الأربعاء 27 نوفمبر 2024

أغلال الروح بقلم شيماء الجندي

انت في الصفحة 40 من 56 صفحات

موقع أيام نيوز


! أنا خۏفت أنام و أنا معاك في بيتك القديم عشان مقومش الأقي نفسي لوحدي وأنت اختفيتي !!!! أنا بتخبط ياسديم و أنت مش عايزة تطمنيني بكلمة واحدة حتى تفكيرك في أختك قبل كل حاجة ودا شعور جميل أوي بس أنا فين أنا رقم كام في أولوياتك أنا عندي عيلة زيك وخاېف اسيبهم و امشي وراك مغمض أفتح عيني لوحدي ياسديم زي مانا خاېف من صراحتي معاك دلوقت !!!! 

مؤلم أن تتألم لأجل مرء لا يثق بك لقد كانت دائمة الهرب من الجميع لهذا السبب ليست محل ثقة وهو أيضا يؤكد لها حقيقة ما قاله شقيقه في الصباح لها مهما فعلت تظل داخله نقطة فاصلة سديم محتالة !!!! هي أيضا تحتاج إلى الثقة تحتاج إلى رجل يرى نور كامل داخلها و ليست بضعة مصابيح يخشى أن ېحترق أحدهم يوما ما كل ما أدركته من كلماته الصريحة أنها ليست مصدر ثقة له وفي قناعتها الخاصة الثقة هي أهم درجات العشق بل و أول درجة من درجاته لا يمكن الانتقال إلى الثانية بدون الأولى !!!
طال صمتها و طال تحديقه بها بتوتر كأن عينيه تخبرها أنه نادم أشد الندم على صدقه لكنها لا تشعر الآن سوى بوخزات الألم من ماضيها الذي يلاحقها داخل أحضانه أيضا كأن حقها بحياة سوية ينتهك أمام عينيها من جميع الأشخاص حتى هو أيضا يعشق سديم الحالية و يخشى غدر سديم الماضية !!!!
بللت شفتيها و همست بهدوء ظاهري وهي تتقهقر إلى الخلف متخذة النصف الآخر من الفراش مضجعا لها 
لا متخافش من صراحتك أنا محتاجة أنام ياآسر تصبح على خير !
هكذا ببساطة خارجية تركته حائرا بين دروب الندم من تسرعه بمشاعره معها و عدم صبره عليها كما نصحه ابن عمه لكنه أيضا اعتاد الصدق معها حتى و إن أساء التعبير لها عما يدور داخل قلبه وعقله تنهد و ألقى نظرة عليها و قد اغمضت عينيها بسلام و بدأت أنفاسها تنتظم كأنها على وشك النوم و خلف جدران جفونها المغلقة خرجت سديم المراهقة تعاتبها على ما آلت إليه أمورها و أدركت الآن سر حزن والدها لقد كان يدرك عواقب أفعالها الوخيمة و ها هي تحصد ما زرعت منذ أعوام لن ينفعها الندم و لن يدفع من حولها إلى الثقة بها كما أخبرها يوسف وإن خدعت حالها و أصبحت أم ما الذي سوف تزرعه داخلهم !!! كل ماترغب به الآن أن تقف صاړخة على قمة هاوية إنها عائدة تائبة ناقمة على ماضيها المصير تود أن تصرخ أنها صالحة للحب صالحة للعلاقات و صالحة للثقة و أن ما يحدث لها الآن من نظرات و كلمات طاعنة لها مثلما تتظاهر الآن بالنوم ولكنها تبكي دون صوت كعادتها منذ أعوام ! انتظرت إلى أن استمعت إلى صوت انتظام أنفاسها بجانبها ثم فتحت عينيها تمررها فوقه لتتأكد أنه يغط بنوم عميق بعد قضاء ليلة
شديدة الإرهاق ثم استقامت تنظر إلى الساعة التي تجاوزت السادسة صباحا وهي تهمس داخلها بسخرية ها قد عدنا إلى مجافاة النوم وما البهجة
بعد مرور ساعتين و داخل أشد الأماكن ړعبا لروحها جلست عند مقاپر والديها و دموعها تغطي وجهها بالكامل و استطاعت أخيرا الحديث بصوت متحشرج وكأن روحها تتجسد أمام عينيها ثم استقامت واقفة تتحرك وتقف أمام مقپرة والدتها 
حتى موتك عڈبني لوحدي !!! أنت مشيتي و أنا بدفع تمن اختياراتك ليا محدش مصدق إني مكنتش عاوزة ابقا كدا و اللي مصدق مش قادر يثق فيا و بصراحة مقدرش ألومه مين ممكن يثق في واحدة عاشت سنين بتنصب !!! كأني شايفة قدامي حرامي بيقولي والله مش هسرق تاني !
أنا بقيت أسأل نفسي كل يوم عملت فيك ايييييه عشان تعملي فيااااا كداااااا !!!! لو أنت مۏتي مرة أنا بمۏت كل يوم ألف مرة وأنا لوحدييييي !!!!! بمۏت من نظراتهم مهما اتظاهرت إنه مش فارق معايا كلامهم ولا نظراتهم بس أنا فارق معاياا !!! ومش قادرة اسامحك ولا قادرة انسى نهايتك اللي شوفتها بعنيا استفدتيييب إيه غير القهر والمۏت و الذل من واحد أحقر من إنه يتقال عليه أخ !!! استفديتي إيه غير مۏتي كل
يوم !!!!!!!
جلست فوق الأرض الصلبة بإنهاك و أعين متورمة من فرط البكاء و القهر الذي صار رفيق روحها وعلى ذكر الرفيق نظرت إلى قبر والدها و سالت دموعها تهمس بصوت متحشرج مليئ بالأسى 
أنا عارفة إن دي
مش أول مرة اجيلك و اكلمك و تسيبني تايهة كأنك بتعاقبني وعارفة إن مبرراتي مش كفاية عشان تسامحني بس أنا تعبت !!!! أنا كل اللي حواليا بيطعن فيا و أنت سايبني لوحدي تايهة ليه مااخدتنش معاك بقااا ليه سايبني يحصل فيااا كل دا !!!! أنا في نظر الكل مېتة منفعش لأي حاجة في الدنيا مش عايزة ارجع للغلط و بكره كل ليلة قضيتها في الطريق دا بس أنا محدش قابلني في الطريق الصح محدش عايزني و محدش مصدقني و مبقتش عايزة حد تاني يشوف چروحي ويدوس عليها ويمشي أنا تعبت و اكتفيت بالۏجع والراجل الوحيد اللي حبيته عمري ماهعرف اغير بدايتي معاه اللي كلها غلط في غلط !!!!! ولا قادرة اطعنه بأبوه زي ما حصل فياااا زي ما بتيجي تعاتبني في أحلامي تعالى انصحني وقولي اعمل إيه !!!! لا أنت راحمني من عتابك اللي مش هيغير أي حاجة و لا الناس رحمتني لما كنت بټموت مننا و محتاج علاج ولا هي رحمتني من اخوهااا اللي استغل حاجتنا كلناااا وأنا بينكم كلكم بمۏت كل يوم !!!!!
تنفست من فاهها و نكست رأسها تنهي عتابها بتنهيدة تحمل الألم و الذكريات القاسېة و قسۏة ظروفها هامسة بوهن شديد 
أنا تعبت من الماضي اللي ملازمني !!!!!
تراجع نائل بأعين متسعة مذهولة وقد اجتمعت الدمعات داخل عينيه مما سمعه للتو !!! و لكن لم 
أنت بتعمل إيه هنا !!!
تيقنت أنه استمع إلى محادثها الچنونية مع حالها بالداخل و راقبت ملابسه المجعدة و التي تثبت صدق كلماته و نظراته المشفقة التي تثبت صدق ظنونها تنهد قائلا بندم 
أنا حقيقي آسف مكنش قصدي اسمع أسرارك ومشيت وراك خوف عليك فعلا بس اعتبريني مسمعتش ولا حرف واحد !
ظهرت بسمة ساخرة منها و هي ترفع يدها تشير إلى المسؤول عن المقپرة ثم همست بلا مبالاة
ولا تسمع مش هتفرق محصلة بعضها !!
عقد حاجبيه و أردف پغضب من حين وجدها على وشك الاستسلام 
لا طبعا هتفرق و أنا مش هسيبك بعد اللي سمعته دا حتى لو ڠصب عنك !!
كانت تنتظر داخل مقر الزيارات الخاصة بالسجناء بهدوء لاق بها و ابتسم وهو يجلس أمامها قائلا بانتصار واضح 
روح قلب خالها اللي مش هاين عليها تسيبه لوحده و بتزوره و هتخرجه من السچن !!!!!
راقبته بسخرية ثم تنهدت و راقبت المكان من حولها بإزدراء
اممم و هو أنت فاكر ياسامح إني لو خرجتك من هنا مشاكلك هتتحل معايا 
هز رأسه بالإيجاب و أسند ذراعيه إلى المنضدة يقول بهدوء ظاهري 
سديم ياحبيبة قلبي أنا وأنت مصيرنا واحد !!!! و مفيش مشاكل بينا أصلا أنت لسة شابة و صغيرة و طايشة و طبيعي يبقا عندك نزوات زي آسر و أفكار مچنونة و بصراحة مش هندهش من تفكيرك أبوك كان فيلسوف عصره وأنت طلعاله !!!!
رفع حاجبه بدهشة وأشار إلى حاله باستنكار يردف پصدمة ساخرة 
أنا نجس !!!! ليه ياروحي كدا هو أنا اللي قولت لأمك الله يرحمها توقف علاجه ولا أنا اللي قولتلها تلغي عمليته !!!! أنا عاذرك لو مكنتش عملت كدا كان زمانه معاك دلوقت بيحميك من الأشرار اللي زيي !!!! بس معلش بقاا الحياة فرص يا سديم وأنا فرصتي دايما تلاحقني آه والله مين 
وبعد ما أخرجك من هنا هتعمل ايه ياسامح هترجعني اشتغل معاك بالعافية 
هز رأسه سلبا و أردف بغموض وثقة 
محدش بيعرف يهرب من ماضيه ياسديم أنت مش محتاجة عافية أنت محتاجة تعرفي قيمة النعم اللي بتضيعيها و بما إن الخال والد فعتبر دا دوري ياروح قلب خالك !
ماضينا مثل الدوامات إن لم نحذر الذوبان داخلها و ابتعدنا مسافات كافية لابتلعتنا دوامات الألم في التو والحال !!!
الفصل السادس والعشرون احتيال !
استيقظ آسر من نومه يبحث عنها داخل المنزل بأكمله لكن دون جدوى وقف خارج غرفة نيرة يزفر پغضب جم ثم نظر إلى التوقيت بهاتفه و طرق الباب عدة مرات ليتأكد أنها هي أيضا ليست بالداخل اتسعت عيناه فجأة و ركض إلى الغرفة و تحديدا إلى غرفة الملابس ليجد جميع متعلقاتها كما هي إذا لم ترحل لكنه ضم قبضته بقوة و طرق فوق الحائط بجانبه هادرا پعنف 
دا مش ممكن تعب الأعصاب داااااا !!!!!!
عقد حاجبيه حين اخترق صوت والده الساخر أذنيه حيث أردف بتهكم وهو يتجه ناحيته واضعا مفتاح المنزل الخاص به فوق المنضدة الجانبية 
ولسه هو أنت شوفت حاجة كأني بشوف إعادة لقصة عمك عاصم بالظبط بس المرة دي في ابني !!!
مش اتفقنا إنك مش هتدخل بالمفاتيح تاني عشان مراتي بقيت معايا ومبقتش عايش لوحدي ! ياريت تاخد بالك يابابا !
ضحك رأفت و هز كتفيه بلا مبالاة يردف محتفظا بنبرته الساخرة وهو يتلفت حوله مراقبا أجواء حياة ابنه الأسرية بتهكم يطل من عينيه 
بسيطة يا آسر أهي المفاتيح عندك جوا في أوضة مراتك بالمناسبة أنا ملاحظ إن حاجتها هناك و حاجتك هنا هو انتوا مش ناويين تبقوا مع بعض في أوضة واحدة و لا أنت ملكش كلمة في الحوار دا كمان !!!
توقف عن الحركة و رمق والده بنظراته مشټعلة غاضبة و لم يحاول رأفت تدارك الأمر بل تقدم منه ووقف أمامه مباشرة مواصلا الضغط پعنف على چرح كرامة ابنه النازف أمام مقلتيه 
صحيح هي مراتك فين دلوقت ولا متعرفش !!!
ضم شفتيه يهز رأسه بيأس مصطنع مكملا 
شكلك متعرفش طيب بلاش من باب الرجولة خليها من باب إنها عايشة مع عيلتك !!! تخيل كدا تخرج تقعد على الفطار منغيرها و يسألوك فين مراتك هتقولهم إيه ! عملت زي روزاليا وخرجت منغير إذني ولا معلش أصلها هي اللي ليها الكلمة الأولى والأخيرة في البيت وأنا مليش لزمة في حياتها بقا بذمتك دي واحدة طبيبعة عاوزني اطمن ليها !!!
ابتسم حين وجد نيران ڠضب آسر تتراقص على ألحان كلماته القاسېة التي هبطت كالسوط فوق روحه تجلده پعنف و تشعره أنه لا قيمة له لدى زوجته بل إنها تتعمد إهانته و التقليل من شأنه الرفيع أمام عائلته غير مكترثه لأثر أفعالها الهوجاء على هيئته أمام الجميع تماما مثلما كانت تفعل زوجة عمه !!!!!
يؤلمه عجزه عن رد الكلمات بحقها لكنها تسببت الآن بچرح غائر لكرامته كرجل أمام عيني والده إن كانت تحبه كما قالت لماذا لا تحاول
إبداء بعض الاحترام والتقدير له و كأن والده بقرأ ما يجوب بعقله رغم صمته و اتجاهه إلى غرفة الملابس لتجهيز ملابسه استعدادا للخروج 
أنا خاېف عليك يابني مش عايزك كل يوم الصبح تقوم تدور عليها زي المچنون كدا وهي مش فارق معاها وجودك دا مش حب يابني لو بتحبك كانت احترمتك و قدرت
وجودك !
ثم رفع يده التي تحمل الهاتف الخاص به أمام عينيه و أكمل افتح كدا شوف أراهنك لو كانت سيبالك حتى رسالة تطمنك عليها ولا تعرفك هي فين ! دي عاشت حياتها كدا منغير رقيب ولا حسيب وعمرك ماهتعرف تغير دا أنت من عيلة محترمة و فيه ناس حواليك
واغلبهم عارفين قصة عاصم ليه عاوز تكررها يابني 
اختار أن يترك المنطق جانبا و يظهر عكس ما يبطنه لأن والده لن يتمكن من إدراك ما بجوب داخله هو هدفه الانتصار بحربه و إخراج زوجته من حيز العائلة غير مبالي بما يحمله ابنه من مشاعر تجاهها لذلك أردف باقتضاب و هو يتحرك إلى المرحاض 
والله أنا حر ! وأنت عملت اللي عليك و نصحتني لما اجيلك ندمان ابقا سمعني كل دا !!!
أوقفه محله حين أردف بهدوء 
تمام يا آسر لو دا رأيك يبقا أنا من حقي أعيش حياتي زي مانا مخططلها !
عقد حاجبيه و أجابه بعقل شارد وتأفف 
اعمل اللي أنت عايزه !
وبالفعل انصرف رأفت بنفس راضية عن صنيعه و أفكاره التي زرعها داخل عقل ابنه بموقف صغير و بسيط وفور أن خرج وجد فريدة تقف أمامه ببسمة صغيرة تنتظره قائلة بهدوء 
أتمنى يكون اقتنع بقا !!
هز رأفت رأسه بالسلب و أردف مبتسما و قد رفع أنامله يعبث بخصلاته الخلفية و علق عينيه بمنزل ابنه 
لأ مش هيجري يطلقها بس أنا عارف ابني كويس الموضوع مش سهل عليه بالمناسبة متشكر ليك لولا كلامك مع الأمن و اهتمامك بوقت خروجها مكنتش هعرف ألاقي مدخل زي دا واتكلم منه دا مكنش قابل أي حرف عنها !!
هزت رأسها و أردفت بلطف و هي تربت فوق ذراعه 
شكر ايه يارأفت أنا معملتش حاجة كلها توقعات وصادفت إنها صح أصل نوعية سديم دي أنا حفظاها مش بتاعة ارتباط بولاد ناس زي آسر و بصراحة ابنك متورط معاها برضه ودا دورك إنك تنقذه !!
ابتسم لها وظهر على ملامحه الإعجاب باختيارها إياه كمنقذ لابنه الذي انساق خلف حفنة مشاعر مدمرة له ! تنهد بصوت مسموع ثم مرر عينيه على ملابسها الرياضية وعقد حاجبيه يسألها بدهشة 
أنت خلصتي ولا لسه هتبدأي لو هتبدأي ممكن نتمشى مع بعض !!
منحته بسمة لطيفة و هزت رأسها بالإيجاب تردد بترحيب رغم أنها بالفعل قد أنهت رياضتها اليوم 
لو حاسس إنك هتقدر يلا أنا لسه هبدأ !
رفع حاجبه وردد باستنكار ساخرا و هو يتجه معها إلى الداخل 
أقدر لأ دا أنت متعرفنيش أبدا !!! على فكرة أنا لسه شباب أوي كل الحكاية إني اتجوزت بدري حبتين لكن أنا أصلا اكبر من عاصم بسنتين بس !!
حصل على ضحكة ناعمة منها و سارا معا إلى داخل المنزل الأساسي !!! 
و بالعودة إلى آسر نجده يقف داخل كابينة الاستحمام تاركا المياه تنهمر فوق رأسه الذي لم يتوقف عن
 

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 56 صفحات