الأربعاء 04 ديسمبر 2024

مرة واحدة في العمر بقلم فاطمة الألفيّ

انت في الصفحة 11 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز

رنانة وهي تتذكر الموقف الذي تعرض إليه زوجها قبل لحظات والآن لم 
سوري بجد يا حبيبي بس مش قادرة أمسك نفسي طريقتك مضحكة
بقى كده مش حاسة بضهري اللي اتكسر وقاعدة تضحكي عليه ماشي يا روما أنا زعلان 
أقتربت منه بحب وقفت أمامه تتطلع إليه بأسف 
نبيل مش قصدي والله أنا أسفه قولي أعملك إيه يا حبيبي 
أبعد انظاره عنها وهو يبتسم بمكر 
أسفه يا حبي مااقدرش على زعلك وحياة رهومتك بقى سماح يا باشا 
أمسك بكفيها المحاطة بخصره ودار وجهه ليستقر أمامها ثم طالعها بحب ونسى آلامه ولم 
ثم همس برقة وهو مغمض العينين 
أنتي نفسي اللي بتنفسه ومااقدرش أزعل منك نفسي أنتي إللي متزعليش مني في أى موقف 
هزت رأسها بالايجاب وقالت 
اوعدك طبعا مش هسمح بدخول الزعل بينا أهم حاجة في علاقتنا أننا صادقين مع بعض وصرحا في كل حاجة ومافيش حد مخبي جواه شيء عن التاني
ابتلع ريقه بصعوبة وعاد يهمس بخفوت 
أنا أوعدك مش هيصدر مني أي كلام أو موفق يزعلك 
رفعت حاجبيها بمشاكسة 
ضهرك عامل ايه دلوقت لسه بيألمك
لا بقيت زي الفل لم قربتي مني مش عايزك تبعدي عني مهما حصل 
حملها على عين غفلة وهو يطلق لضحكته العنان 
انا بومب على فكرة بس كان مجرد اختبار 
اكمل كلماته بسخريو 
ده التزحلق ده احسن حاجه في الحياة
في القاهرة
الساعة التاسعة صباحا كانت تجلس بمكتبها داخل شركة الصيرفي ليقبل عليها نديم بطلته الجذابة 
عندما وجدها بمكتبها لاحت ابتسامته وتقدم منها بهدوء تطلع هيئتها بإعجاب 
فقد كانت ترتدي بلوزة بيضاء ورابطة عنق سوداء وترتدي بنطال أسود وترفع شعرها لاعلى منما زاد من جمالها الهادئ الغير مكلف ببعض مساحيق التجميل فقد كانت حقا جميلة بهذا المظهر فاق من تطلعاته وهو يقف امامها يتنحنح 
احم احم صباح الخير يا فيروزه 
وقفت عن مقعدها ترحب به بجدية 
صباح النور مستر نديم
دلف لمكتبه وهي كعادتها ابلغت البوفية باعداد قهوته ثم دلفت لمكتبه وهي تحمل بيدها بعض الاوراق التي تريد منه الاطلاع عليها 
وقبل أن تغادر مكتبه استوقفها نديم مناديا اياها 
فيروزه من فضلك استني عايز اتكلم معاكي
جلست أمامه لينهض عن مقعده وجلس بالمقعد المقابل لها زفرا أنفاسه ببطء ثم حدثها عن عرض تيام الذي لم تخبره به حتى الان 
ماقولتيش ليه بعرض تيام النحاس وليه أصلا ماعرفتنيش بوجوده في دبي وأنتي هناك 
نظرت له پصدمة وقالت زياد اللي بلغ حضرتك
حاجة زي دي كان لازم اعرفها منك مش من زياد يا فيروزة 
أجابته بتوتر 
ماهو بصراحة ماحبتش أعرف حضرتك حاجة زي كده ده موضوع عبيط أصلا 
ابتسم لحديثها وقال بجدية 
بس عرضه للمبلغ ماكنش عبيط كان مراهن على فشلي وإعلان افلاسي في دبي يعنى هو عارف بيعمل ايه كويس 
هو ممكن أعرف ايه سر العداوة دي 
هز رأسه نافيا وقال 
هتصدقيني لو قولتلك أنا نفسي مااعرفش ايه سر كره ليه رغم أن والده ووالدي كانوا اصدقاء وحصل بينهم شراكة بالفعل بس تيام فض الشراكة لم والده اتوفى 
حضرتك عندك علم بأنه اشترى مصنع السكر اللي في العبور 
هز راسه بالايجاب 
وعارف كمان أنه عايز يحتكر السوق ويشتغل في كل منتجات مصانعنا وعامل حملة إعلانية ضخمة أنا ماعنديش اعتراض على المنافسة الشريفة في الشغل وربنا يوفق الجميع 
نظرت له باهتمام 
بس أنا عندي وجه نظر خاصة بيه وهو الأكيد هيفشل فشل زريع لأنه دخل في شغل مش شغله من رائي المتواضع لو كان أستمر في نفس الإنتاج بتاع مصانعهم وعمل إمتداد لوالده كان زمانه مش محتاج أنه يحتكر السوق ويفرض إسمه ومنتجه على الجميع 
ضحك بخفة وقال 
ده من وجه نظر العقل والمنطق واللى بيشغل عقله كويس أعتقد أن تيام محدد هدفه وهو القضاء على اسم عابد الصيرفي ده بس اللي شاغل باله المهم بقى أنا مش محتاج اشكرك على 
رفعت حاجبيها باستغراب 
عشان كده حضرتك هديتني بالعربية 
هز راسه نافيا 
لا طبعا موضوع العربية من قبل ما تسافري دبي وده العقد بتاعها أهو محتاج بس توقعيك عشان اخلي المحامي يسجلها في الشهر العقاري
وضع العقد أمامها لتنظر له باهتمام ثم اتسعت عيناها پصدمة وعادت تنظر إليه قائلة 
العربيه بنص مليون وده كتير أوى أنا مستحقش كل ده أنا أسفه مش هقدر أسدد لحضرتك تمنها
وحضرتي بقدملك هدية لا يمكن أقبل تمنها 
أنا كنت فعلا مجنبه مبلغ من راتبي كل شهر وفي حسابي 100 ألف كنت ناويه أدفعهم مقدم لعربية واقسط الباقي فحضرتك هتاخد الفلوس وهتخصم نص مرتبي كل شهر لحد لم اسدد تمن العربية 
نظر لها بذهول 
ايه اللي انتي بتقوليه ده خلي فلوسك زي ماهي والعربية بتاعتك ومش عايز أي نقاش يتفح في موضوع العربية ده تاني 
هزت رأسها نافية 
وأنا أسفه مش هقبل عربية بالمبلغ ده 
تنهد بضيق انتي عنيدة أوي 
ماهو لو من الطبيعي أن اي حد بيشوف شغله كويس حضرتك تكافئه بعربية لأن إحنا هنا كلنا بناخد أجر مقابل عملنا بالشركو 
لم يستطيع أن يبرر لها موقفه هذا ولكن أراد حسم الجدل 
خلاص عندي حل وسط وهو أنك هتسددي نص مبلغ العربية من راتبك كل شهر وأنا النص الباقي ومش هسمح باعتراضك مفهوم 
اعطته العقد ورفضت التوقيع 
يبقى مش همضي عقدها غير لم اسدد نص التمن خلي العقد مع حضرتك 
هز رأسه بأسى 
عنيدة 
استاذنته لتتابع عملها وقبل أن تغادر 
عاملة ايه دلوقتي في طاقتك السلبية
ابتسمت برقة وقالت 
الحمد لله تمام 
تبسم لها هو الآخر وقال 
يارب دايما ثم أردف قائلا بتسأل 
رهام اتصلت بيكي
هزت رأسها نافية 
ونبيل كمان واضح انهم متفقين على فصل الفون على كل حال
ربنا يسعدهم عايز اقولك أن جدتك عائشة منتظراكي اليوم على الغدا ومش هتقبل رفضتك 
عندما ارادت الاعتراض 
قاطعها بإصرار 
بس بقى ولا كلمة بجد أمي هتزعل جدا وهي منبه عليه لازم تروحي معايا والا مش هدخلني البيت من الأساس وكمان لازم تعرفي أنك مش لوحدك إحنا كلنا جنبك يلا دلوقتي على شغلك ووقت الانصراف هتروحي معايا 
تنهدت بضيق ثم أومت براسها بالموافقة وغادرت المكتب لتتابع عملها إلى أن يحين موعد الانصراف 
كان يشتعل بالڠضب عندما اخبره رئيس العمال باحدى مصانعه بأن العمال ترفض إكمال عملهم إلا أن يتم رفع أجورهم فلم يعد الراتب كافي في هذه الآونة الأخيرة  
نهض بانفعال هو ېصرخ بوجهه 
يعني ايه العمال رافضة تشوف شغلها إلا لم المرتب يتضاعف ده اسمه ابتزاز وأنا لا يمكن أقبل بيه مش تيام النحاس اللي يتلوي دراعه يا محيي 
تحدث محيي باستعطاف لقلبه 
يا تيام بيه العمال بيشتغلو ليل نهار ومافيش أجر مناسب لتعبهم ده كمان العيشه بقت غالية وكل عامل من دول فاتح بيت وعنده كوم لحم مسؤل منه مافيهاش حاجه لو الراتب زاد حبتين وكل ده عايد على حضرتك في الشغل بالنفع ومن غير العمال دول المصنع مش هيقف على رجله ولا هيلتزم بتسليم الطلبات أول بأول بالعكس ده ممكن يحصل عجز فى التسليم وده صعب حضرتك تقبل بيه 
والا نضاعف العمالة والعمال يشتغلو نص اليوم 
زفر بضيق 
امشي من وشي دلوقتي والقرار اللي هخده الكل هيلتزم بيه 
تركه محيي في حيرة من أمره ولكن تيام لم يدع نديم ينتصر عليه فعليه الآن كسب عماله لصالحه فسوف ينفذ كل متطلباتهم وسوف يضاعف أيضا العماله داخل مصانعه من اجل زياده الانتاج أولا ومن أجل المساهمة في القضاء على البطالة وهذا ما يسعى إليه من شهره ليصبح حديث الجميع وينتبه إليه الإعلام فهو مثابة الشاب النجاح الذي يعمل بكد وتعب من أجل إيصال لقمة العيش للفقير وتحسين مستوى دخلهم المعيشي فهو يسعى للقضاء على مجموعة الصيرفي ليصدح اسمه في عالم رجال الأعمال ليحظي بحب الجميع 
عاد يجلس بهدوء أعلى مقعده ثم رفع سماعة الهاتف ليهاتف أحدى الصحف ويخبرهم بانه يريد عمل مؤتمر صفحي يناقش عدة قرارات تخص العامل محدود الدخل ودوره في القضاء على البطالة لأنه سوف يعلن عن استقبال عاملين من كل المجالات ثم أغلق الهاتف وهو يتنهد 
أنتهى يوم العمل داخل شركته ووقف أمام سيارته ينتظر خروجها من الشركة ليقلها معه إلى فيلته كما وعد جدته بأنه لن يتركها سوف يجلبها معه 
عندما غادرت مبنى الشركة وجدته بانتظارها تقدم منها بخطواته ويعلو ثغره ابتسامته العذبة 
انتي هتيجي معايا في عربيتي وسيبي عربيتك هنا 
بعد مرور نصف ساعة كان يعبر حديقة الفيلا ثم صفا سيارته وترجل منها ليفتح لها الباب ويرحب بوجودها 
اتفضلي يا فيروزه الفيلا نورت والله 
ابتسمت بود وترجلت من السيارة وهي تشكره بامتنان
أثناء دلوفهم لداخل وجدت الجده تقف بانتظارهم وعندما رأتها أقبلت عليها تعانقها بحنان 
أهلا يا بنتي نورتينا كنت هزعل أوى لو ماكنتيش جيتي مع نديم أنا منبه عليه مايرجعش البيت غير لو أنتي معاه 
التمست الحنان والدفئ بمعاملة الجدة وقالت 
وأنا مااقدرش ارفض لحضرتك طلب 
نظر لهم نديم ورفع حاجبيه وهو يتقرب من جدته 
يقبل وجنتها 
مساء الخير على الناس اللي نسيت وجودنا 
ابتسمت له وهى تربت على كتفه 
مش ارحب بالقمر الأول يا ولد دي أول مرة تشرفنا عايزها تقول علينا ايه 
اشارت بيدها إلى فيروز 
تعالي يا حبيبتي لازم تعرفي أن البيت بيتك وأنا هنا جدتك واوعي تحسي أنك لوحدك 
هزت رأسها بالايجاب وهي تشعر بالألفة والمحبة بقرب هذه السيدة الوقورة 
التف الجميع حول مائدة الطعام وبدءو في تناول طعامهم ولا تخلو جلستهم من بعض الأحاديث 
وعند انتهائهم من الطعام اخبرت الجدة الخادمة باعداد الشاي 
يا ثريا اعملينا الشاي وحصلينا على الجنينة 
حاضر يا حجة
تحدث نديم بجدية 
هستاذنكم اخلص كام حاجة كده في مكتبي 
اومت له الجدة بالموافقة 
ربنا يعينك يا حبيبي 
أشار إلى فيروز بتحذير 
أنا اللي هوصلك مافيش خروج تمام 
تحدثت الجدة وهي تبتسم 
تركهم بالحديقة وتوجه إلى غرفة مكتبه يتابعهم عبر النافذة يبتسم لابتسامتها يراوده الآن مشاعر مختلف من حب ومسئولية يشعر بانها مسؤولة منه يريد أن يحتويها ويساندها دائما 
كانت تتحدث باريحه مع الجدة التي أحبتها

أيضا وشعرت بحنانها لم تشعر بمرور الساعات وهي تستمع لاحاديث الجدة فقد كانت تنصت إليها باهتمام إلى أن غربت الشمس فقررت العودة الآن لمنزلها وقبل أن تودع الجدة وجدت نديم يقف خلفها هامسا 
أنا جاهز اوصلك 
أبتسم لجدته من عيوني ياست الكل 
في روما 
كانت تشعر بالضيق بسبب عدم مهاتفة شقيقتها فلم تعلم عنها شيء منذ أن خطت بقدميها لروما ولم تتحدث معها لامت نفسها كثيرا على تلك الفعلة فقد استمعت إلى زوجها عندما طلب منها غلق هاتفها وهو أيضا فعل المثل كان قلق ويحاول ابعادها عن شقيقتها فخشي أن تحكي إليها فيروز عن معرفتها السابقة به وانه كان يستغلها من أجل اتمام عمله بدافع الحب لذلك 
مالك يا قلبي انتي بټعيطي !
كفكفت دموعها ونظرت له بأسى 
روزه واحشتني اوي وحاسه إن انانيه مافكرتش غير في نفسي وبس وسبت اختي لوحدها وكمان من غير مااتصل اطمن عليها ولا
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 52 صفحات