تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء الكروان
قلبى
الفصل الرابع و العشرون
فى فيلا راشد سليمان
جلس الاب مع ابنته فى حديقة الفيلا بعدما انصرفوا من المشفى فجاءت سعاد مدبرة المنزل و سألتهم على حالة يوسف فطمئنها راشد و دعت له بتمام الشفاء و العافية و انصرفت فقالت سهيلة لأبيها البنت اللى كنت قولتلك عليها يا بابا اللى يوسف مشغلها عنده ف مكتبه فاكرها!
سهيلة تصور يا بابا جاتلها الجرأة تيجى كمان المستشفى وراه بحجة انها جاية تتطمن عليه!
الاب بضيق من مبالغة ابنته انتى مكبرة الموضوع اوى يا سولى عادى يعنى ما فى مجموعة موظفين من الشركة راحولو المستشفى يزوروه و لسة فى غيرهم هيروحولوه يعنى هى جات عليها!
سهيلة لا لا يا بابا انا مش مرتحالها خالص حاسة كدا انها عايزة تلفت نظره بأى طريقة شكلها كدا فقيرة و عايزة تعلى عن طريق يوسف
سهيلة بتفكير يمكن يا بابا محدش عارف
الاب و يوسف عمل ايه لما جات زارته
سهيلة لا يا بابا ما هو يوسف كان لسة مافاقش من الغيبوبة و مشافهاش
الاب ربنا يقومه بالسلامة البيت وحش اوى من غيره
عند زينة
نامت زينة بعد عراك ضارى بينها و بين قلبها الذى كان يصر عليها بأن تتصل بمعشوقه لتسمع صوته الذى
يهتز له قلبها و يتزلزل له كيانها و لكنها استطاعت ان تنتصر على قلبها و ترجيئ الاتصال به للغد
فى صباح اليوم التالى
قام
يوسف بالاتصال بالأستاذ عادل لكى يبدأ مع زينة دورة المحاسبة ابتداء من اليوم فهو
أنهى المكالمة مع الاستاذ عادل و من ثم قام بالاتصال على زينة
يوسف بجدية السلام عليكم ازيك يا زينة!
رد باقتضاب يقصده انا تمام الحمدلله انا بكلمك عشان أعرفك ان الاستاذ عادل هيبدأ معاكى كورسات المحاسبة النهاردة يا ريت اول ما توصلى تروحيله قسم الحسابات و تركزى معاه كويس عشان ف خلال اسبوع هتستلمى الشغل ف الحسابات رسمى ان شاء الله
أحس بحزنها و اختلاقها لاى سبب لكى تراه و لكن هذا ما يريده أن تنساه و ألا تراه فقال لها و قلبه يعتصره الألم و لكنه ارتدى قناع الصرامة و الجدية و قال ايه اللى انتى بتقوليه دا! لا طبعا ميتفعش يعنى أنا عايز أرقيكى و انتى عايزة تفضلى زى ما انتى!
ردت بأمل فى أن يلبى رغبتها عادى يا مستر يوسف أنا راضية
يوسف بس انا مش راضي زينة انا خلاص قررت و يا ريت تلتزمى لو عايزة تكملى ف شركتى
ردت پألم و إنكسار حاضر اللى حضرتك تشوفوه
اعتصر قبضته السليمة و أغمض عينيه پعنف من الألم الذى حل بقلبه و قلبها فهو يشعر الأن بمدى تألمها لفراقهم و الخذلان الذى أصابها
أغلقت زينة معه الخط و الدموع تنهمر من مقلتيها فى صمت حيث كانت فى ذلك الوقت راكبة بالسيارة الاجرة فى طريقها للشركة ظلت على هذا الوضع الى أن وصلت الشركة فجففت دموعها و حاولت أن تستعيد رباطة جأشها و دخلت الى الشركة متوجهة لقسم الحسابات فالتقت بالأستاذ عادل بالفعل و عرفت نفسها له فرحب بها بشدة و أخبرها أن مديره أوصاه عليها توصية كبيرة فرفرف قلبها لذلك و لكن ما الفائدة و هى نادرا ما سوف تراه و بالفعل بدات زينة فى تلقى المعلومات بتركيز شديد و أشاد الأستاذ عادل بهمتها و ذكائها
أما عند يوسف بعدما أنهى المكالمة مع زينة دخل عليه شقيقه حاملا كوبا من الحليب و هو يقول صباح الورد يا چو عامل ايه النهاردة!
يوسف الحمد لله أحسن من امبارح
يحيى طيب الحمد لله اشرب بقى كوباية اللبن دى عشان تخف بسرعة بصراحة وحشنى هزارك أوى قالها و هو يحك جانب رقبته مشيرا لضړب يوسف له عليه أثناء مزاحهم
يوسف ههههه متقلقش راجع و بقوة
يحيى بس ابقى راعينى بس دا انا حبيبك
يوسف و قلبى كمان
يحيى لالالا قلبى الصغير لايتحمل
يوسف طب يا صغير قولى بقى كنت بتكلم نفسك ليه امبارح و انت واقف ف البلكونة!
يحيى الحاډثة بتاعتك لخبطت لى كل تخطيطى انا اصلا نازل عشان أفاتحك انت و عمو راشد ف موضوع خطوبتى
يوسف بسعادة بتتكلم جد! و دى مين بقى سعيدة الحظ!
يحيى البنت الفلسطينية اللى حكتلك عنها قبل كدا
يوسف كويس جدا مع انك كنت معترض لما هزرت معاك و قولتلك ترتبط بيها
يحيى اهو بقى القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
يوسف و نعم بالله و أخدت موافقتها و موافقة باباها!
يحيى انا كلمت والدها هو ف الاول مكانش موافق عشان هتعيش فى بلد غير بلدهم بس عمار كتر خيره أقنعه ان هو كدا كدا مستقر ف لندن و مش هيرجع بلده تانى فمش هتفرق بقى ان اتجوزت ف مصر او فلسطين و وعدته ان الموضوع لو تم هنزورو علطول كل كام شهر و الحمد لله وافق بس عايز الخطوبة تبقى ف لندن
يوسف مفيش مشكله يا حبيبى نروحلك لندن مخصوص
يحيى اطمن عليك الاول و بعدين
نبقى نسافر كلنا سوا
يوسف اوكى يا حبيبى معليش يا يحيى حظك كدا بقى كان زمانك خطبتها دلوقتى
يحيى أنا عارف حظى نحس دايما
ضربه يوسف بمزاح على جانب رقبته قائلا دا بدل ما تقولى اهم حاجه تقوم بالسلامة ياض
ضحك يحيى بهزر يا أخى الله!! احنا هنبدأ الهزار بتاعك دا بدرى كدا!
يوسف بمرح مش قولتلك راجع و بقوة
استمرت وصلة المرح و المزاح بينهما لمدة ليست بالقليلة فيحيى بالنسبة له نبراسه الذى ينير حياته و بئر أسراره يراه عوض الله له عن والديه
أما عند زينة
أنهت دوامها و عادت الى سكنها بالملهى الليلى دخلت غرفتها و اغلقتها و بدلت ملابسها و بمجرد ان انتهت رن هاتفها برقم على الرفاعى كالعادة حتى يستفسر منها عن آخر التطورات
زينة ألو ازيك يا على باشا
على تمام انتى ايه الاخبار معاكى
قررت ان تصرح له ببعض الحقائق حتى لا تثير ريبته حولها خاصة و أنه يراقب تحركات يوسف و من المؤكد أنه علم بالحاډث فقالت حاسة كدا انه بدأ