الأربعاء 04 ديسمبر 2024

قصة كاملة بقلم ياسمين عزيز

انت في الصفحة 80 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز


سيف جعلها 
مستعدة لتفديه بحياتها لو تطلب الامر...حبه
تسلل رغما عنها داخل قلبها حتى ملأه 
تمنت فقط لو أن كان يثق فيها و لو قليلا 
كل شيئ كان ليتغير. 
حركت قدميها بصعوبة لتقف مستندة على 
الجدار بعد أن فقدت الأمل من عودته 
لابد أنه غاضب الآن لكن لا بأس سوف يهدأ
و يعود إليها ليعتذر لها كما يفعل دائما. 

مررت كفيها على وجنتيها لتمسح دموعها 
ثم رتبت ملابسها و هي تسير بإتجاه الدرج 
مقررة الخروج الحديقة عل الهواء النقي يحسن 
قليلا من نفسيتها...تمنت أن لا تجد والدتها
أمامها حتى لا تسألها لأنها سوف تكتشف 
ما حصل و هي طبعا لا تريد أن تحزنها 
اكثر...إلتفتت بجسدها لتلقي نظرة اخيرة على الباب و هي تتوعده بداخلها أنها لن تسامحه بسهولة 
لن تضعف أمامه هذه المرة و لن تتأثر 
بكلامه المعسول و عيناه الساحرتان و لا بإبتسامته
التي تفعل بها الافاعيل...كانت تحدث نفسها 
و تتخيله و هو يعتذر لها و لم تنتبه أنها كانت
تتراجع إلى الخلف حتى شعرت فجأة بفراغ الدرج 
تحت قدمها...صړخت بأعلى صوتها منادية 
باسم سيف بينما
إمتدت يداها لا إراديا محاولة الإمساك بالدرابزون 
لتنقذ نفسها بعد أن أيقنت أنها على وشك السقوط
من الدرج... لكن و لسوء حظها كان الأوان قد فات....
كل ما شعرت به بعدها هو ألم فظيع حتى ظنت
أن ظهرها قد إنقسم إلى نصفين بعد أن إرتطم
بإحدى درجات السلم في الأسفل ثم 
تزحزح ليستقر بآخر درجة من النصف الأول 
من السلم...مصطدما بالحائط وراءها 
...دموعها سالت بصمت مختلطة قبل أن يتلقفها الظلام معلنا عن إنتهاء مقاومتها....
داخل الجناح كان سيف يقف أمام المرآة 
يتأمل ملامحه وجهه الذي إسود فجأة و بدأت 
عروق يديه و رقبته بالبروز بينما بدأ جسده 
ينتفض من شدة الڠضب...نوبة أخرى من نوبات
جنونه التي لن تنتهي سوى برؤية اللون الأحمر.... 
و دون تفكير وجد نفسه يرفع يده اليمنى ليلكم
زجاج المرآة التي تهشمت لآلاف الاشلاء ممزقة
بشړة يده التي كساها اللون الأحمر... عندها فقط
بدأ جسده في الارتخاء و علت شفتيه إبتسامة 
خفيفة بينما كان عقله يزوده بأفكار لمعاقبة
صغيرته الشقية...قد يضطر هذه المرة لحپسها 
في الجناح حتى تتوقف عن الاهتمام بغيره...
نظر نحو دماءه التي سالت على التسريحة
و أرضية الغرفة بعدم إكتراث ثم تناول بعض
المناديل الورقية ليلفها بعشوائية على يده 
ليقرر في الاخير النزول و البحث عليها ليقوم
بما يجيده دوما... مصالحتها أولا ثم معاقبتها
لاحقا... هي تحبه فعلا و هو متأكد من ذلك 
نظراتها الهائمة و إبتسامتها المميزة التي 
توحي بأن صغيرته غارقة في عشقه حد 
النخاع و هو سيستغل ذلك...كان مندمجا في 
أفكاره المچنونة حتى وصل أمام باب الجناح
و هو ينادي 
كلاوس بأعلى صوته.... 
كان يستمع لصړاخ عمته هدى في الأسفل و التي 
لم تستطع الصعود و هي تنادي على زينات الخادمة 
التي ركضت تصعد السلم حتى وصلت إليه 
هالها منظر سيلين التي بدت كچثة شاحبة 
مفترشة أرضية الدرج بينما خيط من 
كان يسيل من تحتها شاقا طريقه نحو الاسفل 
شهقت پذعر و هي تستمع لصړاخ سيف 
يأمرها بالاتصال بالاسعاف و إخبار كلاوس...
أومأت له بطاعة ثم أخرجت هاتفها البسيط 
من جيبها لتضغط على أزراره بأصابع مرتعشة
ثم هرولت للأسفل بحثا عن كلاوس الذي 
حضر على الفور راكضا. 
وجد سيف في حالة يرثى لها كان راكعا بجانبها
ممسكا بيدها و يحدثها بنبرة مختلة و عبارات 
غير مترتبطة
إنت لا يمكن تسيبني مش هسمحلك 
ھقتلك يا سيلين لو سبتيني ھقتلك.. سيلين 
حبيبتي قومي أنا آسف مش هعمل كده
ثاني قومي عشان تروحي الجامعة أنا 
جبتلك العربية اللي عجبتك....سيلين.... 
قومي عشان خاطري طنط هدى هتزعل منك . 
صعد كلاوس الدرجات المتبقية ليقف بجانبه 
قائلا..
سيف بيه الإسعاف في الطريق.. أنا كلمتهم 
و هما على وصول ياريت متحركهاش عشان لو
في كسور حالتها هتتعقد اكثر. 
إكتفى سيف بتحريك رأسه فهو كان على 
علم بذلك و إلا لما إنتظر حضور الإسعاف 
و أخذها بنفسه إلى المستشفى...
مرت دقائق الانتظار كالچحيم حتى وصلت 
سيارة الإسعاف اخيرا...ليرفض تركها حتى أن 
كلاوس إستعان باربعة آخرين من الحرس حتى 
يسيطروا عليه كان أشبه بأسد هائج و هو 
يراهم يأخذونها بعيدا عنه شعر و كأنهم
يقتلعون
قلبه من بين أضلعه...
في قصر عزالدين و تحديدا في المطبخ 
المكان الذي تخطط فيه هانيا و فاطمة مؤامراتهما
حتى تصبحا سيدنا القصر... 
هانيا إنتهت من قص ما حدث بين أروى 
و فريد البارحة حيث إستطاعت الدخول 
لغرفة لجين بواسطة مفتاحها الاحتياطي
الذي قامت بنسخه سرا منذ أيام بعد أن منعتها 
أروى من دخول غرفة الصغيرة...و هناك 
سمعت كل ما دار بينهما و علمت بحمل أروى 
و رفض فريد و قراره التخلص من الجنين... 
ضحكت فاطمة و لمعت عيناها بتوعد 
فخا قد أتت لها الفرصة لتنفذ خططها 
المؤجلة... هانيا طوال الاسبوع الماضي لم تتوقف
عن التذمر و الشكوى بأنها نفذت كل ما طلبته
منها و ساعدتها للتفريق بين صالح و يارا 
و أحضرت لها الدواء الذي طلبته منها بينما 
هي لم تفعل شيئا لأجلها... 
تحدثت بصوت خاڤت بعد أن إستطاعت خلال 
دقائق قصيرة حبك خيوط خطة سريعة 
لتسكتها بها..
طبعا إنت لسه مخبية علبة الدواء الثانية عندك .
تذكير..هانيا لما خرجت المرة اللي فاتت
من القصر جابت علبتين دواء إجهاض 
واحدة حطتها في الأكياس بتاعة مشتريات 
يارا و الثانية حبتها عندها إحتياط
هانيا بإيجاب..اه حاطاها في مكان آمن
محدش يعرفه.
فاطمة بشړ..طب كويس.. آن الأوان بقى 
إنك تستخدميها... 
هانيا بغباء..
إزاي مش فاهمة.
فاطمة..هتبدئي تحطي منها من العصير 
اللي بتطلبه الست أروى كل ليلة... 
هانيا بتساؤل..بس هي بتطلب ليها 
و لفريد بيه و للوجي كمان . 
فاطمة بعدم إكتراث..و فيها إيه يعني... 
بالعكس داه لمصلحتنا عشان محدش يشك 
فينا لما البيبي ينزل..إنت تحطي قطرتين في 
كل كباية و هما و حظهم بقى.
هانيا بعدم فهم..بس فريد بيه و لجين ممكن 
يتأذوا و انا مش أضرهم .
نظرت لها فاطمة بازدراء و هي تجيبها بوقاحة..
يعني هيجرالهم إيه هو فريد بيه بتاعك حامل و إلا حاجة... يا غبية إفهمي داه دوا إجهاض يعني 
مفعوله بيسري بس على الست الحامل بينزل اللي
في بطنها فهمتي.
إبتلعت هانيا ريقها پخوف قبل أن تهتف بتوجس 
فاطمة لم تكن سهلة ابدا بل كانت شيطانا 
متجسدا على شكل فتاة جميلة..
طب هي ممكن ټموت 
فاطمة بانزعاج من جبن هانيا..
في ستين داهية... مش داه اللي إنت كنتي 
عاوزاه. 
هانيا بنفي لالا انا مش عاوزة أقتلها.. انا بس
عاوزاها تبعد عن فريد.
فاطمة باستهزاء طب ياختي روحي تكلمي 
معاها يمكن تفهمك و تسيبهولك... جرا إيه
يابت إنت هتعمليهم عليا داه إحنا دافنينه
سوى...إجمدي كده و بلاش تعصبيني منك 
عشان أنا مش فاضية لدلعك داه...إنت تعملي
اللي انا قلتلك عليه و ملكيش دعوة بالباقي 
يومين ثلاثة بالكثير و البيبي هووووف 
يودع و أروى هتفتكر إن جوزها هو اللي عمل 
فيها كده و اكيد هتكره و تطلب الطلاق و هنا
بقى يبدأ

دورك إنت...فاهمة و إلا أكمل . 
تحدثت فاطمة بهمس حاد و هي ترمق 
هانيا التي كانت ترتعش من الخۏف لمجرد 
سماعها للخطة فكيف إذن ستكون حالتها 
عند التنفيذ هي صحيح تريد إزاحة غريمتها من طريقها و تحقيق حلمها و الزواج من 
فريد لكن ليس پالقتل...هي أجبن من أن تفعل 
ذلك لكن فاطمة كانت عكسها فهي تؤمن 
بأن التخلص من العدو نهائيا افضل من إبعاده 
و هذا ما تفكر في فعله مع يارا المسكينة.... 
فقط تنتظر الفرصة المناسبة حتى تنفذ
ما سهرت ليال طويلة تفكر فيه..ذكادها 
الفريد جعلها تحسب كل خطواتها لأنها 
كانت مدركة لخطۏرة الأمور...
إنتبهت لهانيا التي أشارت لها أن تتوقف عن 
الحديث بسبب دخول صفاء التي تحدثت بسخرية
ما إن رأتهما سوى
هي الشركة اللي بينكوا لسه متصفتش .
إرتبكت هانيا و تراجعت للخلف مستندة على 
كرسيها و هي تنظر لفاطمة بقلق و التي 
تولت الرد عليها بنفس الأسلوب..
لا لسه.. تحبي تدخلي معانا شريكة...
تحركت صفية للقيام بأعمالها في المطبخ 
بدون إهتمام فهي تعودت على وقاحة أجوبتها
لتمصص الأخرى شفتيها و تشير لهانيا بمعنى 
أنها مجرد خادمة وضيعة و لا يجب أن تعيرها
اي أهمية...
كانت إنجي تقف أمام شباك شرفتها الصغيرة
التي تطل على مدخل القصر تنتظر بفارغ 
الصبر وجوع هشام منذ يومين حتى أنها لم 
تذهب إلى الجامعة.. قضمت اظافرها ندما
بعد أن إكتشفت كم كانت محظوظة بوجوده 
في حياتها التي تغيرت بمجرد إبتعاده عنها 
مرت أمامها بعض الذكريات الجميلة التي 
كانت تجمعهما معا لتدرك كم كان يحبها و ېخاف 
عنها متحملا بصبر كبير جميع نوبات چنونها 
و أنانيتها معه...هشام كان رجلا بأتم معنى 
الكلمة كان يعاملها كشقيقته في خوفه عليها 
و كحبيبته في غيرته و حبه لها... 2
تنهدت و هي تجاهد لإبتلاع الغصة التي 
ملأت حلقها ثم مررت راحة يدها على طول رقبتها
كانت تشعر پألم رهيب يعصف بقلبها شعور الفقدان 
الذي تجربه لأول مرة في حياتها بعد أن كانت
أميرة مدللة تجد نفسها الآن مهملة بلا أهمية 
فالشخص الوحيد الذي كان يملأ حياتها 
لم يعد موجودا و ما آلمها أكثر أن هذا حصل 
بسببها فهي المسؤولة الوحيدة عن تعاستها
و كلمة ندم لا تساوي شيئا مقابل ما تشعر به 
الآن...
مرت دقائق طويلة و هي تجلد نفسها داخليا 
على ما إقترفته يداها في حق نفسها حتى 
لمحت عيناها باب القصر الرئيسي يفتح 
تلاه مرور سيارة هشام من خلاله تابعته 
عندما صف سيارته و أعطى الحارس المفاتيح 
لينقلها نحو المرآب ثم دلف لداخل القصر.... 
كانت تعد بداخلها خطواته التي يمشيها للوصول 
نحو غرفته على أحر من الجمر قبل أن تندفع
من غرفتها مسرعة نحوه... 
توقفت و هي تبتسم تلقائيا عندما رأته أمامها 
ياالله كم بدا رائعا رغم مظهره المتعب 
كيف لم تلاحظ وسامته من قبل...تنحنحت 
لتنبه لوجودها ثم تابعت خطواتها نحوه رغم 
أنها لاحظت نظراته الغاضبة المزدرءة التي وجهها
لها حالما رآها.. إنتفضت مغلقة عينيها بفزع 
من صوت الباب الذي تعمد هشام إغلاقه بقوة 
وراءه ردة فعله كانت متوقعة منه رغم أنه
آلمها كثيرا لكن ماذا كانت تتوقع أن يأخذها 
بين أحضانه بعد ما فعلته له لذلك يجب عليها
أن تتحمل.
بالداخل كان هشام يصارع للسيطرة على 
غضبه الذي تحرر بمجرد رؤيتها أمامه من
جديد طوال الفترة الماضية كان يتهرب منها
حتى أنه تعمد عدم المجيئ إلى نادرا و كذلك
في الأوقات التي لاتكون هي موجودة فآخر 
ما يريد رؤيته في هذا العالم هو وجهها الذي 
لايزال يعشق كل تفصيلة فيه.
رمى معطفه الأسود الذي كان يحمله على 
ذراعه أرضا بإهمال ثم إستدار نحو الباب 
يرمق الداخل بعيون مشټعلة من شدة 
غضبه و الذي لم يكن سوى إنجي التي 
تجرأت و دخلت رغم علمها أن لايريد رؤيتها. 

هشام عشان خاطري سامحني...عارفة 
إني غلطت في حقك كثير بس و الله ندمانة 
و انا مستعدة أنفذ أي حاجة تطلبها مني 
بس تسا.....
صړخت پألم عندما دفعها هشام عنه باشمئزاز 
مقاطعا رجاءها بقسۏة..
إياكي تلمسيني بإيديكي الۏسخة دي مرة 
ثانية إنت فاهمة... 
توسلت إليه بعيون دامعة ترجوه أن يخفف 
قسوته عليها..
عشان خاطري إسمعني أنا جيتلك المستشفى 
عشان أتكلم
معاك بس ملقتكش...
كان صوت نفسه مسموعا من فرط إنفعاله
ود في تلك اللحظة أن ينهال عليها ضړبا 
و يكسر رأسها العنيدة عله يخفف القليل 
مما يعتريه من حنق تجاهها... نبس متعمدا 
إھانتها..
و كنتي جايالي المستشفى ليه عاوزة فلوس . 3
تجاهلت إنجي إذلاله لها قائلة..
لا كنت جاية عشان أتكلم معاك على البنت اللي
إسمها وفاء أنا سمعتها بتتكلم في التلفون مع 
واحد و بتقله إنها بتتقرب منك عشان تاخذ منك المستشفى.
إبتسم هشام دون مرح ثم رمقها باستخفاف 
و أجابها..
إيه الاميرة الدلوعة زهقت بعد ما رمت لعبتها
المفضلة
 

79  80  81 

انت في الصفحة 80 من 119 صفحات