الأحد 24 نوفمبر 2024

امبراطور الرجال بقلم رحاب ابراهيم

انت في الصفحة 7 من 26 صفحات

موقع أيام نيوز


مش عفريت..انا عمري ما خۏفت من الضلمة بس خۏفت منها وربنا.. ابتسم آسر ابتسامة واسعة وقال بمرح والله شكلهم مبهج.. قال يوسف بضحكة الحمد لله أني مش زيكم أنا مرتاح مع حميدو جدا.. ضيق جاسر عيناه وفكر في شيء ما..رمق جاسر ملف رضوى وتعجب من صورتها بدون النظارة الطبية وقال العجيب أن صورهم في أوراقهم مختلفة! سخر جاسر عيب عليك ده أنت أكتر واحد خبير في الموضوع ده أومأ رعد قائلا

آه فعلا الصور بتداري كتير بشقة كبيرة في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة... وضعت الخادمة الأجنبية كوبين من القهوة أمام للي ورحلت وضعت للي كوب امام صديقتها واخذت كوبها حتى قالت صديقتها نهلة مالوش حق يضربك بالقلم !! تنهدت للي بشعور غريب وقالت ساعات بحس بكده وارجع واقول لو أنا مكانه كان هيبقى ده رد فعلي برضو خصوصا أنه مش حد قليل...بصراحة عشان اكون صريحة التحدي كان سخيف فعلا ومش عارفة وافقت عليه أزاي...كل مرة كان بيبقى بعيد عن أي شخص لكن المرادي الشلة افورت أوي.. قالت نهلة بتعجب للي أنتي مش صغيرة عشان تمشي ورا البنات دي أنتي واحدة ناضجة مش لسه مراهقة متهورة مش عارفة بتعمل ايه.. وضعت للي كوبها بعصبية وقالت بملء الدمع بعيناها وأنا عملت ايه وانا مراهقة يعني! اهلي جوزوني لواحد وراني العڈاب الوان فضل يضربني لحد ما سقطت واتحرمت من الحاجة الوحيدة اللي كانت هتفرحني..ماتوا وسابوني معاه اتعذب...اتجوزت ١٩سنة واطلقت وانا ٢٤ وفات عشر سنين غيرهم وانا لسه الكسرة جوايا.. نهلة بتعجب اللي يسمعك يقول أنك كنتي بتحبيه !! تنهدت للي بحزن وقالت ياريتني كنت بحبه يمكن كنت قدرت استحمل لحد ما يتغير بس أنتي عارفة يعني ايه تعيشي مع
واحد مش طايقة تبصيله مش قادرة حتى ترتاحيله انا ماكنتش بحب حتى نفسي وانا معاه وهو ماسابليش أي
فرصة أني احترمه سمعت مرة واحدة جارتنا بتشتكي أن بنتها اتأخرت في الجواز لحد التلاتين كنت عايزة أصرخ فيها واقولها أن لو بإيدي اكون مكانها ما اترددت لحظة...كان أهون عليا مليون مرة افضل من غير جواز ولا أشوف اللي شوفته.. قالت نهلة برفق بس أنتي ما ضعفتيش بعد الطلاق بالعكس...حققتي حلمك وبقيتي أشهر ميكب ارتيست اظن ده كفاية هزت للي رأسها بدموع وقالت بضعف لأ مش كفاية يا نهلة أنا عشان اكون صريحة مع نفسي فهعترف أن حلم بنت ال ١٩ لسه جوايا..نفسي احب واتحب..صحيح جوازتي الأولى كسرت جوايا الأمل..بس الحنين للحلم ده لسه موجود...نفسي اقابل اللي... صمتت حينما مر بعقلها ملامح وسيمة غاضبة...تعجبت نهلة وقالت متساءلة سرحتي في ايه! أطرفت عين للي ببعض التيهة وقالت نفيا لا أبدا عادت نهلة متساءلة أفرضي قابلتي وجيه الزيان تاني..هتعتذريله نفت للي وقالت برفض لا طبعا كفاية القلم اللي خدته خلصانة بقصر الزيان وضع الخادم العجوز كوب من القهوة على المكتب أمام وجيه ذو النظرة الشاردة الذي يتخللها الحزن وقال قهوتك يابني خرج وجيه من شروده ورد على العجوز شكرا يا عم نعيم قال الرجل مترددا أنا عارف أنهم وحشوك رجعهم لو ليا خاطر عندك...أنا ربيتكم كلكم زي ولادي تنهد وجيه وقال بلطف للرجل العجوز رغم ما يعتمل بصدره من ضيق خاطرك غالي عندي ياراجل يا طيب بس للأسف المرادي ماينفعش اتراجع وإلا ما انتظرش منهم أي تغيير...ما تفتكرش أن بعادهم عني سهل لكن ماينفعش يفضلوا معتمدين عليا طول الوقت...أنا كبرت يا نعيم مابقتش صغير قال الرجل بطيبة ٤٧سنة مش كبير يابني فكر في نفسك ودور على بنت حلال تعوضك اللي فات.. ابتسم وجيه بمرارة وأجاب بنات الحلال قلوا أوي اليومين دول..أنا نسيت أصلا الموضوع دهي..للمخادعة المجهولة..اعتلى صدره الضيق والحزن أكثر حتى وضع الكوب بحدة ونهض الى الشرفة المطلة على الحديقة...أخذ نفس ملء رئتيه حتى تهبط تلك الغصة المريرة بحلقه ولكن لا زالت عالقة..ما بهذه الفتاة يجعله يضيق من خداعها !! كأنه للحظة تمنى أن يكن حديثها صادقا!! بصباح يوم العمل... تملمت سما وهي تمط ذراعيها بكسل ولم تنتبه أنها صفعت رضوى دون قصد على وجهها...فتحت رضوى عيناها بغيظ.. استقامت سما وهي تسند ظهرها وقالت هروح استحمى بسرعة جميلة بضحكة وهي تخلع اسدال الصلاة قررتي تنضفي خلاص. لوت سما شفتيها وقالت مش هخليكم تنرفزوني يا عرسة منك ليها. ركضت سما الى الحمام ضاحكة قبل أن تلحقها جميلة..ابتسمت رضوى بمرح وقالت لسانها طويل بس بټموتني من الضحك قالت جميلة بابتسامة واسعة حتى دلفت حميدة وهي تفرك عينيها بكسل فقالت رضوى متساءلة أنتي زعلانة من ستك ولا ايه بقيتي تباتي معانا اكتر الوقت.. قالت حميدة وهي ترتشف الماء من آنية فخارية تسمىالقلة من ساعة موضوع جميلة وانا بقلق اسيبكم لوحدكم الواد مصيلحي ده طايش وممكن يطب عليكم.. قالت رضوى بحدة طب خليه يعملها وانا اطلعه على نقالة ظلت حميدة تتحدث والقة بيده وتغافلت عن هذا حتى خرجت سما وهي تلتف بداخل برنس قصير وقالت بضحكة ايه ده بتشربي من القلة يعععع نظر الفتيات لما ترتديه سما وقالت حميدة بذهول انتي لابسة ايه يا آخرة صبري جبتي البرنس ده منين يابت! تمايلت سما أمام المرآة وقالت بثقة كنت اشتريته وعينته في جهازي طلعته عشان استخدمه وهبقى اجيب غيره..لأ واشتريت علبة شامبو كمان بدل الكياس
هاهاهاها..بصرف ببزخ ضحكت بإستفزاز لتقل حميدة وهي بالكاد تكتم ضحكتها وايه كمان اشجيني التفتت سما وقالت بفخر كله جاي..انا دلوقتي بشتغل رضوى بتساؤل أن شاء الله تنطردي النهاردة قالت سما بغنج وهي تمشط شعرها وتقسمه الى نصفين فشړ قالت حميدة بتحذير أنتي عارفة لو ما اتلمتيش واتعدلتي هعمل فيكي ايه انا بحمد ربنا أن حظك وقعك مع آسر مش ولاد عمه التانيين..على الأقل اعقل منهم.. ظهر الوجوم على وجه سما فقالت حميدة لتطمئنها بس ما تخافيش أحنا جانبك كلنا قولي يا مهلبية يا هتلاقينا كلنا جانبك. هتفت سما يارب يتعدي منهم حملقت حميدة بها بذهول بينما اڼفجرت جميلة بالضحك وصححت سما بتوجس من نظرة حميدة بهزر يا رمضان.. بالمكتب بالغرفة الخاصة بالاجتماعات...جلس الشباب بإستثناء آسر الذي ظل واقفا أمام شاشة بيضاء تعرض عليها دراسة مشروع مخطط حتى انتبه لقرع على الباب فنهض يوسف ليفتحه ودقيقة وكان الثلاثي الشباب يجلس قبالتهم الرباعي من
الفتيات وظل آسر على حاله..رمق جاسر جميلة بسخرية جعلتها تشتعل غيظا بينما سوم رعد نظرة الى رضوى ليجد نظارة ضخمة
تواجهه فاستدار سريعا لجهة أخرى بقلق..قال آسر ببسمة يخفيها من نظرات سما الخجولة اليه وكأنه تقدم لخطبتها قال آسر بتوضيح.. دلوقتي نرتب المهام..يوسف طبعا مع آنسة حميدة وشغلهم مع العملا رعد وآنسة رضوى شغلهم هيكون حسابات.. قال رعد بحزن هتحاسب على الحيا..ذنب مغفور أن شاء الله أضاف آسر بجدية وجاسر وآنسة جميلة شغلهم في المواقع ابتسم جاسر بمكر وبغمزة الى جميلة قائلا آه أنا بحب الجغرافيا احييك على اختيارك..كمل جميلك بقى وانقذني من حشائش السافانا كتم رعد ضحكته وهز رأسه لجميلة التي امتقع وجهها وقال آه انتي ضغطت جميلة على نواجذها بعصبية بينما أضاف جاسر بسخرية الجو كان معتدل قمر صيفا في نفس ذات المكان ايه اللي جاب رياح الخماسين في وشي اتخض كده قالت جميلة لتغيظه معلش رفع جاسر حاجبيه بتعجب ونظر لرعد بنظرة ماكرة وهمس له بشيء جعل رعد ينتفض من الضحك.. قالت سما بصوت رفيع وأنا مع مين وكزتها حميدة بجانبها بحدة حتى تعتدل في طريقها بالحديث فقال آسر وقصد الجدية معايا نظرت سما للأسفل بخجل وقالت بهمس بأذن الله جلست حميدة بالاستقبال على مكتبها بينما اعطى لها يوسف قائمة بارقام هواتف العملاء وقال دي تليفونات الزباين واسمائهم هجيبلك كل التفاصيل عن كل اسم عشان تبقي مجمعة أخذ حميدة منه القائمة وسرعان ما فتحت برنامج على اللاب توب لتدون الارقام والمعلومات حتى نظر لها يوسف وقال بابتسامة رغم أني كنت ساكت في الأجتماع بس بصراحة كنت ھموت من الضحك كتمت حميدة ضحكتها وقالت وانا كمان بس أنا واثقة في أخواتي نظر يوسف بتعجب بس هما مش أخواتك!! هزت حميدة راسها وقالت لأ اخواتي وعمري ما اعتبرتهم غير كده لو واحد في ولاد عمك زعل واحدة فيهم ماتزعلش مني ساعتها.. أجاب يوسف بتأكيد لا ما تخافيش ولاد عمي مش مؤذيين للدرجادي..في الأول بس ممكن التعامل يبقى فيه شوية خشونة بعدكده هنكون كلنا فريق واحد أن شاء الله.. رددت حميدة بتمني أن شاء الله. بمكتب رعد ظل يطرق بقلمه بصمت..ظلت جالسة بمقعد بعيد تتفحص أحد الأوراق بينما الارتباك نال منها كثيرا..قال بتمتمة خلصي اللي في ايدك واخرجي.. نظرت له بثبات وهي تعدل نظارتها وقالت استاذ آسر قال أن مكتبك هو مكتبي مؤقتا على يرتب الموضوع ده. صر رعد على أسنانه بغيظ وقال بيأس كل المآسي طلعت على مقاسي.. نظرت له بسهرية وعادت تنظر للأوراق تؤكد على تدقيق بعض الحسابات أخرج رعد كاميرته الثمينة من حقيبة صغيرة بجانب المكتب وظل يتفحصها...رفعت رضوى رأسها بتعجب وقالت هو حضرتك مش هتشتغل! ضيق عيناه عليها بغيظ وأجاب مالكيش دعوة..خليكي في حالك قالت بسخرية وصوت يكاد لا يسمع قال يعني مهتمية بيك!! زم شفتيه بغيظ وعندما نظرت له بتلك النظارات المخيفة ارجع نظرته سريعا للكاميرا فكادت أن تبتسم... بمكتب آسر فرد آسر أول مشاريعه الهندسية على طاولة دائرية وقال موجها الحديث لسما نبدأ بسم الله..أنا عارف أنك مش هتفهمي كلامي بس مع الوقت هتفهمي..غير كده عايزك تبقي دراعي اليمين تمتمت سما بهيام وقالت وقلبك في الشمال يا حبيبي عقد حاجبيه بتساؤل وقال قولتي ايه! هزت رأسها بنفي وقالت وهي تقف بجانبه اكيد أن شاء الله..هبهرك كلمتها جعلت ينظر لها بشيء من المرح ثم اعاد نظرته للتصميم مرة أخرى وبدأ يتحدث بجدية... كانت سما تهز رأسها بعلامة الفهم بينما لم تفهم حرف مما قيل.. بمكتب جاسر وضع جاسر سماعة الهاتف بعد إجراء مكالمة تخص العمل بينما زفرت جميلة بملل ونفاذ صبر من الأنتظار..نهض من مقعده وبيده ملف...وقف أمام مقعدها والقى بالملف على الطاولة أمامها وأشار بنظرته للنلف لتقل جميلة وكأنها ستتشاجر معه ايه! نظرته
كانت ساخرة وهو يجلس على مقعد أمامها واضعا ساقا على ساق بثقة ومقتت هي أن يكن على هذا القدر من الغرور والوسامة أيضا ما كان عليه أن يكن بهذه الطلة التي تسلب القلوب وهو
 

انت في الصفحة 7 من 26 صفحات