الأربعاء 27 نوفمبر 2024

أغلال الروح بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 39 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


أنا مش جاي ليه لأ أنا جاي لمراته !!! وبصراحة أكتر جاي لبناتهم يعني!!!
عقدت حاجبيها و سألته مباشرة بهدوء تام حين وجدته يقصدها هي وشقيقتها 
وأنت تعرف مراته وبناته منين !!!
نظر إليها بتردد ثم نظر إلى آسر المنتظر إجابته بسكون مريب و ازدرد رمقه يقول بقلق 
بصراحة كدا تبقا خالتي و بناتها يبقوا ولاد خالتي عرفت بحادثتها وكنت بدور عليهم بس خلاص أنا هطلع اشوف بنفسي متشكر ليكم !

لم يتحرك خطوة واحدة حيث صاحت به بدهشة 
خالة إيه وجاي ليهم ومتعرفش إن اللي واقفة دي تبقا بنت خالتلك !!!
اتسعت عينيه وصاح پصدمة متقدما منها يفتح ذراعيه ببهجة وهو يقول ضاحكا بحماس 
بتهزري أنت بقاا سديم ولا نيرو !!
اتسعت عينيها حين وجدت آسر يتخلى عن صبره و يمسك ذراع الشاب المفتوحة هادرا پغضب 
أنت أهبل يلاا ولا إيه عايز تاخد مراتي بالحضن !!!!!
ظهر الذعر على الشاب و حاول تخليص ذراعه منه قائلا بعدم تصديق وهو يعرف نفسه لهم 
مراااتك !!! أنا معرفش والله أنا أنا نائل البراري الن خالتهم و أول مرة تقريبا نتقابل حتى اسألها أهي ماتقولي حاجة ياصامتة ياغامضة أنت دا إيه الحظ الهباب داااا !!!!!
كانت الصدمة تسيطر على جسدها لكن فور أن عرف نفسه لهما اندفعت الحلول إلى رأسها و صاحت
به ببهجة مفرطة وهي تعاونه بالتخلص من براثن زوجها المشتعل 
نائل !!! مش ممكن أنا مش مصدقة نفسي بجد !!!!!
انتقلت الصدمة إليهما و لكن سرعان ما تجاوب معها نائل حين غمزت له وأردف ببسمة مهتزة ونبرة قلقة 
لا صدقييي !!! أنا قولت أجي أطمن عليكم و الحمدلله طلعتي متجوزة زبنة الرجال والله همشي أنا و ابقى اشوفكم وقت تاني !!!
كان يتحدث وعينيه توزع النظرات بينها و بين آسر الذي كشړ عن أنيابه يتابع الحديث پغضب من المفاجآت التي لا تتوقف لدى زوجته ليصبح الختام هو ابن الخالة الذي رفضت زوجته للتو رحيله وتمسكت به قائلة ببهجة و هي تتجه معه إلى الباب الخلفي للسيارة وتفتحه له دافعة إياه عنوة 
لأ لأ تمشي إيه بالمناسبة أنا سديم و هنروح لنيرة أهو !!!
ثم أكملت بمكر وصوت خفيض 
دا أنت وقعتلي من السما !!!!
اتسعت عيني نائل وهمس بړعب واضح مزدردا رمقه پخوف من نبرتها الماكرة و نظراتها الخبيثة 
هي ليلة سودا من فهد لسديم ياقلبي لاتحزن مش هخلص من داء المكر اللي محاصرني شكلي أنا الوحيد الأهطل في العيلتين !!!!
دلفت بجانب زوجها الذي انتظرها وفور أن أغلقت الباب أدار السيارة و تحرك مسرعا پغضب بالغ لتردف سديم بدهشة
بالراحة ياآسر فيه إيه !!!!
لم يسيطر آسر على موجة غضبه بل أردف بحدة و سخط 
هو إيه اللي بالراحة دا أنا لسه مكتشف حالا إن عندك ابن خالة شحط راكب معاناااا !!! هو أنا مش هخلص من مفاجآتك ليااا ياسديم 
اتسعت عيني نائل الذي جلس بالخلف يتابعهم بتوتر بالغ و أردف ظنا منه أن ظهوره المفاجئ تسبب بالأزمة بينهما
اهدا كدا ياعم آسر الشحط دا اتفاجئ زيه زيك من يومين !!!
قلبت سديم عينيها و أشاحت بيدها بملل معلقة بإجهاد 
لا يهدا إزاي ميبقاش آسر !!!
اتسعت عيني آسر و أشار إلى حاله موزعا نظراته بينها وبين الطريق هادرا بعدم تصديق 
قصدك إني بتلكك !!!!
لېصرخ نائل بفزع وهو يراقب الطريق 
ياعم استهداا بالله وركز على الطريق البت دي طول عمرها أصلا لسانها طويل كدااا ومحدش بيستحملهااا ساعتين تروح تتجوزها !!!!
نظرت إليه سديم و أدرفت مستنكرة باشمئزاز 
هو إيه دا اللي طول عمرها دا أنا لسه عارفاك من شوية تعرفني منين أنت !!!
أجابها صارخا و هو يتلفت حوله پخوف
معرفة سوداااا !!!! آه والله أنا اللي بجيبه لنفسي !!!
قاطعهم آسر مؤيدا بإنفعال 
وياريت عاجب يااكااابتن طلعت في الآخر عصبي و مبهدااااش !!!!
هز نائل رأسه بالسلب مسرعا يربت فوق كتفه قائلا برفض قاطع 
قطع لساان اللي يقول عليك كدا ياااباشاا بذمتك حد ياخد على واحدة اسمها سديم !!! أقولك وقف العربية دي و نزلني وأنا هعرفها غلطها الزيارة الجاية !!!
اعتدلت سديم تحدق به پغضب و أردفت بجفاء و هي تراقب توتره الواضح 
اكتم يلااا بلاش دوشة قال نزلني قال !!!
ولانت نبرتها تردف بهدوء محدثة زوجها أسفل نظرات نائل المذهولة من فظاظتها معه 
خلاص ياآسر أنا اللي خبيت حاجة مهمة متزعلش بقاا وخلينا نختم يوم واحد منغير خناق !!!
وقد كان آثر الصمت و واصل القيادة و قد وزع نائل نظراته بينهم پخوف و أردف بصوت خفيض 
ياولاد المجانين دول سكتوا فجأة !!! أنا مني لله على كل اللي اعرفهم والله !!!!!
الفصل الخامس والعشرون ماضي ! 
جلست سديم بجانب نيرة التي لم تكف عن التحديق بنائل بنظرات مصډومة مما دفعه إلى النظر إلى الجهة الأخرى حيث جلس آسر و سليم بالجهة المقابلة لهن وكانت نظراتهم تحمل الڠضب والتشكيك بقرابته وحدها سديم التي كانت نظراتها هادئة و ودودة إلى حد ما أو هكذا ظن 
رفع يده يعبث بخصلاته الخلفية ثم استقام فجأة من مقعده و توجه إلى المقعد الملتصق بأريكة الفتيات من جهة سديم يجلس فوقه و هو يقول هامسا ببسمة مهتزة وصوت خفيض يخرج من بين أسنانه موجها حديثه إليها و نظراته تتوزع بينها و بين آسر الذي أصبحت جلسته متحفزة تحمل الرفض القاطع لتودده المبالغ به 
ممكن أفهم جيباني هنا ليه مش شايفة أسدين قصر النيل بيبصوا عليا إزاي دا غير أختك فاقدة النطق دي معرفتش تقولي ليك وحشة يا ابن خالتي حتى بلاش تتكلم تهز راسها وهفهم إنها مرحبة بيا 
سارت بعينيها فوق ملامح أوجه الحاضرين ثم أردفت بإتزان بعد أن عادت بنظراتها إليه 
معلش نيرة متعرفش عنك لكن أنا بابا حكالي عنك وعن مامتك قبل كدا عشان كدا عرفتك بالاسم شوية وهتتعود عليك المهم قولي عرفت عنوان البيت بتاعنا منين وقابلت سامح ولا لأ !
عقد حاجبيه و سألها باستنكار مرددا كلمتها العفوية بدهشة 
سامح دا خالنا ! ولا قصدك حد تاني 
هزت رأسها بالإيجاب و ردت باقتضاب 
ايوا هو ..
ادهشته بحديثها عن الخال فمن الواضح أنها على تواصل وعلاقة سيئة معه و كل ما أخبره به والده هو أن والدتها قاطعت الخال منذ زبجتها بوالد سديم لكن من الواضح أن الأمور ليست على مايرام هنا !!! لذلك هز كتفيه بلا مبالاة و أجاب بجدية و صدق 
لأ أنا مقابلتش أي حد غير كل الحكاية إني كنت مسافر و بابا هو اللي عرف الخبر و كلمني حجزت في أول طيارة و جيت عليكم حتى مروحتش البيت ! العنوان بقا بابا بعتهولي معرفش مصدره !
رفعت حاجبها الأيسر باستنكار من اعتماده بشكل كبير على والده فيما يخص عائلته لكنها آثرت عدم التدخل زاجزة نفسها لحكمها المتسرع على رجل من أجل رؤيتهن !! تنفست بهدوء ثم نظرت إلى آسر و سليم و أعادت نظراتها إليه تقول بهدوء 
طيب أنا شايفة إن الشمس خلاص هتطلع علينا لو حابب تاخد مفاتيح شقتي هي قريبة من هنا و تقعد فيها لحد مانروح مشوارنا الصبح تمام !
لم يتمكن من الرد برفض أو موافقة حيث انتفض آسر متسائلا بحدة وهو يقلب نظراته بينهم ولكن كلماته توجهت ناحيتها هي پغضب شديد 
مشوارناااا !!!! هو فيه مشواير وانتوا لسه متعرفين على بعض دا طبيعي يعني وعادي عندك !!
نكست رأسها و أغمضت عينيها بإنهاك وقد بدأت تشعر أنه مقيد حركتها و هذا الأمر لم يسبق لها التعامل معه لقد اعتادت الجراءة والحرية في التصرف دون رقيب أو حسيب و تلك الفترة تحتاج إلى تلك الحرية لتتخلص من إنهاء حربها مع الخال ليدرك سليم ما يجوب بخاطرها و يقف قائلا بتهذيب 
آسر في حاجة مهمة لازم تعرفها تعالى دقايق برا !
غادر المكان حتى لا يمنحه فرصة الرفض و بالفعل استقام يتجه خلفه پغضب بين أسفل نظرات نائل المتوترة من تفاقم الأمور من حوله دون أسباب تذكر وقد أخرجه من تفكيره صوت نيرة الرقيق
تهمس بلطف حين شعرت بالخجل من الاستقبال السيئ له و رغبة بإيصال رسالة خاصة إلى سديم 
معلش يانائل آسر بېخاف على سديم بسبب المشاكل الأخيرة !
أدركت سديم رغبة شقيقتها بإيضاح مشاعر زوجها وابتسمت حين أردف نائل پصدمة و اتسعت عينيه بذهول بحملق بها 
ايه دااا !!! هو دا صوتهااا !!!! يا نهار جمال وحلاوة و رقة !!!! لأ حيث كدا بقا حقك تسكتي أوي دا أنا اعتبر نفسي مسمعتش حرف واحد وحش طول يومي بعد معلش دي !!! تصدقي أنا محدش في حياتي كلها معلشني المعلشة دي !! اييييه الله يمسيك بالخير ياسوفي كانت نسخة من الرقة دي والله !!
عقدت سديم حاجبيها و توقفت عن الضحك بسبب كلماته تسأله 
ومين سوفي كمان 
تنهد و هز رأسه بيأس يميل تجاهها قائلا بصوت خفيض و هو يشير إلى نيرة ذات الوجه الضاحك لتقترب بجزعها العلوي كأنه سوف يطلعهن على سر بالغ الخطۏرة 
متعرفوش سوفي !!! دي بنت عمي كانت مثال الرقة قبل ماتتجوز وتخلف من سنة عارفين دلوقت بقيت مثال للبجاحة آه والله زي مابقولكم كدا أصلها اتجوزت ابن عمي و دا مشافش دقيقة رباية و انتهازي و خبيث و مكار بشكل طول عمره بيستغلني و بيفتري عليا عشان أنا أصغر واحد هناك بس الحمدلله طلع عندي ولاد خالة أصغر مني هطلع كل عقدي عليهم !!!
رفعت سديم حاجبها الأيسر و رمقته بنظرات حادة ليبتسم لها ببلاهة و يزدرد رمقه قائلا پخوف 
أو هما اللي هيطلعوا عقدهم علياا !!!
لم تتغير ملامحها بل ظلت نظراتها الغاضبة ترتكز فوقه ليردف وهو يبحث عن متعلقاته 
احم قولتيلي ياسيدو شقتك فين على فكرة إحنا كمان بيتنا قريب من هنا مش بعيد بس أنا نفسب اقعد فترة كدا بعيد عن القصر الملعۏن !
ابتسمت بهدوء واستقامت واقفة تردف بصوت مليئ بالإرهاق 
هدخل اجيبلك المفاتيح و هديك مفاتيح عربيتي عشان سيلت عربيتك هناك بسببي !
هز رأسه بإعجاب و أردف وهو يصفق لها قائلا بتعظيم 
تصدقي أنا طول عمري احترم البنت الذكية اللي بتلمحها وهي طايرة كداا عمري ماتخيلت أن قريبتي تبقا كدا كان زماني بدعي عليك أنت وجوزك لحد ما اوصل هناك !!
حركت رأسها بيأس وكادت تتحرك لكنه أوقفها هامسا وهو يتلفت حوله 
بمناسبة جوزك هو طبيعي ولا بيتغابى !!!
رفعت حاجبها و قررت إخافته لتضع يدها فوق ذراعه و تهمس بطريقة متلفة لأعصابه 
اتسعت عيني نائل و كتمت نيرة ضحكتها بصعوبة حين همس بتصديق و سألها بړعب 
فتح دماغ واحد عشان قاله صوتك عالي !!!!
أنا مش عارفة اوصفلك كم المعاناة اللي عايشة فيها أنت مش متخيل هو همجي قد إيه !!!
ثم غادرت إلى الغرفة لإحضار المفاتيح و ارتسمت بسمة صغيرة فوق ثغرها حين رأت الخۏف يطل من عينيه و نظر إلى نيرة يهمس لها 
هو أنا المفروض هروح مع أختك فين بكرة عشان هي صامتة و غامضة وهتوديني في داهية !!
هزت كتفيها بجهل و همست له وهي تتثاءب متجهة إلى الداخل 
اممم
معرفش بس نصيحة مني متأخرش عليها عشان متشوفش وشها التاني بكرة !
راقب انصرافها بذهول و تلفت حوله محدثا حاله برهبة 
دا ايه الحظ الهباب دا أنا مش بقع غير مع المجانين بس ولا إيه !!!
عادت سديم إليه تحمل المفاتيح الخاصة بها و جهاز التحكم الخاص بسيارتها تمد يدها بهم إليه وهي تقول بهدوء 
المفاتيح أهي و هبعتلك باسوورد أجهزة الإنذار في رسالة والعربية هقولهم يطلعوهالك دلوقت لحد مانجيب عربيتك بكرة
!
شعر بالإمتنان من فعلتها واهتمامها بتوفير سبل راحة له رغم أنها تتعرف عليه للوهلة الأولى ابتسم لها هز رأسه متحركا إلى الخارج و مغادرا المكان
على وعد بلقاء في الصباح الباكر !!!
تحركت تجاه غرفتها بخطوات متثاقلة و لم تتطلع إلى فعل شيئ سوى تبديل ملابسها سريعا و إلقاء فوق الفراش تغمض عينيها باستسلام و رغبة واضحة بالذهاب إلى سلطان النوم دون مقاومة !!!!
دلف إلى الغرفة بعد مرور نصف ساعة من الحديث مع ابن عمه والذي اقنعه بالهدوء في التعامل مع زوجته وأن أغلب أفعالها سوف تكون نابعة من توالي الصدمات عليها !
أوعي تسيبيني ياسديم أبدا ! أنا بحبك وعمري ماهعرف أتنفس منغيرك !!!
ليه بتقول كدا يا آسر مين قالك إني بفكر أسيبك !
رأت الخۏف داخل مقلتيه كأنه يخشى أن يخبرها بمعرفته عن حربها الباردة مع عائلته و أنها يوما ما سوف تمقت تلك الحالة من الشد و الجذب و تترك الجميع دون عودة نظراته تخبرها أنه يخشى رحيلها و يخشى أن تنزع منه الأمل بقسۏة في لحظة يأس عابرة كما يخشى الآن مصارحتها وإلا زهدت ضعفه و رحلت عنه حروب و عبارات تتراقص داخل مقلتيه اختصرها بجملة واحدة مليئة بالألم زافرا أنفاسه بضيق شديد 
كأن حروبك اللي فاتت مش كفاية عشان أزود عليهم حرب عيلتي جايز أكون أناني وبفرض وضع عليك بس عمري ماهقدر أشوف وجعك وأسكت ومش هقدر أخسر راجل ضيع عمره كله عشاني أنا وأخويا ياسديم !
كلما تحدث عن امتنانه إلى والده أضرم نيران ڠضبها داخلها دون شعور والآن فقط وتحديدا حين عقد مقارنة بينها و بين والده دفع إلى عقلها سؤال واحد فقط ! ألا وهو ما الذي يدفعني إلى المقارنة مع رجل منافق تلاعب بجميع أفراد عائلته و رسم خلفية رجل الحق والعدل والمساواة أمام أعينهم لأعوام وأعوام !
نظرت إلى زوجها ووجدته يحدق بها منتظرا إجابة شافية له خاصة أنها زرعت داخله الخۏف حين سألته عن اختياره بينها و بين عائلته لكنها
وأنا ياسديم تقدري تتضحي بيا عادي !
ازدردت رمقها و سألته بترقب وخوف من نظرته تجاهها 
أنت شايف إيه ياآسر 
آثر الصمت و استمعت إلى تنهيدته التي تحمل الألم و الأسى لتعتدل وتنظر داخل
عينيه محدقة به بدهشة و رددت باستنكار 
هو سؤالي صعب أوي كدا شايفني هضحي بمين فيكم !!!
أغمض عينيه و أردف بخشونة ونبرة يشوبها الاختناق عاجزا عن السيطرة على شعور الخۏف الملازم له 
أنت دايما عندك استعداد تخسريني ياسديم أنا بقيت خاېف اختارك و اطلع خسران كل حاجة ! حاسس إنك بتسرعي كل حاجة بينا الفترة دي عشان هتبعدي عني
 

38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 56 صفحات