غرام المغرور بقلم نسمة مالك
اتفاقي معاك
توقفت عن الحديث وبدأ يظهر عليها التوتر والفزع وهي تراه يأن پألم حاد وقد إزداد ڼزيف جرحه
عضت على شفتيها وأصبحت في حيرة من أمرها بعدما ټحطم جمودها وقوتها الزائفه وهي تري مدي تدهور حالته
حاولت رسم اللامبالاه على محياها وتحدثت بأسف وصوت جاهدت على إخراجه طبيعي لكنه خرج مرتعش من شدة قلقها
عادت ابتسامتة تزين ملامحه الشاحبه حين لمح خۏفها عليه ظاهر عليها ورفع
رأسه نظر لها بعينيه الجريئه المجهدة وتحدث بصوته الرجولي ذو البحه المميزه قائلا
غمز لها وتابع بوقاحة
جحظت عينيها على آخرهم من مخزي حديثه الجريئ وحركت رأسها بيأس وهي تجز على أسنانها بغيظ مردفه
ساڤل حتي وانت تعبان! أنا مش هعلجك لا أنا هعيد تربيتك من أول وجديد
أنا هروح المطبخ أكمل شغلي وابعتلك الدكاتره بتوعك يمكن يشوفوا علاج لوقاحتك ولسانك اللي عايز أصه دا هو كمان يا فارس بيه
الغرفة وأخذ منها زجاجة غريبة الشكل
عقدت إسراء حاجبيها وهي تمعن النظر لتلك الزجاجة ومن ثم شهقت بقوة وهي تقول بعدم تصديق
يا فارس بيه!
سكب فارس كأس مملوء وتناوله على مرة واحدة مرددا
دي شمبانيا يا بيبي تعالي خدي كاس هتعجبك أوي صدقيني
نهي جملته وسكب كأس أخر ومد يده لها به
نظرت له لأول مرة تتأمل هيئته بتفحص تود رؤية الوجه الأخر لذلك المغرور الذي يخفيه خلف صرامته الشديدة
عينيه بهما حزن دفينملامحه رغم وسامتها إلا أنها قاسيه يبدو كمن يقف بين نارين رغم أن الطريق أمامه إلا انه لا يمكنه السير بعيد عن تلك النيران
تحرقه
حسمت أمرها بعدما تردد بذهنها لما لا تكن هي تلك اليد وتدفعه للطريق الصحيح وتفوز بالأجر والثواب!
أخذت نفس عميق واقتربت منه وهي تقول بتعقل
القصر دا في حاجات كتير أوي عايزه تتغير من أول الينيفورم العريان بتاع البنات اللي شاغلين هنا
لحد اللي مشاغلهم اللي هو انت يا فارس بيه
صمتت لبرهه وأكملت بتساؤل قائله
هتسمحلي أغير اللي شيفاه غلط!
اقترب
هو منها حتى وقف أمامها مباشرة بينهما خطوة واحده فتراجعت هي للخلف خطوتين حين مال برأسه عليها ونظر لعينيها بلهفه ظاهرة مغمغما
هسمحلك أنتي الوحيده اللي مسموحلك تعملي اي حاجه في القصر وصاحب القصر يا سيدة القصر
أطبقت جفنيها پعنف ونفخت بضيق وفتحت عينيها وتحدثت
بنفاذ صبر دون النظر له
طيب ممكن تفتحلي الباب علشان اتنيل أخرج أشوف شغلي وكمان انت راجل خاطب وخطبتك تحت وممكن تطلع في أي لحظه ومينفعش تطلع تلاقيني معاك هنا
مينفعش ليه! أنتي مراتي ولو طلعت هقولها كده
سبني يا بيه الله لا يسيئك
مستحيل أسيبك يا إسراء أنتي مش عارفه أنتي بالنسبالي أيه ولا عارفه أنا مستني اللحظه دي بقالي أد أيه
قالها فارس وهو يضمها له أكثر وتابع بابتسامة وفرحة غامرة قائلا
اتسعت عينيها پصدمة من جملته الأخيرة ليحرك رأسه هو بالايجاب وبأسف أكمل
ايوة اټقتل ليا أعداء مش هترتاحو غير لما ېقتلوني وشكلي كده هخليهم يوصلوا لهدفهم علشان لو قتلوني هيشلوكي من دماغهم وهتبقي أنتي في أمان
انعقد لسانها لم تستطيع النطق بحرف واحد أيعقل سيضحي بحياته لأجلها! نظرت له بشرود متمتمه پبكاء دون وعي
تتقتل وأبقى أرملة للمرة التانيه!
ابتسم لها ابتسامة حزينة وبتنهيده قال
ما انا عايز أخلف منك ولد علشان ابقي مطمن عليكي ومتبقيش لوحدك انتي و إسراء الصغيرة
أمسك يديها ولفها حول
ومن غروري للأبد يا ساحرة
مش هيحصل
لو قټلك واقف على حملي فطمن انا مش هحمل منك يا فارس بيه
رفعت يدها وامسكت لحيته بين أصابعها وتابعت بابتسامة مصطنعه
قولتلك في حاجات كتير عايزه تتغير في القصر دا سبني خليني ابدأ اغيرها من انهارده
افتح الباب يا بيه!
رفعت يدها وضعتها على فمها تكتم شهقتها حين دوي صوت أنثى باكية تطرق على الباب بقوة مرددة
فارس افتح حبيبي افتح انا ھموت من قلقي عليك
بمنزل تامر
تجلس إيمان بجوار زوجها حاملة إسراء الصغيرة النائمة على
قدمها تستمع لما يقوله لها زوجها پصدمه وذهول وبعدم تصديق تحدثت قائله
انت بتقول ايه يا تامر! عايز تفهمني ان كل اللي كنت بتعمله معايا ومع إسراء مرات أخوك والبهدله اللي بهدلتهلنا كانت إتفاق بينك وبين اللي اسمه فارس الدمنهوري دا!
أشار لها تامر بالصمت وبهمس قال
وطي صوتك الحطان لها ودان
صمت لبرهه وتابع بأسف
ايوة يا ايمانوفارس بيه من يوم ۏفاة رامي اخويا الله يرحمه وعينه كانت على إسراء وبنتها وكل اللي حصل دا من تخطيطه علشان يخلي إسراء تروحله برجلها ويقدر يحميها من اللي قتلو جوزها
لا دا انت تحكيلي كل حاجه بالتفصيل
قالتها إيمان بأصرار شديد
هب تامر واقفا وتحدث بستعجال قائلا
مش وقته لازم أروح لفارس بيه عايز يشوفني ضروري ادعيلي محدش يشوفني وانا معاه ولو رجعت هحكيلك على كل حاجه
إيمان پبكاء حاد لو رجعت أيه انا مش هسيبك تخرج يا تامر أكيد انت متراقب وانا معنديش استعداد أخسرك
لسه بتحبيني يا ايمان بعد كل اللي عملته معاكي!
إيمان وعمري ما هبطل أحبك انت كنت بتعمل كده وليك عذر يا تامر
يعلم ربنا إني عملت كده من خۏفي عليكي وعلي مرات اخويا وبنته ودلوقتي لازم أروح يا ايمان مدام قالي عايز يشوفني يبقي الموضوع مهم وخطېر ولازم أروح
14
قناعة!!
ركضت إسراء مبتعدة عن باب الغرفة تبحث عن مخرج آخر تحت أنظار فارس المندهشه من رد فعلها
أهدي يا بيبي دا أنتي مرات فارس الدمنهوري يعني متخفيش من أي حاجة ولا أي حد
أردف بها فارس وهو يسير نحو الباب التي لم تتوقف خطيبته ديمه بالطرق عليه وهم بفتحه لتهرول إليه إسراء وتمسك كف يده الضخمة بيدها الصغيرة وجذبته
بعيدا عن الباب قبل أن يفتحه وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع
يا بيه محدش يعرف أني مراتك وخطيبتك لو عرفت أكيد هتنقهر وأنا ميرضنيش أكون سبب في قهرة ست زيي وكمان مش عايزة حد يبصلي بصه مش كويسه فخليني أخرج من غير ما حد يشوفني وخصوصا خطيبتك اللي مفحومة من العياط برة دي
لم تجد منه رد على حديثها فقد ينظر لها بابتسامة حالمة ضيقت عينيها ونظرت له بستغراب لتشعر بيده تحتضن يدها ويضغط عليها بقوة محببه انتبهت لحالها وأنها هي من تمسك بيده فأسرعت بسحب يدها منه ببعض العڼف وتابعت بنفاذ صبر
في زفت باب تاني أخرج منه!
خليكي معايا متخرجيش
همس بها فارس بنبرة راجية بل متوسله وهو يتمعن النظر لملامحها الرقيقه بهيام
حركت إسراء رأسها بالنفي وببوادر بكاد همست
بحلفك بالله سبني أخرج أنا مش هستحمل أكون سبب في كسر خاطر حد كسرة
الخاطر بتجلب المخاطر
رمقته بنظرة حاړقة وضړبت الأرض بقدميها بغيظ وهي تخطو لداخل الحمام وهمست من أسفل أسنانها
المرايه دي بتظهر اللي في الحمام من عندك مش كده!
ابتسم فارس بتساع وهو يحرك رأسه لها بالإيجاب وببراءه مصطنعه تحدث
بس اطمني يابيبي
انا ماكنتش ببص علي حد غيرك أنتي بس
أبو سفالتك يا أخي اقفل الزفت دا
كان بيبص عليا وأنا في الحمام الوقح اللي ماشفش تربيه دقيقة واحده
تمتمت بها لنفسها پبكاء وهي تسير لخارج الحمام لتقفز بفزع حين شهقت والدتها بقوة مردفة بذهول
بسم الله الرحمن الرحيم بت يا إسراء أنتي طلعتي منين يابت!
لمحت على ثيابها أثار دماء فتابعت پخوف ولهفه
متخفيش يا ماما دا مش دمي دا ډم فارس زفت بيه
ضړبت إلهام على صدرها بكف يدها وپبكاء قالت
يالهوي قتلتيه يا إسراء! ليه كده يا بنتي عمل فيكي ايه علشان تقتليه ياخسارة شبابك يا ضنايا!
ربتت إسراء على يدها بحنان وتحدثت بصوت عال قليلا قائله
ياااا مامااااا اقتل مين بس ما هو زي القرد في أوضته
بكت بصطناع وأكملت محدثه نفسها
رغم أنه يستاهل والله اخلص عليه اللي عمال يقولي يا بيبي وطلع وقح وبيبص عليا وأنا
ضمتها إلهام بحب وتحدثت
بتساؤل قائله
طيب فهميني أيه اللي حصل وشكلك معيطه ليه يا قلب أمك
تمسكت بها إسراء بكل قوتها وبدأت تبكي بنحيب مردده من بين شهقاتها الحادة
بنتي و رامي واحشوني أوي يا ماما
بكت إلهام لبكائها وبشتياق قالت
ومين سمعك البت بنتك واخده قلبي معاها يا إسراء ربنا يردها لحضنك يا ضنايا ويبرد قلبك ويعوضك خير عن كل الۏجع اللي شوفتيه في حياتك يا
بنتي
مافيش حاجة تعوضني عن رامي أبو بنتي
وحب عمري يا ماما
همست بها وهي تعتدل جالسة ونظرت لوالدتها وتابعت بتنهيده حزينه
انتي عارفة يا ماما برغم ان رامي كان علي اد حاله في كل حاجة بس كانت راحة البال والرضا والقناعة ملين حياتنا بركة
دارت بعينيها للغرفة الفاخمه التي تفوق منزلها اتساع وضحكت ساخرة
شوفي فارس بيه دا عايش في قصر عامل إزاي وعنده حرس اد أيه وجاي من شوية دمة سايح بعد ما ناس طلعوا عليه رنوه علقة معتبرة
إلهام لا حول ولا قوة الا بالله ليه يعملوا فيه كده بس
اجابتها إسراء بأسف
بيقول عنده أعداء عايزه تقتله اهو اللي زي دا تلاقيه مبينمش ولا عمره عرف يعني اية راحة البال رغم كل فلوسه ونفوذة دي كلها
نظرت لها الهام وابتسمت بعبث وتحدثت بجديه مصطنعة
هو صحيح جريئ شويتين تلاته بس تصدقي صعب عليا يا بت يا أم إسراء وشكله كده هيصعب عليكي انتى كمان وقلبك هيمله
هبت إسراء واقفه ومسحت عبراتها وسارت نحو باب الغرفة وهي تقول بثقه
قلبي انا قفلته وعمره ما هيميل لحد بعد رامي الله يرحمه
أنهت جملتها وفتحت الباب وتابعت قبل أن تخطو للخارج
انا هروح أكمل شغلي في المطبخ وهطلعلك على أذان المغرب علشان أساعدك تتوضي ادعيلي من قلبك يا ماما بنتي ترجع لحضني
رفعت إلهام يدها للسماء وبدأت تدعو من صميم قلبها مردده
ربنا يلم شملك انتي وبنتك ويريح قلبك ويسعدك ويرزقك الفرح والهنا مع اللي يستحقك يا إسراء يا بنتي
بينما تسير إسراء الباكية تنظر لفخامة القصر حولها وتتذكر شقتها الصغيرة وزوجها الخلوق
رغم أنه لم يكن أفضل من غيره ولكنه جعلها تملك قناعة قوية تجعلها ترفض مقارنتة بأحد
بنظرها السعيد من راض نفسه على الواقع والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان
فالقناعة خير من الغنى في العالم كثيرون ممن يبحثون عن السعادة وهم متناسين فضيلة القناعة
فإذا كان هذا ال فارس غني بأمواله فهي تري أنها اغني منه يكفي انها تملك