اسلحتهم فى وجهه 
يتبع
الحلقة الاخيرة
صدعت أصوات طلقات ڼارية من كل اتجاه فى الحديقة افزعته وجعلته يتركها مكانها ليتجه للنافذه ليتبين ما يحدث وهو ينادى على حرسه ثم اتجه لباب الغرفة وقبل أن يخرج وجد ثلاثة رجال يعترضون طريقه ومشهرين اسلحتهم فى وجهه 
إيش هذا مين انتوا 
رد أحدهم من غير كلام كتير الأمر اللى عندنا أن كل اللى فى المزرعة يتكتفوا لحد ما الباشا يبجى فوت قدامى 
أنت ما بتعرف مين انا وايش اقدر اعمل فيكم ومين هذا اللى بتحكى
عنه 
لأ عارفين واللى باعتنا أكبر منك ولم الدور بقى بدل ما نبهدلك الأمر اللى عندنا انك تتكتف وتتحط فى المكتب اللى تحت فوت بقى بلاش غلبة 
استدار بوجهه لهدى ثم تحرك معهم تحرك معه اثنان والثانى تقدم من هدى ومد يده لها وهو يقول
مټخافيش يا هانم خالد باشا اللى باعتنا 
لكن هدى لم تكن ترى أو تسمع شئ ولم تعد تشعر بقدميها فجأة كادت تسقط لولا يد الرجل التى أمسكت بها بقوة رفع الفست على كتفيها ليغطيهما وحملها بين يده ووضعها على السرير 
أخرج هاتفه واتصل بأحدهم
تمام ياابنى كويس أمن المزرعة كويس وابعت حد دلوقتى حالا يشوف دكتور بسرعة ياد 
وأغلق الهاتف ثم اتصل برقم آخر وهو خالد
أيوة ياباشا كله تمام ايوة الهانم بخير لا محصلهاش حاجة مظنش أصل روحها رايحة يعنى مغمى عليها ايوة طبعا بعتنا نجبلها دكتور حاضر أول ما ييجى هكلم حضرتك 
بعد أكثر من 15 ساعة كان يجلس بجانبها يتأمل وجهها الذى افتقده من سنين ولا يفكر إلا فى شئ واحد فقط هل ستسامحه على ما
فات
حاولت هدى أن تفتح عينيها جسدها كله يؤلمها صداع شديد يعصف بها مثبت بيدها كانيولا ومركب بها محلول 
حاولت أن تتبين أكثر لم تستطع و لا تذكر الكثير حاولت أن تتحرك مدت يدها لتفك المحلول لكن فجأة وجدت يد أخرى تمنع ذلك وصوت يقول
سيبيه ياهدى انتى ضغطك واطى اوى 
بدأت دموعها تظهر على وجهها متزامنة مع سؤاله
اخبارك ايه حاسة بإيه دلوقتى 
لم ترد سحبت يدها من تحت يده استدارت للناحبة الأخرى تكورت فى وضع الجنين وبدأت تنتحب وهو لا يستطيع حتى مواساتها
تركها تفرغ شحنة حزنها حتى هدأت وحدها مجبرة بسبب الإرهاق الشديد
14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 17 صفحات