حكاية نور وعابد
انا الي هرجعها ثم أكمل برجاء
بس هي توافق !
أخذ طفلته التي أصبحت تشد في قميصه كحركة لتخبره انها تريده أن يحملها أو بالأحري يطعمها فهو يفهم مطالبها بصورة عجيبة ...أخذها الي المطبخ وأعد لها وجبتها من الطعام المخصص للأطفال وأجلسها بجواره علي الكرسي الصغير المخصص لها ثم شرع يطعمها وذهنه يرفض ان يمنحه بعض السكون ويذكره بما مضي من غبائه ..
كان وقتها قد مر شهرعلي خطبتهما ...
لم يتغير في تلك الأشهر شيئا بداخله ناحيتها بل علي النقيض تماما كان بغضه لها يزداد بمرور الوقت ...بالطبع الي جانب حديث والدته المستمر بالسوء عنها وعن عدم مناسبتها لعائلتهم ذات الأصول الكريمة ..
كان يتحدث معها بالهاتف بالطبع ليس برغبته بل والده الذي أجبره علي ذلك كما أجبره علي تلك الزيجة برمتها ...
لا هاخد اجازة وهنروح بس ياريت تخلصي بسرعة مش نقعد ستين سنة بنتفرج في محل وفي الأخر تقوليلي مفيش حاجة عجبتني وياريت كمان تعدلي زوقك المقرف ده عشان انا مش ناوي الصراحة اخلي شقتي زريبة
نهر نفسه علي فعلته تلك والتي كررها كثيرا ...حتي وان كان مجبرا علي تلك الزيجة فما ذنبها تلك ان يزيد همومها هموما وخاصة بعد معرفته ان امها حالتها حرجة للغاية لذا أسرعوا ميعاد الزواج برجاء منها حتي تطمئن علي ابنتها ...
سالي بدأت العمل في شركته الصغيرة التي شرع في انشاءها بعد خطبته لشغف كتنفيذ لأتفاقه مع والده ...اعجبته كثيرا ..جمالها ..شخصيتها ..كانت تمثل له امنية صعبة المنال ولكنه قرر ان ينالها عاجلا أم أجلا ولكن اولا عليه ان يتخلص من الأخري ..كانت شقراء ذات جسد شديد النحافة وعيون خضراء وبشرتها قمحية ...من يراها كان يفتن بجمالها ولكن الظاهر ليس كالداخل بالطبع
كان يتحدث مع والدته التي كانت بدلا من ان تجعله يعود الي صوابه كانت تقويه علي تلك المسكينة وتصب السم في أذنيه صبا وخاصة بعد ان علمت منه أمر حبه لتلك سالي
انا مش عارفه يا حبيبي انت ايه الي رماك الرمية دي بس البت مفيهاش ريحة الحلاوة ولا من عيلة عدلة والصراحة متلقش بيك خالص وبعدين انت كمان مش عايزها يبقي تسكت ليه ! صمتت قليلا ثم أكملت بمكر
كانت هي وابنها في أحد المراكز التجارية الشهيرة حيث كانت تريد ان تبتاع بعض الأغراض وطلبت منه ان يقلها ...تقابلا مع ساليووالدتها بمحض الصدفة وقتها وتعرفت هي عليهم واعجبت بهن بشدة وبالطبع لم يخفي عليها نظرات ولدها التي توحي بحبه لها !!
وجدت ان تلك هي فرصة جيدة جدا كي تتخلص من تلك الحثالة التي يريد زوجها المصون تزويجها لأبنه ..
لم ينتهي الحديث عن هذا الحد بل أخذت تعدد محاسن سالي ومساوئ شغف لدرجة انه حتي إن كان متيما بعشقها وقتها كان ليكرهها أشد الكره ...وأقنعته ان والده قد فعلها وأعطاه أموال الشركة فبأستطاعته الان ان يلغي الامر برمته متحججا انه لا يحبها وسوف يظلمها ان تزوجها بهذه الطريقة ..
في اليوم التالي كان يحدث والده في هذا الأمر ...
ألقي الكلام علي مسامع والده وهو ينتظر ردة فعله العڼيفة ولكن ما وجده كان العكس تماما!
نظر عصام لولده وهو يقول بسخرية وابتسامة متهكمة رسمت علي ثغره