بقلم اية محمد
يا كبير.
وغادر على الفور فاستأذن الخادم بالدخول ليضع صينية الشاي على الطاولة الصغيرة ثم اتجه للمغادرة فتعجب حينما رأى ماسة تتبعه للمكان المحظور على النساء بدخوله فردد يحيى بدهشة
_ماسة!
انتبهوا جميعا إليها فبحثت عنه وسط الحاضرين ثم أسرعت تجاهه لتجلس جواره وهي تعاتبه بحزن
حاول كتم ضحكاته في حضرة كبير الدهاشنة ولكنه وجده يشير إليها بابتسامة هادئة
_حتى لو كبير في الاخر وصلتيله ولا لا
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه
_ما أنا مسكاه أهو يبقى وصلت ليه.
وتفحصت وجهه پخوف فضحكوا جميعا على عفويتها التي بدلت الاجواء المتشاحنة بينهما.
اجتمعت العائلة بأكملها على الطاولة التي جمعتهم على العشاء بعد أن اسدل الليل خمائله السوداء ليمنح بعض السلام بعد شمس يوما حارق فتعاونت النساء على رص أطباق الطعام الشهي على الطاولة بعد أن إنضم العرائس لسفرتهم الكريمة شعرت رؤى بدفء غريب لم تشعره وسط عائلتهافكل منهم كانت تجمعه طاولة خاصة به بعيدا عن الأخر والكل مسؤول عن اعداد ما يريد تناولهعلى عكس ما يحدث هنا أما تسنيم فكان هذا لا يشغل عقلها بل ما يهاجمها من أفكار جعلتها تشعر وكأنها تواجه حربا أكبر منها شيئا بداخلها يود الاقتراب منه وثمة شيئا يقذفها بۏجع الماضي الذي سيؤلمها تناست ما تفكر به واستأذنتهم لحاجتها بالنوم لشعورها بأن هناك صداع يستهدف رأسها فما أن صعدت لغرفتها حتى اتجهت لحمام الغرفة وأبدلت ثيابها قبل أن يلحق بها آسر فما أن ولج حتى نادها بقلق حينما علم بتعبها المفاجئ وصعودها
طلت برأسها من خلف باب حمامها تتطلع إليه بارتباك شعر به فقال بلهفة
_إنتي واقفة ورا الباب ليه!
ابتلعت ريقها بتوتر لتحسم قرارها الاخير بكونه زوجها فخرجت لتقف مقابله ابتسمآسر حينما وجدها تحررت من مئزرها الذي لا يفارقها فاقترب منها حتى بات مقابلها فهمس بصوته الرجولي
حد يداري الجمال ده!
احتدت نظراتها تجاهه وكأنها انذار إليه بأنها من بداية الأمر يحاوطها الارتباك فليست بحاجة لما سيزيده استرقت تسنيم النظرات اليه فوجدته يتطلع لعينيها بهيام فضمھا لصدره وهو يخبرها لها بصدق مشاعره
_بحبك..
ارتجف
جسدها وهي تحارب نطق ما يردده قلبها خلفه فهمست بصوت يكاد يكون مسموع
التقطت أذنيه ما تهمس به فرفع وجهها اليه وهو يسألها بلهفة
_قولتي أيه
ضمت شفتيها معا بقوة وأصابعها تفرك بعضها البعض لتردد بخفوت
_وأنا..
بمكر قال
_وانتي أيه..
توترت حروفها
_بأ... حبك..
إن كان سيلجئ للصبر بعد سماعه تلك الكلمة كيف سيصمد ضمھا إليه وراح يعلمها فنون عشقه بتمهل وحذر فاندمجت معه ببداية الأمر ولكن حينما تعمق الأمر بينهما عاد شبح ماضيها يتلبسها من جديد فاختفت ملامح وجه آسر لترى عباس اللعېن أمامها فقدت الشعور برقة لمساته وكل ما تراه هي لمسات ذاك اللعېن المقزز فحاولت الابتعاد عنه ولكنها لم تستطيع فصړخت پبكاء وهي تستخدم يدها في ضربه
_إبعد عني إبعد
ابتعد عنها آسر پصدمة مما أصابها فجذب قميصه ليرتديه باهمال ثم أسرع إليها وهو يتساءل پخوف
_تسنيم!!...
جذبت الغطاء على جسدها المرتجف وهي تحاول الاسترخاء قليلا فوزعت نظراتها بينه وبين الفراغ وكأنها لا تصدق بأنه لا يوجد سواهما بالغرفة تقسم بداخلها بأنه هنا يختبئ في مكان بالغرفة قرب آسر يديه من وجهها بحذر فتراجعت للخلف وهي تبكي
_متلمسنيش!
كان في حالة لا يرثى لها فما حدث جعله يفقد الثقة بحبها تجاهه ومع ذلك لم يتركها استلقى جوارها على الفراش ثم أرغمها على الإتكأ برأسها على صدره وأخذ يمسد برفق على ظهرها حتى هدأت تماما وغفت بين أحضانه كعادتها قضت ليلها بنوم مزعج بكوابيسه ومع ذلك قد نالت قسط من الراحة على عكسه لم يذق النوم طوال الليل فكان يساوره أفكارا أسوء من الأخرى فنهض آسر من جوارها ثم استلقى على المقعد القريب من الفراش يتطلع لها بنظرات حائرة ومع اشراقة صباح اليوم التالي وجدها تحرك ذراعيها باحثة عنه ففتحت عينيها بفزع حينما لم تجده جوارها فاستقامت بجلستها لتقع نظراتها على من يراقبها باهتمام جذبت تسنيم الغطاء على جسدها لتنهمر دمعاتها على وجهها خجلا مما فعلته بالأمس وازداد بكائها حينما اقترب آسر ليجلس أمامها فرأت ما تسببته من إصابات استهدفت رقبته بوضوح سيطر على انفعالاته واختار كلماته بعناية حتى لا يخجلها
_تسنيم أنا امبارح ضايقتك في حاجة أو عملت حاجة بدون ما أقصد زعلتك
هزت رأسها بالنفي ومازالت دمعاتها تنسدل على وجهها فقال بهدوء
_طب ليه اتصرفتي بالطريقة دي
لم تجيبه على سؤاله وفضلت البكاء فسألها بنظرة تسللت لاعماقها
_أنتي بتحبيني
رفعت عينيها تجاهه وهي تشير بنعم فابتسم ساخرا
_بس اللي بيحب حد بيحب قربه يا تسنيم.
ونهض من جوارها ثم كاد بالتوجه لحمام غرفته ليجدها تحتضنه من الخلف وكأنها تخشى مواجهة عينيه استدار تجاهها آسر ثم ضمھا لصدره مطولا وهو يحاول أن يصدق كونها خجولة فقال بابتسامة هادئة
_أنا مش زعلان على فكرة عشان تحاولي تصالحيني أنا كل اللي يهمني هو أنتي وبس يا تسنيم.
ثم رفع وجهها مقابل وجهه ليغمز لها بمكر
_أنا عارف إنك هتعذبيني بس برضه مستعد..
منحته ابتسامة ازاحت ما به من ألم فضمھا لصدره وبداخله شعور مقلق حيالها..
خرجن منذ الصباح حتى لا يعلم أحمد بامرهم بعد ان اتصلت روجينا بالطبيب واتفقت معه على الموعد وتكلفة الجراحة كانت تعلم بأنها تقصد المكان الخاطئ ولكنه من يليق بتلك النوع من العلاقات المشپوهة خاب ظن روجينا بقوتها فكانت تظن بأنها ستتحمل ما سيحدث لها والمكان الذي ستذهب اليه في سبيل التخلص بما تحمله باحشائها ولكنها حينما رأت عيادته الخاصة وشكله المريب اتقبض قلبها وتشبثت بذراع حور وهي تردد پخوف
_أنا خاېفة يا حور..
لم يقل خۏفها عنها فالمكان كان كريها للغاية لذا قالت لها
_يلا نمشي من هنا يا روجينا انا مش مرتاحة للمكان ده.
لم تفقد ذرة الشجاعة بداخلها فقالت بتصميم
_لا مش همشي غير لما كل شيء ينتهي انا مش عايزة حاجة تفكرني بيه يا حور.
انتفضوا كلا منهن على صوت الممرضة السليط وهي تخبرها
_يلا يا حلوة دورك.
تمسكت بذراع حور وهي تشير إليها بتوسل
_متسبنيش يا حور ادخلي معايا.
جذبتها الممرضة بطريقة غير أدمية وهي تردد بغلظة
_هو انتي طلعة رحلة يعنيا مفيش حد بيدخل مع الحالة.. وانجزي عشان ورانا حالات كتير..
انهمرت دموعها پانكسار لما فعلته حتى يوصلها لعيش تلك اللحظات القاسېة فتركت يد حور وولجت مع الممرضة للداخل رأت المعدات الطبية ملاقاة هنا وهناك وبقاع الډم تحملها الملاءة الملطخة بها وما زاد خۏفها رؤية وجه الطبيب المخيف حتى انقبض قلبها فشعرت بأن نظراته لها كانت جريئة للغاية فلم تعد تشغر بشيء فور تلاقيها أول جرعة من المخدر.
بالخارج..
اتصل هاتفيا برب
عمله ليخبره بما أتى به من معلومات بشأن من يراقبها ليأتيه سؤاله المندهش
_مكان أيه اللي دخلته في المنطقة الشعبية اللي عندك دي!
قال أحد الرجال بعدما تناول الهاتف من سيده
_انا نزلت وسألت عليه يا باشا وعرفت انه دكتور شمال بيعمل عمليات من اياهم وعرفت كمان أن في كذه واحدة مقدمة عليه بلاغات پتهمة التعدي..
صړخ بها پجنون
_تعدي أي
عاد ليوضح له
اغلق الهاتف سريعا ليهبطوا جميعا ثم هرعوا للداخل فشكل كل منهما حائل بشړي ليمنح الجميع من الدخول أو حتى الخروج واقتحم أحداهما غرفة الطبيب فوجدوه مجرد من ملابسه ولكن لحسن حظها لم يتمكن من ملامستها بعد..
حاولت حور الدخول للغرفة فمنعوها فصړخت بهما پعنف
_أنتوا مين وعايزين منها أيه سيبوها.
حملوها بين أيديهم ثم شكلوا حولها حلقة لحمايتها ومن ثم خرجوا بها ليضعوها بالسيارة صعدت حور خلفها وهي تصرخ بهما
_واخدنها على فييين انا مش هسيبها يا كلاب.
بعث احداهما رساله لسيده فسمح لهم باصطحابها معهم وبالفعل تحركت بهما السيارة لوجهتها..
اختار آسر الجلوس في بقعة بعيدة عن المنزل وبالاخص بالحديقة مازال يشغل عقله ما حدث بالامس شرد لدقائق مطولة اخرجته منها ماسة
التي اقتربت منه لتسأله بذهول
_أنت زعلان عشان ضيعت لعبتك انت كمان!
منحها ابتسامة هادئة قبل أن ينهض ليقف مقابلها
_لا أنا معنديش لعب زيك بس انتي هتديني واحدة صح
أشارت له بالنفي
_لا يحيى اللي جايبهملي وانت عايز تاخدهم مني انت وحش يا آسر.
ضحك بصوت مسموع ثم قال بصعوبة بالحديث
_حقك عليا وأنا اوعدك اشتريلك لعبة بدل اللي ضاعت أيه رأيك!
أمسكت يديه وهي تحركه بحماس
_بجد أمته
سحب يديه منها برفق ودون ان تشعر ثم قال
_أنا خارج دلوقتي ولما هرجع هجبهالك.
قالت بلهفة
_وعد..
اجابها بنفس تلك الابتسامة
_وعد.
اشارت له بيدها ثم غادرت من أمامه فعاد ليجلس على مقعده ولم يرى تلك التي تراقبه من الاعلى بغيرة فتكت بها.
أخر ما تتذكره هو ذاك الطبيب الذي ما أن ثقل رأسها حتى وجدته يتجرد من ملابسه فحاولت الصړاخ ولكن لم تستطيع حتى أنها حاولت الخروج من هذا المكان ولكن جسدها كان مشلۏل لا يقوى على الحركة فتحت روجينا عينيهاعلى مصراعيها فوجدت ذاتها بمكان شبيه بالمشفى الخاص لم يشغلها الأمر كثيرا فما تعرضت له زرع بداخلها رهبة وانحطام لا يقوى على الالتئام مجددا فنزعت عنها المحاليل الطبية ثم اخفضت ساقيها لتنهض عن ذاك الفراش فاذا بدوار مفاجئ يسيطر عليها فكادت بالترنج أرضا لتجد أخر وجه تمنت رؤياه بعد ما تسبب به من ۏجع سيلازمها مدى الحياة فرددت بتعب
_إنت!!!!
............ يتبع..............
الفصل كبيير اوي وبالرغم من كده معرفتش احط لقاء احمد وايان لانه لازمه تفاصيل كتيرة اوي
٥١٢ ١٤٥ ص زوزو الدهاشنة...وخفق_القلب_عشقا
الفصل_الحادي_والثلاثون.
إهداء خاص للقارئة الجميلة إبتسام حربي شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن الظن..
ظنت بأن ما ستفعله سيخلصها من وصمة العاړ الذي تحمله على أعتاقها فكانت تتمنى أن ينتهي الوقت سريعا وحينما تستيقظ تستطيع الشعور بأنه لم يعد شيئا بداخلها فجاهدت روجينا لرفع جفنيها الثقيل على مهل فأغلقتهما سريعا حينما ضړب ظلامها ضوءا قوي جعلها تغلفهما لتعاود فتحهما من جديد في محاولة منها للتأقلم فاستندت بذراعيها لتجلس