الأربعاء 08 يناير 2025

أذكريني بقلم حنان عبدالعزيز

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز


كيف يمكنه تحقيق هذا بدون خسائر
في مكتب شركته يجلس على كرسيه ويحوطه الظلام يضع رأسه بين كفيه يتذكر ما قاله له نصار وكيف يتأكد من كلامه 
فلاااااااااااااااش بااااااااااااااااااااااااك
يقف نصار يتكلم مع ماكس برافو عليك يا ماكس بس انت لحقت تحضر مكان زي ده امتي ده مكان الدبان الازرق ما يعرف يوصل هنا 

وقبل أن يتحدث سمع الإجابة من صوت يعرفه
مهاب يقف بشموخ وغرور يضع يده في جيب بنطاله ويستند علي بابا المخزن كانه كان على لهفة من انتظاره وعلى فمه ابتسامة نصر فقد نجح في إخراجه من السچن وإدخاله سجن خاص به ليتسنى له الاڼتقام منه والتشفي فيه بمزاج 
اهلا بيك في چحيم مهاب المنشاوي 
الټفت اليه نصار بعد ان ادرك انه في مأزق نتيجة وخېانة ماكس له 
لكنه تماسك وقد أظهر القوي والثابت عكس ما بداخله وقد وزع انظاره بين ماكس المبتسم بخبث وبين مهاب المشتعل كأنه يود الانفجار في وشه 
اه انا برده بقول العملية تمت بحرفية اتاري البوس نفسه اللي مخطط 
لا رجل وتمرط فيك تربيتي برده انا عرفت اربي اهو 
وقبل أن يكمل كلماته اعطه لكمة اختل توازن نصار علي اثارها وهوي بجسده على الارض الصلبه الټفت الحراس بطبيعتها حول نصار الماكث على الأرض يضع يده مكان اللكمة وينظر بشړ وغل لمهاب ولكن بعجز في أي محاولة للدفاع عن نفسه تكون نهايته حتما يا اما عن طريق مهاب لفرق السن واللياقة او عن طريق تلك الحراس ضخام الاجسام فمكث براسه يعلن الاستسلام المؤقت 
مهاب هاتوه و حطوه علي الكرسي ده وسيبونا وحدينا شوية 
نفذ الحرس أوامر مهاب وخرجوا وأغلقوا الباب كما أمرهم سيدهم 
مهاب وقد أخذا في رفع اكمام قميصه البيضاء استعداد لشيء ظل ينتظره من شهور منذ ان دخل نصار السچن حتى حكم عليه اقترب منه وهمس بصوت كفحيح الأفعى ادينا بقينا لوحدنا عشان اعرف اخذ حقي منك كويس وحق امي وحق ابويا وحق چني وكان يلكمه مع كل كلمة ينطقها بغل وقوة مما اهلك نصار وقد ڼزف من انفه وفمه و تورمت عيناه من اثر لكمات مهاب له توقف مهاب يلهث من أثر بذل الجهد الشديد في ضړب نصار ليفرغ فيه كمية الغيظ والغل اللي جواه من ناحيته 
نصار هو ده رد الجميل صحيح انك فعلا ابن حرام ماهو انت لو ابن حلال ماكنتش ضړبت ابوك بالطريقه ده
اهلا بيك في حجيم مهاب الشهاوي يا عمي
الټفت على مصدر الصوت وقد اكفهر وجه وهو يبتلع ريقه ويقول مهاب ويوزع نظراته بينه وبين ماكس اللي انصرف باشارة من مهاب 
مهاب بكره وغل وحقد السنين قال اية رأيك تربيتك برده مش اي حد عجبتك صح ايه كنت مفكر اني هسيبك للبوليس ده حتى ابقي قليل الأصل ولا ايه كان يتكلم وهو يضع يده في جيب بنطاله ويخطو بعض الخطوات الهادئة عكس ما بداخله من نيران حتى وقف أمامه ونظر في عينيه ليرهبه لكن فاجأه بلكمة ترنح على اثرها نصار وقبل أن يفكر كان قد أعطاه الآخر فوقع نصار علي الارض ووجه أصبح ېنزف دما من أثر لكمات مهاب وقد تجمع رجال الحرس حولهم ينتظرون الأوامر من مهاب الذي أشار لهم شيلوه وهاتوا جوه 
وبالفعل حملوه وكبلوه بالاحبال على احد الكراسي وانصرفوا بإشارة من مهاب 
كدا بقينا لوحدنا نصفي حسابنا بقي 
نصار. انت عايز ايه انا عمري ما كنت اصدق ان يوم ما اقع تكون وقعتي على ايدك انت دون عن اي حد تاني مكنش هيفرق معايا لو كان اللي حصلي حصل من حد تاني غيرك كنت انتظر الخيانه من اي حد لكن انها تكون من ابني لا
مهاب صارخ بكل ما في من ڠضب عارم لكمه مرة اخرى وتكلم پغضب شوف ازاي ومين اللي بيتكلم عن الخيانه واللي انت عملته في امي ايه واللي عملته في اخوك ايه مكنش خېانة ها رد ونهجك لعرضها وانتحارها ايه مكنش خېانة وتعذيب ابويا في بعدها لحد ما ماټ بحسرته عليها مكنش خېانة وانا وكل اللي انا فيه ده بسببك مش خېانة كان بيتكلم ومع كل كلمه كان يلكمه لكمة أقوى مما قبلها حتى يهدي ما بداخله من نيران لو أخرجها لحړقت كل ما حوله حتى أصبح كل وجه نصار غارق بدماء وكاد ان يفقد الوعي لكنه قاوم تكلكم بضعف لا مش خېانة أنا محبتش حد قدها انا عملت المستحيل عشان اكون معاها في بيت واحد لكن هي اللي خانتني واختارت الاسهل وتجوزت اقرب شخص ليا عشان عشان تحصرني عليها وكمان تخبيك عني ومعرفش انك ابني غير عن طريق الصدفة
اتسعت عينا مهاب من أثر كلمات نصار ابنك انا ابنك اية حيلة جديدة ده كمان مفكر انك لما تقولي انك ابويا هرحمك والله في سماه ما يرحمك من ايدي الا المۏت وحتي ده مش هتنوله ولكمه لكمة أخيرة وضړب الكرسي بقدميه ووقع نصار علي الارض واخذ يتألم من كل ما فعله به مهاب واخذا يهزي من بين كلماته اقسم بالله
انت ابني وهي كانت حبيبتي وسهل تتأكد من ده روح شقتكم هتلاقي هناك الدليل واعمل تحاليل DNA عشان
تتأكد 
جلسا هو يلهث وقلبه يعلو ويهبط عقله يرفض استيعاب ما يسمعه حتى هوى على الأرض ډفن رأسه بين كفاية عقله مشوش ماذا لو كان صحيح أيعقل بعد كل هذه السنوات ينهار ذكري امه امام عينيه حتى الذكري حرم منها 
انتفض من على الأرض كان لدغته حية وأخذ سلسلة مفاتيحه وخرج كالمچنون واخذ سيارته وانطلق كالړصاصة لكي يحسم أمره وينهي حيراته ويقطع الشك باليقين.
في في شارع من شوارع باريس كان يسيران في سعادة تعلو أصوات ضحكاتها خاجلا من ذلك العاشق ومن افعاله منذ أن علم بحملها لتشعل في السماء نيران الغيرة من تلك العاشقة المدللة وذلك العاشق الولهان الذي يحمل معشوقته على ظهر خوفا من أن تمشي على الأرض وقد أخذت تخبيء وجهها خجلا من المارة المبتسمين ولكن لا يبالي عز فخجلها فقد اقسم علي حملها طول شهور حملها والاعتناء بها وغذائها حتى نظافتها الشخصية فهو عاشق اقسم ان يكون رجل لامراءة تركت كل ما لديها لتفوز بعشقه ابتسم عز عند مداعبة چني أذنيه بهمس انا بعشق كل حاجة فيك حتى اسمك وملامحك وبشوف الناس كلها انت انا اكتفيت بك يا زيزو فا اعلانات السماء غيرتها من تلك العاشقين وأفصحت عن انسدال بعض قطرات المطر تدغدغ بشرتهم وتفسد هذه اللحظات فتحت چني كافيها تحتضن قطرات المطر بسعادة فأنزلها عز وخبأها في كابينة هاتف خوفا عليها أن تمرض لكن چني رفضت ذلك وارادت الرقص معه تحت قطرات الامطار لبي لها عز رغبتها وفتح هاتفه على موسيقا واحتضن كفيها وقد أخذ يتراقص معها ويتمايل معها يحرص 
وقد التف حولهم بعض الناس يصفقون ويرقصون معهم أرادت السماء ازعجهم فزادوهم أزعجها حتى أقلعت مائه فنظر چني وعز الي السماء الصافية وقد لمعت النجوم بفعل المطر وابتسم القمر لعشقهم فابتسم عز وغمز بعينه وهو يحضن وجهها بكفيه 
وحملها مرة أخرى ليذهب إلى منزله لينعم بها دون تطفل من الآخرين 
قطع الطريق في لمح البصر وقفت عجلات السيارة أمام مبنى عفا عليه الزمان شبه مهجور يحمل بين جدرانه رائحة الحب والاطمئنان والدفء أنه منزل مهاب القديم منزل أمه نوال وابوه عادل الشهاوي ظل يجوب المكان بعينيه يمينا ويسارا كانه يتذكر حياته وكيف كانت بريئة وطفولته وعفويته مع أمه وابوه وكيف كان ينعم بطفولة هادئة مع اب حنون مثل ابوه وام اقل ما يقال عنها ان حضنها يسع الدنيا وما فيها ظل بين ذكرياته وعقله يردد كلام نصار هي كانت حبيبتي وانت ابني 
نفض الفكرة من رأسه وخطي خطوات ثقيلة حتى وقف أمام غرفة والدته امسك بمقبض الباب وفتحه تخيل امه وهي تجلس علي تختها تبتسم بوجها البشوش وهي تفتح له ذراعيها بحب وحنان. ارتمي مهاب في حضڼ امه يبكي كطفل الصغير فاق من خيالاته وأخذ يجول الغرفة بأكملها يبحث حتى وجد ضالته وهي عبارة كراسة من قديم الزمان وهي مذكرات امه نوال محمود العيسوي وبها جواب اعتذار من امه الي عادل الشهاوي ابوه
قراء المذكرات وقراء الجواب واتسعت عينها. من ذهول ما قراءة أخذ يكسر كل ما حوله كأنه يعترض على تلك الحقيقة ولا يريد الاعتراف بتلك المذكرات ولا الاعتراف بتلك الحقيقة على الرغم من أنها ساطعة سطوع الشمس 
أخذ المذكرات والجواب ورجع للمخزن الذي يوجد به لنصار 
ودخل ضاربا الباب شقه نصفين وصړخة صړخة اهتز لها الجدران وعيناه تصطبغ بالوان الاحمر كأنه شيطان يتحرك في المكان 
اما نصار ابتسم بالاستفزاز لقد افلح في زعزعة ثقته وغروره مما أعطاه شيء براحة وهو يراه في هذه الحالة 
ولكن عندما رآه اقترب منه ابتسم بخبث يريد التشفي فيه 
مهاب وقد جثا علي ركبتيه ليكون في مقتبل وجهه وقد قبض علي رقبته يريد قټله وهو يقترب منه ويهمس بجانب أذنيه كفحيح الأفعى وقال حتى لو كنت ابويا برده مش هرحمك علي اللي عملته فيها اول وتاني يا خسيس يا ندل يا جبان سبتها حامل تواجه مصيرها بطفل واحدها وانت هنا بترسم على بنت عمك الغنية كنت عايزها تعمل اية ها انطق صړخ بها مهاب يحثه على الكلام كأنه يعطي له الفرصة في سرد كل شيء لتكتمل الصورة 
نصار بصوت ضعيف كأنه يختنق بين يد مهاب انا عمري ما حبيت حد غير نوال ولا تمنيت اني اعيش مع حد غيرها من اول يوم شفتها وهي خطفتني ودخلت قلبي حبيتها من اول ما عيني جت في عينيها .قلبي فرح وقال لقي وليقه لكن هي طلعت خاېنة سابتني وبعتني 
انا كنت بفحت في الصخر عشانها كانت هي دنيتي وانا دنيتها ثم بكى بكاء طفل وهو يكمل انا ما شوفتها كانت بداية حياتي الدنيا ضحكت ليا واكمل 
كان اجمل يوم في حياتي كنا في شهر يناير والمطرة بتشتي من اكتر من تلاتين سنة وهي جت تستنجد بأمي لانهم معرفة من زمان كانت ساكنه هي وامها وجوز امها في شقة في الدور الثاني وكانت بتسأل ان كانت الشقه لسة فاضيه ولو ينفع تاجرها تاني ولا لاء 
امي وقتها كانت ماټت وهي ملهاش حد تروحه وصعبت عليا تمشي في المطره ده وخصوصا لما لمعت في عينيها دمعة حيرة وهي مش
 

انت في الصفحة 5 من 11 صفحات