رواية مشوقة بقلم سارة علي
بتسيب الشغل بتقعد سرحان شكلك مهموم اووي
توقف عما يفعله وقال بجدية
الحكاية بس إني بحاول أركز فالشغل وأهتم بيه اكتر
بس الشغل ماشي كويس
لم يعرف ماذا يقول لها
هل يخبرها أنه يعاني من سكرات الحب ! الشوق ! الألم !
أنه يحتاجها وبشدة ! يحتاجها قربه !
لسه بتفكر فيها !
وكأن دينا شعرت به وبشوقه وألمه ليتنهد بحرارة ويقول بقلة حيلة
يا دينا حاولت كتير ومش عارف
نظرت إليه بحيرة وقالت بۏجع خفي
ارجعلها يا زياد طالما بتحبها ارجعلها
مينفعش اللي بينا اكبر من الحب لا انا هنسى مۏت علي ولا هي هتنسى اللي عملته امي فيها
بس كده حرام انت بتدمر نفسك
قالتها دينا بحزن على حاله الذي يتطور من سيء لأسوأ
نظر إليها زياد وقال
حاولت أن تعدله عن رأيه فقالت بعناد
متقولش كده انت بتحبها وهي بتحبك
قاطعها بضيق جلي
زينة مبتحبنيش زينة اتعودت على وجودي مش اكتر
نظرت إليه بعدم اقتناع ليقول وهو ينهض من مكانه
مش يلا بينا نروح البيت ماما مستنيانا عالعشا
نهضت من مكانها وقالت
رد عليها بفتور
مين قال انها اتحسنت ! انا بس بحاول ارضي ربنا فيها
اومأت دينا برأسها متفهمة بينما سار زياد بجانبها ليرن هاتفه فيجد الشاب الذي أوكل إليه مهمة مراقبة زينة يتصل به
ايوه معاك
جاءه صوت الرجل وهو يقول
خرجت من شغلها ورجعت بيتها وبعدها بساعة زارتها وحدة صاحبتها ولسه عندها
سأله زياد بتعجب ليجيبه الرجل
والله معرفش
طب كويس تقدر تروح انت دلوقتي طالما رجعت البيت خلاص
حاضر يا فندم
أغلق زياد الهاتف مع الرجل ثم الټفت الى دينا التي سألته
لسه بتراقبها ! والله انت بټعذب نفسك
يلا بينا يا دينا
قالها زياد منهيا الحوار ليسيران سويا متجهان الى منزل زياد
بجد مش مصدقة نفسي إنك رجعتي اخيرا
قالتها زينة بسعادة جلية لتبتسم نور وهي تحتضن وجهها بكفيها قبل ان تهتف بها
وحشتيني اوي يا زينة
وانتي اكتر يا نور
قالتها زينة بفرحة لتكمل نور بتساؤل
اخبارك ايه ! احكيلي كل حاجة
مفيش جديد من ساعة مطلقت وانا من الشغل للبيت ومن البيت للشغل
طب واهلك اخبارهم ايه !
أجابتها زينة بهدوء
كويسين جدا بشوف ماما ومريم دائما بيجوا عندي هنا
وأبوكي !
ردت زينة بحزن
لسه زي ما هو
واساتها نور
معلش يا حبيبتي بكره يروق وعلاقتكم تتحسن
همست زينة بدعاء
يارب
حل الصمت بينهما للحظات قبل أن تقول نور بتردد
وزياد اخباره ايه !
تنهدت زينة وقالت بۏجع
معرفش حاجة عنه من ساعة متطلقنا
طب هو محاولش يكلمك !
هزت زينة رأسها نفيا لتقول نور بحيرة
طب وانتي محاولتيش
تكلميه
اكلمه ازاي يا نور بعد مطلقني
زفرت نور نفسا عميقا وقالت بجدية
انتي مش قلتيلي انك بتحبيه !
قالت زينة بحرارة
جدا بس اعمل ايه هو مش واثق من حبي ليه
ثم أدمعت عيناها لټحتضنها نور وهي تقول لها بترجي
خلاص بقى متعيطيش
ضغطت زينة على عينيها كي لا تبكي ثم قالت بجدية
انا لا يمكن ارجع اكلمه تاني مش هو كان شايفني ضعيفة هوريه اني قويه ازاي
ابتسمت نور بحب وقالت
هنوريه يا حبيبتي وهنخليه يندم
ضحكت زينة ببراءة ثم قالت
والله مش مصدقة اني شفتك اخيرا انا كنت يئست
صدقيني يا زينة كان ڠصب عني انا مكنتش قادرة أبص فوشك
ليه يا نور !
سألتها زينة پصدمة لټنهار نور على الفور باكية بين أحضانها فټحتضنها زينة وتشدد عليها قائلة
لا يا نور انتي ملكيش ذنب ده قدر ربنا
بس انا اللي اقترحت عليكي ده انا اللي قلتلك بلاش تقوليله
هطلت دموع زينة من وجنتيها بغزارة ثم قالت بلهجة عذبة
متعمليش فنفسك كده يا نور عشان خاطري
تحررت نور من بين أحضانها وقالت برجاء خالص
سامحيني يا زينة سامحيني ارجوك
ربتت زينة على وجنتها بلطف وقالت
مسامحكي والله يا نور انا اصلا مزعلتش منك عشان اسامحك
ابتسمت نور بأمل بينما قالت زينة بمرح
النهاردة هتنامي فحضني
ضحكت نور وقالت
أمرك يا فندم
كانت تقود سيارتها متجهة الى منزلها لقد عادت من عند الطبيبة التي أخبرتها أنها حامل في الشهر الثالث
لم تستطع أن تفرح فهذا الحمل قد جاء في وقت غير وقته هي حتى غير واثقة من كلام حاتم وما سيفعله
حاتم ليتها تعلم ما يخطط له
جاءها اتصالا هاتفيا من رجل كلفته بتقصي اخباره ليخبرها
حاتم بيه هيسافر بعد شوية لأمريكا
جحظت عينا رنا وقالت
ازاي يعني ! هو مش قالي انه سافر النهاردة الصبح
هو ده اللي حصل يا رنا هانم قدامه ربع ساعة وطيارته تطير
قالها الرجل بقلة حيلة لتغلق الهاتف في وجهه وتزيد من سرعة سيارتها كي تلحق به
يجب أن تصل اليه وتمنعه من السفر وإلا مستقبلها سيتدمر كليا
وفي أثناء انشغال بالها بما يحدث وزيادة سرعة قيادتها فقدت سيطرتها على المقود حينما وجدت احدى السيارات تتخطاها لتنقلب السيارة بها
الفصل 27
جلس زياد ودينا في منزل عائلة زياد بعدما استقبلتهما والدة زياد مرحبة بهم بحرارة شديدة غير مصدقة أن زياد هنا في منزلهم
جاء والد زياد بعد لحظات مرحبا بهم قبل أن يجلس معهم ويقول مشيرا الى دينا
كويس انك جيتي
يا دينا كنتي واحشانا اوي
ابتسمت دينا وقالت
وانتوا واحشني اكتر والله
هتستقري هنا خلاص مش كده !
سألتها والدة زياد لترد دينا بجدية
لسه مش عارفة هشوف الوضع هنا عامل ايه وأقرر
ياريت تستقري هنا يا حبيبتي هننبسط فيكي اووي
تطلعت دينا إليها بحب وقالت بإمتنان
وأنا هتبسط معاكو اكتر
حل الصمت بينهم ليقطعه والد زياد متسائلا
هي رنا فين صحيح !
أجابته والدة زياد
عند صاحبتها هتجي كمان شوية
واحشاني اووي والله
قالتها دينا بصدق لتبتسم لها والدة زياد ثم تنهض من مكانها وتقول
انا هقوم اشوف الأكل
هاجي معاكي
قالتها دينا وهي تنهض من مكانها وتتجه معها الى المطبخ
جذبتها والدة زياد نحوها وقالت بجدية
احكيلي عن زياد يا دينا عايزة اعرف اخباره ايه !
أجابتها دينا
كويس والله متقلقيش
إلا أن والدة زياد كانت غير مقتنعة بحديث دينا فقالت
مش عارفة ليه احساسي غير كده حاسة انه مش كويس متغير عن الأول
ده طبيعي يا طنط بعد اللي حصل
كله من اللي اسمها زينة دي هي السبب فكل ده
قالتها والدة زياد بضيق لتقول دينا
بس هو بيحبها بيحبها اوي
مطت والدة زياد شفتيها وقالت بملل
عارفة انوا بيحبها بس اكيد هينساها
قالت جملتها الاخيرة بثقة لتهتف دينا برجاء خالص
اتمنى ده
طب يلا بينا لأحسن إتأخرنا عليهم
قالتها والدة زياد وهي تتحرك الى الخارج تتبعها دينا
اقتربت والدة زياد منهما وهي تقول مشيرة إليهما
حد يتصل برنا يشوف اتأخرت فين
وفي نفس اللحظة رن هاتف زوجها برقم غريب ليجيب عليها فيأتيه صوت أحدهم يقول بعملية
حضرتك والد رنا الشريف
أجابه الأب بتوجس
ايوه انا خير
الانسة رنا عملت حاډث وهي حاليا في المستشفى
ثم أعطاه عنوان المشفى لينتفض الاب من مكانه ويقول بلهفة
جايين حالا
سألته والدة زياد بصوت مرتجف قلق
فيه ايه ! رنا مالها !
اجابهم الأب بتوتر
بيقولوا انها عملت حاډثة وهي فالمستشفى دلوقتي
ايه !
صړخت بها والدة زياد لتمسكها دينا مساندة لها بينما قال زياد بلهفة
لازم نروح حالا يلا بينا
سار الأربعة بسرعة خارج الفيلا متجهين الى المشفى
هناك وصل الأربعة بعد حوالي نصف ساعة ليتجهوا نحو موظفة الإستعلامات ويسألوها عن رنا الشريف
أجابتهك موظفة الإستعلامات بجدية
في الطابق الثالث في غرفة العمليات
اتجهوا بسرعة نحو الطابق الثالث وتحديدا اتجاه غرفة العمليات
بعد حوالي ربع ساعة كان الأربعة واقفين أمام غرفة العمليات ينتظرون خروج الطبيب منها بلهفة
وبالفعل خرج الطبيب بعد اكثر من
ساعتين ويبدو عليه علامات الضيق والإرهاق الشديد
تقدم منهم وهتف بقوة
انتوا اهل الانسة رنا الشريف !
لم يستطع والديها الإجابة ليومأ زياد برأسه بينما اكمل الطبيب
حالتها صعبة اوي احنا قدرنا ننقذ الجنين بس هي للأسف دخلت فغيبوبه لانوا الضړبة كانت شديدة على دماغها
تصنم الجميع في أماكنهم محاولين إستيعاب ما تفوه به ليتحدث زياد اولهم
جنين ايه ! هي حامل !
ايوه انتوا مش عارفين
قالها الطببب مستغربا ليهز زياد رأسه نفيا بينما يجلس الاب على الكرسي جانبه بوهن
أمسكت والدة زياد بيد ابنها محاولة التماسك كي لا تفقد وعيها من هول الصدمة بينما ربتت دينا على ظهره تواسيه
استيقظت زينة من نومها على صوت رنين جرس الباب
تطلعت الى نور النائمة جانبها بسعادة قبل أن تنهض من فوق سريرها وتتجه مسرعة نحو الباب لفتحها
فتحت زينة الباب لتجد والدتها ومريم أمامها
قالت بنبرة فرحة وهي تفسح لهما المجال كي يدخلا
اهلا بيكم
دلفت والدة زينة وأختها مريم الى الداخل
جلس الثلاثة في صالة الجلوس لتخرج نور من الغرفة وتتجه إليهم وهي تهتف بسعادة
والله وحشتيني اوي يا طنط
وحشتيني اوي يا مريوم
جلس الثلاثة بعدها يتحدثون في امور شتى حينما سألت زينة والدتها
هو بابا اللي جابكم هنا !
اومأت والدة زينة وهي تجيبها
ايوه وهيعدي علينا كمان شوية
يعني مش هتتغدوا معانا
قالتها زينة بحزن لتمسكها والدتها من كفي يديها وتهتف بها
متزعليش يا زينة متزعليش يا حبيبتي
اومأت زينة برأسها وهي تجاهد لإخفاء دموعها ليرن هاتف والدتها معلنا عن وصول أبيها فنهضت الأم بسرعة وقالت
احنا لازم نروح دلوقتي يا زينة
تماسكت زينة أماميهما وهي تقول
طيب يا حبيبتي
ردت والدة زينة
نسيت اقولك اننا هنبيع شقتنا ونشتري شقة فمنطقة تانيه
بجد
قالتها زينة مستغربة لتومأ الأم برأسها فتقول زينة
انا هنزل اسلم على بابا معاكي
ثم سارت أماميهما وفتحت الباب وهبطت الى الطابق السفلى اتجهت خارج العمارة لتجد والدها واقف بجانب سيارته ينتظر خروج والدتها ومريم
تفاجئ والد زينة من رؤيتها تقترب منه وهي تبتسم بحنان قبل ان تهتف به
وحشتني اوي يا بابا
فلم يستطع ان يمنع نفسه من مبادلتها وهو يسأل نفسه كيف طاوعه قلبه يوما على أذيتها !
ابتعدت عنه والفرحة تغمرها لانها شعرت به يبادلها لتهتف زينة به
ايه رأيك تشرب شاي عندي !
رد الأب
مش هقدر عشان عندي شغل وهتأخر عليه
مش ناوي ترضى عني !
سألته زينة بشحوب ليتنهد الأب وهو يجيبها
سيبي كل حاجة لوقتها
طفرت الدموع من عينيها
ليشعر الأب بالشفقة لأجلها فيحن قلبه عليها
هتف الأب أخيرا
مفيش شقة