الجمعة 29 نوفمبر 2024

للقدر حكاية بقلم سهام صادق

انت في الصفحة 32 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

 


مصدقني 
خرج عزيز من البنايه التي تقطن بها صفا ووقف يطالع الطريق من داخل البنايه حتى يتأكد ان لا أحد يتبعه
اشتاق لرؤيتها ولكن الضروره تحتم عليه الحذر قليلا حتى لا يكشف امره
علم بأمر عملها في شركه حمزة الزهدي وطرده لها من حياته
أخبرته كل شئ بضعف وكان هو الشخص الحنون الذي يستمع
حلمه أصبح يقترب منه دون تخطيط ولم يظل الا خطوه يضبط فيها أموره ثم يعرض عليها الزواج بالسر

استقلي سيارته وهو يحرك يده على صلعته ليضغط على زر الراديو فيصدح صوت غنوه قديمه لام كلثوم تعيد له ذكريات الشباب
لم ينتبه على سيارة زوجته التي كانت تتواري في شارع جانبي ومعها سائقها
اتحرك يامسعد لقدام العماره
تحرك السائق بالسياره وصفها أسفل البنايه لتترجل من السياره وهي تتوعد لخاطفة الرجال
وقفت سماح امام غرفه لاعب الكره بعدما ضاق صدرها من ملاحقته منذ امس لم تجد الا ارتداء زي موظفي خدمة الغرف
فتح لها سهيل الباب ونظر نحوها نظرة خاطفه وقد ظنها العامله كانت تخفض عيناها لاسفل حتى لا يكشف امرها
اتبعته بعربتها التي تحتوي على أدوات التنظيف
كان يتحدث بالهاتف ويبدو من نبرة صوته الڠضب سلطت عيناها نحوه وعندما وجدته يلتف نحوها أسرعت لتغير شرشف الفراش
أنهى مكالمته واستدار نحوها يسألها بأقتضاب
ألم يبدلوا شرشف الفراش صباحا
تمتمت سماح بصوت هامس
اظهرله نفسي ازاي ده 
ماذا تقولي ارفعي صوتك قليلا
تنفست سماح بقوه ثم ألتفت نحوه بهاتفها الذي اخرجته من جيبها وقد وضعته على التسجيل وازالت ما ترتديه فوق رأسها ثم ألتفت نحوه 
اهلا ياكابتن اعرف بنفسي سماح مهدي الصحفيه 
لم يكن صعب عليه فهمها فهو من اصل عربي ويفهم اللغه العربيه
سبها بلفظ ليس ببشع 
لتثبت الهاتف قرب شفتيه متمتمه 
وادي لاعب الكره المحترم بيتشم وبيهين اهل البلد اللي هو ضيف فيها
لتتسع حدقتي سهيل من فعلتها ومد يده ليلتقط منها الهاتف فدارت حربا بينهم نحو الهاتف الذي ينتقل بين كفوف سماح بمهارة 
ليدلف احد موظفين الفندق للغرفه المفتوحه قلقا بعد أن سمع صړاخا اتي من الغرفه 
ليشهق الموظف وهو لا يصدق المشهد 
سحبت فاديه صفا من الشقه صائحه وقد خرج جميع سكان البنايه 
اطلعي بره ياخطافة الرجاله يازباله 
لم تكن فاديه امرأة متحضره او استقراطيه في تلك الأمور 
كل ما تراه ان زوجها ستأخده أخرى تتلاعب به
لكمت صفا بوجهها وانهالت عليها ضړبا والأخرى لا تفهم شئ 
فأي رجلا ستأخذه
ابعدي عني ياست انتي حد يجبلها البوليس 
ضحكت فاديه بتهكم فهى لا يفرق معها شئ فهى تعلم انها ستخرج من الحكايه بسهوله فلا احد يقف امام شقيقها برتبته العسكريه القديمه فمعارفه كثر 
انا تجبيلي البوليس حد يجيب البوليس ياجماعه عشان تعرف مقامها الزباله ديه 
ضاق سكان البنايه من ذلك المشهد المقزز ولحظهم كان يقطن بها لواء متقاعد أتت الشرطه فور ان ستدعاهم ليخلصهم من ذلك الضجيج 
وانتهت العركه النسائيه التي انتصرت فيها فاديه أما صفا مسكت ذراعها بآلم تبكي على حالها فلم تعد تتحمل كل ما يحدث لها فمازالت في صډمه طرد حمزة لها من حياته 
دفعها العسكري بقوه هاتفا 
اتحركي قدامى 
اما فاديه سارت بخيلاء تخبرهم
بأسم شقيقها 
انتقلت عين الضابط بينهم بضيق من مظهرهم 
مين اللي عمل في تاني كده 
تمتمت صفا پبكاء
هي اللي اتعدت عليا في شقتي
فنظر الضابط نحو فاديه التي صړخت بها 
شقة مين ياحببتي ديه شقة جوزي
ياخطافة الرجاله 
اتسعت عين صفا ذهولا بعد أن بدأت تعي هوية المرأة 
أنتي مرات عزيز 
وكادت ان تفسر لها سبب إقامتها بالشقة وانا ما تفهمه خاطئ فهى من الأساس كانت سترحل ولكن صوت الضابط اخرسهم 
اسكتوا انتوا الاتنين 
لوت فاديه شفتيها وحدقت به بجرأه 
اللي بتعمله معايا ده هتزعل منه ياحضرة الظابط
واخبرته بفخر 
انا اهلي معظمهم داخليه وقوات مسلحه تعرف فرات النويري 
تعلقت عين الضابط بها وهو يعلم بأسم النويري ف فرات مشهور اسمه في عالم الأعمال بعد أن انتهي عمله بالجيش 
هاتي بطاقتك يامدام يلي فخوره بنسب عيلتك ومحترمتيش وضعهم 
وضعت فاديه ساق فوق الآخر فرمقها الضابط بضيق ولكن لم يتحدث فهو لا يتحمل كبر النساء وروعنتهم في مثل تلك الأشياء
وطالع صفا التي وقفت ترتجف
فين بطاقتك انتي كمان 
تمتمت صفا پخوف 
مش معايا 
واطرقت عيناها نحو ملابس المنزل التي ترتديها
مر الوقت وقد بعث فرات المحامي الخاص به اما عزيز بعد عن الصوره 
تنهد الضابط بضيق وهو ينظر لحال صفا التي تمسك ذراعها بآلم ووجهها ملئ بالكدمات 
انت مش شايف منظرها يامتر هي المتضرره ولازم تتنازل عن المحضر
رمق المحامي هيئه صفا ثم اعتذر منه كي يخرج قليلا
لمهاتفة فرات 
أجاب فرات فور اتصال محاميه الذي يعد من أكبر محامين البلد 
ادفعلها فلوس وأنهى الموضوع من غير شوشره يامتر 
عاد المحامي لينفذ أوامر فرات
ونظر للضابط المسئول 
احنا ممكن نحل الموضوع ودي ممكن اتكلم معها دقيقه 
اماء الضابط له برأسهترك لهم المكان ليتفاهموا كانت فاديه تجلس بالخارج تتوعد لعزيز 
مدام صفا انتي مش هتحبي الپهدلة انتي جربتي السچن قبل كده 
حياتها القديمه لم تكن مخفيه عن محامي فرات 
اتنزلي عن المحضر وشوفي المقابل المادي اللي انتي عايزه السيد فرات مستعد يدفعلك فلوس 
سقطت دموعها آلما وقد أصبحت تشعر بقسۏة الحياه 
جرحها هيئتها وجرورها لقسم الشرطه الذي أقسمت الا تمر من أمام اي مكان يذكرها بسنوات عمرها التي قضتها في مسجنها 
رفعت عيناها نحو المحامي الذي ينتظر اجابتها فتمتمت بأنفاس مثقله 
انا مش عايزه فلوس ممكن تساعدني اني اشتغل 
طلبت بكبرياء مجروح كي تعول نفسها وتبدء صفحه جديده مع الحياه ولا تحتاج لاحد 
هبطت من سياره الاجره في احد الشوارع الجانبيه بعد أن أخبرها السائق انه لن يستطيع السير في الشارع القادم بسبب التصليحات 
نظرت حولها وسارت بخطي سريعه فشهاب امرها بالقدوم لفرع الشركه الرئيسي بملف الصفقه واوصاها بالمجئ فورا فقد نسي أخذه من درج مكتبه 
مالت نحو حقيبتها حتى تخرج هاتفها من حقيبة يدها ألتقطت الهاتف وقبل ان تغلق حقيبتها على الملف جذب أحدهم الحقيبه
فشهقت بفزع وصړخت 
شنطتي 
كان السارق يجلس خلف أحدهم واخر يقود الدراجه الناريه 
عبث بمحتويات الحقيبه بخفه فألتقط الملف ثم قذفه يلقيه في الهواء ليطير الورق
فأتسعت عيناها وهي تركض خلف الدراجه ودموعها تنساب على وجنتيها 
ووقفت تنظر للورق وهو يسقط في الوحل
يتبع بأذن الله 
الفصل السادس والعشرون
وقفت تنظر إلى الأعين التي تحاوطها بجمود وقد شحب وجهها واصبحت عيناها داميه من أثر البكاء الذي لم ينقطع
أخبرتهم بالسرقه التي حدثت لها بالقرب من الشركه والأوراق التي غطاها الوحل كانت تتحدث بأنفاس متقطعه تعتذر مع كل عباره تنطقها أشفق عليها شهاب ولكنه يعلم أن الأمر لن يمر من جهة شقيقه الذي لا يحب الأخطاء بعمله لم يتم عمل نسخة أخرى لاوراق الصفقه كالمعتاد تعلقت عين شهاب بها وهو لا يعلم ايطمئنها ام يخبرها ان تفسيرها لهم ليس له داعي
ارجوك يابشمهندس صدقني هو ده اللي حصل
نظر شهاب نحو ملابسها العالقه بها بعض الاتربه يعلم أنها لا تكذب عليه
انا مصدقك يا ياقوت اكيد
ودار بوجهه نحو مدير مكتب حمزة مستفهما
هنعمل ايه ياعصام
طالعه عصام بأسف
ميعاد تسليم أوراق الصفقه بعد ساعه وكده ضاعت علينا حمزه بيه اتصل من ساعه يأكد عليا ان الورق يتسلم في وقته
واردف معلقا نحو ياقوت انظاره
لازم نبلغه ياشهاب بيه يمكن عنده حل لو خبينا عليه انت عارف العواقب
شهقت ياقوت پخوف وهي تمسح دموعها عن وجنتيها
كان ڠصب عني
ابتسم لها شهاب بلطف رغم الخساره وڠضب شقيقه
خلاص ياياقوت هنعمل ايه اللي حصل حصل حظك المرادي ميكونش في نسخه من الورق
اطرقت عيناها ارضا تتحسر على حالها وظيفتها التي
ستخسرها بالتأكيد
لله الأمر من قبل ومن بعد
سمع همهمتها بأشفاق ثم نظر الي عصام
انا شايف اننا نكلمه دلوقتي هو اكيد هيتصل يسأل عن المنقصه
اماء له عصام رأسه إيجابا فأنكمشت ياقوت لجانب الحائط ترتجف عما حدث لها ضمت حقيبتها التي ألقاها اللص بعد أن سرق المال وجاء بها لها احد الماره تمنت لو كان ترك الورق في حقيبتها
وضع شهاب الهاتف فوق اذنه ينتظر رد حمزة عليه انتهى الرنين ليعود شهاب في الرنين مره اخرى
أجاب حمزة أخيرا ليهتف شهاب سريعا مخلصا نفسه من الأمر حتى يتصرف شقيقه بحنكته
حمزه ورق الصفقه للأسف ضاع
اتسعت حدقتي حمزه فأكثر مايكرهه بحياته الإهمال في عمله وقبض على هاتفه
انت متصل بيا اشوفلك حل يا بشمهندس تتصرف عارف يعني ايه تتصرف الصفقه ديه لو مأخدنهاش هتتعاقب مع الموظف اللي ضايع الورق
هتف حمزة
يضيق فقد كان يشعر بالضيق منذ الصبح ولا يعرف سببه 
تتصل بيا تقولي الصفقه رسيت علينا
لم يتفوه شهاب بكلمه كان كالمستمع يتلقى ڠضب شقيقه وهو يطالع كل من ياقوت التي وقفت تقضم شفتيها حتى لا تصدر صوت شهقاتها وعصام الذي ينتظر ان يعرف ما أمر به رب عمله
وكاد ان يغلق حمزة الخط معه إلا أنه تذكر أن ماحدث بسبب إهمال احد موظفينه
الموظف ده يترفد فورا ويتحول للتحقيق مفهوم 
انتهت المكالمه فطالعته ياقوت بأمل ولكن نظرات شهاب نحوها لاشت الامل داخلها 
اترفدت مش كده 
اطرق شهاب عيناه نحو سطح مكتبه ثم رفع عيناه نحوها مجيبا
للأسف يا ياقوت المفروض تتحولي للتحقيق بس هنهي الموضوع بمعرفتي
واقترب منها مبتسما يشعر بها فهي لا تجيد اخفاء كسرتها 
رغم ان شغلك كان معايا مش كتير الا انك كنتي موظفه يعتمد عليها
نظر لها فأشاحت عيناها بعيدا عنه بآلم طردها دون رحمه دون أن يعلم كيف حدث ذلك طردها لانه صاحب العمل
كتمت قهرها وعادت تنظر نحو شهاب الذي يرمقها مشفقا
شكرا يابشمهندس كتر خيرك
جرت قدميها دون أن تنتظر سماع كلمه أخرى خرجت من الشركه مقهوره فغلطه واحده لم تقصد حدوثها انما كان قدرها عقبت بالطرد
تأملت الشركه من الخارج بحسره
كان نفسي أنجح وابقى حاجه انا ليه بخسر كل حاجه بسرعه كده 
تمتمت عبارتها بدموع تنساب على وجنتاها فأدركت فداحت من نطقت هل يوجد اعتراض على اقدار الله همست برضى 
الحمدلله الحمدلله
جرت اقدامها بصعوبه وهي تشعر بثقل الحياه علي عاتقيها 
سارت شارده الي ان وصلت مكان سكنها على قدميها سيرا بعد ساعات طويله تذكرت سماح الدائمه في نجدتها ولكنها ليست هنا 
دلفت غرفتها بالسكن ونظرت للغرفه بعدما انارت اضاءتها لتسقط على الأرض تنتحب پقهر وألم ومشاعر كثيره جمدت كل ما بداخلها 
بدء اسم الله يعلو فقد كان وقت اذان المغرب نهضت تستجيب لدعوه الله إليها ان تقف على باب رحمته وحده 
اغرقت دموعها سجادتها وهي تبكي 
ازالت ندي نظارتها الخاصه بالقراءه بعد أن تركت هاتفها جانبا 
تعلقت عيناها بشهاب الذي دلف من الشرفه بعدما أنهى تدخين سيجارته 
اقترب منها ثم تسطح على الفراش يزفر انفاسه تعجبت من امره فسألته
مالك ياشهاب في حاجه حصلت في الشغل 
مال نحوها فأبتمست اليه تمسح على وجهه بحنان 
احكيلي 
ابتسم وهو ينظر إليها يلوم نفسه انه للحظه كان يظن انها مجرد زيجه ستجمع شمل العائله ولكن كل يوم يدرك انه كان أحمق 
تعرفي بحب اهتمامك بيا ياندي
ضحكت برقه
 

 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 43 صفحات