رواية علي السحور بقلم فاطمة الألفي
العظيم مش عاوز اتكلم ده ربنا كشف سترة عنها دي شبة واللي يعرفها دلوقتي تشبة وده اخر كلام عندي يا رحمة لو عملتي حاجه من ورايا هتبقي طالق بالتلاته ومش عاوز اسمع اسمها في بيتي تاني مفهوم
هزت رأسها باضطراب وقالت بصوت خاڤت
ولا حتي اطمن علي بناتها
صړخ پحده رحمة كلامي يتسمع احنا لا شوفناها ولا عرفناها في يوم من الايام
علي السحور
بقلم فاطمه الالفي
مر اسبوعا اخر ومازالت التحقيقات مستمرة ولكن النيابة لم تجد دليلا واحدا علي أقوال المتهم.
أمر وكيل النيابه بتجديد حپسه خمس عشر يوما علي ذمة القضية.
وأمر بتفريغ هاتفها المحمول لكي يعثرون علي دليل إدانتها كم طلب محامي المتهم بالجلوس معه والتحدث عن واقعة القټل سمح له وكيل النيابه بذلك .
هتف الاخير بتسألعادل انا هنا عشان أساعدك فأرجوك انت كمان لازم تساعدني
زفر أنفاسه بحزن ورفع عيناه الحزينتين يتسأل عن صغيرتيه
البنات عاملين ايه عرفو حاجة عن اللي حصل انا عاوز اشوف معتز اخويا ضروري يا متر
هعمله إذن زياره اطمن خلينا دلوقتي في اللي حصل يوم ارتكابك
بس مش ده اللي حصل يا متر انا قولت اللي حصل في تحقيق النيابة
تنهد المحامي بضيق ثم قال
عادل كلامك في تحقيق النيابة مافيش واقعة زنة حصلت
سهر ماكنش عندها أصحاب نهائي لكن من فترة بسيطة حوالي سنه او اكتر اتعرفت علي بنت تقريبا قدها في العمر واتعرفوا عن طريق الفيس بوك وكل واحده حكت قصتها للتانيه وبقوا أصحاب من يومها انا فاكر أنها قالتلي أن البنت دي متجوزه وظروفها صعبة وحاولنا نساعدها وقتها
افتكر عنوانها في شبرا لأن اكتر من مرة سهر طلبت مني اوصلها بالعربيه بيتها وكمان حاجات زي مساعدة كنت بروح مع سهر عند بيتها وهي تنزل وتقابلنا هي اسمها رحمة وعنوانها في شبرا في منطقة شعبية عند الدواران بص بلاش انت تروح هناك ابعت معتز اخويا هو اللي يتكلم معاها الاول
لو البنت دي تعرف حاجة يبقا لازم نطلب شهادتها في التحقيق وهتكون دي شاهدة إثبات وهيعترف بشهادتها
الحقيقة مش عارف ممكن تكون عارفة فعلا حاجة ولا لا هي شخصيا غير سهر خالص بيئه مختلفة وأسلوب وتعامل غير كنت مستغرب أن سهر تعرفها اصلا
سبلي انا الحكاية دي هاخد معتز ونروح نقابلها وانا هعرف من أول مقابلة إذا كانت تعرف حاجة ومخبية ولا هتكون جدعة معانا وتقول الحقيقة أنا ليه وجهة نظري مع الناس دول واتعاملت مع كل الطبقات وان شاء الله هنوصل لحل ماتقلقش
نظر للفراغ ثم همس بحزن
أنا مش قلقان غير علي بناتي وايه اللي ممكن يواجهوة بعد اللي حصل دول بنات وسمعة والدتهم هيكون نقطة سوده في حياتهم طول العمر
دلف العسكري وقال بصوت جلي
الزياره انتهت
ثم اقترب من عادل سحبه من ذراعه وغادر به مكتب النيابة ثم توجه به الي زنزانته وسط المجرمين جلس بركن بعيدا عن الجميع منزوي علي نفسه به شاردا بحياته كيف كانت والي اين وصلت.
بعدما غادر المحامي من سرايا النيابة التقي بمعتز شقيق عادل واخبرة بما دار داخل التحقيق واخبرة أيضا بالفتاة التي كانت صديقه لسهر ولابد وأنها تعلم شئ عن سلوك المجني عليها لذلك اسرع معتز دون تردد الي حيث مكان سكنها.
وفي غضون ثلاثون دقيقة ترجلا من سيارته برفقة المحامي وبدأ البحث عن منزل رحمة
وجد قهوة شعبيه بالحي الذي أخبرهم به عادل ولكن لم يعرفون عنها سوا اسمها فقط وقف معتز في حيرة الي ان راء الشاب الذي يعمل بالقهوة.
أقترب منهم الشاب بتسأل
خير يا باشوات محتاجين حاجه
هتف معتز قائلا
أيوة الحقيقة كنت محتاج ممرضة تلازم والدتي المړيضة وفي ناس ولاد حلال قالولي أن في ست هنا في المنطقة اسمها رحمة بس بصراحة ماعرفتش عنها حاجة غير اسمها وأنها ساكنه قريب من هنا
ردد الشاب اسمها بشرودثم قال
أيوة الست رحمة مرات الاسطى محمد ساكنه في العمارة اللي قدام سعادتك الدور الثاني الشقة اللي علي شمالك يا باشا
تنهد معتز بارتياح ثم نظر له بأمتنان وشكره ثم اسرع في خطواته الي البناية المتهالكة ونظر الي المحامي قائلا قبل أن يدلف لداخل البناية
خليك انت هنا يا متر ممكن تنتظرني في العربيه احنا هنا في منطقة شعبية ومايتفعش ندخل كده وانا هعرف اتكلم معاها بطريقتي
قاطعة المحامي معترضا
اسمع مني يا معتز انا اللي هعرف أقررها صدقني
ربت علي كتفه قائلا بإصرار
معلش انا عارف الناس هنا عايشين ازاي وهعرف اتكلم معاها باللغة اللي هي تفهمها
لب المحامي رغبتة وعاد أدراجه إلي السيارة ينتظره ريثما يعود .
أما عن معتز دلف لداخل البناية وصعد إلي حيث الشقة المنشودة ثم وقف أمامها ورفع كفة يطرق باب شقتها برفق .
كانت رحمة منشغلة بترتيب منزلها وفجاة استمعت لدقات متتالية اعلي باب شقتها ارتدت اسدالها وهمت بفتح الباب وهي تقول
حاضر يلي علي الباب جاية اهو
فتحت الباب لتتفاجئ بشاب ضخم البنية يرتدي حلة رمادية يقف أمامها هاتفا بتسأل
مدام رحمة
هزت رأسها بتوتر ظنت بأنه ضابط شرطة وات لتحقيق معها خرج صوتها مهزوز وضعيف وهي تشير له بالدخول
اتفضل يا باشا أنا تحت أمرك
ظل معتز واقفا مكانة ثم عاد يتسأل عن زوجها
زوجك موجود
هزت رأسها نافية ثم قالت
محمد في الشغل
تمام وانا مش هعطلك هم كلمتين بس وشهادة حق لوجه الله عشان تريحي ضميرك وماتظلميش حد ولا حد يتاذي بسبب كتمان الشهادة اللي ممكن تنقذ حياتة وحياة بناته أظن حضرتك كدة فهمتي أنا جاي لحد عندك ليه
جحظت عيناها باتساع وهمست بصوت خاڤت
مش فاهمة حضرتك مين
أنا معتز أخو عادل وجاي عشمان في كرم اخلاقك ونبلك أنك تنقذي اخويا من حبل المشنقة
بس أنا مااعرفش حاجة
شعر بمدا خۏفها أراد أن يطمئنها
أنا ممكن أقدملك كل السلب اللي تريحك لو خاېفة علي أن اسمك يجي في قضية زي دي المحامي بتاع عادل طمني ماتخفيش دي مجرد شهادة قدام وكيل النيابه وكمان انتي في ايدك تنقذي برئ من الاعډام يعني حياة عادل متعلقة علي كلمة حق منك عادل قال أن سهر ماكنتش تعرف غيرك ومالهاش صاحبة غيرك وكمان انك إنسانة محترمه ولايمكن تكتمي شهادة أنتي من أصل طيب وبنت شبرا الجدعان يعني البنت اللي بمېت راجل وماتخفش غير من اللي خلقها ولا يمكن تضيع حق مظلوم انا عشمان فيكي وعندي ثقة أنك تقدري تنقذي عادل ويخرج ياخد بناته في حضنه ويتربو مع والدهم بدل ماحياتهم تضيع لو عادل خد اعدام البنات دي هتضيع هي كمان والأسرة كلها هتكون ادمرت أرجوكي اتكلمي ولو خاېفة من حد معين انا أوعدك بالحماية وكمان النيابة هتأمنك ماتخفيش من حد
انسابت دموعها وعلت شهقاتها ثم قالت بصوت مكلوم
أنا أعرف كل حاجة سهر بنفسها حكتلي
لانت ملامح وجهه ولاحت ابتسامته ثم هتف بتوسل
ارجوكي تشهدي بكل اللي حصل قدام النيابة بكرة
هتفت بقلة حيلة
جوزي مانعني اتكلم عن اللي حصل هو خاېف من الشوشرة والفضايح وحلف عليه بالطلاق لو اتكلمت وفتحت الموضوع ده
أنا هتكلم معاه وهعمله كل الضمانات اللي هو يطلبها والله انا تحت أمره في اي طلب يطلبه قصاد يسيبك تبرئ مظلوم من حبل المشنقة
هتفت رحمة پخوف
امشي دلوقتي ولم محمد يرجع من شغله انا هحاول اتكلم معاه بهدوء وربنا يصلح الحال
أخرج من جيب سترته كارت خاص به ثم أعطاها إياه قائلا
الكارت بتاعي اهو وفي كل تليفوناتي أرجوكي ماتترديدش تتصلي بيه وأنا هنتظرك بكره في النيابة ومعايا المحامي تمام
التقطت منه الكارت ثم غادر معتز البنايه وأغلقت خلفه الباب وجلست علي اقرب مقعد تفكر فيما هي مقبلة عليه وأثناء شرودها.
صدح رنين هاتفها التقطته لتنظر الي شاشته فقد وجدت رقم خاص يتصل بك
اجابتة بحذر الو
علي الجانب الآخر كان يضع الهاتف أعلي أذنه وهتف قائلا بصوت جاد عندما استمع لنبرة صوتها
اسمعي يا شاطرة أنا عارف انك تعرفي اللي كان بيني وبين سهر بس سهر دلوقتي خلاص مابقتش موجوده في الدنيا لو حياتك بقا غاليه عندك وحياة زوجك وأولادك يبق تنسي اي حاجة عرفتيها أو سمعتيها وكمان شوفتيها وإلا همسحك من علي وش الأرض انا كلامي واضح وصريح وده مش ټهديد ليكي لا خالص ده تحذير بس اسمي تنسية خالص ومايتجبش في اي تحقيق مفهوم أنا مش عاوز شوشرة لسمعتي أنا مترشح لمنصب مهم جدا ومش هقبل أن اسمي يتجاب في زي اللي حصلت انا عارف انك عاقلة وهتسمعي الكلام عشان انتي
مش قدي خالص وماتخفيش هتاخدي تمن سكوتك انا بعرف اقدر الناس كويس أوي وانتي غلبانه وحياتك شح مع جوزك وأولادك انا ممكن انقلك نقلة تانيه خالص هبعتلك فلوس ماكتتيش تحلمي بيها يعني حياتك هتتغير تماماايه رأيك في نص مليون جنيه تمن سكوتك وحياتك وحياة ولادك اظن عرضي مايترفضش.
يتبع
الفصل الرابع
علي السحور
بقلم فاطمه الالفي
أغلق الهاتف بعدما القي عليها كلماته المسمۏمة وكأنه جلدها بالصيات جلست مكانها دون حراك لم تستطيع التفوه فقد الجمها بحديثه اللازع انتابها الشعور بالخۏف علي أطفالها كما أنها تعيش الفقر والعوز والحرمان من كل سبل السعادة والرفاهية في الحياة التي تخوض معركتها وحدها.
انتفض جسدها بړعب عندما أستمعت لصوت انغلاق باب الشقة تطلعت پذعر لتجد زوجها عائدا من عمله بوجه شاحب متعب القي نظره عليها وقال بضيق
سلام عليكم
نهضت من مكانها قائلة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ثم اقترب بخطواتها اليه واردفت قائلة
خير يا محمد ايه اللي رجعك بدري كده انت تعبان ولا حاجه
زفر بضيق وقال
التاكسي عطل بيه ودلوقتي سايبة عند الميكانيكي ومحتاج عمرة والراجل الجشع طالب مني ٠٠٠٥ جنية
تمن العمرة وعشان يشتغل فيه عاوز نصهم دلوقتي أردف بقلة حيله
اجبله منين انا دلوقتي الفين ونص وانا مااحتكمش في جيبي غير علي ٠٠١جنية بس
ربتت علي كتفه برفق وقالت بحنو
انا معايا ٠٠٧جنية كنت شيلاهم علي جنب عشان دخلت العيد ولبس الولاد خدهم دلوقتي وربنا هيفرجها من عنده
حك موخرة رأسه وهتف بتسأل
بقولك ايه هو مافيش شغل تنزليه اليومين دول ندبر بيه باقي
المبلغ
تنهدت بحزن وقالت بصوت خاڤت
الله يرحمها