الأحد 24 نوفمبر 2024

أغلال الروح بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 3 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


بإنتصاراتي أين أنت حين كنت أخوض المعارك بمفردي !
استقامت واقفة بابتسامة فاترة رسمتها فوق شفتيها بصعوبة بالغة حين طرق عاصم الباب و دلف إليها بابتسامته البشوش يقول بقلق 
الأوضة عجبتك ياحبيبتي 
هزت رأسها بالايجاب و قالت بهدوء و هي تتجه ناحيته 
آه ديكور جميل !
ثم أضافت بتساؤل 
أنا ممكن أسأل عن حاجه 

اتجه معها إلى الأريكة وجلس بجوارها قائلا 
طبعا مش محتاجة استئذان !
تنفست بهدوء و قالت 
حضرتك متجوز وعندك بنت تاني مش كدا 
توترت نظراته و عقد حاجبيه قائلا بقلق 
مين قالك أنا كنت هستنى لحد ما تاخدي على العيلة و اقولك أكيد !
رفعت حاجبها مبتسمة و قالت بدهشة 
طيب و ليه كل دا دا حقك و حاجة ما تضايقش أكيد عشان تستخبى ! هما فين 
ابتسم لها و أردف بحماس 
هما في السخنة بس هتصل اقولهم يرجعوا الصبح !
ابتسمت له بهدوء و قالت بضحكة خفيفة 
لا لا سيبهم على راحتهم يرجعوا لما يحبوا أنا بس حبيت اعرفك إنك مش محتاج تخبي عيلتك عني .
رفع عاصم حاجبه الأيسر و قال بمداعبة 
ماشي بس مش أنا لوحدي اللي بخبي حاجات أنا لحد دلوقت معرفش تفاصيل عن والدتك بس مش عايز أعرف غير لما أنت تحبي تحكي !
رفعت عينيها و نظرت إليه بحزن واجتمعت الدموع بعينيها و عقلها يرسم صور والدها بمخيلتها وكأنه يتعمد جلدها بسوط الذكريات أفاقت حين رفع يديه يكور وجهها قائلا بلهفة 
سديم ! مالك ياحبيبتي 
هزت رأسها و أجابت بهدوء 
أنت طيب أوي بتفكري بحد أعرفه !
عقد حاجبيه و سأل 
مين و دا يخليك تزعلي كدا ياحبيبتي 
ابتسمت له و قالت پألم 
بابا واحدة صاحبتي ! بس ماټ خلاص !
ضم شفتيه بحزن و احتضنها يربت فوق خصلاتها قائلا بلطف 
أنا آسف إني فكرتك !
تركت دموعها تهبط بهدوء و همست بخفوت و هي داخل أمان أحضان ذلك الرجل الذي أجبرها على استرجاع ذكريات منذ أعوام تحاول الفرار منها ! 
أنا مش بنسى أصلا !
و أن عناق أبي لا زال عالق بين ثنايا عقلي وقلبي لازلت أراقب الصبايا التي تجاور أبيها في الطريق و تتمسك به إن تعثرت .. لازلت أنظر إلى جميع الآباء بأعين يملؤها الحنين ومع كل انتصار أعود إلى وسادتي ليلا و تبدأ معركة خيالاتي حول نظراته لي و أحضانه و ثناؤه المحبب إلى قلبي حين يراني بذاك الصمود !!! لازلت أغمض عيناي ليلا و انتظره داخل أحلامي لأخبره عن هزائمي دون خجل لازلت ولازلت لكن قد زال أبي من الحياة و ترك أحبة تنتظره كل ليلة داخل وهم يسمى الأحلام !
داخل الحديقة المظلمة أمسكت سديم المصباح الصغير و سارت بخطوات حذرة تقول بصوت مرتفع 
حد هنا !!
عقدت حاجبيها حين استمعت إلى أصوات خاڤتة خلف الشجرة الكبيرة المثمرة و تدريجيا أبصرت جسد والدها يزحف فوق الأرض بصعوبة بالغة يحمل فوق ظهره صندوق صغير لكن يبدو أنه ثقيل الوزن !
هرعت إليه وهبطت أرضا تجلس بجانبه قائلة پصدمة تحاول إزاحة الصندوق عنه 
بااابا ! أنت إيه اللي عمل فيك كدا !! و إيه الصندوق دا حاطه كدا ليه !!!
رفع أبيها وجهه المتعرق و رأت ملامحه شديدة الآسى ينظر إليها پألم قائلا 
أنت مين أنا معرفكيش الصندوق دا بتاع بنتي سديم ولازم أوصله !
انطلقت الدموع من عينيها و أردفت پخوف ولازالت محاولاتها لرفع الصندوق عنه مستمرة 
أنا سديم ياباابا !
نظر أسامة إليها و عقد حاجبيه قائلا بدهشة 
لو كنت سديم كنت هتقدري ترفعي الصندوق ! أنا معرفش صوتك ولا دي ملامح بنتي !
ثم صړخ فجأة بقوة حين وضعت يدها فوق الصندوق تحاول استكشاف سبب ثقله لكنها رفعتها حين صړخ بقوة وهدر پألم 
ااااه تقلتي الحمل يااابنتي !!!
انتفضت سديم فوق فراشها تضع يدها فوق صدرها الذي يرتفع ويهبط بقوة و رفعت يدها الأخرى تسير بها حول عنقها بهدوء و هي تهمس 
مكنش قصدي اتقل حملك !
و أحيانا تصبح الأحلام كالجمرات ټحرق أرواحنا و كأنها تخبرنا أن نيران ذنوبنا لم ولن تخمد بل إنها تتعمد إرسال رسائلها المؤلمة لنا على هيئة جمرات!
ثم اغمضت عينيها و قد انتظمت أنفاسها بعد فترة صغيرة لكنها عقدت حاجبيها حين ارتفع رنين هاتفها برقم غير مسجل لكنها تحفظه عن ظهر قلب !
رفعت الهاتف إلى أذنها و قالت بنبرة جافة 
دي مواعيد إتصال ! الساعة 3 الصبح !
استمعت إلى ضحكته الرجولية ثم نبرته المداعبة يقول 
أهو أنا متصل مخصوص عشان اسمعك بتكلميني كدا 
زفرت بإرهاق و اسندت جسدها إلى الوسادة خلفها تقول بفتور 
عايز إيه ياسامح أنا مش طايقة نفسي !
استمعت إليه يتنفس بملل و يقول 
يووه ياسديم على طول قاټلة حماسي ببرودك كدا على العموم مادلين ظهرت و قابلتني من و المچنونة مصرة تطلبلي البوليس
تخيلي بس على مين الورق اللي معايا قلقها أوي و اعتذرتلي عن سوء التفاهم !
أنهى كلماته ضاحكا بقوة بينما ضيقت سديم عينيها و علقت متسائلة 
الورق ! أنت مصور الورق على فونك ليه أصلا 
استمعت إليه يقول ساخرا 
ليه !! عشان موقف زي كداا ياسديم هو أنا اللي هقولك الكلام دا دا أنت أجدع واحدة في الخروج من المصاېب !
جزت على أسنانها بقوة و قالت پغضب طفيف 
بخرج من المشاكل منغير ما ابتز الناس !
ضحك بقوة و أردف 
و أنا بحب شغلك عشان كدا ياقلب خالك على نضيف دايما عشان كدا أنت عندك دلوقت بالمناسبة أمجد بيدور عليك و بعت صورك لواحد يشوف حكايتك شكلهم لسه مقلقين أنا ظبطت الدنيا و أنت حاولي تنجزي بسرعة العيلة دي كبيرة و مليانة !
رفعت حاجبها حين نظرت من خلف زجاج غرفتها المطل على الحديقة و رأت أحدهم يجلس بالخارج فوق الأريكة همست حينها بخفوت 
اقفل دلوقت ياسامح و خد بالك من مواعيد اتصالك لو خاېف على الحوار دا و عايزه يتم منغير مشاكل !
وافقها الرأي و أجاب 
عندك حق بالمناسبة أنا طلبت دفعة جديدة من آسر تحت الحساب يعني عشان يفضل فايق معايا كدا !
زفرت بملل و أجابت 
بقولك إيه اعمل اللي تعمله معاه انتوا أحرار أنا كل اللي يهمني نصيبي و بس سلام بقاا !
أغلقت الهاتف و لم تنتظر رد ثم أزاحت الباب الزجاجي و خرجت إلى الحديقة تسير بخفة لكنها توقفت فجأة تعقد حاجبيها حين وجدت أمجد هو الشخص المجهول و يجلس واضعا يده فوق صدره و يميل إلى الأمام قليلا رددت بصوت واضح ومسموع 
?! أنت بخير !
ثم واصلت سيرها بخطوات أسرع حين لم تجد رد و لم يلتفت إلى مصدر الصوت وقفت أمامه و ضيقت عينيها حين رفع رأسه و قد احتل الألم ملامحه و قال 
أنا تمام كنت هطلع البيت بس حسيت بۏجع قولت ارتاح دقايق روحي أنت !
أجابته بفتور 
تحب اكلم سليم 
استقام فجأة صائحا بجزع 
لااا اوعيي تعمليهاا آ .آآآه !
أنهى جملته پصرخة قوية و قد اشتد الألم و مال إلى الأمام مما دفعها إلى إمساك كتفيه و إجباره على الجلوس قائلة بجمود 
أنت
محتاج حد يسعفك !
صمتت حين وجدت آسر يظهر من العدم فجأة صدره يعلو ويهبط بقوة و أنفاسه الغير منتظمة تخبرها أنه رآها و آتى ركضا و لم ينتظر أن تظن هي الظنون حيث صاح بها فجأة و هو يزيح جسدها بعيدا عن عمه و يجلس القرصاء أمامه محاولا استكشاف سبب ألمه 
أنت عملتي إيه 
رفعت حاجبها بدهشة و أردفت 
أنت لسه هترغي دا شكله بيمر بأزمة ياتنقله مستشفى يا تطلب إسعاف و تلحقه !
نظر إليها پغضب و أجاب ساخرا 
و الدكتورة كانت بتشخص حالته بقا كل دااا ليه منادتيش علينااا !
عقدت حاجبيها و تنفست بهدوء ثم نظرت إلى عمه المټألم و قالت بنبرة حادة قليلا 
أنت لسه هتتخانق دا بيروح مننا ! هات مفاتيح عربيتك اخرجها وأنت ساعده لحد برا !
اخرج المفاتيح من بنطاله و تركها لها ثم مال يعاون أمجد بالوقوف بينما ركضت هي إلى السيارة و ماهي إلا لحظات و كانت أمامه بها تهبط منها و تفتح الباب الخلفي تدلف إلى الداخل و تعاونه عن طريق جذب جسد أمجد إليها و أسرع آسر إلى مقعد القيادة ليصل به إلى أقرب مشفى أما أمجد فقد شحب لون وجهه و تمكن الألم من صدره و لازال يقبض بقوة فوقه محاولا تنظيم أنفاسه راقبها آسر و هي تحل ربطة العنق الخاصة به ثم أول زر من القميص و هي تتحدث إليه قائلة 
متقلقش دقايق و نوصل !
قبض أمجد على يدها بقوة و أغمض عينيه عقدت حاجبيها پألم لكنها رفعت يدها اليسرى و حلت ساعة اليد الخاصة بها وبعد عناء قليل نجحت بوضعها في يده و بدأت بقياس معدل نبضات قلبه و متابعة مؤشراته الحيوية تحت مراقبته و دهشته من اهتمامها !
بعد مرور ساعتين داخل المشفى ..
توجه الطبيب إليهما ثم توقف أمام سديم و جابت عينيه ملامحها ثم هبطت إلىو قد أصبح مثل الحائط البشري يحول بينها و بينه قائلا بانفعال بين 
خير 
توترت نظرات الطبيب و قال 
أستاذ أمجد تمام جدا ويقدر يروح معاكم كمان دلوقت واضح أنه بيتكرر معاه الألم بتاع النهاردة و مش بيقول لأن دي أعراض ذبحة صدرية و إحنا عملنا الإسعافات اللازمة و المعلومات اللي قالتها الآنسة عن مؤشراته الحيوية اللي قاستها في الطريق ساعدتنا الحقيقة ياريت كل الناس عندها الوعي دا !
كانت سديم قد وقفت بجانب آسر تتابع تشخيصه بهدوء إلى أن تحدث لها و ابتسم فجأة لها فبادلته ببسمة مصطنعة و صمتت تبتعد عنها تاركة إياه مع الآخر الذي أردف بخشونة موجها حديثه إليه 
لأ و خد بالك زي ما في ناس عندها وعي أنا اعرف ناس بتفقد الوعي لما عينهم بتزوغ منهم كدا !
زفرت بإرهاق ثم توجهت إلى الغرفة التي تضم أمجد و سليم و يوسف الذي فور أن رآها اتجه إليها يقول باهتمام و صوت خاڤت 
الدكتور طمنكوا 
هزت رأسها بالإيجاب و ابتسمت له تنظر إلى أمجد الذي جلس فوق المقعد يعاونه ابنه بإغلاق أزرار قميصه لتقول 
هو أول مرة يحصله كدا 
هز كتفيه و قال 
مش عارف دي أول مرة يحصل كل دا أصلا آسر لما كلمنا مصدقناش إنه اتنقل مستشفى !
قاطع حديثهم وصول سليم قائلا بامتنان 
أنا مش عارف اشكرك ازاي ياسديم لولا وجودك مكنش حد حس بيه الحمدلله إنك كنت معاه في وقتها .
ابتسمت له و أجابت بعبث 
دا أنا قولت هتقولوا حصل كل دا من أول يوم قعدت فيه معاكم .
ضحك يوسف و أردف 
لأ اللي ممكن يقول كدا حد تاني خاالص لكن إحنا عاقلين متقلقيش !
رفعت حاجبها الأيسر و أردفت بتساؤل مين بقا 
مال يوسف وهمس بأذنها لتضحك بخفة و كادت تتحدث لكن وصول آسر غاضب يقول بإنفعال واضح 
أنت إيه اللي كان موقفك برا 
نظرت إليه بهدوء بينما قال سليم بدهشة 
فيه إيه ياآسر 
انتظر ردها لكنها آثرت الصمت و راقبت ملامحها الجامدة ببرود واضح بينما أكمل هو پغضب 
هزت كتفيها بلامبالاة واضحة و أجابت 
آه أخدتة !
رد بإنفعال 
وليه متقوليش إن لقى حاجة مباحة قصاده !
ابتسمت ببرود و أجابت 
معلش المرة الجاية هقولك استنى لحد ما البس و يروح فيها المړيض عادي وبعدين أنت مالك !
ثم تركتهم و كادت تغادر لكنه رد پغضب 
أنا اللي غريب ولا أنت اللي بجحة ماشية بالمنظر دا
ومش مستنية الناس تتفرج عليك 
عادت إليه مرة أخرى و ردت بابتسامة ماكرة 
طيب هفرض معاك إني بجحة و المفروض أخد بالي في وقت أزمة زي دا و أسيب الناس تضيع و كدا أنت بقا كنت فين مش أنا ركبت معاك العربية و جيت لحد هنا بنفس المنظر !
ضيق عينيه پغضب و صمت لكنها أكملت غير مبالية 
ولا أنت قولت محدش شافها بيبقا عادي لكن أول ما حد عينه فارغة يبص يبقا المشكلة مني لوحدي مش كدا !
انقذه سليم الذي قال بابتسامة 
مش كدا ياجماعة إحنا سايبين بابا تعبان ولازم نمشي دلوقت بيه الصبح طلع علينا !
ليهمس يوسف له 
جبهة ابن عمك في ذمة الله دلوقت تلاقيه هينفجر !
و قاطع حديثهم أمجد الذي قال بإرهاق 
مين دا اللي تعبان أنا تمام أوي و همشي مع سديم قصادكم و اسيبكم هنا لوحدكم !
ثم اتجه إليها يحيط كتفيها و يسير معها إلي الخارج قائلا بأسف 
متشكر على اللي عملتيه معايا و آسف لو كانت مقابلتي ليك مش أوي امبارح بس حطي نفسك مكاني أنا خۏفت على أخويا !
ابتسمت له و أجابت بهدوء 
آه اكيد فهماك المهم إنك بخير حمدلله على سلامتك !
ربت فوق كتفها و أجاب 
الله يسلمك !
ثم واصلا السير بصمت إلى السيارات ليقف آسر قائلا 
تحب تركب معانا يا عمي ولا مع يوسف و سليم !
كاد يجيبه لكن قالت سديم 
معانا دي اللي هما مين !
أجاب ساخرا هيكون مين يعني أكيد أنا وحضرتك !
هزت كتفيها و أجابت بهدوء 
آهاا !
ثم نظرت إلى سليم مبتسمة بلطف و قالت 
هو أنت مكسوف مني ياسليم يعني من لبسي أو شكلي !
رفع حاجبه بدهشة و أجاب بعفوية 
لا طبعا !
ابتسمت له و أعادت السؤال على يوسف 
وأنت يايوسف 
نظر إلي سليم ثم قال مندهشا 
اكيد لأ ياسديم ليه بتقولي كدا 
أجابته بفتور 
بقول كدا عشان مش هركب مع الكابتن ياهركب معاكم يا هتصرف وأروح لوحدي أنا مبمشيش مع حد بيتكسف مني !
رد آسر پغضب و أشار إلى حاله پصدمة 
أنا قولت كدا !!!
أجابت بسخرية 
أنت قولت الأسوأ من كدا و اتدخلت في حاجات متخصكش !
أنهى أمجد النقاش و قال 
خلاص كفاية كدا ياولاد سديم هتركب معايا أنا و سليم و أنت ياآسر معاك يوسف و يلا بقا خلونا نروح الشمس طلعت !
و قد كان و عاد الجميع إلى المنزل بسلام إلا ذاك المارد المشتعل بنيران الڠضب من کاړثة متحركة وضعها بنفسه بين آل بيته !!!!!
الفصل الثالث خبايا !
دلف إلى منزله ينزع قميصه پغضب و ألقاه جانبا ثم اتجه إلى المرحاض و هو يفرغ محتويات بنطاله لكنه جز على أسنانه حين وجد ساعتها الذكية التي وضعتها ل أمجد زفر بملل و همس 
طلعالي في كل مكان أنا إيه اللي
عملته في نفسي دا !
أنهى جلسة استحمامه و ارتدى ملابسه يخرج إلى الحديقة ليجد عاصم قادما باتجاهه يركض قائلا بهلع 
آسر مشوفتش سديم !!
عقد حاجبيه و
 

انت في الصفحة 3 من 56 صفحات