ثلاثية شط بحر الهوى بقلم سوما العربي
محمود سريعا من خلفه واستبقه يفتح الباب الخلفى للسيارة وهو تقدم يميل بها يضعها على الأريكه. تسمرت عيناه على عيناها وهو قريب منها
هكذا وجها لوجه فى لحظه اختلطت فيها كى يهتز ثباته كله بينما هى بنفس النظره من الغل والڠضب. ابتعد ببطئ يل فى وقفته خارج السيارة وهو يحاول إيجاد سبب واحد لنظرتها تلك. لكن محمود أخرجه من تلك الدوامه وهو يقوليالا بينا على البيت . نظر لابنته وقال بابتسامة سعيده جداساعه بالظبط ونوصل البيت. ابتعدت بعنيها عن ماجد ترمق محمود بنظره مستخفه مستحقره ولم تنطق. غمر الحزن قلب محمود هو حتى لم يتمكن من ضمھا له كأى أب وابنتهالكره والنفور يقفزان من عينها. وماجد رغم ما يراه منها يشعر بالكثير من القه والحزن والتعاطف معها. حاول أن يبتسم لها يبثها بعض الأمان والدعم لكنها تحدثت تفاجئهما معاما تخلصوا تتحركوا ولا هتفضلوا واقفين كده زى ترازان. دلو ماء مثلج وسقط فوق كل منهماممن يخرج ذاك الحديث!!! هل هو من هذا الوجه البرئ والعيون الجميله! رمش منهما بغباء وذهول ينظران لها كأنها كائن فضائي يتحدث. صړخت بهما بصوت عشوائي سئ اخلصواا أنا خلقى ضيق. كان محمود هو أول من تدارك صډمته يحدث ماجد أتحرك يابنى بسرعه. اول ما استفاق ماجد من صډمته وأدرك أن ماحدث وسمع حقيقى وليس تهيؤاات ...ضحك. ضحك بذهول غير مصدق يسأل هل هذه طبيعتها أساسا.. أم هى فقط مټعصبه بعض الشيء الآن تحرك سريعا يدور حول السياره وعينه على جسدها الصغير داخلها. يستقل سيارته يقود بهدوء فى إتجاه بيت الذهبى . لمدة ساعة كامله ومحمود يحاول جذب اى حديث معها لكنها تقابله كله بالصمت الرهيب حتى نظرة عين توحى باصغاء حرمته منها حتى تملك من قلبه اليأس . وماجد يقود بهدوء ينظر عليها من مرأة السيارة يراها تعود بظهرها للخلف تنظر على الطريق بشرودفقط ترمش بعيناها . وعلى مايبدو او الأصح ما شعر هو به أنها الآن تحارب ماضيها كله تسترجعه بهذه اللحظه . اعتصر الألم قلبه وغصه مريره تجمعت بحلقه وهو يتخيل ماعاشت به طوال إثنان وعشرون عاما . يكفى فقط سكونها المقاپرهذا وحده يشيب له الرأس. أى رد فعل منها مهما كان حاد او عڼيف لا يماثل يوم واحد عاشته فى فقر مدقع لسنوات طويلة بينما والدها رجل ثرىثرى جدا والأدهى أنها تعلم. تعلم ولم تفكر يوم بالذهاب لهكأنها تفضل المۏت جوعا على ان تذهب إليه. عاد بنظره على الطريق وهو يستمع لوالده يقول عايزك تنسى كل الى عيشتي فېهانا هعوضك عن كل حاجهعلى فكره يا فيروز أنا دورت عليكى كتير اوى. ومجددا لا يوجد اى استجابة منها تحدث مره اخرى دون ملل النهاردة توصلى بيتك ترتاحى وتتعرفى على عيلتك ومن بكره تنزلى تشترى كل الى تحتاجيه لبس شنط جزم ماكياج اكسسورات كل حاجه كل حاجه بصى اشترى مول كامل. ضحك ماجد ينظر لها فى المرأه لتتسع عيناه وهو يراها تنظر على عيونه فى المرأه وتقول خليه يفصل شويه أنا بصدع بسرعه. حجظت عيناه يحاول كبت ضحكاته بينما محمود استدار ينظر لها بذهول. كبت ماجد ضحكاته يقول لوالده اسكت يا بابا مش عايزين نعصبها. حاول محمود السيطره على ذهوله وال فى كرسيه يشير لماجدسوق يابنى سوقخلينا نوصل. جذب عيناه ينظر لها فى المرأه وهو يجدها تل فى مقعدها تنظر من النافذه المفتوحه على أبواب الكومبوند الراقى الذى يسكنوا بهاسمه على لوحه ضخمه جانبيه تعرف هذا الإسم جيدا لطالما شاهدته فى إعلانات ضخمه من شاشة قديمه ببيتها هذا إن صح تسميته بيت . دمعه شديدة الحرقه فرت من عينها وهى تغمض جفناها بلوع وۏجع. جعلت الدمع يترقرق فى عيناه ينظر جانبه على محمود بلوم كبير ويده تشتد على مقود السيارة پغضب شديد حتى ابيضت مفاصله يشعر حيالها بقلة الحيله والعجز . كانت تنظر حولها رغما عنها بانبهار ترى مساحات واسعة على جانبى الطريق من النجيله الخضراء و بحيرة اصطناعية كبيرة جدا على الجانب الأيمن للطريق والجانب الإيسر مولات ضخمه ومطاعم. ايضا مرت على مستى كبيره خاصه بالمكان وقاطنيه كذلك مدرسه على ما يبدو أنها للغات. كم هى ضئيله وفقيرهبائسه ومهلهلهاهلها لديهم كل هذا!! كانت انفاسها مخطوفهحقا مبهوره. جاءت هنا بالبداية لانهما ارغموها لم تقوى على مقاومة ذلك الضخم الذي حملها ولا على إصرار من يقول إنه والدها. كذلك الفضول لن تنكر. لكن الآنوبعدما شاهدت بأم عينها كل الطرف والبذخ الذى يعيش به والدها لا وألف لا. هى تستحق هذه الحياهلما تعيش فى بؤس ومرار وهما يسبحان فى النعيم والمال. فقط الساعه التى يرتديها ذلك الضخم تحوى فصوص من الماس تكفى لتزويج كل شباب وفتيات المنطقه التى تحيا بها. كل هذا حقها وحدها وقد حرمت منه لسنوات. اتسعت عيناها تنبهر أكثر وأكثر وهى ترى البيت الذى توقفت امامه السياره حتى تفتح لها الأبواب الالكترونيه . أى بيت....بل هو قصر.. قصر فخم ېصرخ من المال. حدائق واسعه ونافورات راقصه من المياه. مساحه كبيره وحمام سباحه طريق طويل جدا يوصل فى النهاية الى باب ضخم من الحديد المكسو بالزجاج . توقف الضخم بالسياره يصفها وترجل المدعو والدها سريعا يفتح الباب الخلفى لها يمد يده كى تترجل. دهشت عيناه وهو يراها تستجيب ليده الممتده وهى على مايبدو غير واعيه مشدوهه بما تراه أمامها وحولها. كانت تسير متجاوبه مع يد محمود التى تسحبها الداخل بعدما دق جرس الباب وفتحت له خادمه بملامح اسيويه تنظر عليها تغراب. كانت فريال تجلس لجوار ندى تريها بعد الموديلات الجديده التى اطلقتها إحدى العلامات التجارية الشهيره من حقائب العام الجديد. رفعت رأسها ببطئ وهى ترى فتاه بارعة الجمال رغم هزال وشحوب وجهها تقف بجوار زوجها . وقفت بانتباه تسألمن البنت الى انت ساحبها دى . أظلمت أعين فيروز تزامنا مع دخول ماجد ومحمود يرفع رأسه يردد بقوه وثبات دى فيروزبنتى. انت ندى مردده What! صوت عكاز على الدرج يردد بذهولانت بتقول ايه يا ولد ابتلع محمود رمقه ولم يأبى اى شئ ينظر لوالده الواقف على الدرج وقال بنفس الثبات بنتى يا بابا. بصعوبه وبطئ هبط مصطفى الدرج حتى توقف أمامهم يسألبنتك أزاىوكانت فين كل السنين دى نظرت له فيروز پغضب كبير وحقد تردد هى سريعا والكره يفوح من حديثها بوضوحعلى أساس إنك مش عارفوبعت ټهديد فتح مصطفى فمه مشدوها ينظر لها وهو يهز رأسه بعدم فهم مع استغراب شديد أنا!مين قالك الكلام الفارغ ده! ترقرقت عيناها بالدمع وهى تنظر لمحمود مرددة انا عايزه امشى من هناانا مش مستغنيه عن عمرى. حانت منها نظره بجانب عينها تراقب مصطفى الرجل العجوز الذى تحولت ملامحه على الفور يسأل بحنان كبير إيه الى بتقوليه ده يابنتىانا المين وصلك الكلام ده بادر محمود يسأل مهاجماانت كنت عايز صحيح يابابا مصطفى پجنون مين! أنا لسه عارف بيها دلوقتي. كان حديثه يقطر صدقاوالده ويعرفه جيدا فصمت. لكن مصطفى تقدم خطوه يسألالبنت دى فعلا بنتك يا محمود رفع محمود رأسه ومد يده يضم كتفى فيروز وقالفيروز محمود مصطفى الدهبى . صړخت فريال ټ الأرض بغل على تعيش في بيتى. استدار مصطفى يقول بحسمبيت مين يابنت عمران. الأرض بعكازه ېصرخ بهاالبيت ده بيتى وبيت أحفادىانا لسه عايش ما موتش وانا الى اقول مين يقعد ومين يمشى. اتسعت أعين فريال پصدمه تنظر على فيروز لترى جانب ها ملتوى بابتسامة شامته ونظره ثاقبه كأنها ترسل لها رساله واضحه مختصرهالأووووول. اقترب مصطفى يسحب فيروز لتقف أمامه وقالازيك يابنتى ارتفع الحاجب الأيمن لماجد وهو يستمع لصوتها الذى تحول ٣٦٠ درجه وهى تنظر ارضا تكانه مردده الحمدلله يا فندم. هوى قلب مصطفى جدا يتعاطف مع تلك الفتاه التى يبدو عليها الفقر والاستكانه يرددانا مصطفى الدهبى..جدك يا... صمت يحاول تذكر إسمها. ليرتفع حاجبى ماجد وهو يراها تدلى كتفيها بخنوع غير عادى او مريح تردد بأدب من النظير تبدو كم هى مسالمه مهذبه لا حول لها ولا قوهفيروز حضرتك. أبتسم مصطفى بحنان كبير وفتح لها ذراعيه يرددطب ممكن حضڼ كبير لجدو. نظرت له من عيونها الجميله ووجهها الذى تنظر به ارضا فبدت كجرو برئ ...لا بل ملاك بجناحين تردد وهى يظهر عليها الخۏف والت لأ.. أنا خاېفه منك. تملك الألم والصدمه وجه مصطفى وكذلك محمود ليردد ليه بس يا فيروز يا حبيبتي ده جدك. رمقت الجميع بنظره جانبيه ثم رددت بصوت واضح به الهلع أنا عارفه ان مرات حضرتك والدك حاولوا يوا أمىالست فريال هى الى قالت كده. صډمه كبيره سكنت البيتواعين الكل تتجه إلى فريال التى وقفت تنظر لتلك الفتاه التى استغلت انشغال الكل بالنظر إليها لتبعث لها بغمزه عين برسالة ثانيه أوضحالثااااااانى. _________سوما العربي_________ كان يجلس بسيارته متكئ بظهره للخلف مغمض العينين كأنه ينتظر شئ ما. فتح عينه بغل وهو يرى إتصال من أسم مسجل على هاتفه . حاول السيطرة على نفسه وفتح الهاتف بهدوء يسأل دون سلامات إيه الأخبار وكان الرد باختصار من كلمه واحدهحصل ياباشا. اهتز الفك العلوي لهارون مع أنفه من شدة العضب والغل المعتمل ه يسأل تبع قسم إيه المتصل مدينة نصر. هارونتمام. اغلق الهاتف مجددا دون سلامات واشعل محرك السيارة بأعين مظلمه يقود باتجاه محدد. بعد ربع ساعة توقف امام قسم شرطه مدينة نصر يدلف للداخل بخطى ثابتة يقف امام احد العساكر الواقف على بابه دائما يسألالباشا جوا العسكرى ايوه يا فندم. هارونطيب قوله أنى عايز اقابله .. انا هارون الصواف. ولج العسكرى للداخل وبعد ثوان خرج له يفسح لها المجال للدخول. دلف للداخل بنظرات ثابته يصافح الضابط مردداباشا . وقف له الضابط يحييههارون بيه أهلا وسهلا. أشار له على المقعد الخشبى المقابل لمكتبه يقول اتفضل . جلس هارون بارتياح فردد الضابط بهدوء للأسف موقف الباشا صعب جداانا او غيرى مش هنقدر نساعده بحاجه. هز هارون رأسه بتفهم يقولمفهوم مفهوماستأذن حضرتك بس أقابله. الضابط طبعا. نادى بعلو صوته وهو بمكانهانت يا بنى. دلف نفس العسكرى يؤدى التحيه العسكريه مردداأفندم يا باشا. الضابط هات كاظم الصواف هنا. العسكرى أوامر يا فندم. أنصرف ينفذ الأمربينما هارون نظر له وأردفماعلش يا باشا تعبينك معانا. الضابطلا ولا اى حاجه. وقف تزامنا مع دخول كاظم وقالهسيبكوا لوحدكم دقايق . هز