النصيب بقلم يارا عبدالسلام
اول يوم ليا
طيب شغلك اللي في مصر
حسن خفض رأسه في الأرض ومتكلمش
لو سمحت يا يحيي مش عاوز اتكلم في اللي فات
يحيي عذره وهوا ف اساسا كل اللي حصله لانه كان متابع أخباره دائما هوا لسه بيعتبره صاحبه بس ممكن الزمن يرجعهم تاني
سيبتهم لي يا حسن !
لقى نفسه بيسألوا السؤال دا من غير تفكير عنده فضول يعرف لي ساب فريده وولاده لي
بحزن والم
انا اسف يا يحيي اسف على كل اللي عملته فيك زمان عن خيانتي وعن حبي لنفسي وعن كل حاجه عملتها وعن الشغل اللي خدته منك وعن فريده كمان انا كان كل همى انى اخد الحاجه اللي انت بتحبها وبس ومكنش هاممني انا بحبها ولا لا بس فريده لو كانت معاك كان هيبقى الوضع احسن دلوقتي انا بجد اسف جرحتك وجرحتها وولادي جرحتهم وابني اتولد بعيد عني واول لما شافني افتكرني حرامي نا اسف
الاسف مش هيفيد بحاجه دلوقتي يا حسن اللي هيفيد بجد انك تكون فعلا اتغيرت وتعرف ترجع
ولادك وفريده تسامحك عن الچرح اللي سببتهولها
والله انا هعمل كدا وهبذل كل طاقتي في أنهم يسامحوني انا بجد تعبان اوووي ومراتي التانيه اللي اديتها كل حاجه خدت فلوسي وسابتني واتجوزت واحد تاني انا بجد كل لما افتكر اني سبت فريده وعيالي علشانها بستحقر نفسي اوووي
حسن لما مسح دموعه سأله
انت عرفت كل دا منين
يحيي ابتسم وقاله اصل انا ويحيي ابنك شركا هنا وغير كدا أن شقتي قدامهم من ساعت مارجعوا وانت سبتهم
فارس ابنك مولود على ايدي ويحيي اشتغل معايا وكبر نفسه بنفسه ودلوقتي في كليه هندسه ونور القمر بتاعتنا في تانيه ثانوى وغير كدا فريده اللي بتدعم ولادها دائما وحقيقي تستحق لقب الام المثاليه
يحيي اللي صمم يصرف على اخواته وأمه موافقش أنها تشتغل اشتغل هوا واتكفل بمصاريفهم وفعلا كان راجل وقد المسئوليه صعب ان الواحد يلاقي طفل في سنه بيفكر كدا حقيقي ذكى وشاطر في الشغل والدراسه
ربنا يحميه ويحفظه
الو ايوا انا
اي!
يحيي في المستشفي عامل حاډثه
حسن اول مره يحس بقبضه في قلبه وخوف مش ف اي مه يحيي طلع يجري وحسن وراه حاسس ان الدنيا بتلف بيه ابنه عمل حاډثه ميشوفه ويسامحه
يحيي وصل المستشفي وهوا قلبه بيدق پخوف شديد
سال عن الأوضه اللي يحيي فيها وعرف المكان وراح جري
دخل الأوضه كان الدكتور بيخيطله چرح في رأسه وأيده كان فيها جبس
يحيي حبيبي انت كويس
ايوا يا عمو يحيي والله كويس انا بس ايدي انكسرت وغرزتين في دماغي متقلقش ابنك بطل
بطل اي بس بلا نيله انت متشلفت خالص انا قلبي هيقف من الخضه
اهم حاجه متقولش لماما اصلك فها ممكن تقع من طولها فيها وهتفضل ټعيط جنبي
لا طبعا مش هقولها دلوقتيلما تروح انت اللي هتقولها علشان تتعامل
وضحكوا سوا
كل دا وحسن واقف واتمني انوا يكون مكان يحيي وابنه يكون بيحبه كدا بس اساسا ابنه كارهه
يحيي ابنه بص عليه واټصدم لما شافه والدموع اتجمعت في عينيه وكل الذكريات اتجمعت في دماغه
ونطق كلمه واحده
بابا
حسن بصله بدموع وكسره وۏجع
يحيي ضغط على أيده بعصبيه وضغط على سنانه واعصابه أنشدت واحمر
وتتكلم بعصبيه وصوت مبوح وعينيه حمرا
انت اي الي جابك هنا جيت لى جاي لي جاي بعد عشر سنين تعمل اي وبتعمل اي هنا انا مش عاوزك
حسن الدموع اتجمعت في عينيه وبصله
يا ابني
انا مش ابنك متنطقهاشانا مش ابنك ولا انت ابويا انت رميتنا زمان وجاي تقولى يا ابني ابنك اي انت تعرف معنى الكلمه دي اصلا اللى يعرف معناها فعلا واقف قدامك اهو هوا دا حقيقي اللي يعرف معناها عرفت مين يستحقها
اتفضل روح مكان ما جيت ومتتعشمش أننا ممكن تسامحك لانى عمري مهسامحك يا بابا عمرياتفضل
يحيي زعق وسكته
يحيي متنساش ان دا ابوك ربنا قالك تعلي صوتك على ابوك فين القران اللي انت حافظه
وهوا فين من كل دا هوا فين هوا مين اصلا انت مش زيه لي قولى هوا كل
الابهات بترمي عيالها كدا معتقدش يا عمو يحيي
يحيي سكت مش ف يرد كلامه كلو صح
حسن خد بعضه ومشي بكل هدوء
ويحيي حس انو زودها معاه وبعد لوم يحي ليه عرف أنه غلطان وأنه مهما عمل راجع وندمان كان لازم عالاقل يسمعه !
يحيي خلص وروح البيت وجت المواجهه التانيه بينه وبين أمه اللي هتشوفه بالوضع دا وغير كدا هيقولها ازاي أنه شاف أبوه بعد عشر سنين وأنه راجع وعاوزهم يسامحوووه
يحيي دخل البيت
فريده كانت في صراع غريب بينها وبين نفسها بتفكر فاللي حصل وحسن وكلامه وكل حاجه وبتفكر برضو هتقول ليحيي ازاي !
اول لما يحيي دخل عليها قامت مخضوضه وفضلت ټعيط لما شافته كدا
وهوا فضل يهدي فيها لحد ما هديت
انت كويس اي اللي حصلك دا
ومن اي فيك حاجه تانيه يا عمري من اي دا كله
يا ست الكل انا كويس والله بس حاډثه خفيفه كدا
ازاي
كنت بقالي يومين مطبق ومش شايف قدامي ركبت العربيه وعيني زغللت فدخلت في الرصيف وانا مش واخد بالي بس
طيب بص بقى مفيش حكايه تطبق دي تاني ولما تلاقي نفسك تعبان مش قادر تسوق تعالى مواصلات الا مش هخرجك من البيت خالص
لا وعلى اي انتي تؤمري يا ست الكل
تسلملي يا عمري
انا هدخل اغير علشان ريحتي كلها بنج
ماشي وانا هحضرلك الغدا
ماشي
فريده دخلت تحضر الغدا وهي بتفكر هتقوله ازاي
وهوا كذالك كانت بيلبس وبيفكر هيقولها ازاي
عند حسن
بعد لما خرج من المستشفى
حس بتعب وان عياله مستحيل يتوه وحس أن الدنيا بتلف بيه
ووصل المكان اللي عايش فيه
وقعد على القهوه وطلب شاي
وكان قاعد باصص في الفراغ وتعبان
وفجاه سمع التليفزيون بيعرض اخبار عن چريمه في القاهره في الحي اللي كان عايش فيه والفضول خلاه يبص واټصدم من اللي شافه!
معقول
عند حسن
بعد لما خرج من المستشفى
حس بتعب وان عياله مستحيل يتوه وحس أن الدنيا بتلف بيه
ووصل المكان اللي عايش فيه
وقعد على القهوه وطلب شاي
وكان قاعد باصص في الفراغ وتعبان
وفجاه سمع التليفزيون بيعرض اخبار عن چريمه في القاهره في الحي اللي كان عايش فيه والفضول خلاه يبص واټصدم من اللي شافه !
معقول
وقرا الخبر
واتأكد
أن زوجته السابقه هى اللي اتتاحلام
بقى مصډوم وعرف أن زوجها اللي قټلها ودخل السچن بس لسه موصلوش لتفاصيل
حسن حس أنه في دوامه كل الاحداث اللي حواليه ضده هوا مصډوم من نفسه ومصډوم من اللي حصل
اټت لي وبنته فين اللي لحد دلوقتي ميعرفش عنها حاجه ولاده كلهم ميعرفش عنهم حاجه المفروض أنه عنده اربعه لكن مفيش حد فيهم مته هوا اللي عمل فيهم وفي نفسه كدا هوا السبب هوا اللي غدر بيهم وبنفسه وسلم نفسه لواحده دلوقتي ماټت لسبب مجهول ميعرفش اي السبب بس اكيد سبب متعلق بالفلوس هوا عرف انها تعمل اي حاجه علشان الفلوس لكن جوزها اللى اتجوزته مش غلبان زيه وهيسيبها
وقرر في نفسه أنه يحاول يرجع ولاده تاني ويرجع فريده اللى لحد دلوقتي متجوزتش وعايشه انها تربي ولاده وفعلا ربتهم احسن تربيه
في بيت فريده
مكنتش فه هتقول ليحيي ازاي ان أبوه جه هنا وهوا مش ف يقولها ازاي أنه جاله في المستشفي
فريده قعدت جنبه والدموع على خدها وهوا بيهديها
يحيي بالنسبه ليها مش ابنها بس لا دا روحها وعيونها اللي بتشوف بيها وحياتها كلها وسندها ومتستحملش عليه الهوا وكونه أنه يعمل حاډثه دي حاجه تخليها تعمل كدا واكتر
والله يا ماما انا بقيت كويس والحمد لله جت سليمه مټخافيش وامسحى دموعك انتى فه انها غاليه عليا ومستحملش أشوفها
قلبي واجعنى يا ابني حط نفسك مكانى انت مش ف انت بالنسبه ليا اي انت سندي وضهري وحياتي كلها
قرب منها ورأسها
انا ف كل دا بس انتي فه أن بفضل دعواتك أنه نجانى انا شوفت المۏت بعنيا بس كان في حاجب بيني وبينه وشوفتك انتى ارجوكي متعيطيش انا مقدرش اشوف دموعك انتى فه وكمان انا كنت عاوز اقولك على حاجه
اي يا حبيبي
بابا جالى المستشفي
اي جالك ازاي وعرف ازاي اصلا
تقريبا كدا بيشتغل عندنا في المصنع وعمو يحيي شافه وعرف منه فجالى
اه هوا برضو جه هنا
وقالك اي
عاوز يرجع بعد عشر سنين بعد وفراق عاوز يرجع ويرجعكوا
لا طبعا انا مش موافق انا عمري مهسامحه دا سابنا في عز محڼا محتاجينه سابنا واحنا اطفال انا عمري مسامحه
متقولش كدا يا يحيي عيونك يا حبيبي بتقول كلام غير دا مهما كدا دا ابوك والاب مفيش بعده غالى مهما كان مين الشخص ومدي المساعدات والحنيه اللي ادهالك بس مفيش اغلى من الاب وكلنا بنى ادمين وبنغلط
يحيي بصلها بذهول عاوز يقولها انتى ازاي طيبه كدا وبتسامحي بعد كل اللى حصل دا
انا مش هقدر تسامحه انتى اكتر واحده فه احنا عيشنا ازاي انا وانتى كنا بننام من غير عشا علشان نجيب اكل لفارس علشان نحوش مصاريف المدرسه والدروس انتي متخيله أننا يكون لينا اب وكان حاله متيسر ونعيش عيشة الفقراء ونعيش فقرا ونبدا من الصفر ومنلاقيش حتى لقمه
في الاخر جايه تقولى كلنا بنغلط
اللي بيغلط بيعرف غلطه بعد يوم اتنين شهر سنه حتى لكن دا قعد عشر سنين ميعرفش عننا حاجه كان فين كل دا قوليلي
فريده دموعها نزلت وخدت يحيي
في للاسف هى مش فه ترد لأن كلامه صح وفه كم المعاناة اللي يحيي عاشها
انا اسفه يا حبيبي اللي انت شايفه اعمله
بس هقولك حاجه واحده دا ابوك والاب مهما عمل ميتعوضش انت فاهمني انا فه انك بتحبه بس زعلان منه على نفسك وعلى اللي حصلك
انا ف انك اكتر واحده فهمانى وانى مليش غيرك بس صدقيني مش هقدر اسامحه يا
امي لازم اخد وقتي دول عشر سنين
الله الله انتو هنا قاعدين في بعض وانا جايه على رجلى انا والمه
انت مجتش تاخدنا لي ياض ولا انت حليت القاعده في امك
فريده بصتلها وقالتكذا مره اقولك ماتحكميش على حد من غير متديله عذره واللي في دماغك في دماغك
ودا عذره اي يعني
يحييهوا انتى عاميه مش شايفه اني دماغى ملفوفه
ومتخيط
نور جريت عليه بلهفه
يحيي بالنسبه ليها مش اخ