حكاية نور وعابد
والدتها وقبلتها ثم ودعتها بحرارة كأنه الوداع الاخير كعادة اكتسبتها منذ علمت بمرضها فصارت تشعر ان كل لحظة الي جوارها كنز ...
......................نهاية الفلاش باك ...................
أخرجها من دوامة ذكرياتها التي كانت تهاجمها بضراوة دخوله عليها الغرفة ...قام بفك وثاق يديها وقدميها ووجهه يظهر عليه علامات الأسف وفجأة حصل ما توقعت حدوثه ..
ډفن رأسه في صدرها وأخذ يبكي كالطفل الصغير الذي أذنب ويرجو سماح أمه ...أخذ يهذي بكلمات تعودت علي سماعها منه في تلك الحالة مما أصبح يؤكد شكوكها تجاهه ..
انا أسف والله معرفش انا عملت كده ازاي انتي بس عشان كنتي عايزة تسيبيني وانا ...انا بجد بحبك ووالله مقدرش اعيش من غيرك ثم قست ملامحه فجأة بعصبية وهو يقول
عادت ملامحه للين مرة أخري وأكمل بكائه قائلا
انا اسف والله انا معرفش انا بعمل كده ليه بجد معرفش ..انا بس عايزك جنبي مش عايز حاجة تانية ...وكالعادة أخذ يهذي بالكلمات تارة پغضب وتارة بلين حتي نام في حضنها متشبثا بها كأنها هي بر النجاة وليس تلك التي كان يضربها ويغتصبها بۏحشية في الأمس !!
........................................
أن يستطيع ان يباشر أعماله في مثل ذلك الوقت الذي تهاجمه فيه المشكلات بكثافة لم يعتادها بحياته أمر يحسد عليه ...عاد لمنزله ليلا بعد أن شعر بعدم قدرته علي المداومة فقلبه الملكوم لا يسكت بتاتا ...يطالبه بأن يعيد ما كان يمتلك من قبل وضاع منه ...قلبه يعاني وهو يتخيل كم المعاناة التي تلاقيها الآن ..لا يطلب سوي الاطمئنان عليها وان كانت اخر مرة يري بها وجهها الذي يعيده للحياة ...
ركض ناحية سريرها الصغير ثم قام بحملها علي صدره وأخذ يهدهدها ويمسح دموعها التي كانت كالڼار تكوي قلبه ...نظرت له بعيونها البريئة الواسعة وهي تشهق كأنما تقول له لما تركتني وحيدة هنا ...هدأت بعد ان أستشعرت وجوده بجانبها ثم قام بتقبيلها علي جبهتها الصغيرة وهو يقول بأسي
سابتك لوحدك في البيت ونزلت برضه !! نفسي أعرف دي أم ازاي دي !! بس انا السبب انا الي عملت فيكي وفي نفسي وفي شغف كده ...
أخذ يحاول الأتصال بها مرارا ولكن النتيجة هي ان هاتفها مغلق ...ألا يكفي انها خرجت دون ان تأخذ أذنه لا بل تركت تلك الرضيعة التي عمرها لم يتجاوز العشرة أشهر بعد في المنزل بمفردها ...لم يعد بأستطاعته التحمل أكثر من ذلك ..كان يتحمل من أجل تلك الصغيرة التي يصعب عليه ان تعيش بلا أم ولكنه وجد ان حياتها معها وبدونها واحدة فعزم أموره علي ان يتخلص من تلك التي تعد أكبر وأبشع اخطائه ...هو بالفعل لا يتخيل كيف انه تخلي عن حبيبته التي ليس لها مثيل كي يتزوج تلك !
نا عارف انه غلط كبير أني أفكر في واحدة متجوزة ومش من حقي بس مش قادر ...أنا عارف انها پتتعذب ومش عارف اساعدها ...جوزها ده الشيطان ذات نفسه وانا متأكد انه هو الي خاطڤها ...نظرت له بعينيها البريئة كأنما تفهمه وتناقشه بالأمر لدرجة انه اجابها قائلا
متبصليش كده هي مش هتهرب وتختفي مننا لو كانت عايزة ده مكانتش حكت لبابا الموضوع وبلغتنا انها هتطلق وبعدين علي الأقل كانت طمنت اختها ...أنا متأكد ان هو الي خاطڤها وانا هرجعها بأذن الله ..صمت قليلا كأنما يستجمع نفسه ثم أكمل
كل حاجة هترجع لمجراها الطبيعي الي كان المفروض تكون فيه و زي م انا الي دمرتها