بقلم اية محمد
في فخ من صنعه وبات كشف أمر هذا المجهول يشغله بحدا كبير لذا ظن بأنها ستخبره به..
عبثت بحجابها كمحاولة منها للفرار من نظراته المهتمة بها فتوتر قولها
_مش دلوقتي في الوقت المناسب..
لم يريد أن يضغط عليها بالحديث وخاصة حينما حملت كوب العصير وقدمتها له بابتسامة أفتكت به
_اتفضل..
_أكيد حور قالتلك ان أنا وماسةكنا هنرتبط ومحصلش نصيب..
مجرد الحديث عن فتاة أخرى أمامها أحزنها ولكنها تماسكت وأجابته بصدق
_أيوه فعلا كانت قالتلي حاجة زي دي..
هز رأسه بهدوء وهو يردف
وضعت كوب العصير عن يدها ثم سألته بلهفة
_أكيد اتوجعت!
ابتسم لرغبتها الصريحة بمعرفة ما يحمله قلبه بتلك اللحظة فأجابها بذكاء استخدمه باجابته الصريحة
_لو قولتلك لا هبقى بكدب عليكي وده مش طبعي يا تسنيم...
_ايوه اتوجعت وأخدت فترة عشان أقدر استوعب ان اللي حصل ده كان خير ليا..
وبدأ بشرح الامور من وجهة نظره الخاصة
_يعني اني عرفت الحقيقة في التوقيت ده أفضل الف مرة من لما أتجوزها واتفاجئ انها بتحب شخص تاني بعد الجواز..والشخص ده يبقى أخويا ومن أقرب اصدقائي..
_معاك حق ۏجع أهون من ۏجع تاني أكبر..
تنحنح آسر قبل أن يضيف سؤاله الماكر بغمزة عينيه البنية
_طب وأنت يا ريس مكنش ليك سكة في الحب ولا أيه
ابتسمت على طريقته بطرح السؤال ولكن سرعان ما اجابته بجدية تامة
_لا عمري ما أعجبت بحد عشان أوصل لمرحلة الحب..
ثم أضافت قائلة
اقترب بوجهه منها وعينيه تستهدفها لا محالة
_لا هتلاقيه يا تسنيم وقدامك..
_يمكن فيا عيوب بس صدقيني عمري ما هسمح للعيوب دي أنها تطولك او
ڠرقت الكلمات فلم تعد تحمل ما ينفعها بتلك اللحظة آسرها وآسر قلبها بات قريبا منها بدرجة لم تتوقعها يوما مازالت تتذكر ذاك اليوم الذي قابلته به وبالرغم من أن موقفه يتمثل بالشهامة والرجولة الا أنها لم تستريح له ببداية الامر وها هو يتملك مشاعرها وأحاسيسها وفوقهما قلبها العذري
تمنت لو تمكن بحبه من كسر ظلاما سئمت من العيش به ودت لو انتشالها من أوجاع ذكرياتها البائسة تطلعت له بنظرة لمعت بدمعة الخذلان والانكسار فمنحها نظرة شغف وحب طوفها كالرداء الثقيل في برد قارص انقطعت تلك اللحظات الثمينة حينما ولجت والدتها بصحبة خالها الذي وصل من الخارج للتو فما أن رأته حتى احتدت حدقتيها بازدراء وخاصة حينما جلس مقابلهما ليبدأ بالحديث بصوته الكريه
_أمك قالتلي انكم هتكتبوا الكتاب بعد يومين متسربعين على أيه القيامة هتقوم!
طريقته بالحديث أثارت ڠضبها فقالت والدتها بالنيابة عنها
_ومنستعجلش ليه عريسها بيحبها ومستعجل..
نقلت نظراته تجاه آسر الذي يتابع ما يقول ببرود وصمت لحق به فقال عباس باستياء رغم حديثه الماكر
_مقولناش حاجة بس برضك الصبر حلو ولا هو كان يعرفها قبل كده وبيكلموا بعض...
انفرجت شفتيها في صدمة فاستطرد بخبث
_أصل بنات اليومين دول ما مقضينها تعارف على الانترنت وبعد كده بيتجوزوا...
كادت شقيقته أن تعنفه على ما قال ولكن سبقها آسر حينما قال
_أديك قولتلها بنات اليومين دول اللي تسنيم عمرها ما هتكون واحدة منهم...
واسترسل حديثه بنظرة حادة وحديث يفوقه مكر ودهاء
_الناس طباع ومش شرط الطبع يكون مرتبط بسن صغير وعلى الموضة ولا سن كبير ومن أيام سيدي وسيدك زي ما في ناس يا خال استغفر الله العظيم بتعيب في عرضها والشيطان لعب في عقولهم لدرجة انهم بيلفقوا كلام زور وفي دماغهم إنهم شياطين وهتأثر على واحد عقله يوزنهم ويوزن ألعايبهم ونهايتهم بتبقى معروفة ... الناس فعلا مبقتش بتحب الخير لغيرها.
رسالته كانت واضحة لمن تبدل وجهه لألف لون حتى أن المياه التي يرتشفها توقفت في فمه من صدمة الحديث تلذي بدى غريبا نوعا ما لتسنيم ووالدتها ابتلع عباس ريقه بصعوبة وهو يجاهد بالحديث المتقطع
_عندك حق.. ربنا يهدي.
ارتشف آسر عصيره وهو يجيبه بتلذذ عجيب
_هيهدي مهو لو ربنا مهدهمش بيبعت أمثالنا زيي أنا وأنت كده نربيهم ونعلمهم الأصول.. ولا أيه
لعق شفتيه الجافة پخوف شديد ليجيبه بتوتر
_آآه... آآ.... عندك حق..
ونهض عن مقعده ليشير لشقيقته بتخبط
_أنا هطلع اريح جتتي شوية عما تحضريلي العشا يا فاطمه..
أومأت برأسها وهي تهم بالنهوض
_عنيا ياخويا..
وخرجت خلفه على الفور فما أن خرجوا سويا حتى تساءلتتسنيم بدهشة
_أنت كنت تقصد أيه بكلامك ده
منحها ابتسامة جذابة وهو يجيبها
_لا أبدا مفيش أنا كنت بدردش مع الخال شوية..
ضحكت على طريقته المستهزأة بالحديث وإن كان يغمرها الفرح لرؤيته يتصبب عرقا خوفا من آسر راق لها الامر كثيرا وباتت على يقين بأنه سيكون حمى وسند لها كما ظنت نهض آسر عن مقعده ثم عدل قميصه وهو يشير لها بحزن
_الوقت إتاخر لازم أرجع البيت أشوفك بكره بإذن الله..
نهضت هي الاخرى ثم قالت
_ان شاء الله...
ولحقت به للاسفل حتى وصلت لباب المنزل فاستدار اليها ليودعها بمشاكسة
_مش عارف من غيرك كنت هعرف باب الخروج ازاي..
ضحكت بصوت مسموع ثم قالت
_أي خدمة..
غمز لها بعشق
_خدماتك مردودة لوقتا لاحق..
ابتسمت فاستطرد بمكر
_ولحد ما بكره يجي ما تقدميلي خدمة كمان وتقوليلي حبتيني في اليومين دول ولا لسه في طريق طويل وحواراته أطول ونفسي هيتقطع!
تعالت ضحكاتها فحاولت ان تبدو ثابتة وهي تشير اليه
_مع السلامة يا بشمهندس..
لوى فمه باستياء
_لا كده وضحت... بس لعلمك بقا أنا عندي صبر و خلقي طويل واعجبك اوي..
همست على استحياء
_هنشوف..
ابتسم هو الأخر قبل ان يودعها بجدية
_تصبحي على خير..
بخجل اجابته
_وأنت من أهله..
غادر تلك المرة تاركا ابتسامتها تنير وجهها مثلما يفعل كل مرة فصعدت لغرفتها لترتمي على الفراش هائمة بكلماته المعسولة أيعقل أن يجمع الرجل بين الجدية والمزح والشهامة والرجولة!
جمعهم الآسر فباتت صفاته قريبة من فارس أحلامها ولعل قربها منه بالايام المقبلة يجعلها تكتشف ما خفى عنها من صفات مازالت لم تكتشفها بعد!
صدمت روجينا حينما استمعت من حور ما حدث مع رؤى وعرض ذاك الفيديو المخزي أمام الجميع فقالت بحزن.
_منه لله كسرها بطريقة بشعة..
أيدتها حور قائلة
_انتي مشوفتيش حالتها كانت عاملة ازاي... بس الحمد لله ان بدر اتدخل وحل الموضوع..
قالت روجينا بابتسامة حالمة
_عشان بيحبها يا حور هيعمل اي حاجة أنتي متعرفيش الحب بيحقق المعجزات..
ضحكت وهي تشير لها بخبث
_يا عم يا عم أحمد محرك المشاعر ومخليكي رومانسية بزيادة اليومين دول... شكله كده جابلك هدية او خرجك خروجة من إيهم...
تهجمت ملامحها فور ذكرها لاسمه فقالت بارتباك ملحوظ
_لا والله ابدا أنا بس بحكيلك عن اللي ورا موقف بدر وتصرفه..
أومأت حور برأسها بتفهم ثم قالت
_طب مش ناوية تنزلي البلد عشان تباركي لآسر!
ردت عليها وهي تستكمل مذاكرتها على الحاسوب
_لا.. ماما كلمتني وقالت انهم هيجوا بكره ان شاء الله عشان كتب الكتاب والعفش..
بحماس قالت
_بجد.. طب كويس دي تسنيم وحشتني اوي..
كمتها بالوسادة وهي تمازحها قائلة
_ايوه يا ستي وقعتي الواد في حب صاحبتك الانتيم بس اكيد مش هتقعديلها العمر كله مسيرك هتتجوزي وهتمشي من البيت..
اعادت اليها الوسادة بضيق
_مهو ده اللي مزعلني بس انتي هتكوني بدالي يا بت وهتصحبي تسنيم صح
اجابتها ساخرة
_أكيد... مهي مرات اخويا يا هبلة...
نامي وسيبني اركز بقا في الاختبار ده..
اغلقت عينيها بمرح
_ادينا هنام لما نشوف اخرتك ايه..
تناولت ماسة الفطير الساخن بالعسل الصافي بشهية مفتوحة والاخر يراقبها ببسمة عاشقة لأدق تفاصيلها فعرضت الشاشة من أمامه لتدفعه لتذكر ما مضى
_بطلي أكل أنا حاسس انك اللي خستيه في سنة هترجعيهم في الكام شهر دول!
عنفته بنظراتها القاتمة ومن ثم قالت بشراسة
_أنت بتعايرني يا يحيى اني كنت تخنانة شويتين!.... وبعدين أنا بأكل عشان مين مش عشان ابنك!
اڼفجر ضاحكا ثم قال
_حبيبتي
أنا خاېف عليكي من الاكتئاب اللي هترجعي تعيشي فيه من تاني ولا ناسية زيادة وزنك كان مخليكي عاملة ازاي!
تركت المانجو من يدها لترسم دور الحزن البائس
_خلاص هبطل اكل ولما هروح اكشف في معادي الدكتور لو كلمني على وزني او وزن الواد هسحلك من قفاك..
اتسعت ضحكته فحمل الطبق ثم قدمه لها قائلا
_حقك عليا أنا مشفتش باربعة جنية تربية كلي زي ما تحبي أنا معنديش اي اعتراض عليكي لا وانتي تخينة ولا رفيعة..
جذبت المانجو لتقطمها بتلذذ
_أيوه كده اتعدل..
أفاق يحيى من ذكراه المحببة لقلبه على صوت تقيئ ماسة أسرع تجاه حمام الغرفة فوجدها تسعل بقوة حاوطها بذراعيه ثم جذبها لصنوبر المياه فعاونها على الاغتسال وحملها للفراش تمسكت به ماسةوهي تردد بدموع طفولية
_ماسةمش عملت شقاوة يا يحيى لسه تعبانه ليه!
ابتسم وهو يجيبها
_هتبقي كويسة لما تاخدي الادوية..
وناولها الادوية المختصة بحالتها فتناولتها على مضض ثم عادت لتستلقى على الفراش مجددا وهو لجوارها يمسد على ظهرها بحنان حتى غفلت تماما فخرج للشرفة ينتعش بالهواء الطلق ليتفاجئ
بآسر يجلس بالحديقة فأشار اليه فحثه آسر على الهبوط وبالفعل هبط يحيى ثم جلس على الأريكة الخشبية المجاورة اليه فسأله باستغراب
_أيه اللي مقعدك كده
رد عليه بابتسامة حالمة
_مش جايلي
نوم..
ضحك الاخير فشاكسه قائلا
_من اولها لا إجمد كده انت لسه قدامك مراحل!
اتكأ بذراعيه حتى استقام بجلسته
_أنا جامد وكل حاجه بس الحب يضعف الحجر..
رفع حاجبيه ساخرا
_يا راجل!
هز رأسه فقال بتذكر
_قولي صحيح أيه المشاكل اللي في الشغل.. جدتك صدعاني من الصبح فاتصلت ببدر وقالي الامور تمام!
تطلع حوله قبل أن يجيبه پغضب سيطر عليه
_واحد حب يوجب معايا عشان أسيب الباب اللي انا داخله فاكرني أهبل وهصدق الحوار العبيط اللي اتعمل في تلاتين مسلسل هندي قبل كده..
سأله بجدية
_ومين ده معرفتوش!
أجابه بابتسامة ماكرة
_خالها الجحش ده اللي ورا الموضوع.
تعجب للغاية مما استمع اليه فسأله باستغراب
_وهو خالها هيستفاد أيه لما الموضوع يتفشكل
اسند ظهره لجسد الاريكة وهو يجيبه بغموض
_مهو ده اللي هعرفه وقريب اوي!
بزغت الشمس كقبلة في ثغر الصباح وكأنها تستعد لهذا اليوم الموعود باللقاء الذي سيجمعها به فقادتها لهفتها لشرفتها تنتظر قدومه وخاصة بعد أن كلمتها رواية على هاتفها المحمول لتخبرها بانهم على وشك الوصول اليها ارتسم على وجهها ابتسامة نطقت بالبهجة حينما وجدت سيارتين تقترب من المنزل أحداهما يقودها سائق فهد الخاص والاخرى يقودها آسر فصفها أمام المنزل أسرعت تجاهها زوجة خالها لتشير لها بحماس
_يالا يا تسنيم آسر جيه..
لحقت بها للاسفل فوجدته يقف مع أبيها أمام المنزل خطفت أنظاره بفستانها الأخضر الذي يشبه لون عينيها فبرز جمالهما..
دنت منها رواية لتسلم عليها ومن ثم قالت
_يلا اركبي انتي ووالدتك ومرات خالك مع آسر..
سألتها باستغراب
_طب وانتي!
أشارت لها بابتسامة