رواية ست البنات بقلم نهى مجدى
بالانصراف ولكن صفي دعاه للدخول برغم رفض عمر الا انه ألح عليه كثيرا حتى فشل فى اقناعه وانصرف عمر ودخل صفي معى الى الداخل كانت ملامحه متغيره حتى وإن حاول الا يظهر ذلك ومر اليوم بسلام دون ان نتطرق بالحديث الى ذلك الموضوع ولكن قلبى لم يكن مرتاحا فكنت كالطفل الذى أفسد ما فعلته أمه فخاصمته وظل منتظرا على باب غرفتها حتى تسامحه حاولت تجاهل الامر كثيرا الا اننى وجدتنى فى النهايه اجلس أمامه وافاتحه فيما حدث
وازعل منك ليه ياحبيبتى
انت عارف ياصفي بلاش تحسسنى بالذنب اكثر من كدا
والله مافاهم تقصدى ايه
علشان جيت لقتنى واقفه مع عمر والله ياصفي كان تميم معانا ويادوب لسه ....
وضع يده على فمى يغلقه وعلى وجهه ابتسامته العذبه
انتى
ازاى تفكرى انى بكدبك ولا بشك فيكى
بس شكلك متغير من ساعه ماعمر مشى
دى غيره عليكى مش زعل منك غيرت لما لقيته واقف معاكى وانا عارف انه لسه بيحبك لكن مش شك فيكى واوعى تفكرى بالشكل دا تانى
عمرى ماازعل منك لانى بحبك وبثق فيكى وبحترم وجودك واخلاقك واحترامك لنفسك قبل اى شئ وعارف كويس انك وقت الجد بميه راجل
طيب ولو مش فى وقت الجد
لا دى حاجه تانيه عايزالها قاعده وانا فاضى
انا بحبك اوى ياصفي وبحب تفهمك واعتزازك بيا
ياحبيبتى كرامه الراجل من كرامه مراته واللى يقلل من مراته يبقى بيقلل من نفسه ولو طلبتى منى انك تاخدى تميم وتروحى بيه لجدته بنفسك والله عمرى ماهرفض
________________________________________
انه كلما احسن اليها احسنت اليه وكلما اساء اليها اخرجته من قلبها وعقلها فأقلل هوا من شأن نفسه الاف المرات اكثر وكيف لحياه قائمه على الاهانه والشك ان تستمر الا إكراها فلماذا نستبدل الحب والرحمه بما ېهدد البقاء وېمزق الاواصر فبدلا من ان نحيا ونحن نعشق وجودنا بجانب بعضنا البعض اصبح وجودنا إلزاميا لاستكمال الواجهه الاجتماعيه فقط فكم من بيت تهدم واطفال تشردت لأننا لم نحسن الحب وصفي كان رمزا للحب ونشأ ابنائنا فى بيت يملؤه الحب فكانوا اسوياء وقلوبهم مليئه بالمشاعر الصادقه .
انصرفت عائده لمنزلى مع
صفي فى سيارتنا الصغيره ومالبثنا ان دخلنا من الباب
فيه ايه ياتميم بالراحه عليا انا لسه راجعه ومش قادره
طيب مقولتش
الموضوع ليه واحنا برا
بصراحه مش عايز اتكلم قدام بابا
ليه ياتميم هوا احنا بنخبى عليه حاجه
لا ياماما مش قصدى بس الموضوع محرج شويه
محرج ! فيه ايه ياتميم قلقتنى
انا عايز اخطب مرام بنت عمى عمر
الحلقه السابعه والعشرون
وكأننا ندور فى دائره مغلقه نلتف حولها ثم نعود لنفس النقطه مره آخرى الان وبعد مرور كل تلك السنوات التى ابتعد عنهم فيها يأتى ابنى الان ليعيد ترابطنا معا مره آخرى اليس هناك فتيات اخريات سوى ابنه داليا !! وكيف لى ان اتصرف فى ذلك الموقف شردت كثيرا حتى حثنى تميم على الاستفاقه من مخيلاتى
ماما انتى سمعانى
ايوه سامعاك
ورأيك ايه فى الموضوع
موضوع ايه
فيه ايه ياماما مالك
مفيش حاجه مرهقه شويه كان عندى يوم طويل النهارده وحفله استقبال الطلاب الجدد وتعبانه جدا هنام شويه وابقى كويسه
طيب ياماما على الاقل اوعدينى انك تفاتحى بابا فى الموضوع
اشمعنى هيا يا تميم
يعنى ايه اشمعنى هيا
ليه مرام بالذات اللى عاوز تخطبها
وليه متبقاش هيا
علشان ....
انتى مخبيه حاجه ياماما
هخبى ايه انا قولتلك انى تعبانه لو سمحت سبنى دلوقتى
حاضر
انصرف تميم وتركنى أكاد أجن من فرط انفعالى كنت اريد تحطيم كل ما تقع عليه عيناى ولكنى خشيت ان يسمعوا صوتى بالخارج دفنت رأسي بين يداى ودموعى تتساقط ألما وكأن كل ذكرياتى المنصرمه هاجمتنى دفعه واحده كنت اسمع صفي ينادى ولكنى لم أجيب حتى دخل الغرفه فوجدنى هكذا اغلق الباب خلفه بسرعه وركض تجاهى
فيه ايه يا ميراس مالك
تميم ياصفي
ماله تميم بعد الشړ فيه ايه
رفعت رأسي ونظرت له بعينات يحرقهما البكاء
تميم عايز يتجوز مرام بنت داليا
زفر انفاسه المحتبسه وجلس بجوارى يربت على يدى ويبتسم
ياشيخه وقعتى قلبى افتكرت الولد واقع فى مشكله
نظرت له بعينان تكاد التهامه من شده ڠضبها
واللى بقولهولك دا مش مشكله دا مصېبه
ومصېبه ليه بس ياحبيبتى ماهو مسيره انه يتجوز
يتجوز اى حد فى الدنيا الا مرام بنت داليا
ومالها مرام يا ميراس البنت كويسه ومحترمه والواحد مشافش منها الا كل خير
كفايه انها بنت عمر وداليا
ملناش دعوه بابوها وامها المهم البنت
وهيا العقارب بتخلف ايه غير عقارب زيها
ياميراس متخليش غضبك يسيطر على تفكيرك عمرك ماكنتى قاسيه بالشكل دا وعمر وداليا قصه انتهت من زمان وانتى نفسه عارفه انهم محاولوش يضايقونا ولا اتعرضوا لنا طول السنين
اللى فاتت
يمكن كانوا بيخططوا للجوازه دى لا دا مش يمكن انا متأكده ان دا تخطيط داليا صدقنى دى انسانه مش سهله انت متعرفهاش زيي
مش يمكن الزمن غيرها
مستحيل
على فكره انا كنت عارف ان اليوم دا هييجى
ليه
ببساطه تميم قضى اغلب وقته فى بيت جدته انتى ناسيه انه كان بيروح كل اجازه بننزل فيها البلد وكان بيبات عندهم وطبعا البيت مفيهوش غير مرام حتى اولاد وفاء مش بيكونوا موجودين كتير واغلب وقت تميم كان بيقضيه مع مرام فلازم هيحبها وهتحبه
عمرى ما فكرت فى كدا
دلوقتى مبقاش تفكير بقى امر واقع ولازم يكون
________________________________________
فيه تفكير سليم
تفكير فى ايه يا صفي انت عاوز تجننى
ليه بس ياحبيبتى انا عايزك تهدى
اوعى تفتكر انت ولا هوا انى ممكن اوافق على المهزله دى
طيب ارتاحى دلوقتى وبكره نكمل كلامنا
مفيش كلام هيتفتح تانى فى الموضوع دا
اللى تشوفيه يا حبيبتى انا هخرج واسيبك تنامى
كان الڠضب يسيطر على جسدى كله فكانت انفاسي متسارعه وضربات قلبى تتزايد وارتفع ضغط دمى حتى كدت اختنق خرجت للشرفه استنشق بعض الهواء فسمعت صوت صفي يحادث تميم اعلم انه لن يتركه حزينا ولن يهنئ حتى يهدئ من روعه ويطمئنه اقترب اكثر دون ان يرونى واستمعت لحديثهم
متزعلش نفسك ياتميم اللى انت عاوزه هوا اللى هيكون
يابابا انا مش عارف ليه ماما اتضايقت لما فاتحتها فى الموضوع انا كنت فاكر انها هتفرح انى هتجوز بنت عمى
مامتك مش زعلانه انك هتتجوز بالعكس دا اسعد يوم فى حياتها ولا معترضه على مرام بس زى ماتقول كدا كان فيه شويه مشاكل بينها وبين مرات عمك عمر
مشاكل مشاكل ايه يابابا
ياابنى متحشرش نفسك فى مشاكلنا ولا تحمل نفسك فوق طاقتها وصدقنى احنا مش عايزين غير مصلحتك ومامتك هيا اللى طلبت منى اتكلم معاك
يعنى هنروح نطلب مرام من عمى عمر
لو بتحبها اتمسك بيها وسيب مامتك عليا
ربنا يخليك ليا يا بابا
بالرغم من غضبى الشديد مما سمعته من صفي ووعده لتميم بخطبه مرام الى ان قلبى كان يتراقص فرحا كلما أثبتت لى المواقف اننى اخترت الرجل الصحيح الذى استند اليه وقت غضبى وحاجتى للأمان فلا فرق لديه بين ملاذ وتميم بل يحب تميم أكثر من اى شئ اخر ودائما ما يخبر الجميع انه ابنه البكرى لذلك يحتل الكثير من قلبه والان يتحدث اليه كما لو كان يحبه اكثر منى ويخشى حزنه وألمه حاولت التفكير مرارا فى ذلك الامر ولا اجد مبررا يمكن ان يصدقه تميم ويثنيه عن رغبته
تلك هل اخبره اننى ارفض مرام لان امها فعلت معى الكثير يوم ان تزوجت زوجها وقتها سيخبرنى انه لو
اقتحم حياتى انثى اخرى تزوجها صفي فبالتأكد كنت سأفعل معها الافاعيل هل حقا كنت سأفعل ذلك او سأتركها تأخذ قلب زوجى منى هل كنت سأتحول لوحش كاسر يبيح فعل كل شئ فى سبيل استعاده حياته السابقه ام أننى كنت سأطبق المثاليه التى أدعيها .هل اخبره اننى احببت عمه حبا فاق كل تفكير حتى اننى من شده حبى له كرهته كما لم اكره أحد من قبل وهل حقا ارفض مرام من اجل داليا ام اننى ارفضها كى لا ألتقى بعمر مره اخرى قلبى يتخبط وعقلى يشتعل لا اعلم ما ألم بى ولكننى احترق كعود ثقاب اشعله احدهم وتركه يتهاوى رفضت ان اتناول الطعام معهم وطلبت منهم ان يدعونى ولا يقتحموا خلوتى بنفسي حتى اليوم التالى .
صبيحه اليوم التالى كنت قد سهرت طوال الليل افكر فيما حدث حتى انقشع الليل وظهرت الشمس جليه خرجت من غرفتى فوجدت صفي نائما أمام التلفاز فذهبت لغرفه تميم ايقظته وجلست بجواره انظر اليه انظر لذلك الطفل الذى عانيت كثيرا من اجله فكان لى السند والهدف والمحفز الذى جعلنى اقوى اضعاف المرات فتح عينيه ببطئ ونظر لى باستفهام
ماما مالك فيه حاجه ولا ايه
انا موافقه على الخطوبه
سعاده غامره لم يستطيع اخفاءها وركض ليخبر صفي بما حدث بعد قليل حضر صفي لغرفه تميم وتركه يجرى اتصاله بمرام يخبرها بقرارى
انتى بجد وافقتى
نظرت لصفي بابتسامه يشوبها الالم
ايوه
جلس بجوارى ورفع رأسى بيده لتتلاقا عينانا
ايه اللى حصل
ابتسمت بهدوء واستطردت
ولا حاجه فكرت فى كلامك واقتنعت بيه
بس ميراس مش بتقتنع بسهوله
بصراحه حسيت انه اختبار لنفسى قبل اى حاجه تانيه فيه جوايا شكوك حابه اتأكد منها وفعلا تميم ومرام ملهمش علاقه بمشاكلنا زمان حرام ناخدهم بذنبنا والبنت يمكن تكون كويسه انا عشت حياتى فاكره ان السعاده هلاقيها مع شخص هوا اكتر حد وجعنى وكسرنى واللى كنت ببعد عنه بقى هوا مصدر سعادتى وخاېفه