رواية ست البنات بقلم نهى مجدى
اقولك تفاصيل الحياه دى لكن صدقنى لو قولتلك انى كنت بضحك على نفسى وبوهم نفسى انى سعيده كنت برضى بأقل الحقوق وأقل قدر من السعاده واعيش عليه قدمت تنازلات كتير فى سبيل انى اعيش انا وانت بعيد عن المشاكل لكن فى النهايه طلعت موهومه لا الشخص اللى كنت فاكراه عظيم طلع عظيم لا الحب اللى فى قلبى كان صحيح وعلشان كدا انسحبت وسبت لهم العالم بتاعهم صفي كان بيحبنى من زمان وانا معرفش وعمره ماقالى ولا فرض نفسه عليا وفى اكتر وقت كنت حاسه فيه بالضياع كان هوا القشه اللى الغريق بيتعلق فيها معرفتش معنى الراجل الحقيقى الا معاه ومحستش انى مسنوده وقلبه قوى الا فى وجوده حبك اكتر ما حب اختك ملاذ اللى من صلبه بالعكس طول عمرها بتغير منك وبتزعل من صفي انه بيهتم بيك اكتر منها لا قصرنا معاك ولا حسسناك بنقص يبقى ليه نفتح مواضيع ملهاش لزوم تتقال وهتقلب المواجع على الفاضى
عليا ياماما انا عارف انى كلامى يضايق بس انى متتخيليش شكلى كان عامل ازاى وانا بسمع
الكلام دا من عمى
عمر قالك انى كنت بحبه وانا متجوزه عابد
مقالش كدا بوضوح بس دا اللى فهمته
وايه اللى فتح الكلام
كنت متفق مع مرام انى هروحلها يوم الجمعه ولما روحت ملقتهاش هيا وطنط داليا سئلت عمى عمر قالى انهم على وصول وطلب منى اقعد استناهم سئلنى عليكى وعلى حياتك مع بابا فانا استغربت السؤال وسئلته عن سبب الاسئله دى وطبعا هوا ماصدق انى سئلته علشان يقولى انه كان متجوزك وانه طول عمرك بتحبيه واتجوزتى بابا علشان تنتقمى منه انه رجع لطنط داليا
بس هوا مش قادر ينساكى كل كلمه قالها كانت بتدل على حبه ليكى
يابنى انت لسه صغير الحب مش بالكلام ياتميم واللى يأذى مستحيل يعرف يحب وفيه فرق كبير بين الحب والتملك الحب بيقوى والتملك بېقتل انا كنت ضعيفه وتايهه وحب ابوك الحقيقى هوا اللى قوانى علشان كدا بقولك متفتحش ملفات ملهاش لزمه انها تتفتح وانا هتصرف مع عمر
ماشى ياتميم وانا هحترم كلامك
خرجت من غرفته وقلبى يكاد يتفجر من شده الغيظ تمنيت لو امسكت الهاتف وطلبت رقمه وقمت بتوبيخه على مافعل ولكنى احترمت وعد تميم له ولكنى لن استطيع كتم ذلك الامر طويلا فأمسكت بيد صفي استبقه الى الغرفه فى سرعه وتوتر حتى انه سار خلفى دون تساؤل
حصل ايه بس قلقتينى
عمر قال لتميم اننا كنا متجوزين
وليه يقول حاجه زى دى
علشان طفل ومش مسؤل انسان مغرور وأنانى ميفرقش معاه مشاعر اى حد
طيب اهدى ياحبيبتى
اهدى ازاى وتميم بقاله كام يوم مكتئب وفاكر امه كانت بتحب عمه وهيا متجوزه ابوه دا انسان مريض
اتصرف ازاى دلوقتى
ولا حاجه انتى خلاص وضحتى لتميم كل شئ وهوا فهم سيبى الايام تكشف الناس على حقيقتها
حقا الايام هيا اكبر اختبار يقع فيه الانسان عندها تتساقط الاقنعه وتظهر الحقائق وحتى وإن حاولت ان تتعلم فلن تجد افضل منها معلما كالعاده هدئ صفي من روعى وأراح قلبى مما جعلنى اتخطى ذلك الامر ولكنى لم أرى تغييرا كبيرا طرأ على تميم فمازال شاحب الوجه مشتت التفكير لاأدرى ماذا ألم به لم يمضى سوى شهور قليله على الخطبه ولا اجده سعيدا كما كان فى
فضلت الصمت وعدم التدخل فى الأمر ولكنى كنت احاول التوصل لسبب ذلك الحزن البادى على وجهه فلم استطع محادثه عمر ولا زوجته ولاابنته ففكرت فى وفاء هيا الوحيده التى استطيع محادثتها حتى اننى عندما قابلتها فى الخطبه كانت سعيده للغايه ومتتمنه لوجودى فلا عداء بيننا ولا ضغينه فتحت هاتفى وجلبت رقمها الذى سجلته ليله الخطبه
________________________________________
وانتظرت ردها حتى آتانى
ازيك ياوفاء عامله ايه
بخير يا ميراس الحمد لله انتى عامله ايه
ان بتصل بيكى يا وفاء علشان احط حد لعمايل اخوكى احنا مبقيناش صغيرين واذا كان هوا آذانى زمان واستحملت فانا مستحيل هستحمل يآذى ابنى
حصل ايه ياميراس قلقتينى
تميم ميعرفش انى كنت متجوزه عمر ومفيش اى داعى ان هوا ولا اخته يعرفوا ايه اللى يخلى عمر يقوله ويفهمه انى كنت بحبه وانا متجوزه عابد
وليه عمر يعمل كدا
معرفش انا اللى بسألك
عمر لحد دلوقتى مش ناسيكى حتى علاقته مع داليا كويسه من برا بس ولولا وجود مرام كان زمانه طلقها من زمان
وانا ماليش دعوه بكل دا وقولتلك الكلام دا من سنين انا سبت حياتكم وبعدت عنكم ليه انتوا مش بتسيبونى فى حالى
عمر رجع له الکانسر مره تانيه ولما عرف كتب الباقى من املاكه بأسم تميم بجانب ورث تميم من عابد طبعا كان عايز يعوضه ويعوضك بس طبعا لو كتبه بإسمك هتبقى كارثه ولما داليا عرفت قلبت الدنيا لان دا حقها وحق بنتها واتصلت بيا قالتلى اللى حصل وانا غبيه فى وسط الكلام قولتلها ياريت تميم يتجوز مرام ويبقى الورث فى بيته بعدها عرفت انكم اتقدمتم لخطوبه مرام لتميم قولت يمكن صدفه ويمكن داليا صارحتك بالموضوع
من امتى داليا بتصارح قلبى مكنش مرتاح لها بس ابنى بيحب بنتها
سامحى عمر يا ميراس عمر مريض بجد
برغم غضبى الشديد منه الا ان قلبى تألم من اجله فما زال قلبى لا
يتحمل أذيه أحد ولا اتمنى له السوء دعوت له كثيرا ان يمن الله عليه بالشفاء ويجعل الطريق واضحا امام ابنى ويرشده للصواب لن استطيع اخبار احد بما عرفته من وفاء لذلك سأنتظر حتى اعلم ما يدور بعقل تميم وما جعله هكذا لعلى اصل لمبتغاى .
اصبح تميم قليل الخروج من غرفته حتى انه لم يعد يتناول طعامه معنا فكنا نرسله له فى غرفته الخاصته وكان يتحجج دائما بكثره المذاكره وتعاقب الاختبارات حتى اننى صنعت له وجبه الاسماك التى يحبها وملئت له طاوله الطعام بكل ما تشتهى الانفس ومع ذلك رفض تناولها فطلب تميم
من ملاذ ان تدخل له الطعام فى غرفته ولكنى استوقفتها تلك المره وقررت ان اذهب بها اليه .
حملت الطعام بين يدى واقتربت من غرفته لأطرق بابها ولكنى سمعت صوته عاليا وكأنه فى عراك مع أحدهم بالداخل عرفت من خلاله انه يحدث مرام فى الهاتف تسمرت مكانى القى السمع على غير عادتى ولكن قلبى ينهشه القلق لم استطع سماع الكثر وإنما تبيت بعض الحديث فسمعته يتحدث بعصبيه مفرطه
اللى بتطلبيه دا مستحيل وقولتلك الكلام دا مليون مره ولازم تحددى موقفك من دلوقتى
لا اعلم ماحدث ولا ماذا سوف يحدث ولكنى بالتأكيد لم اخبره بما سمعته ...
الحلقه الثلاثون والأخيره
لماذا لا تسير الحياه على وتيره واحده كالماء المتدفق بنعومه ونحن ركبان السفينه التى تطفو عليه بهدوء لا نعبئ بما هوا قادم ولا نهتم ولكن للاسف تلك هيا سنه الحياه متقلبه كالبحر هائجه كالموج صافيه كالسحب قويه كالرياح لا تدوم ولا تستقر ولابد لنا ان نتقبل كل هذا بل ونتماشى معها حتى لا نغرق بين الامواج بالأمس تخطيت ماحدث لى وكل مامررت به والان لابد لى انت اتخطى ما يحدث خلف ظهرى ولا اهتم سوى بأسرتى التى جاهدت طويلا لأبقيها بأمان لا اعلم مايحدث بين تميم ومرام ولكنى متأكده انها سبب كل ذلك الحزن الذى يرتسم على وجهه منذ فتره ليست بالقليله لم استطع فتح حديث اخر معه فاستعنت بمن يشد آزرى دوما وطلبت من صفي التدخل فى ذلك الامر اتجهت ناحيته وانتظرت حتى انهى تناول طعامه وطلبت منه الحديث بمفردنا دخلنا غرفتنا وبدئت الحديث معه
انا محتجاك ياصفي
خير ياحبيبتى عنيا ليكى
تميم بيضيع منى
تميم !! ليه بس بعد الشړ
الشړ اقرب لينا من نفسنا مش عارفين نبعد عنه
مش قلتى انك شرحتى له كل حاجه واتفهم الموضوع
كنت فاكره كدا لكن للاسف كل يوم حالته بتسوء بقى مهموم وحزين ومنعزل ولما روحت ادخله الاكل سمعته پيتخانق مع مرام مش عارفه هيا طالبه منه ايه
طيب ليه مدخلتيش تتكلمى معاه
لا انا عايزك انت اللى تفتح معاه الموضوع
بس يا ميراس ..
بس ايه
يمكن تميم ميحبش يتكلم معايا
ليه بتقول كدا
لان عمر مفهمه انك كنتى بتحبيه وانتى متجوزه ابوه ومفهمه انك اتجوزتينى عند فيه يعنى فى النهايه انا مجرد آداه بتغيظى بيها شخص بتحبيه
بس انت عارف ان كل دا مش حقيقى
انا عارف لكن هوا ميعرفش
وجه دورنا نعرفه ارجوك ياصفي
حاضر ياحبيبتى انا رايح له
خد معاك التليفون وافتح الخط علاشان اسمع مش هقدر اصبر
من عنيا
جلست فى غرفتى انتظره على احر من الجمر اجلس على اشواك مدببه تخترق احشائى وانا ألتاع انتظارا لا اقوى على التدخل
ولا اقوى على الجلوس يعلم الله ان كل لحظه تمر وكأنها سنوات كثيره ولكن عزائى اننى استمع
________________________________________
لحديثهم حتى ولو من بعيد
سمعت صوت صفي يبدء الحديث مع تميم فعلمت انه قد دخل له فاسترقت السمع اكثر
عامل ايه يا تميم
فيه ايه ياجماعه هوانا مسافر ولاايه مانا قاعد معاكم فى البيت
ومالك متعصب ليه كدا
علشان من كام يوم ماماجت وسئلتنى نفس السؤال انتوا بتدخلوا بالدور
لا ياحبيبى ماما قلقانه عليه بتقول بقالك فتره متغير ومش على طبيعتك والنهارده سمعتك بتتخانق مع مرام
يعنى كمان بتتصنطوا عليا
فيه ايه ياتميم مالك انت مكنتش كدا وليه بتتكلم معايا بالاسلوب دا
انا اسف ياعمو صفي فى النهايه انت جوز ماما اللى عايشين فى بيتك وبتصرف علينا من فلوسك مينفعش نتجاوز حدودنا معاك
عندما سمعت تلك الكلمات سقط قلبى وتفتت وكأن احدهم طعننى بخنجر اخترق ضلوعى ونغز قلبى سقطت دموعى رغم منى وانا اكتم انفاسى خشيه ان يظهر صوتى بينهم فينتبه تميم اننى استمع اليهم صمت صفي برهه ثم سمعته يتحدث بصوت خاڤت ونبره حزينه
ايه اللى بتقوله دا ياتميم عمو صفي !! يعنى مبقتش بابا
زمان لما كنت لسه صغير كنت فاكر انك ابويا واټصدمت لما عرفت انك جوز ماما بس تخطيت الموضوع واعتبرتك عوض من ربنا ليا لكن للاسف افكارنا واحنا صغيرين بتتغير كل مابنكبر
وايه اللى صدر منى خلاك تغير تفكيرك القديم
عنيا فتحت وعرفت حاجات كتير