الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية علي السحور بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 7 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز

الأشعة
أما عن معتز فقرر أن يغادر المشفي لكي يجرا بعض الاتصالات الخاصة بعمله وهاتف المحامي واخبرة بوجوده الان بالمشفي ولا يعلم ماذا دار بينها وبين طليقها لكي ترقد بالمشفي الان.
كان في طريقة للعودة الي غرفة رحمة لينتظرها الي ان تنهي فحوصاتها ولكن صدح رنين هاتفه أخرجة من جيب سترته ليتفاجي برقم والد زوجته هو الذي يهاتفه أجابه بهدوء 
السلام عليكم ازي حضرتك يا عمي 
استمع علي الجانب الآخر حديثه اللازع الذي قال له
اسمع يا معتز أنا بنتي عندي من أمبارح وأنت ماحاولتش تكلمني ولا تيجي نتفاهم
يا عمي هي اللي سابت البيت وقالت كلام غريب قولتلها كلامي مع والدك واكيد حضرتك عارف الظروف اللي انا فيها دلوقتي 
وظروفك دي مش هتخلص يا معتز وخلاص سيما خدت قرار الانفصال واتمني تنهي العلاقة بالمعروف 
يعني ده رأي حضرتك كمان يا عمي حضرتك موافق سيما علي قرارها 
ايوة بنتي لا يمكن تعيش ولا تكمل معاك بعد اللي حصل من اخوك ومراته شوف فاضي أمته وتجيب المأذون والمحامي بتاعك عشان كل واحد ياخد حقوقه
تنهد بضيق وقال
مدام مراتي رافضاني ومش عاوزه تقف جنبي في ظروفي دي يبق هي اللي مش لزماني واطمن حضرتك هتاخد كل حقوقها وهبعتلها ورقتها في أقرب وقت مع السلامة 
أغلق الهاتف پعنف لم يتوقع رد فعل والدها سيكون مثلها ظن بأن والديها سيتحدثون معها ويجعلوها تتريث في ذلك القرار ولكن يبدو بأنه اتفاق من جميعهم إذا لا داعي بالتمسك بإناس كذلك لا يفكرون إلا بأنفسهم ومظهرهم الاجتماعي أمام الناس فهو من تغاضي عن الكثير من أجل استمرار الزواج الذي دام عامين فقط تحمل عدم إنجابها وتسلط لسانها تحمل منها الكثير وهذا جزاؤه بالنهاية.
عادت رحمة في ذلك الوقت ولم يشعر معتز بوجودها فقد كان منشغل التفكير بزوجته وأهلها ولم يصدق النهاية التي وصلوا إليها 
فاق من شروده علي صوت الممرضه وهي تخبره بأن يتوجه الي مكتب الطبيب يريد مقابلته
يا استاذ الدكتور منتظرك في مكتبه 
تطلع لهم وغادر الغرفة دون أن يتحدث مع رحمة توجه إلي مكتب الطبيب الذي اخبرته بأنه يوجد أخر الرواق 
وقف أمام المكتب ثم طرقة برفق وعندما أذن له بالدخول دلف بخطوات واسعة ثم جلس أمام الطبيب وهتف بتسأل عن حالة رحمة
طمني يا دكتور 
الحقيقة المدام عندها أرتجاف في القلب بمعني أن نبضات القلب غير منتظمه وده ممكن يسبب لها جلطه لقدر الله في برتوكول علاج هتمشي عليه بس العلاج مش كافي لازم هدوء نفسي بلاش انفعال أو عصبيه وتوتر وكمان اي ضغط عصبي هياثر علي حالتها بالسلب ده غير الزعل بالنسبه ليها هيكون ممېت أرجو تهتم بصحتها النفسيه قبل الجسديه وهي تقدر تروح معاك بس لازم الراحه ثم الراحة ثم هدوء واسترخاء نفسي أبعدها عن أي توتر أو زعل 
هتف بتردد بس يا دكتور هي حاليا عندها ظروف ملخبطه ومشاكل
حاول تحلها يا اخي بهدوء انت مش خاېف علي صحة مراتك ولا ايه
ردد داخلها مراتي.. اه هو فاهم الحكاية كده 
نظر للطبيب وشكره بأمتنان وقال
حاضر يا دكتور انا هخلي بالي منها كويس وشكرا جدا لحضرتك اقدر اخدها دلوقتي 
اه طبعا والروشته مع الممرضة تهتم بالعلاج في مواعيده وكمان الاكل بلاش يحصلها دوخه وهبوط تاني
غادر معتز مكتب الطبيب وعاد الي غرفة رحمة نسي أن يطرق الباب دلف مسرعا ولكن تفاجئ بها تنزع ثياب المشفي اغلق الباب ثانيا وظل واقفا امامه دون حراك.
بالدخل ضحكت الممرضة وقالت 
قمر اوي الجدع ده 
جعلت رحمة تبتسم وقالت بصوت متعب
متجوز علي فكرة 
وماله الشرع مديله حق الأربعة هههه نفسي انول الشرف ده 
تنهدت بحرقه وقالت
ربنا يجازي كل واحد علي قد نيته
انتهت من ارتداء ثيابها وسارت تغادر الغرفة والممرضة تمسك بساعدها
وقالت مودعه إياها
مع السلامة يا رحمة 
أعطت معتز روشته الادويه اتفضل ده الدواء ومواعيده وحمدلله علي سلامتها 
التقط منها الروشتة ووضعها داخل سترته ثم اقترب من رحمه قائلا
حمدلله علي سلامتك 
نظرت أرضا بخجل وقالت الله يسلمك
شعرت بدوخه امسكها من ذراعيها ثم قال بصوت هامس ممكن اشيلك مدام لسه تعبانه ومش قادرة
هزت رأسها نافية لا لا انا كويسه الحمدلله
ضحك بخفه وقال عادي علي فكرة أنا شلتك قبل كده 
توردت وجنتيها بحمره الخجل وظلت صامته هتف معتز داخله
معقول في بنات كده
حاولت التماسك وسارت ببطئ اقترب هو منها وقال
ممكن ماتعانديش وبلاش اشيلك ممكن بس تسندي علي ايدي عشان ماتقعيش
بالفعل لم تجد حلا غير ذلك تشبثت بذراعه وقبضت بقوة وگأنها تحتمي به
أبتسم هو علي فعلتها كانت مثل القطه التي تتشبث بصاحبها خشي أن تقع هي كذلك تخشي أن تتعثر لذلك متشبثه بذراعه.
ساعدها علي الجلوس بالسياره وجلس هو مكانه ليتفاجي بها تقول
أنا مش راجعه عند حضرتك تاني 
نظر لها بغرابة ثم قال 
ليه بتقولي كده وبعدين ده أأمن مكان ليكي 
مش هينفع مراتك مش موجودة 
فهم مقصدها وقال
بس الهام والبنات موجودين 
هزت رأسها بإصرار 
معلش كتر خيرك لحد كدة
قاطعها قائلا بأسي 
كتر خيري لحد كدة وأنتي واللي عملتيه عشان اخويا والبنات مش كتر خيرك بردو وبدون مقابل 
انسابت دموعها ونظرت له برجاء
مش عاوزه مقابل غير ترجعي ولادي أرجوك
هتف بتسأل
افهم الاول طليقك قالك ايه
خبطت بكفها علي قدمها بقلة حيلة وقالت بصوت منفطر من البكاء
أخد الولاد وساب البيت وماحدش يعرف مكانه
شعر بحزنها ربت علي كفها مواسيا
طيب أهدي
وان شاء هنوصل لحل 
هتفت كالمغيبة لم تستمع لشئ 
أكيد عمرو يعرف محمد وولادي فين مش كدة
تنهد بضيق وظل يسب ويلعن في ذلك الحقېر عمرو.
وصلا إلى فيلته ولم يقبل باعتراضها واذا كانت تخاف وجوده أخبرها بأنه سيترك لها المنزل وفاز هو باصراره بأن تستقر بالفيلا الان ووعدها بأن يجلب لها أطفالها وتركها تدخل وهو سوف يجلب الدواء الخاص بها.
أوصي خادمته علي الاهتمام بها وبصحتها ووضع حقيبتها ثم غادر الفيلا وقاد سيارته هاتف المحامي واخبرة بأن زوجته تريد الطلاق ووالدها أيضا مصر علي ذلك وأنه يريد انهاء ذلك الإجراء ثم توجه لأقرب صيدليه وأحضر الدواء وعاد الي الفيلا ثانيا وجدها بغرفة الصغيرتين اعطي الخادمه الدواء لكي تعطيه الي رحمة ودلف هو مكتبه وأغلقه عليه وفرد جسده اعلي الاريكه ليشعر بالراحة والسكون فهو بحاجة إلي نوم هادئ.
لم يستيقظ الا علي صوت طرقات اعلي باب مكتبه والخادمة تناديه لتناول طعام الإفطار 
نهض عن الأريكة وحك عنقه من الخلف وقال پخوف 
هو المغرب أذن انا نمت دة كله
سار الي حيث الباب وفتحه وطل برأسه ينظر إلي الهام وقال بتسأل
مدام رحمة فين والبنات 
في اوضة البنات من ساعة ما وصلت 
طيب اطلعي ناديهم عشان نفطر مع بعض 
حاضر 
صعدت إلى الاعلي وطرقت الباب ودلفت أخبرتهم بتناول الطعام وان عمهم ينتظرهم ركضت الصغيرتين مغادرين الغرفة بفرحة واقتربوا من معتز يعانقوه التقطهم معتز ورفعهم عن الارض ودار بهم بسعادة وفرحة تحت نظرات رحمة التي تطلع لهم 
عندما شعر بوجودها انزل الصغيرتين وقال 
يلا علي السفرة عشان أنا جعان جدا
نظر إلي رحمة المتسمرة مكانها وقال
يلا اتفضلي كلي كويس عشان تاخدي ادويتك بانتظام 
جلست علي مضض وظلت تعبث بالطعام داخل الصحن وتنظر له بشرود 
هتف مناديا إلي الهام لكي تأخذ الصغيرتين وتظل معهم بغرفة الالعاب الذي كان يخصصهم استعدادا بقدوم مولودة ولكن زوجته رفضت واجلت تلك الخطوة حمد الله داخله بأنه لم يرزق منها الاطفال ثم نظر لتلك الشاردة التائها بعالم آخر.
هتف باسمها ولكن لم تلتفت له طرق الملعقه اعلي الصحن بقوة منما جعلها تفيق من شرودها وتنظر له
هتف هو قائلامابتكليش ليه لازم تتغذي كويس عشان تقدري علي الجاي وتخلي بالك من صحتك 
اخلي بالي من صحتي عشان مين
عشان نفسك عشان ولادك لم يرجعوا لحضنك يلقويكي قويه ولسه قادرة تقفي علي رجلك الزعل مش هيفيدك بالعكس هيضرك كتير والدكتور مانع عنك الزعل والتوتر والعصبيه واي حاجة ممكن تضايقك ارميها ورا ضهرك وماتفكريش فيها نهائي 
ثم استرسل حديثه بتسأل حزنك ده علي ولادك بس ولا عشان والدهم خذلك وطلقك 
حزني علي ولادي ألف مرة أنا حزينه علي العشرة اللي كانت بينا حزينه علي أن كنت صابرة ومتحمله الاسي لوحدي وتكون دي نهاية صبري أنا سبت اهلي وعيلتي واتجوزتو وعشت معاه بعيد عن أهلي كان المفروض يعوضني غيابهم أنا اتجوزت وانا عندي عشرين سنه وطول عمري مااشتغلتش في بيت ابويا ولا اتهنت اول لم اتجوزت اشتغلت واتمرمط في البيوت بدل ما كان يستتني زي ما بيقوله لا قلي انزلي اشتغلي وساعديني وهو كان سواق تاكسي اوقات كتير يكون هو في البيت وانا بتنقل من بيت لبيت وقولت وماله اساعدة وأيدي في ايده وربنا رزقنا بابني أنسي وبعد سنتين جبت أحمد ولسه بشتغل خذلني وكسرني لم باعني بالرخيص رخيص أوي هي دي جزاتي أن وقفت جنبه وساعدته واستحملت معاه اللي ماحدش يستحمله ياريت كان طلقني وبس لا ده كمان باعني وقبض التمن أزاي كنت مخدوعه فيه ازاي هانت عليه أم ولاده مش هقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي عمرو وفي كل ظالم 
شعر يصدقها فهو أيضا تم خذلانه من أقرب الناس إليه زوجته 
عندما تاتيك الطعڼة من الغريب لم تكن موجعة بقدر ۏجعها من الطعڼة التي اتاتك من القريب ..
يتبع
الفصل الثامن 
علي السحور
بقلمفاطمه الالفي
بعد مرور أربعة أيام.
اليوم تم إخلاء سبيل عمرو من سرايا النيابة بكفالة مالية قدرها خمسون ألف جنيها
وتم تحويل أوراق سهر الي محكمة جنايات القاهرة للبث فيها وتم تحديد موعد المحاكمة بعد أسبوعان من اليوم.
غادر عمرو مكتب وكيل النيابه بابتسامة عريضة ورمق رحمة بنظرات مبهمة ثم اقترب منها عندما وجد معتز منشغل بالحديث مع المحامي الخاص بشقيقة
مال عمرو بجانب أذنها وقائل 
قولتلك بلاش أسمي بس انتي وقفتي قصادي واتحملي بقا اللي هيجرالك
ابتعدت عنه بفزع ولكن نظر لها وأرسل إليها غمزة وقحة بعينية اليسرى وقال هامسا 
مستعد أثبتلك أن عارف كل تفاصيلك وكمان علامة مميزة في جسمك 
ارتجف جسدها پخوف ونزلت عليها كلماته كالسياط الذي يجلدها بها ولم يكتفي بذلك فاصابها في مقټل عندما قال متوعدا
لو حابة تعرفي ولادك فين
شعر معتز بوجوده بجانب رحمه اقترب منها كالفهد المفترس قبض علي ساعديه يبعده عنها
أنت بتعمل ايه مش خلاص خدت إخلاء
سبيل اتفضل من هنا 
نفض ذراعه من بين قبضة معتز ونظر له ببرود ثم عاد يتطلع لرحمة وقال بصوت حاد تلك المرة
أكيد الكلام بينا ماخلصش ولا ايه
هم بأن يغادر وأعطاهم ظهره وسار بخطوات مبتعدة ولكن ابتسم بانتصار عندما هتفت رحمة مناديه باسمه
استاذ عمرو أرجوك قولي مكان ولادي فين 
تسمر مكانه ودار وجهه ينظر لها وأشار بسبابته لكي تقترب منه 
أسرعت إليه بلهفه تحت نظرات معتز الغاضبة
وقفت امامه بتوسل
أنا هعمل اي حاجة تقولي عليها

بس ولادي يرجعولي
وضع يده داخل بنطاله

انت في الصفحة 7 من 25 صفحات