السبت 30 نوفمبر 2024

رواية للكاتبة شهد محمد

انت في الصفحة 9 من 96 صفحات

موقع أيام نيوز


بيها عن سلسلة مفاتيحه وما أن وجدتها زفرت بارتياح
وهي تتمم ما خططت له كي تغطي على فعلتها 
End flash back
عادت مرة آخرى للوقت الحالي وهي تبتسم بسمة متهكمة منتصرة لأ حد وهي تخرج من تحت وسادتها تلك النسخة اتخرجة حديثا من ذلك المفتاح المنشود الذي بسببه تأخرت في إعادة النسخة الأصلية منه لتتسع بسمتها وهي تظن أن لا أحد يضاهي مكرها ولكن مهلا افعلي ما تشائين وسوف تتأكدي بنفسك انك أغبى أنثى على الأرض ولا أحد يتمنى ان يكون بموضعك حينها 

مرت بضع ايام عليه منذ عمله معها يوصلها لجامعتها ويعود بها دون اي جد تصعد للسيارة ثم تسند رأسها على زجاج النافذه وتظل شاردة وكأنها مغيبة بعالم آخر فقط تتأمل الط ب خاوية يفيض منها الحزن حاول مرارا وتكرار أن ي معها أطراف الحديث ولكنها تجيبه بإقتضاب ولم تلق له بال مما جعله يقرر ان يكف عن ذلك الفضول اللعېن الذي ينتابه نحوها ولكن كيف وهو يلمح من مرآته الأمامية الآن دمعاتها تنسل من اها وملامحها باهتة بة جعلته يتحمحم يجلي صوته الأجش كي يصدر لين ولا يفزعها ككل مرة 
حضرتك فطرتي 
لم ير ان يسألها مباشرة كي لا تتخذ موضع الھجوم بل فضل أن يراوغها بطة أخرى كي يسبر اغوارها وبالفعل حاز على انتباهها حين رفعت فيروزتها تطالع ه الطة عليها في المرآة وهزت رأسها ب لا ليبتسم هو ويقول في حماس غير عادي 
ولا
انا بصراحه ھموت من الجوع 
ممكن نخبط طبقين فول من على العربية لو تي......! وبيتهيئلي لسة معانا وقت قال جملته الأخيرة وهو يتفقد الوقت بساعة ه
فول !!!
قالتها بتلقائية وهي تعتدل بجلستها 
مما جعله يشعر بسخريتها ويؤكد بدفاع 
اه فول ........ماله الفول ده هو مسمار البطن زي ما بيقولوا وكله بروتين احسن من اللحمة والفراخ
نفت برأسها ما شعرت انه سيتفهم أنها تتعالى عليه 
مش قصدي والله انا باكله عادي وداده مة تعملهولي علطول بس متعودتش أكله من برة وخصوصا من على عربية يعني
فكانت تعبير ه المنعكسة بالمرآة ونبرته تلك كافية لتجعلها تبتسم دون وعي مما جعله يأخذها أشارة لموافقتها ويؤكد وهو يس عدة محارم ورقية وناولها لها دون أن يلتفت كي لا يخجلها 
لو في دموع تانية أجليها للبصل الله يخليك إلا العربية هتغرق بينا
اتسعت بسمتها وتناولت منه المحارم تمسح ها قائلة 
ماشي بس على ضمانتك
أجابها هو ببسمة مشاكسة 
متقلقيش لو حصلك ټسمم غسيل المعدة عليا
نظرت نظرة مترددة إلى الطعام الموضوع أمامها وهي تراه يأكل بشهية غريبة ويلوك الطعام تمتاع جعلها تتساءل هل حقا شهي لذلك الحد تنهدت وهي تستند على مقعدها الخشبي الذي يتوسط الرصيف أمام عربة الطعام وهي تنوي تذوقه والتأكد بذاتها وإن كادت تشرع بالأكل فانتفضت مذعورة من صوت مذياع أحد البائ المتجولين وهو يصيح 
روبابيكيا
ابتسم وهو ي ما بفمه وقال كي يطمئنها
مټخافيش يا آنسة دي ناس على باب الله وبتسعى على أكل عيشها
هزت رأسها وهي تتمعن بذلك البائع وما تحويه عربته الخشبية من قطع متهالكة وإن صح القول خردة بالية لا نفع منها عقدت حاجبيها مستغربة وهي تلحظ ال الذي لفحته الشمس ويبدو عليه الأرهاق ال ورغم ذلك لن ييأس ويظل يهتف بتلك الكلمة الغريبة على مسامعها بتفاني غريب جعل نظراتها تتبع عربته الخشبية إلى ان اختفى عن ناظريها وحل محله هؤلاء الأطفال بالجانب الآخر من الشارع فكانوا يمررون الطابة لبعضهم والحماس جلي على هم لتبتسم بسمة عابرة على سعادتهم وحماسهم البادي عليهم في حين هتف أحد الصبية على زميله بتعصب
تعال العب معانا هيغلبونا
رد الآخر عليه وهو يركض نحو فرن الخبز القريب 
هجيب عيش لأمي الأول استنوني يا عيال
كانت تتبع الصبي باها 
حين وجدته يحشر وسط ح من الناس يقفون بصفوف غير منتظمة ويجاهدون وهم ينتظروا دورهم في الحصول على ذلك الخبز الذي هو من نظرها لا يستحق العناء للحصول عليه 
لاحظ هو شرودها وتتبع نظراتها قائلا 
متركزيش يا انسه ويلا مدي
اك علشان هنتأخر على جامعتك
تعلقت اها به وتسألت من ة نظرها السطحية للأمور 
هما ليه پيتعذبوا كده في الشمس ومتحملين الأنتظار ما يقدرو يشترو عيش من السوبر ماركت ومن غير تعب عادي
قهقه هو بقوة حتى بانت غمازته مما جعل نظراتها تحتد وهي تشعر انه ېهينها بسخريته بينما هو أجابها مبرر ما تهادت ضحكاته 
الناس دي غلابة يا انسة وهما هنا علشان الدولة مدعمة العيش ليهم علشان يسد جوعهم ده في منهم بياكلوه حاف من غير غموص و بيباتوا حامدين شاكرين
اشرأبت برأسها وسألت بتلقائية لم تتعمدها 
ليه هو طعمه حلو اوي كده !
كبت ضحكته بصعوبة وأجابها متهكما وهو
يرفع حاجبيه ساخرا 
أمال ايه ده مليان فيتامين
هزت رأسها مرة أخرى واستندت على ظهر مقعدها وهي تشرع بلأكل حين قال بنبرة راضية مفعمة بالكبرياء 
على فكرة انا واحد من الناس الغلابة دي
وعلشان كده بقولك أن اللقمة اللي بتيجي تعب و جوع بيبقى ليها طعم مختلف محدش يعرفه غير اللي عارفين قيمة الصبر والرضا
أبتسمت من تحليله البسيط للأمور و تلقائيته معها وقالت وهي تغمس طرف المعلقة بطبق الفول وتدسها بفمها 
هو انا اك مجربتش اللي بتقول عليه ده بس طعمه حلو
هز رأسه وأخبرها مشاكسا 
لا انت فاهمة غلط انا مش عازمك عند الخواجة كنتاكي انت لازم تواكبي المكان
عقدت حاجبيها غير مستوعبة شيء من حديثه بينما هو كان يقطع لقمة كبيرة من رغيفه قائلا بحماس ادهشها 
بصي لازم تعملي مركبة كبيرة وتغطسيها في الطبق زي كده هتحسي بطعمه احلى
قالها وهو س لقمته بفمه ويحسها به أن تجرب مما جعلها بالفعل تقلده وهي تبتسم بسمة واسعة لا تعرف كيف تسربت من كآبتها المعتادة .
كانت الأجواء هادئة بينهم آخر مشادة فهي تتصنع الڠضب وهو يتجاهلها حتى انه ينفرد بغرفته طوال الوقت كي لا يتصادم معها وتخرجه عن طوره كعادتها خرج من شروده على صوت والدته التي انتهت مكالمتها مع رهف لتوها 
رهف صوتها مش عاجبني .......
انتبه لحديثها وسألها 
ليه يا أمي بتقولي كده!! هي قالتلك حاجة 
أجابته بفطنة 
يظهر أن حسن مزعلها 
وهي انا عارفاها طول عمرها كتومة وعمرها ما هتشتكي
اجابها بحسرة على حال صديقه 
حسن غبي وبيستغل ان رهف ملهاش حد غيره ومش هتقدر ته
لتؤه ثريا بحزن على حال تلك الينة 
بس ليها طاقة وبني أدمة لازم يراعيها ويحترم نفسه ده لو لف الدنيا ميلقيش حد زيها أنا مش هسكت انا بعز رهف زي بنتي ولازم أبهدله دي ملهاش غيرنا مۏت أهلها
تنهد هو وقال في ضيق 
ياريت يا امي تعرفي تفوقيه فوات الآوان
أما عنها فقد وضعت الهاتف من ها وظلت شاردة ب تفيض بالأسى فكم أرادت ان تبوح وتخفف عبء قلبها ولكن دائما ما تخشى على صورته أمام احد حتى ولو كانت لتلك السة الحنون التي بمثابة والدته تنهدت بعمق ما لفت انتباهها صړاخ أبنها على شقيقته يؤنبها على كسرها لأحد ألعابه في حين صغيرتها كانت تبكي بقوة آلمت قلبها وجعلتها تتدخل كي ته وهي ټها وتمسد على ظهرها 
يبي متزعقش لأختك عيب كده هتزعلها منك وهي بتك .......
ليرد الصغير بتلقائية 
هي غلطت وانا بزعق زي بابي 
افحمها حديثه وجعلها تشعر أن الأرض تدور بها بينما خرجت ابنتها من وأخبرته بنبرة باكية 
مش كان قصدي وبلاش تزعقلي علشان مش هكلمك تاني
ليجيبها الصغير 
طب مش تزعلي مني .....واعملي زي مامي
غامت اها تحاول ان تتمالك اعصابها فكم أستطاع ابنها رغم صغر سنه إلا أنه ذكرها انها تقدم كبريائها تحت قدم أبيه نفضت افكارها ما تدخل قلبها اللين كالعادة وقالت معاتبة لأطفالها 
احنا مينفعش نقلد الكبار يا شريف
وأخر مرة تزعل اختك ....العبوا مع بعض ....واللعبة اللي اتكسرت هجبلك غيرها .....يلا صالحها
راضى شريف شقيقته لتبتسم الآخرى نانها المنقوصة وتخبره في مرح 
تعال نلعب استغماية
بس انت اللي تستخبي وانا هدور عليك
لتشجعهم رهف وتقترح
طيب ايه رأيكم انا هلعب معاكم وانتو الاتنين تستخبوا
ليهللون بسعادة ويذهبون من أمامها لتنظر آثارهم بحزن على ما توصل له حال زا ويؤثر بالسلب عليها وعلى أطفالها فقد تفاقم الأمر بينهم حتى انه أصبح غير محتمل .... طوال الوقت شارد حزين لا تعلم ما حل به ينفعل من كلمة صغيرة وتثور ثورته إن حاولت الأقتراب منه بل والأنكى من هذا انه يتص لها الأخطاء ويظل يؤنبها مما جعلها ...بائسة منطفأة طوال الوقت تدعوا الله ان يفك كربتها 
استعدت للذهاب لجامعتها بحماس كبير على غير عادتها ربما لكونها طوال الليل تسترجع أحداث أمس المٹيرة بالنسبة لها وجعلت الفضول فعها نحو كل شيء وقعت اها عليه أبتسمت بسمة عابرة وهي تتذكر أحاديثه العفوية التي تحمل منطق غريب خاص به ورغم أنها لم تستوعب الكثير إلا أن منطقه راقها وكم شعرت بالخزي من سطحية أفكارها مقارنة به هزت رأسها تنفضه عنها كي تستأنف تصفيف شعرها أمام مرآتها كي لا تتأخر ولكن اجفلها صوت إشعار قادم من هاتفها من ذلك
الحساب الوهمي التي انشأته خصيصا كي تتبع به شخص به دون ان يعلم هويتها تقلصت ملامحها وهي تطالع 
شاشة هاتفها تنظر إلى تلك الصورة العائلية التي تضم سة جميلة ذات فيروزتان تشابه خاصتها و ذات بشوش للغاية وصبي وفتاة من جهة أخرى فكم كانت الصورة مفعمة بالألفة وكم كانت نظرات السة لأبنائها وزا مفعمة بالفخر والأعتزاز شهقة قوية خرجت من جوفها تنعي حالها وتبعها صړاخها بقوة وقڈفها لأنينة العطر خاصتها بالمرآة تهشمها محدثة ضجة قوية جعلتها تصرخ وتصرخ وهي تضع ها على اذنها وټنهار جاثية على ركبتيها غير عابئة بقطع الزجاج المتناثرة حولها وهي تنت پألم
و بحړقة چثت على صدرها فماذا فعلت هي كي تتخلى عنها وتكتفي بهم!
أليس من حقها ان
تتمتع بذلك مثل ابنائها!
على ماذا تعاقب هي لاتعلم ولكن كل ما تعلمه أن لا يوجد احد يهتم بها ولا بحياتها لا احد يشعر كم ان شعور التخلي والوحدة قاټل بالنسبة لها ظلت الأفكار السوداوية تداهمها إلى أن وجدت ذاتها تلتقط أحد قطع الزجاج بين ها وترفعها أمام نظراتها الضائعة تنوي فعل
ما هيأه لها شيطانها فإذا هم يستطيعون التخلي بتلك البساطة فالآن حان دورها وحقا هي غير عابئة حتى لو كان الثمن حياتها 
الفصل السابع
كل ما في هذا الكون قابل للتغير رجاءا لا تطلب مني الثبات..!!
بكوفسكي تشارلز
على ماذا تعاقب هي لاتعلم ولكن كل ما تعلمه أن لا يوجد احد يهتم بها ولا بحياتها لا احد يشعر كم ان شعور التخلي والوحدة قاټل بالنسبة لها ظلت الأفكار السوداوية تداهمها إلى أن وجدت ذاتها تلتقط أحد قطع الزجاج بين ها وترفعها أمام نظراتها الضائعة تنوي فعل ما هيأه لها شيطانها فإذا
 

10 

انت في الصفحة 9 من 96 صفحات