بقلم اية محمد
أن يكون من أجمل ما يكون كان ليلا حالك لها لما فعله هذا اللعېن وجدت تسنيم يدها تتحرك تجاه هاتفها لتمسك به ثم ضغطت على زر الاتصال به ولم يعنيها أن الساعة الخامسة صباحا كل ما أردته أن تستمع لصوته علها تغفل قليلا أو على الأقل تزورها السکينة التي حرمت منها انتظرت سماع صوته بلهفة هاجمتها كالۏحش الجائع حتى ارتوت بحنان عشقها حينما استمعت لصوته الناعس وهو يقول
حبيبتي... كلمته تلك كالبلسم الشافي لچروحها التي تخفيها عن العالم بأكمله أطبقت بأسنانها على شفتيها السفلية وعينيها مطبقة بقوة
تحتبس دمعاتها وتتحكم في كبت شهقاتها حتى لا تصل إليه شعر آسر بأن هناك خطبا ما خلف صمتها هذا فتساءل بلهفة
_تسنيم إنتي كويسة
تحرر صوتها الذي كبت بداخلها لساعات ظنت فيها بأنها فقدت النطق فهمست بصوت شاحب للغاية
رغم غرابة طلبها وبالأخص بذلك الوقت الا أنه نهض عن فراشه ثم أسرع لخزانته ليجذب جاكيت الترنج الرياضيي ليرتديه على بنطاله ثم خرج من غرفته ليتجه اليها غير مبالي بعادات وتقاليد الصعيد ليس مهتما حتى لسؤالها عن سبب طلبها لرؤيته كل ما يفكر به بأن محبوبته تحتاج إليه وعليه الوصول إليها في الحال.
_أنا تحت البيت يا حبيبتي.
ذهلت لسرعته بتلبية طلبه الغريب فقالت بعدم تصديق
_بجد!
إبتسم وهو يخبرها بعذوبة صوته
_تحبي أطلعلك ولا تنزلي إنتي!
جسدها الذي فقد القدرة على الحركة إستعاد نشاطه فركضت مسرعة لشرفتها لتتأكد مما قال فتفاجئت به بالأسفل يشير إليها من نافذة السيارة ويغمز لها بعينيه رددت بالهاتف وعينيها مازالت مسلطة عليه
مال برأسه على حافة النافذة ورأسه مرفوع لأعلى تجاهها ثم قال
_إنتي لو في أخر الدنيا هتلاقيني قصادك وقت ما تحتاجي وجودي جنبك يا تسنيم.
ابتسمت بخجل وودت لو ظلت عمرا بأكمله هكذا تتطلع إليه فقط فماذا ستريد أكثر من ذلك استندت بجسدها على باب الشرفة وهي تتأمله بهيام فإبتسم وهو يردد
جحظت عينيها پصدمة فرفعت يدها تلقائيا على شعرها المتدلي على كتفيها ربما من الحالة النفسية العصيبة التي اختبرتها أنستها جميع من حولها حتى نفسها كادت بأن تهرول للداخل ولكنها استمعت لصوته الرخيم يناديها
_تسنيم.
استدارت تجاهه تتطلع اليه وأذنيها تستمع للهاتف بإهتمام فوجدته يمنحها ابتسامة عذباء ومن بعدها كلماته البطيئة
سيطر الخجل على معالمها ومع ذلك بقيت محلها كأنها تحاول استكشاف القوانين الجديدة التي ستباح له يعدما حرمت على الجميع نعم هو الآن زوجها استقامت تسنيم بوقفتها في خوف حينما وجدت أبيها يخرج من
المنزل ويدنو من سيارةآسر فتابعت ما يحدث بقلق من أن يحرجه أبيها..
بالأسفل..
كان العم فضل يستعد للذهاب للحقل باكرا قبل أن يأتي الأقارب لمنزله للإحتفال بالعروس فتفاجئ بسيارة آسر من أمامه فإقترب منه ثم إنحنى على نافذة السيارة قائلا بإستغراب
_آسر بتعمل أيه إهنه دلوقت يا ولدي!
خرج من السيارة وهو يصافحه قائلا ببسمة هادئة
_إنت اللي رايح فين على الصبح كده يا حج..
قال بابتسامة صغيرة
_رايح أشوف شغلي قبل ما الدنيا تظيط اهنه أنت بقا اللي بتعمل أيه السعادي.
تطلع آسر تجاه شرفتها ثم قال بمكر
_إنت عارف إن المخطوبين بيحبوا ينكفوا في بعض وده اللي حصل بينا فقولت ميصحش يبقى الحنة النهاردة وفرحنا بكره وأسيبها زعلانة منيوزي ما أنت شايف جبت بعضي وجيت لأجل ما أنول الرضا..
تعالت ضحكات العم فضل فقال بصعوبة بالحديث
_والله ما قصرت يا ولدي بس مش هتنول حاجة طول ما انت قاعد في عربيتك اكده لازمن تدخل وتقعدوا مع بعض كده قاعدة صفا قبل ما المعازيم والحبايب يتلموا.
وأشار له بتتابعه ثم دث مفاتحه بباب المنزل فولج للداخل وهو يشير اليه قائلا
_تعالى يا ولدي إدخل..
ظل محله بالخارج وهو يردد بحرج
_ميصحش يا عم فضل أنا همشي وهنبقى نقعد بليل مع بعض..
انكمشت تعابيرها پغضب
_كلام ايه اللي بتقوله ده انت بقيت جوز بنتي وواحد منينا يعني تدخل الدار في الوقت اللي تحبه ادخل بدل ما ورحمة الغالي ازعل منك زعل واعر.
ولج آسر للداخل قائلا بمرح
_طب وعلى أيه ادينا دخلنا اهو هاتلنا العروسة نصالحها بقا ونتكل على الله قبل ما حد يحس بغيابي.
منحها نظرة صارمة تتبعها قوله الحازم
_يمين تلاته ما هتمشي غير لما نفطر سوا.
ضحك على طريقته بالحديث ثم قال بإحترام
_زي ما تحب.
وإتبعه آسر لغرفة الضيافة ثم جلس ينتظرها بلهفة فما هي الا دقائق معدودة حتى وجدها أمامه انعقد حاجبيه بتعجب حينما رأى عينيها المتورمة من أثر البكاء فرفع يديه ليتفحص ما أسفل عينيها وهو يردد بقلق
_في أيه يا حبيبتي إنتي كنتي بټعيطي!
بلعت ريقها بتوتر من قربه منها فتراجعت للخلف قليلا ثم جلست على الأريكة التي يجلس عليها وهي تجيبه بثبات زائف
_لا أنا بس زعلانه عشان هسيب بابا وماما..
رفع آسر يديه ليحتضن بها يدها ثم قال بحنان
_ليه هو أنا همنعك عنهم عمر ده ما هيحصل أبدا الوقت اللي تحبي تجيلهم فيه تعالي حتى لو هتيجي كل يوم..
رسمت ابتسامة فاترة رغم دموعها التي هبطت رغما عنها فسمح لنفسه تلك
المرة بمسحها وهو يردد بحب
_أنا مش عايز أشوف غير ابتسامتك تاني فاهمة
منحته إبتسامة صغيرة ومازال دمعها يتلألأ بعينيها فشعر آسر بحاجتها للبكاء فاقترب منها وعينيه تراقب رد فعلها بتركيز ثم أسند جبهته على جبهتها ليهمس جوار أذنيها بحب
_عمري ما هعمل حاجة تزعلك أبدا ولو زيارتك لوالدتك هتفرحك هسيبك تروحي كل يوم صدقيني.
رفعت عينيها تجاهه فحاربت عواصف فريدة من نوعها شعر آسر بأنها ترتجف بقوة فجذب يدها ليقربها اليه حتى ضمھا لصدره تبلد جسدها بعواصف يصعب وصفها ولكن أهمهما بأنها لم تتضرر من احتضانه لها بل تمنت لو ظل العمر بأكمله هكذا فكانت مشتتة للغاية تختبر مشاعر مختلفة أذنيها تلتقط صوت نبضات قلبه التي منحتها الطمأنينة والغريب بالأمر أنها لم تحاول حتى إبعاده بل غفلت بإحضانه تستئنس احساس الأمان الشي شعرت به فسحبها النوم بدفء أحضانه بعدما قضت الليل من دون نوم استغل آسر قبولها لحضنه حصن لها فرفع خصلة من خصلات شعرها المتدلي من خلف حجابها الموضوع بإهمال ثم شم عبيرها وعينيه مغلقة بقوة باتت بأحضانه بتلك اللحظة هل كان يتوقع حدوث ذلك ظل آسر يحتضنها حتى مرت أكثر من أربع ساعات أعدت فيهما والدتها الطعام وحينما ولجت للغرفة وجدت ابنتها غافلة بأحضانه فقالت بخجل
_يلا يا حبيبي الفطار جاهز صحي تسنيم عشان تفطروا.
رد عليها بابتسامة هادئة
_لا سبيها تنام عشان تكون فايقة بليل..
ابتسمت وهي تردد
_بس على الاقل تاكل لقمة.
قال ويديه تربت على وجهها
_لما تصحى إبقي اعملي اللي يريحك..
ابتسمت وهي تراقبه من بعبد خاصة بعد أن رفض تناول الطعام وفضل البقاء لجوارها حتى استيقظت من غفلتها بعد ساعات طويلة فوجدت ذاتها مازالت غافلة فتساءلت پصدمة
_يا خبر أنا نمت إزاي!
ابتسم وهو يجيبها بمكر
_السؤال ده تسأليه لنفسك عموما أحسن حاجة عشان تبقي فايقة بليل..
منحته ابتسامة مشرقة ثم استأن بالانصراف بعدما اتطمئن عليها..
توافد الجميع على منزل الغريس فاليوم هو بداية لفرحة الغد نصبت خيمة كبيرة أمام منزل كبير الدهاشنة وضع بها طعاما ولحوما استقبالا لتلك المناسبة الهامة فعمت الالحان ثرايا القصر بأكمله ليشارك الشباب الفرحة حينما نهضوا كلاهما ليتبادلون الرقص الشرقي مع العريس وجولات متعددة باستخدام العصا وبالأخصبدر وآسر فكان كلا منهما يتألق بجلباب صعيدي من اللون الأبيض وعمة وضعها فهد
بنفسه على رؤسائهم وكأنه يعزز من مقدرهما أمام الناس..
تسللت تالين على سطح المنزل
ثم اخذت تلتقط فيديوهات خلسة لرقص الشباب جميعا حتى فهد وسليم
وعمر شاركوهما الرقص بالعصا انتهت تالين من التصوير ثم هبطت للفتيات التي تستعد للتحرك لحنة العروس لتشير لحور بهاتفها بخبث
_كله تمام يا ريس اتصوروا كلهم..
قالت بفرحة هي الاخيرة
_كويس عشان نتفرج كلنا هناك..
وتحركوا جميعا لمنزل تسنيم حيث كان يضم احتفال نسائيا صغير فاجتمعت الفتيات بصحبة رؤى في غرفة تسنيم ليعرض من امامهما حفل الحنة الخاص بالشباب فرأت كلا منهما معشوقها وهو يتألق برادئه الذي زاد من وسامته وبعض من مقاطع الفيديو لرقصاتهم الرجولية التي كانت اغلبها تعتمد على الرقص بالعصا لتبرز قوة بنيتهم واستعراضها امام حشد هائل من الرجال بمبارزة اعتمدت على العصا..
كانت الاجواء بالمنزلين يغمرها الفرح والسعادة نقيض قلب روجينا المكسور غمرها حزنا قاتم فجلست بمفردها شاردة حائرة بعدما تلقت اتصالا هاتفيا من احد المعامل بالقاهرة فقد روادتها بعض الشكوك قبل سفرها بأيام لذا اردت قطعها فتوجهت لاحدى المعامل واجرت إختبار يخص الحمل وربما التهائها بامور السفر انساها
الذهاب لمعرفة النتيجة فتذكرتها حينما غلبها حالة متكررة من الغيثان الصباحي لذا اتصلت بهما هاتفيا ليأكدوا لها صدق شكوكها وانها بالفعل حامل بأسبوعين!...
تحمل الان ببطنها مصيرا مجهول سيقيد العائلتين بدمار لا حد من نهايته سوى بيد شخصا واحد ترى هل سيكون سبب في نجاتها أما هلاكها!...
......... يتبع..............
الدهاشنة.... بقلمي_ملكة_الابداع_آية_محمد_رفعت..
______
٥١٢ ١١٨ ص زوزو الدهاشنة....صراع_السلطة_والكبرياء..
الفصل_التاسع_والعشرون.
إهداء خاص للقارئة الجميلةأمنية إسماعيل بشكرك على دعمك الدائم لي وبتمنى أكون دائما عند حسن الظن..
اليوم شهد منزل الكبير واجب ضيافة طال فقراء البلد وأهلها بأكملها فاليوم هو حفل زفاف ابنه الوحيد ووريثه من بعده فكان الجميع يستعد لتلك المناسبة الهامة وخاصة حينما أسدل الليل بجلبابه الأسود المعتم فأنارت الأضواء المحاطة بالمنزل لتشع نور ببهجة ألوانها فنصبت خيمة الرجال أمام المنزل وبالداخل كانت النساء تلتف حول منصة صغيرة وضع بها مقعدين للعروستين وعلى أول أريكة جلست الحاجة هنية في إستقبالهن ولجوارها نساء منزل الكبير..
أما بالأعلى..
فكانت تالين مشغولة للغاية بتزين رؤى وتسنيم حتى حور عاونتهم على إرتداء الفستان الأبيض فإبتسمت وهي تتأمل لمسات تالين الاخيرة لصديقتها ثم قالت بإعجاب
_ما شاءالله قمر يا روح قلبي.
لاحظت توترها المتخفي خلف إبتسامتها المصطنعة فشددت على يدها وهي تهمس لها جوار أذنيها
_إهدي يا تسنيم إنتي النهاردة عروسة وبتتزفي للإنسان اللي بتحبيه إرمي كل حاجة ورا دهرك وإفرحي الليلة دي مش هتتعوض تاني يا حبيبتي..
حبست دمعاتها خلف قفص وحجبته بقفل سميك تمنت من كل قلبها أن يمر هذا اليوم بسلام فألتقطت نفسا مطولا ثم زفرته على مهل وظلت تكرر ما تفعله علها تمنح الهدوء والسکينة لجسدها المسكين.
آنتهت تالين من وضع اللمسات الاخيرة لشقيقتها الصغرى فأشارت لها على المرآة قائلة
_خلصت قومي بصي كده.
نهضت عن محلها ثم وقفت مقابل المرآة المطولة لتلقي نظرة متفحصة على زينتها وفستانها الرقيق فلمعت عينيها بالدموع لا تعلم دموع الفرح